──────────────────────────
لقد كان مختلفًا.
كان هذا الكيميرا مختلفًا بشكل ملحوظ عن جرذ الحضيض.
'هل قام بخدش جسدي؟'
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء من هذا القبيل باستثناء الوقت عندما كان طفلاً.
وحتى لو أرخى دفاعاته، إلا أنه لم يسبق لأحد أن خدش جسده أبدًا.
باستثناء تريستان.
مرت نظرة لويد عبر ذراع الكيميرا المتدلية ووصلت إلى المخالب الطويلة الحادة التي ظهرت فجأة لدى الوحش.
من الواضح أن الجسد الذي أخده الكيميرا كان مجرد جثة عادية ….
"لقد آذيتني مرة أخرى! أنت شخص سيء! سأقتلكم جميعًا!"
في تلك اللحظة، نهض الكيميرا وصرخ بصوت عالٍ. وكان ما يزال يتحدث مثل الأطفال.
تساءل لويد عما إذا كان مستوى ذكائه قد انخفض لأن قدراته الجسدية قد تحسنت.
"جميعًا؟"
"هذا صحيح! سوف أقتلكم جميعًا!"
جميعًا؟
رفع لويد الشعلة التي كان يحملها وأضاء داخل السفينة.
وفي تلك اللحظة، التقت عيون لويد بعيون مخلوقات غير بشرية كانت تبحث في أكوام الجثث.
'واحد, اثنان, ثلاثة, أربعة … تسعة.'
بحساب الكيميرا الذي كان يواجهه الآن، فقد كان هناك ما لا يقل عن عشرة وحوش.
- لويد؟ لويد!
في تلك اللحظة، دوى صوت رسالة أريا في رأسه. ضغط لويد على خده الملطخ بالدماء بكفه بينما اعتلى وجهه تعبير مضطرب.
قد تستغرق عملية اختطاف السفينة وقتًا أطول قليلاً من المتوقع.
'ستكون قلقة ….'
لكن في الوقت نفسه، شعر لويد بالإرتياح لأن أريا لم تكن هنا معه.
- لا تقلقي، سينتهي الأمر قريبًا.
أرسل لويد رسالته، بينما كان يمسح الدم المتدفق على سيفه.
- هل يمكنني الوثوق بك؟
سألته أريا، التي كانت سريعة البديهة وسرعان ما تشك في الأمور، عبر رسالة أخرى.
'عندما تظاهرت بالمرض، خُدِعتي بكلامي حقًا.'
رد لويد بابتسامة.
- انتظري يا أرنبة.
بغض النظر عما حدث، يبدو أن الكيميرا قد تطورت قليلاً عن ذي قبل. في الواقع، لم يكن الأمر صعبًا لجعلهم غير قادرين على القتال.
"سأقتلك! سأقتلك!"
أمسك لويد برأس الكيميرا وألقاه على الحائط. عندها انهار جدار السفينة في لحظة، تاركًا حفرة كبيرة وراءه.
تجمع العبيد في مكان قريب وابتلعوا أنفاسهم وقالوا "هييك" في ذعر ثم تراجعوا في ارتباك.
"فليصعد الجميع إلى ظهر السفينة."
أمر لويد ببرود.
العبيد، الذين شعروا بضغط شديد مختلط مع كل كلمة قالها، لم يتمكنوا حتى من التنفس بشكل صحيح في حضوره.
وفجأة، رأى لويد إلى العلامات الدموية على الحائط.
"إذا كنتم مستميتون جدًا للعيش، فعليكم على الأقل إظهار تلك الإرادة. أبذلوا قصارى جهدكم لتجعلوني أرغب في إنقاذكم."
"……"
"إذا كنتم ترغبون فقط في الجلوس هناك دون حراك، فستموتون."
أمسك لويد بذراع الكيميرا، الذي اندفع نحوه، وتمتم بهدوء، ثم رمى الوحش على الأرض. وفي الوقت نفسه، دوى صوت غريب في المكان، وتمزقت ذراع الكيميرا مثل لعبة محشوة.
لم يكن من الممكن أن يطلق على هذا النزال اسم معركة بين البشر على الإطلاق.
وقف عدد قليل من العبيد، الذين تبادلوا النظرات في خوف، بتعبير حازم.
