"ان تكون أملاً لامعا وتمتلك ما يحلم به الجميع

يتطلب منك ان تبقى عالقًا في صراعٍ بين جانبك القاسي وجانبك الحنون ...

أحدهما يصرخ في وجهك بالمنطق، مُحاولًا دفعك للتخلي عن مشاعرك من أجل سلامة الجميع

بينما الآخر يذرف الدموع، مُستسلماً محاولا مقاومة رماح الواقع التي تدمر روحه "

﴿***﴾

برود غريب يعلو ملامحها

كأن غلاف من الانكسار يحيط بها

ذكريات متقطعة تتضارب داخلها، تُذكرها بخسارتها، وبواقعها القاسي، بضعفها الذي يخنقها

تعدّلت في جلستها، ونظرة حازمة تعلو عينيها، قالت بصوت راسخ وبارد

"طفح الكيل..."

ببطء، رفعت وسادتها لتكشف عن الخنجر الذي خطفته من حارس الزنزانة

خنجراً يلمع في خفاء الظلام.

جرحت رأس إصبعها ، وبدقة بالغة ، رسمت نجمة خماسية على أرضية الزنزانة الحجرية

بسرعة، طعنت ظاهر يدها، تاركة دماءها تتدفق بحرية كالنهر ، لتحتشدت من حولها أرواح منبعثة من أعماق الأرض

ارواح القوى الاربع

وقالت بصوت مفعم بالبرود ، بينما استمرت دماؤها بالانسياب بين زوايا النجمة و ارواح القوى الاربع تتلألأ حولها متأهبة لتلقي الاوامر من سيدتهم

"عاصفة الشمال، لهيب الغرب، جليد الجنوب، صخور الشرق "

" لتُكسر سلاسل الواقع و يُدفَن الواقع المنسي"

بينما كانت دماؤها تتدفق ببطء، بدأت النجمة الخماسية تتوهج بلمعان غير عادي

و الارواح الاربع تحوم حول السيدة المحطمه

" أمرك سيدتي "

سرعان ما انبعث ضوء ساطع، يتراقص في الهواء مع تهامسات الارواح بالتعويذة التي القتها سيدتهم

مع تزايد الوهج، بدأت الذكريات العشوائية بالظهور حولها ثم تبدأ بالتلاشي فور ترديد الأرواح الاربع للتعويذة

تتناثر في الهواء وتختفي كذرات الزجاج

صور من الألم، من الخسارة، من العجز، انبعثت كأشباح مختفية، وسط جدران الزنزانة التي ظلت محبوسة فيها طويلاً

وفي تلك اللحظة، شعرَت بسلاسل الزمن تنكسر تحت وطأة ذلك النور، تتلاشى كالدخان في مهب الريح. أصداء الكسر كانت كأغنية حزن تتحول إلى لحن انتقام

تعمق النور في أعماق روحها، ينقلها من ظلام الزنزانة إلى آفاق جديدة، كأنما كان يُعيد تشكيل قدرها

دفقٌ من الأمل تنفجر في قلبها، كانت لحظة تعيد تشكيل هويتها، وتمنحها القوة التي فقدتها منذ زمن بعيد

" سأقلب أدوار الواقع المنسي "

***********

جو عاصف بارد .... هدوء غير مرغوب به يسود القاعة ذات الطراز الملكي ... العرق البارد يتصبب على جبينها و الصدمه و الخوف يعلوان ملامحها ... محتضنة لإبنها صاحب السنتين كأنها تحاول إخفاءه بين أضلعها

تُهَم متتالية تُلقى عليها كمطر من حجارة ، كانت تشعر بأن جرحًا جديدًا ينفتح في قلبها، جرحًا يمتد عميقًا، يبتلع كل شجاعتها وصبرها

و تحت وطأة نبرة الملك الغاضبة ، تلاشت آخر ذرة احساس لديها ، كلماته تلك كانت كسهام من جليد تخترق قلبها

" ديانا فوكاريجيا ، أميرة سيكوندا بروفينسيا أنت متهمة بالخيانه العظمى ، خيانتك للعائلة الملكيه فوكاريجيا و خيانتك للعائلة الامبراطورية أمران سيكلفانك حياتك ، تطبيقا للقانون ، سيتم اعدامك في برج القصر الرئيسي بعد 10 أيام ، و ذلك يتضمن ايضا اخذك كامل عقوباتك كما يجب !"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

{سيكوندا بروفينسيا : بمعنى المقاطعه الثانيه و التي هي مملكه النار و التي تُعتبر المملكه الثانيه في الإمبراطورية }

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

صاعقة نزلت عليها كالسيف، أصابت روحها قبل جسدها . تخدرت حواسها تمامًا ، مع ان نظرات الغضب في عيني والدها، وأعين إخوتها التي امتلأت بالاشمئزاز، كانت كافية لتحطيمها إلى شظايا لا تعد.

