﴿الإمبراطورية Lunazurri ﴾
تُعد إمبراطورية Lunazurri الإمبراطورية الأقوى في هذا العالم، وقد حكمت عبر قرون من الزمن بقبضة حديدية، مدعومةً بقوة سحرية ونظام سياسي صارم. تتألف الإمبراطورية من أربع ممالك رئيسية، لكل منها عنصرها الخاص: مملكة الرياح، مملكة النار، مملكة الجليد، ومملكة الأرض.
في قلب هذه الإمبراطورية تقع المدينة الإمبراطورية، العاصمة الكبرى، التي تحتضن القصر الإمبراطوري. هذا القصر هو مركز السلطة العليا، حيث تُتخذ أهم القرارات ويُدار مستقبل القارة.
لكل مملكة من هذه الممالك عائلة ملكية خاصة وملك يحكمها، إلا أنهم جميعًا يخضعون لقرارات العائلة الإمبراطورية العليا. تمثل هذه العائلة الحاكمة القوة المركزية واليد التي تُسيّر شؤون الإمبراطورية، وقد احتفظت بمكانتها عبر التاريخ الطويل بفضل تحالفاتها وقواها السحرية.
في قلب هذه الدائرة الحاكمة كانت ديانا فوكاريجيا، زوجة ولي العهد ليوريس لونازوري. وُصفت ديانا بأنها سيدة نبيلة، قوية الإرادة، محبوبة من الشعب، إلى أن انقلبت عليها الأمور في لحظة واحدة.
فقد اتُّهمت بخيانة زوجها ووطنها، وتم إصدار حكم بالإعدام عليها وعلى طفلها ليونارد، بعد أن رُوّج أن ليونارد ليس الابن الشرعي لولي العهد، وأن ديانا قد خانته مع أمير إحدى الممالك المعادية.
في البداية، كانت ديانا تعيش في سعادة في القصر الإمبراطوري، لكن هذه السعادة لم تدم. إذ أُلقيت لعنة شريرة من قبل الإمبراطورة، لعنة خبيثة أصابت كل من في القارة، وجعلت الجميع يرون ديانا خائنة. روّجت اللعنة أنها قد سربت أسرار مملكة النار إلى مملكة منافسة، وزادت الادعاءات باتهامها بالخيانة الزوجية.
مع مرور الوقت، نسي بعض الناس وجود ديانا تمامًا، بينما امتلأ قلب الآخرون بالكراهية تجاهها... كانت اللعنة قوية بما يكفي لطمس الحقيقة.
لكن وسط هذه العاصفة، كانت الإمبراطورة لا تزال تسعى لإيجاد سيدة القوى القادمة، وهي الفتاة التي وُجّهت النبوءات نحوها، والتي كان من المتوقع أن تكون ابنة ديانا.
كانت الإمبراطورة ترغب في السيطرة على قوى العناصر الخمسة لنفسها، ولذا حاولت منع ولادة السيدة الجديدة، أو انتزاع القوى عبر طقوس سرية. لكنها فشلت، إذ لا تُمنح هذه القوى إلا لمن تولد وهي حاملة لها، أو عبر اختيار السيدة الحالية.
بسبب تلك النبوءة، اشتد سعي الإمبراطورة لإيجاد السيدة القادمة، لكن ديانا خدعتها بذكاء؛ إذ زوّرت خبر وفاتها وهربت وهي حامل في شهرها الأول إلى قارة أخرى، بعيدة، ذات طابع عربي، حيث تعيش عائلة إيفان، فارس تلك الأرض.
في تلك القارة وُلدت الطفلة أمبر لونازوري، ابنة ديانا وولي العهد، وسُمّيت "أمبر" بناءً على حديث عفوي بين ديانا وزوجها حول اسم طفلهم المستقبلي.
لكن القدر شاء أن يولد هذا الطفل دون أن يرى والدها ولادتها. كانت لحظة مجيدة مختلطة بالحزن.
شهدت ولادتها سيدة العناصر الحالية روبينا (شقيقة الإمبراطور الأكبر)، وعائلة إيفان، وطبيبة بارعة من بلادهم. روبينا وحدها كانت تعرف من ستكون سيدة القوى القادمة، لكنها رفضت الكشف عن هويتها أمام الإمبراطورة التي كانت زوجة الإمبراطور الحالي آزورو لونازوري، الرجل الذي تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى سيليرا لونازوري، والدة ليوريس لونازوري.
لكن ، كون امبر ولدت في قارة اخرى ، لا يعني ان الامبراطورة لا تعلم بولادة سيدة القوى الجديدة ، حيث ان ولادة امبر ، راسخة في ذاكرة كل من كان مستيقظا في ليلة ولادتها ، الليلة التي سماها أهل لونازوري
"ليلة ولادة القمر الذهبي"
الليل كان ساكنًا، كأن العالم كله احتبس أنفاسه.
وفي القصر الصغير ، المحاط بأشجار ومياه تُضيء في الظلام، كانت روبينا قد رسمت دائرة من العناصر الأربعة، نحتتها بدمها فوق الأرض الحجرية. و السحرة الخمس يقفون حول الدائرة السحرية باستعداد
تردّدت أصداء نغمة لا يسمعها إلا ذوي القوى...