وبعد ذلك، أعطوا القوة لأرجلهم المرتخية وصعدوا إلى سطح السفينة. أما أولئك الذين كانوا يعانون من كسور في أرجلهم فقد تم دعمهم من قبل الآخرين أو تسلقوا الدرج عن طريق الزحف.
ثم أصبحت المساحة الداخلية من السفينة، والتي كانت مكتظة بالعبيد، فارغة في لحظة.
"هاه؟ طعامي؟"
عندها نظر الكيميرا حوله وأحدث ضوضاء سخيفة. لقد بدأت ذراعه نصف الممزقة تلتصق ببعضها شيئًا فشيئًا.
'إنه أمر مزعج للغاية.'
حتى لو دمر جسد الوحش حتى يصبح عاجزًا تمامًا، فإن الكيميرا يغير جسمه مرارًا وتكرارًا.
إلى جانب ذلك، كان الآن يعيد إلصاق جسده حتى.
'هذا يقودني للجنون.'
شاهد لويد المشهد الغريب للأعصاب والعروق الدموية وهي تنمو وتلتصق بالذراع المقطوعة. ثم أخذ نفسًا عميقًا.
'ماذا لو قمتُ بجعله طعامًا للأسماك لبقية حياته، أو أن أقوم بتعليقه بمرساة من رأسه و …'
حدث ذلك عندما كان لويد يفكر في طرق قاسية لدرجة أنه لا يمكن الحديث عنها حتى للتخلص من الكيميرا.
"لا طعام. طعامي."
"أجل، إنه ليس هنا. لقد ذهب طعامك."
"أين ذهب؟ طعامي…"
الكيميرا، الذي كان يردد نفس الكلام كالببغاء، توقف فجأة عن النحيب.
"هيوك!"
حدث ذلك لأنه سمع فواق طفل صغير.
نظر لويد والكيميرا إلى نفس المكان في نفس الوقت. لقد كان الصوت يصدر من وراء صندوق خشبي.
ودون تردد، حطم حشد الكيميرا الصندوق بقبضاتهم.
"كياك!"
وفي الوقت نفسه، دوى صراخ امرأة في المكان.
لقد شعرت المرأة بالخوف لدرجة أنها صرخت بشكل انعكاسي، ثم أغلقت فمها بيدها بسرعة.
ولكن كان قد فات الأوان.
عانقت المرأة الطفل بقوة وحملته بين ذراعيها بينما كانت تحدق في حشد الكيميرا الذين كانوا يمدون أيديهم نحوها.
"ليـ.. ليزا! ليو! "
عندها صرخ تيد الذي كان يرتعد فوق الدرج.
لقد كان يبحث بشغف عن زوجته وابنه بين العبيد على ظهر السفينة. لكنه خمن أنهما لم يتمكنا من الخروج بعد.
"لا!"
اكتشف تيد لأول مرة أنه يستطيع التحرك بهذه السرعة.
ركض تيد بجنون نحو زوجته وابنه وعانقهما بإحكام بينما أغلق عينيه.
"كوغ.. كوك!"
انهمرت قطرات من الدم على وجه تيد.
لكن لم يكن هناك ألم.
عندها فتح عينيه المغلقتين ببطء، وكان أمامه الكيميرا، المتشنج، والذي ثُقب جسده بالسيف.
"هوو... آه... هووك! كوهك! "
حتى الآن، الكيميرا الذي كان يتألم فقط بغض النظر عن مقدار تقطيعه أو رميه أو تمزيقه، بدأ يصرخ ويلوي جسده.
"كواااااااااك- !!"
الكيميرا، الذي كان يلهث ويصرخ يائسًا، سرعان ما تحول إلى رماد وتناثر على الارض.
لقد حدث ذلك في غمضة عين.
وحتى الكيميرا الآخرين الذين لم يصابوا بالسيف ترددوا وابتعدوا عن لويد.
"الأمير الاكبر؟ شكرًا لك على إنقاذي ... "
لكن تيد خفض بصره ببطء.
على طرف السيف الأحمر المتوهج بشكل حاد، ومضت مجموعة من الأضواء الغريبة. لقد كان ضوءًا ساطعًا لدرجة أنه أذى عينيه.
ومع ذلك، فإن المشاعر التي شعر بها حتى نخاع عظامه كانت هي "الخوف" وليس الإرتياح.