بدأت أنفاسها تتباطأ كأن الهواء نفسه يخنقها، وألمها النفسي تصاعد حتى تسلل إلى أوصالها، مخدرًا كل إحساس.

لم تدرك حتى أن الحرس الملكيين قد جرّوها نحو الزنزانة الأرضية.

كانت تتحرك كدمية بخيوط ، تستجيب لأوامرهم دون وعي ، تحول ألمها النفسي إلى فراغ قاتل، أشبه بشخص ينزف بهدوء على طريق مفروش بالأشواك

عندما وصلوا إلى الطابق الأرضي، وقفت على عتبة الممر الطويل المؤدي إلى الزنزانات.

نظرت بنظرات فارغه نحوه و قالت في نفسها

"هذا المكان الذي سيصبح موطني الأخير في هذا العالم "

وبينما كانت خطواتها تتثاقل، التقطت مسامعها صوتًا دائمًا ما وجدت فيه الأمان

كان صوت أخيها، أيدن القائل بنبرة جليدية

"أيها الحراس ... عودوا إلى مواقعكم سأتكفل بأمر الاميرة "

كان الحراس يعلمون ان رفض أوامر الامير آيدن تعتبر انتحارا ... قالوا بصوت واحد ثم غادروا إلى مواقعهم

" أجل سيدي "

شعرت ديانا بوهج أمل صغير يشق طريقه داخل ظلام روحها، كأنه شعاع شمس يخترق سماء معتمة. فكرة أن هناك من يصدقها في هذه البلاد كانت كافية لتُهدّئ شيئًا من عواصف قلبها و هذا الشخص كان أخاها الاكبر !

كانت على وشك أن تتحدث ... أن تنطق بأي كلمة تترجم ارتباكها وشكرها ، لكنه قاطعها بنبرة جادة حملت معها كشفًا غير متوقع:

"الأميرة ديانا، أنا لست أيدن. أنا حارسك الشخصي، داميان. اضطررت للتنكر في هيئة الأمير لأتمكن من الوصول إليك."

تجمدت نظراتها عليه ، راقبت ملامحه التي لم تتغير

شعرت بهالة سحرية غريبة تنبعث منه ... هالة لا يمكن أن يشعر بها إلا من كان مستخدمًا نقيًا لقوى العناصر.

في تلك اللحظة، أدركت أنه يقول الحقيقة و كافحت لإخراج جملة تحمل لحنا للاستسلام في نبرتها

" داميان ... لا فائدة ... حتى لو هربت سيكتشفون الامر و يبحثون عني ... لتلّقي عقوبتي ... و اذا علموا انك الشخص الذي ساعد في ذلك ... ستقطع رأسك معي أيضا لذا إرحل فحسب "

استشعر داميان كمية الألم في كلامها و ادرك ان محاولة اقناعها بالهروب لأجل سلامتها لن تكون مجدية لذا قرر اقتلاعها من غيبوبتها عن طريق تذكيرها بنقطة ضعفها

" و الامير ليونارد ؟؟ أستدعينهم يقتلونه ؟ أتقبلين أن يتم بيعه في سوق للعبيد و ان يعيش كأسير حرب ؟؟ أستدعينهم يسلبون براءة طفل بلغ لتوه السنتين ؟؟ ألست ٱمه؟؟ من سيفكر فيه و يحس به أكثر منك ؟؟ اذا تخليت عنه الآن فسيتخلى عنه العالم بأسره مستقبلا و سيكون شرارة الحقد و الشر التي ستحرق كل شيء ... أترضين هذا لإبنك؟؟ "

كلامه كان بمثابة دلو مملوء بمياه جليدية يُسكب عليها ... قالت في نفسها بينما تفتح عينيها على مصرعيهما 'ليونارد كيف نسيته ! أي ام انا بحق الخالق ؟'