نغمة لم تُسمع منذ خمسمئة عام ، نغمة تسمع الا عند ولادة سيدة القوى الخمس
في السماء، كان القمر يتغيّر ببطء ... من الأزرق المألوف عند ولادة سيدات القوى الأربع، إلى ذهبي متّقد لا يظهر إلا مرة كل خمسة قرون، حين تولد سيدة القوى الخمس.
روبينا، سيدة القوى السابقة، رفعت عينيها للسماء. الدموع انهمرت من عينيها، لكن وجهها ظلّ صلبًا كالجبل.
"فليُفتح باب التناسخ العظيم... إن القوى لا تعود إلا لمن تستحقّها..."
وضعت يدها فوق بطن الأم، وأغلقت عينيها.
عناصر النار والهواء والأرض والجليد اشتعلت من حولها، لكن عنصرًا خامسًا-لم يكن مرئيًا- عنصر عميق كعمق البحر مختلط بالقوى الاربع للعناصر
كانت الطبيبة منهمكة، وجبينها يتصبب عرقًا، تحاول الحفاظ على حياة الأم والطفلة معًا.
لكن عند صرخة الولادة، اختفت الرياح، وانطفأت الأنوار، وانبعث وهج ذهبيّ من السماء، اخترق سقف المعبد دون أن يُحطّمه.
روبينا بصوت راسخ ، وسط توهج دائرة القوى و تأهب السحرة للدفاع في حال حدثت مشكلة في قوى الرضيعة
"لقد أتيتِ... يا من تحملين النداء الخامس... يا أمبر."
بكت الطبيبة، متأثرة بما رأت، وقالت هامسة:
"عيونها... لا تشبه أعين البشر."
الرضيعة فتحت عينيها، وبداخل بريقها ظهر لمحة من القمر الذهبي نفسه. لكنها تحولت للون الازرق الداكن المائل للاسود فور استقرار القوى ، لون جذاب و نادر يمتلكه فقط اصحاب العائلة الامبراطورية
أما داميان، الذي لم يؤمن يومًا بالأساطير، فقد فُتِحت اعينه على مصرعيهما
هو الذي ظنّ أن لا شيء في هذا العالم يُدهشه بعد.
روبينا، المثقلة بالعهود القديمة، وقفت تحمل الطفلة، ورفعت صوتها في القصر. :
"باسم قوى الزمان، والعناصر الخمسة، والدم المربوط بنبوءة قديمة... أعلن مولد أمبر، وريثة عاصفة الشمال، لهيب الغرب، جليد الجنوب، صخور الشرق"
*********
كانت روبينا، سيدة العناصر الحالية، تدرك حقيقة لم يكن بوسعها تجاهلها: حين تبلغ أمبر عامها التاسع عشر، ستكون هي قد بلغت المئة. ووفق قوانين الطبيعة والتوازن الكوني بين السحر والحياة، فإن سيدة القوى لا يمكن أن تعيش أكثر من مئة عام، وإلا اختل التوازن، وبدأت القوى تذبل وتنهار.
ورغم علمها بهذه النهاية المحتومة، لم تُظهر روبينا ضعفًا أو أسى. بل كرّست السنوات الثمانية عشر الأولى من حياة أمبر لتدريبها وتعليمها كل ما تحتاجه لتصبح سيدة قوى حقيقية.
علمتها فنون السيطرة على العناصر الخمسة: النار، والريح، والأرض، والجليد، والسحر الخالص.
دربتها على الحكمة، على فهم القلوب كما تفهم الأرواح، على أن تكون أكثر من مجرد وريثة لقوى عظيمة... أن تكون حارسة للتوازن. كانت بمثابة الام الثانية و الصديقة و الاخت لآمبر
أما ليونارد، ابن ديانا البكر، فقد أُعدَّ لدور آخر لا يقل أهمية. فبينما كانت امبر تتدرب لتتمكن من التحكم في قوتها بشكل كامل ، كان هو يتعلم أساسيات ولاية العهد على يد أحد كبار سحرة روبينا، رجل حكيم عاش عمرين في خدمة العائلة الإمبراطورية قبل أن ينشق سرًا ليخدم الخير.
وبإلحاح من روبينا نفسها، تلقى ليونارد تدريبًا عسكريًا صارمًا على يد داميان، الحارس الشخصي المخلص، الذي أصبح بمرور الوقت أكثر من مجرد مدرب، بل بمثابة قدوة وشخصية أب حامية.
أما ديانا، فبعد أن نفضت رماد حياتها السابقة، عاشت بسلام وسط عائلة داميان. تأقلمت بسرعة مع الحياة الجديدة، بعيدًا الالم الذي يجتاح صدرها كلما تذكرت ما حصل معها في القصر الامبراطوري ، او ذكرياتها الجميلة مع من كانت تحبهم هناك ، ووجدت في عائلة داميان دفئًا اشبه بالدفئ الذي كانت تعيشه مع ليوريس في القصر الامبراطوري
أصبحت جزءًا من مجتمع بسيط، لكنها لم تنس يومًا من تكون، ولا من ستكون ابنتها.
استمرت الاسرة الصغيرة هذه في العيش بهدوء مع هذا الروتين اليومي وسط الدفئ الذي كانت تقدمه لهم عائلة ايفان ، حتى بلغت آمبر ال18 من عمرها ، العام الذي يسبق تعيينها كسيدة رسمية ، و العام الذي سيبدأ فيه كل شيء ، و ستفتح الصفحا
ت القديمة و يبدأ اصلاح كل شيء ، العام الذي ستقلب فيه امبر ادوار الواقع المنسي