"اغغ!"
في تلك اللحظة، تأوه تيد دون أن يدرك ذلك، وتبللت زوايا عينيه بالدموع.
ثم نمت عواطفه بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وسالت الدموع على ذقنه.
لقد كان السيف الذي أمامه هو الذي أنقذه قبل قليل، لكنه كان خائفًا منه الآن أكثر مما كان عليه عندما هاجمه الكيميرا.
ثم بدأت يداه ورجلاه ترتعشان.
'مخيف... مخيف... مخيف!'
لم يستطع تيد الجلوس ساكناً، وكان من الصعب عليه التنفس، ودق رنين رهيب في أذنيه.
وكذلك كان طرف أنفه يخزه بينما بدأ الدم يسيل منه.
لقد كان الحقد الذي لم يكن من هذا العالم يقنعه بأن يلقي بنفسه في البحر ويموت.
وفي الوقت نفسه، التقت عيناه مع عيني لويد.
"اغرب عن وجهي."
تلاشت عينا الشاب، الذي تحدث بهذه الطريقة، أكثر بقليل وأصبحت ذات لون رمادي فاتح أكثر من اللون الذي كان قد رآه من قبل.
لقد كانت العينان تشبهان الرماد المتناثر على الأرض.
***
"ربما سيكونون قد تخلصوا من الكل الآن."
ضحك ماكسيم، وأخذ سيجارًا من جيبه، ووضعه في فمه وأشعله.
ثم حرك إصبعه كما لو كان يشير للتابع الذي كان واقفًا ليأتي، ونفخ دخانًا لاذعًا في الهواء.
"ما هذا؟ لماذا تبدو غير راضٍ؟ "
"حسنًا، ليس هناك خيار سوى أن أكون كذلك."
لقد حاول سيده قتل كل العبيد الطيبين.
ضحك ماكسيم.
"إنها مسألة مرتبطة مباشرة بالثقة التي بنيتها أثناء قيامك بهذا العمل طوال السنوات المنصرمة. إنهم عبيد تم جلبهم من بلدان أخرى حتى، أليس كذلك؟ إذا ماتوا، سيكون الضرر هائلا."
"هااي..."
سأل ماكسيم بنبرة قاسية، مقاطعًا كلام تابعه.
"لماذا تظن أن المختبر قد منحني عشرة فئران تجارب ثمينة جدًا؟"
"ألم تقل أن ذلك كان بمثابة تهنئة لك على العمل الشاق الذي قمت به؟"
"لقد كان رئيس مختبر الأبحاث يتحدث بهذا النوع من الهراء."
لقد قال رئيس مختبر الأبحاث أنه كان دائمًا ممتنًا للعمل الشاق الذي قام به ماكسيم، وشرح له كيفية استخدام التجارب بالتفصيل.
"تم غسل دماغ اولئك الأشخاص ليضمنوا الحصول على درجة عالية من الولاء من طرفهم، ولذلك طلبوا مني استخدامهم لحراسة المكان ومراقبته."
مثل الحراس.
"الأمر مريب بالتأكيد."
"أليس كذلك؟"
عند رؤيته يجيب بتعبير سعيد إلى حد ما، أظهر التابع نظرة مضطربة.
"إذا أرسل المختبر بالفعل تجارب الاختبار معك ووضعهم تحت إشرافك بعيدًا عن العبيد، فلن يحدث شيء. سنبحر غدا ونسلم العبيد بأمان. "
لكن إذا تم إرسالهم في نفس السفينة، فسيموت جميع العبيد.
ربما سبيل المثال، هم يخططون لصنع أسلحة بشرية مصممة للقتل ويختبرونها الآن على العبيد.
كان ماكسيم يخطط للبحث في مخططات المختبر الآن.
"هههه... دعنا نلعب مع هؤلاء الأوغاد قليلًا. إذا تبخرت التجارب من تلقاء نفسها، فسوف يذرفون دموعًا من الدماء لانهم أضاعوها."
تنهد التابع وقال.
"ربما لم يكن المختبر يتوقع أن تتصرف يا رئيس المنظمة على هذا النحو."
"من بين كل الناس، عليك إلقاء اللوم على الاشخاص الاغبياء الذين حاولوا استخدامي."