رغم كون جرحها النفسي نتيجة انقلاب عائلتها عليها لا يزال ينزف

الا انها قررت الدوس علر مشاعرها و حماية آخر ما بقي لديها في هذه الحياة ، إبنها ليونارد الذي تم اخذه لزنزانه منفصلة في الطابق الثاني و طفلها الثاني الذي في بطنها و الذي لا يعلم به الا شخص واحد و هو خادمتها الشخصية ، كانت تخطط لجعلها مفاجئة لولي العهد زوجها و العائلتين الملكيه و الامبراطورية لكن الاحداث انقلبت فجأة لتجد نفسها متهمة بالخيانه العظمى لكلتا العائلتين

حاولت جمع شتات نفسها و مقاومة شعورها اليائس و رغبتها في الاستسلام و قالت بينما تتقدم نحو داميان

" ما رقم الزنزانه التي وُضع فيها ليونارد ... و كيف سنستعيده دون رؤية الحراس لنا "

ناولها داميان قلادة مكونة من حجر قمر ازرق اللون منحوتا على شكل وردة من خمس بتلات متدليا على خيط رفيع مصنوع من سحر خاص مضاد للتمزق قائلا بنبرة هادئة محاولا شرح كل شيء

" هذه قلادة سحرية معبئة بسحر خاص تمكنك من التنكر بهيئة اي شخص تريدين بشكل مؤقت ، و هي الاداة التي استعملتها للتنكر بشكل اخيك الاكبر الامير آيدن و المجيئ الى هنا ، الآن سترتدينها و نتنكر بزي حراس الزنزانه و نُخرج الامير ليونارد من هناك ، أعلم انك تتساءلين من اين حصلت على كل هذا ،سأشرح لك كل شيء بعد هروبنا بسلام "

نظرت الاميرة ديانا مطولا في وجه داميان بملامح لم يتمكن داميان من تفسيرها ، اخذت القلادة و ارتدتها دون ان تنبس باي حرف ، متنكرة بذلك بزي احد الحراس ، و قامت بتتبع داميان الي زنازن الطابق الثاني متجهة الى ابنها

تعود احاسيسها شيئا فشيئا بتزايد دقات قلبها خوفا على ابنها و خوفا من انكشاف محاولتها بالهرب معه

وصلت الى الطابق الثاني حيث زنزانه ابنها ، كانت طول الطريق تفكر كيف ستقوم بإلهاء الحرس لأخذ ابنها لكنها تفاجأت بكون الحراس غائبين عن الوعي مقيدين و محبوسين في الزنزانه المقابلة لزنزانة ليونارد إبنها ، رمشت للحظة موجهة نظرها نحو داميان

حاول داميان تجاهل نظراتها التي تنتظر تفسيرا ، اتجه مباشرة نحو زنزانة ليونارد و قام باستخراج مفتاحها من احد جيوبه الخلفية ، فتح الزنزانة و اسرع الى ليونارد النائم بهدوء في احد زوايا الزنزانة الحجرية و حمله آخذًا إيّاه إلى والدته

إحتضنته ديانا فور رؤيته هامسة في أذنه بصوت دافئ حنون مع شعور طفيف بالذنب

" أتمنى أن تسامحني على غفلتي ... أنت بمأمن الآن ليونارد "

وجهت نظرها ألى داميان الذي كان يقرأ مخطوطه ما ، كانت على وشك سؤاله عن الخطوة القادمة لكنها تفاجأت به يتجه الى أحد جدران الزنزانه واضعا يده عليه مرددا بنبرة جادة

"بأمر من سيدة القوى و الحامية القادمه للإمبراطورية سيقوم لهيب الغرب بفتح الطريق أمامنا للمكان المنشود"

اعاد نفس الجملة لثلاث مرات متتالية و في كل مرة تصبح نبرة صوته اعلى و أشد ، ظهرت شرارة نار صغيرة على الجدار الحجري و في ثواني قليلة تحولت شرارة النار تلك لنار أكبر مشكلة طائر عنقاء ناريا على الجدار ، زادت شدة اللهيب بانتشاره على مستوى الحائط و في ثواني قليلة فُتِحت بوابة على مكان ما

كان كوخا خشبيا بتصميم أنيق ، يبدو عليه انه خالٍ منذ مدة طويلة نوعا ما ، تقدم داميان أولا ثم اردف قائلا :

" سيدة ديانا تفضلي بالمرور قبل إكتشاف امرنا"

