──────────────────────────

{حلقي، يا أفكاري، على أجنحة من ذهب.}

"انتظري…!"

صاح فنسنت مذهولًا.

كان ذلك لأنه اكتشف ما كانت تفكر فيه آريا عندما بدأت في الغناء.

"ألم تقولي أن حياتك ستكون في خطر؟"

لقد قالت بأن الأغنية كانت ذا تأثير قاتل أيضًا. ألم تعترف بذلك بفمها؟

لكن أريا مدت يدها نحو فينسنت وأغلق فمه في الحال.

{اذهبي واستقري على المنحدرات والتلال,}

اجتاحت أغنية الفجر، التي بدأت من السفينة الصغيرة، بسرعة البحر الشاسع محمولة عبر الرياح القوية وسيطرت على الجو فيما يشبه خفقات القلب.

وكما لو كان ذلك ردًا على أغنيتها، ارتفعت الأمواج بقوة على طول اللحن، واهتزت السفينة وبدأت تتأرجح يمينًا وشمالًا.

لقد كانت مشاعر البحر غير مألوف.

"أوهه!"

أطلق فينسنت صرخة قصيرة وتعلق على عجل على الدرابزين وأمسك به بكلتا يديه.

لم يكن لديه الوقت ليشعر بغثيان الحركة، لأنه كافح للحفاظ على توازنه وعيناه مفتوحتان، ولم يستطع إغلاق فمه حتى.

'لقد عرفت منذ البداية أن أغاني السيرين رائعة، لكن هذه .....'

كانت تفوق الخيال.

لقد كان البحر يستجيب لنداء الفتاة، لقد كان الأمر كما لو أنه كان يحاول مساعدتها بكل قوته.

لقد كان فينسنت يعلم أن الحيوانات تحبها، وكان يعتقد أنها كانت نوعًا من الأجناس الغريبة التي تعطل النظام البيئي.

لكنها لم تكن كذلك.

لقد تجاوزت السيرين النظام البيئي وأحبتها الطبيعة الأم.

'كيف يمكن أن توجد مثل هذه القوة في العالم؟'

لقد أدرك ذلك من جديد، لكن لم يكن لذلك معنى.

لقد كانت قدرتها تتعارض مع القدر الإلهي.

{أوه، يا وطني، أنت جميل جدًا وضائع بعيدًا!}

ضمّت أريا يديها بيأس وتمتمت كما لو كانت تهمس.

لقد أصبح تدفق الأغنية، التي انتشرت على طول الأمواج الهائلة، هادئا مثل زبد الأمواج التي تصطدم بالصخور.

{حيث الأجواء الحلوة الناعمة والمعتدلة؛

إنه موطني الذي تفوح منه رائحة عطرة!}

لقد كانت تنطق لحنًا رخيمًا ولكنه حزين.

{أوه، يا بلدي، أنت جميل جدًا وضائع بعيدًا.}

لذلك، أحست بالمزيد من القلق. لقد كانت الأغنية عالقة في قلبها لدرجة أن كل كلمة صدرت منها كانت يائسة.

وبمجرد أن سمع فينسنت كلمات هذه الأغنية، أدرك مرة أخرى أنها كانت دليلًا للذهاب إلى أطلانتس. لقد أدرك هذا لأنها كانت أغنية تصوّر الأرض المفقودة بشوق.

وقف العبيد، الذين تجمعوا على سطح السفينة، كما لو كانوا ممسوسين واستمعوا إلى أغنية أريا.

"إنها أغنية…"

تأوه العبد وهو يمسك ساقه المكسورة وتمتم.

أما الصبي، الذي كان يرتجف بينما كان معطف لويد ملفوفًا حول رأسه، أخرج رأسه من المعطف.

تنهد تيد، الذي كان لا يزال غير قادر على التخلص من بقايا الخوف، بارتياح... وعانق زوجته وأولاده بشدة.

لم يتم حل أي شيء حتى الآن، لكن مجرد سماع صوت أريا جلب السلام إلى قلوبهم.