ضحك ماكسيم ونفض الرماد في الارض.
"أوه... احرس السفينة الصغيرة."
في عقله، أراد أن يؤذي ما كان بداخلها، لكن كان لا يزال يتعين عليه الاحتفاظ بالبضائع بصحة جيدة.
"إذًا سأذهب للّعب قليلًا."
"لكن... يا رئيس المنظمة. أظن أنه من الجيد التوقف عند هذه النقطة ... "
"أوه... إذا قلت إنني سأذهب ، فسأذهب."
لوح ماكسيم بيده وخرج.
تنهد التابع، الذي تُرك وحده في الخلف، وتبع سيده بتعبير غير مرتاح إلى حد ما على وجهه.
***
- انتظري يا أرنبة.
تجمد جسد أريا عند سماعها صوت همس لويد الحلو.
لقد كان من المحرج أن خديها قد احمرتا على الفور. ومع ذلك، كان لديها أيضًا شعور غير معروف المصدر بالقلق.
"هل تخبرني أن أثق بك أم لا؟'
كان كلامه غامضًا جدًا.
حدث ذلك عندما كانت أريا تفرك أذنيها ووجنتيها بأصابعها. فجأة، توافد الناس على سطح السفينة الفارغ.
"هاه؟"
بينما عبرت عن اندهاشها، استمر العبيد في الاندفاع حتى امتلأ السطح بالناس.
ثم سأل فينسينت:
"ما الخطب؟"
"لقد أصبح سطح السفينة مليئًا بالناس فجأة. أعتقد أنهم نفس الأشخاص الذين تم احتجازهم كعبيد."
"أوه.. هل أولئك الذين على سطح السفينة بشر؟"
قال فينسنت وعيناه مفتوحتان على مصراعيها.
حتى مع ارتداء النظارات، كان بصره ما يزال سيئًا للغاية.
"يبدو أن لويد قام بحل المشكلة بشكل جيد، أليس كذلك؟"
حسنًا، بالطبع.
فينسينت، الذي لم يكن قلقًا بشأن أي شيء منذ البداية، هز كتفيه و تثاءب.
لقد أراد الدخول إلى المقصورة والنوم.
"لكنني لا أستطيع رؤية لويد ..."
ركزت آريا بصرها وفحصت وجوه العبيد جميعًا، لكن بغض النظر عن مدى بحثها، لم تستطع رؤية وجه لويد.
- لويد؟ لويد!
بالإضافة إلى ذلك، تم قطع الاتصال بينهما.
شعرت آريا أن الوضع كان غير عادي، وضيقت عينيها وركزت انتباهها.
بشكل خافت للغاية، استطاعت سماع أصوات العبيد.
"هذا ... صحيح. المنقذ…. "
"و..وحش…؟"
"وحش بمثل سوء الـ ..."
"سنموت على ... أيضا."
لقد كان الصوت بعيدًا جدًا لذلك لم يكن بامكانها سماعه جيدًا. وعندما كانت عابسة وتحاول الاستماع قدر المستطاع، صرخ أحدهم بصوت عال.
"النجدة! يا سليلة أطلانتس! "
لقد كان تيد.
"الأمير الأكـ…! لا، ذاك الشخص في ورطة!"
لم يستطع تيد الكشف عن هوية الاثنين أمام الكثير من الناس، لذلك جعل اللقب غامضًا. وصرخ بصوت عالٍ لدرجة أن العبيد الواقفين بجانبه غطوا آذانهم.
"اممم؟ أعتقد أنني سمعت شخصًا ما يصرخ بشيء ما."
حتى فينسنت سمع صراخه.
أصبحت أريا شاحبة عندما سمعت أن لويد كان في ورطة، ثم تمتمت بوجه كئيب ومتصلب.
"... أغنية الفجر."
"عفوًا؟"
"ضوء الفجر الخافت."
استجاب فينسينت، الذي كان يميل برأسه عند سماعه كلامها مثل السحب العائمة، بشكل طبيعي.
"نعم. إنه نور الأمل."
أخذت أريا نفسًا عميقًا.
وصرخت مثل موجة مستعرة بقوة وصلت إلى أقصى الحدود.
{حلقي، يا أفكاري، على أجنحة من ذهب؛
اذهبي واستقري على المنحدرات والتلال!}
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@