كان هناك آلاف الأسئلة التي تدور في عقل ديانا لكنها رأت ان الوقت غير مناسبٍ لطرحها ، تبِعَت داميان محتضنة لطفلها الى داخل الكوخ و بمجرد عبورهما كانت البوابة على وشك ان تغلق لكن يدًا دخلت عبر البوابة فجأة

تجمدت أطراف ديانا ، ظنت أن أحدا قد إكتشف هروبهما و لحق بهما ، قدّم لهمها ذلك الشخص مخطوطه ما تشبه المخطوطه التي قرأها داميان سابقا ثم سمعت همسا خافتا أنثويا قادما من خلف البوابة

'حظا موفقا...'

و بمجرد سحب الشخص ذاك ليده ٱغلقت البوابة بالكامل ، وجهت دبانا نظرها لداميان و قالت بنبرة جادة

" لننظف المكان اولا و بعدها فلتشرح لي كل شي هناك الكثير من الاسئلة التي عليك الاجابة عليها ، اكره الجلوس في مكان مملوء بالغبار "

كان داميان يقرأ المخطوطه التي قُدِمت له بعناية ، قبل ان يجيب على كلام ديانا

" من قال اننا سننظف هنا ... إتبعيني "

اتجه داميان نحو احد الأرائك القديمه الموضوعة في أحد زوايا الغرفة قام بإستخراج مخطوطه ثالثة مكتوبة بلغة غريبة و وضعها على الأريكه القديمه ، فُتِحت بوابة سحرية أخرى حيث إختفت الأريكة القديمة و حل مكانها درج يؤدي الى طابق مخفي أسفل الكوخ

اتجه داميان الى الطابق المخفي و ديانا تتبعه حاملة لإبنها ، زاد تزاحم الاسئلة في رأسها

'داميان حارس شخصي فحسب و ليس أحد افراد العائلة المالكه او أحد السحرة الخمس كيف استطاع إستعمال السحر و صنع ادوات سحرية ؟ و كيف استطاع ان يكلم عنصر النار ؟ أعرف داميان حتى مع صدقه و قوته لن يطاوعه قلبه أن يسرق أحد المستندات الملكيه من قصر سيكوندا بروفينسيا ، لدي الكثير من الاسئلة عليه الإجابة عليها '

قطع سيل أفكارها صوت داميان المطمئن

" قد وصلنا بأمان ! الحمد لله ! "

نظرت ديانا حولها بينما تضع إبنها على الارض كان هناك بيت كامل أسفل ذلك الكوخ القديم ، كان نظيفا و دافئا و مجهزا بكل ما تحتاجه ، نظرت إلى داميان الذي يقوم بتغيير الحطب في المدفأة و قالت بتساؤل

"داميان بحق الله ، كيف علمت بوجود هذا المنزل او لنقل بشكل أدق كيف خططت لكل هذا ؟ من الادوات السحرية الى عنصر النار وصولا الى منزل مضاد للسحر أسفل الارض ؟ "

اتجه داميان الى الأريكه و جلس مستعدًا لسرد كل شيء

" سموها من فضلك أجلسي جانبا و سأسرد كل شيء "

جلست ديانا مقابلة له و أومأت برأسها كإشارة لداميان لأن يبدأ السرد

" في الليلة التي سبقت سجنهم لك أي قبل يومين من الآن كنت في أحد ضواحي سيكوندا بروفينسيا عائدا من مهمة ملكية وقتها كنتي في سجن إمبراطوري أي انك لم تكوني في مملكتنا ، عندما وصلت للقصر كان مقلوبا رأسا على عقب و العبارة الوحيدة التي تتكرر في كل زواياه هي ' الاميرة ديانا خانت العائلة الامبراطورية ' ' سموها ولية العهد إرتكبت خيانة عظمى ' ' الاميرة دمرت صورتها الجيدة لدى الكل و سيتم تقرير مصيرها سيتم إحضارها غدا من القصر الامبراطوري ' بمجرد سماعي لكل هذه العبارات بدأت الاستفسار حول ما حصل و الكل كان يقول أنك خنتِ ولي العهد و ان الامير ليونارد لا يحمل الدماء الامبراطورية كما قيل أنك سربتي الوثائق الملكية للمقاطعة الثانية إلى المملكه المعادية ، كل من في القصر كان متشبثا بهذه الحكاية ، ذهبت مسرعا بعد سماعي كل هذا إلى الأمير محاولا الاستفسار عن الحقيقة لكن شيئا مفاجئا حصل

ظهر فجأة طائر عنقاء ناري حولي و إلتهمني بنيرانه ، لكن المفاجئ في الامر أن نيرانه كانت دافئة اكثر من كونها حارقة و لم يحصل لي شيء لكنني كنت مغمض العينين و عند فتحي لهما كنت في مكان مختلف تماما كان قصرا فخما ذا تصميم خيالي لم ٱركز مع القصر بسبب ذهولي ، سمعت صوت أقدام خلفي ، و فور إلتفافي لرؤية من خلفي وجدت فتاة ما بدى أنها صغيرة في السن ، 20 او 19 سنة في عمرها لكن شعرها الطويل كان ابيض بالكامل رغم صغر سنها كانت حسناء و تأخذ منك بعض الشبه بطريقة ما نظرت إلي ثم إبتسمت و قالت بنبرة متفائلة

" إذا إسمك داميان إذًا ؟ تشرفنا ! "

كانت تتحدث و كأنها رأتني من قبل ،سألتها دون وعي

" أتقابلنا من قبل ؟"

نظرت إلي بنظرة جانبية ثم قالت بإبتسامة

" قابلتك أنا ، أنت لم تقابلني بعد ،هذه المرة الاولى التي تراني فيها ،و ستكون الاخيرة التي ستراني فيها بهذا الشكل ... ربما ؟ "

لم أفهم مالذي كانت تقصده او ما ترمي إليه بعباراتها ، قلت بينما ارمقها بنظرات متشككة

" من انتِ؟ و مالذي تقصدينه بكلامك المبهم ؟"

إبتسمت نفس ابتسامتها السابقة و اكملت بنبرة مرحة

" ستعرف من انا مستقبلا ،الوقت ليس مناسبا الآن ، فبعد كل شيء أحضرتك هنا لسبب آخر ، سبب أهم بالنسبة لك "

تغيرت نبرتها إلى نبرة أكثر جدية و إعتلت نظرة جليدية وجهها

" انت هنا لإنقاذ الاميرة ديانا فوكاريجيا من الاعدام و المساهمة في اصلاح ما سيتدمر مستقبلا ، سأعطيك كل ما يلزمك في مهمتك من ادوات سحرية و مخطوطات سحرية و مستندات و اماكن لمساعدتك كما أنني ساعطيك خطة محكمة لتتمكن من الهروب بديانا و طفلها ليونارد ، أعلم انك تشكك بأمري الآن لكن ليس لديك خيار سوى تتبع اوامري ، قد رأيت بنفسك حجم المصيبة التي وقعت بها سيدتك رغم كونها بريئة من التهمة الموجهة إليها "

شخص يعلم كل هذه الاشياء بالتأكيد ليس شخصا عاديا ، لذا لم يكن أمامي خيار سوى تصديقها

قلت بنبرة جادة واضعا يدي على قلبي بوضعية احترام و طاعة

" شرف لي أن اكون المنقذ لسموها ، سأفعل كل ما بوسعي لتنجح خطتك و يصلح كل شيء "

نظرَت إلي الفتاة بملامح لم أجد لها تفسيرا ثم بدأت بسرد تفاصيل الخطه

" الآن عندما ٱعيدك ستعود بعد يومين من اخذي لك أي في اليوم الذي تأتي فيه ديانا الى المقاطعة الثانية لسجنها حتى تتلقى العقوبات كلها ، ستستخدم الأدوات السحرية للتنكر و فتح البوابات و تغيير الاصوات ، قد جهزت لها مكانا للإختباء و جهزت لك دليلا لإختفائك طيلة يومين و نصف ، ستأخذ ديانا الى المخبأ الذي سأدلك عليه ثم ستعود فورا للقصر و انا سأتكفل بالباقي ..."

إستمعت إلى شرحها بالتفصيل ، بعد ذلك مباشرة أتيت إليك "

إستمعت ديانا لكل ما قاله داميان بتمعن ثم اردفت قائلة

" أتساءل من هذه الفتاة التي تستطيع إستخدام السحر و التي تعلم كل هذه المعلومات ؟ أهي أحد السحرة الخمس ؟ "

قال داميان نافيا

" لا أظن ذلك ، رأيت كل السحرة الخمس و لم تكن بينهم فتاة مثلها "

فكرت ديانا و اكملت بنبرة هادئة

" قد قلت سابقا أن لهبا لطائر عنقاء قد غلفك و أخذك الى قصر مجهول ، لا بد انها إستعملت عنصر النار ، و السحرة لا يستعملونه ، يمكن لأحد افراد احد العوائل المالكة استخدام قوة العناصر الخاصة بكل مقاطعه من بين المقاطعات الاربع ، من تكون بحق الله هذه الفتاة و كيف تعلم كل هذه الاشياء التي من المفترض أن يعلمها الا افراد العائلة المالكة "

اكمل داميان محاولا تغيير الموضوع

" على كلٍ قد تمت عملية الهروب بنجاح الآن حان الوقت لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة و هو اثبات اختفائك بحجة مقنعة او إثبات موتك ، مع إثبات براءتي كما قالت الفتاة المجهولة تلك ، سنكون بخير فكل شيئ قد تم التخطيط له بعناية "

لاحظت ديانا انه يريد تغيير الموضوع لذا آثرت السكوت على متابعة الحديث و قالت بينما تستعد للنهوض لتغيير ملابسها و ملابس إبنها ليرتاحا من تعب الايام الثلاثة السابقه

" كن حذرًا في مهمتك التالية ، وجودك أمر مهم ، فأنا لا اعرف مالذي خططت له بالضبط مع الفتاة ، حاول عدم التأخر "

اومأ داميان برأسه ثم بادر بالخروج من المنزل مستعملا مخطوطة سحرية بنفس الطريقة التي دخل بها إليه ، كان هذا المنزل عازلا للصوت و السحر عن العالم العلوي او لنقل لم يكن أسفل ذلك المنزل القديم من الاساس ، إستغلت الفتاة المجهولة تلك كون ذلك المنزل القديم يقع في منطقة مهملة من طرف السحرة و العائلة الامبراطورية كونه مضادا للسحر لذا تم حظر الدخول إليه او العيش فيه فحسب , لذا قامت بوضع ممر سحري في أحد زواياه بعد بحثها عن زاوية شبه مضادة للسحر فيه اي ان وضع كميات معتبرة من السحر مع قوة احد العناصر فيها ستفتح ممرا إلى مكان آخر و لا يفتح هذا الممر الا بتعويذة خاصة يكتبها من صنع الممر و هذا ما قامت به الفتاة ، عيبه الوحيد أنه لا يمكن استعمال سحر التنقل الآني فيه لخارج القارة ، لأنه و بفور استعمال سحر التنقل الآني لمغادرة المقاطعة او القارة ، تنشأ موجه سحر يحس بها معشر السحرة الحارسين للقصر الرئيسي و سيدة القوى بالاضافة الى المستعملين النقيين لطاقة القوى ، كالامير أيدن و اخيه .

وضعت الفتاة المجهولة ممرين الاول هو الممر الذي دخلا منه و الممر الثاني ممر سحري يأخذ للقصر مباشرة لتنفيذ النصف الثاني من الخطة و التي سينفذها داميان

بعد نطقه للتعوذية السحرية و انتقاله إلى القصر الملكي ، فتح عينيه على زنزانة ما ، كانت الزنزانة التي وُضِعَ فيها ليونارد إبن السيدة ديانا ، تفاجأ داميان من كونه مقيدَ اليدين و القدمين مرميا في أحد الزوايا و صوت رجولي لشخص في الستينات من عمره يخترق ٱذنه

" الحارس الشخصي للخائنة ؟ كيف وصلت إلى هنا ، يبدو ان لديك علاقة بمهرب الاميرة "

رد داميان بصوت جاف

" سمو الملك فوكاريجيا ... "

كل ما فكر فيه داميان الآن بعد سماعه لما قاله الملك أن الفتاة ال

سابقة قد خدعته ليتم سجنه بدل ديانا

﴿ يَــــتْبَـــعْ ﴾

" أَسْـــتَــغْــفِرُ الـلـهَ " {3}

"الحَــمْدُ لـلـه" {3}

"الـلـه أَكْبَــر"{3}

"سُــبْحَـانَ رَبِي الأَعْــلَى"{3}

" سُبْــحانَ الـلـه العـظيـم "{3}

2025/05/09 · 9 مشاهدة · 2950 كلمة
هالفيتي
نادي الروايات - 2025