{يا قطعة من الذاكرة، عزيزة جدًا وضبابية.}

أصبحت الحياة اليومية العادية الآن ماضٍ سيفتقدونه لبقية حياتهم.

لقد تحولت كل ذكرياتهم إلى يأس.

لأن حياتهم كلها سلبت منهم.

بعد أن أصبحوا عبيدًا الآن، فلن يُعاملوا كبشر بعد الآن.

من أجل ربح الدول الأخرى، سيتم فقط إجراء اختبارات عليهم حتى يموتوا كفئران تجارب لمختبر الأبحاث.

{القيثارة الذهبية للمرسولين القدامى ،

لماذا تسكت الآن فوق الصفصاف؟}

لقد كان مستقبلهم قاتمًا.

لقد سئموا من النظر إلى السماء والصلاة بلا استجابة.

وعندما حاولوا التكيف مع القدر، رأى العبيد نور الخلاص.

شاب جميل بشعر داكن كسر أغلالهم وفتح الطريق أمامهم عندما كانوا على وشك أن تلتهمهم الوحوش بالكامل.

{أعيدوا إحياء الذكريات في قلوبنا ،

وتحدثوا عن الأوقات الماضية.}

و ..... تلك الأغنية.

هب نسيم لطيف وأحاط بهم.

كان شعرهم وأطراف أثوابهم ترفرف في اتجاه صوت الغناء.

كان هذا هو النداء لهم.

{دعني أبكي حزينًا…}

كانت تلك هي اللحظة.

أريا، التي غنت كما لو كانت تقود البحر عن طريق ضغطها على حنجرتها لشد حبالها الصوتية وإرخائها، رفعت صوتها كما لو كانت تكسر الحدود البشرية للصوت.

عبرت الأغنية البحر بسرعة وانتشرت عبر الأفق في لحظة.

"انظروا هناك. إنها الشمس…"

"الشمس تشرق…"

وبدأ ضوء أبيض بالانتشار فوق البحر الأسود الشاسع حيث لم يكن يمكنهم رؤية أي شيء سابقًا بسبب الظلام.

انتشر ضوء برتقالي دافئ عبر البحر، مما جعل آلاف الهالات تظهر على السطح.

لقد كانت الشمس تشرق.

فجر الصباح.

{أدعو الإله أن يمنحني القوة.}

ابتهال للإله.

{لتحمل هذه الآلام.}

القوة لتحمل هذه الآلام.

{أدعو الإله أن يمنحني القوة لتحمل هذه الآلام.}

"أعطني القوة…"

ملأ ضوء الفجر عيون عبد كان يتغنى بالأغنية.

لقد أدركوا جميعا شيئًا ما... أنه لم يكن هناك أصفاد أو أغلال تقيدهم بعد الآن.

"لماذا لم أحاول الهروب من البداية؟"

لقد تم جلب المئات من الناس ليباعوا كعبيد، لكنهم لم يحاولوا كسب الحرية أبدًا.

"لأنني كنت خائف".

خائفون من الظلام الذي لم يتمكنوا من رؤية ما كان تحت أنوفهم حتى بسببه، ولذلك استسلموا واستسلموا. لم يكن يمكنهم التخلص من اليأس الذي لا ينتهي في قلوبهم.

ولكن الآن لم يعد هناك مزيد من الوحوش الغريبة التي تأكل الناس.

"لا، حتى لو كان هناك وحش، إذا لم أخرج من هنا، فسوف يتم حبسي إلى الأبد."

الآن يبدو أنهم يستطيعون فعل أي شيء حقًا.

"دعونا نرفع المرساة!"

هتف عبد باقتناع... وبدون تردد سحب السلاسل المربوطة بالمرساة.

بدأ العبيد يتبادلون النظرات، ثم تبعوا الرجل، وامسكوا بالسلاسل وسحبوا المرساة.

"افتحوا الأشرعة!"

تولت القيادة امرأة تم جلبها من جزيرة ولديها خبرة في الإبحار.

عندما حاولت الفرار على عجل، أصيبت في إحدى ساقيها، لكن ذراعيها كانتا ما تزالان سليمتين.

أخذ العبيد الباقون المجاديف.

تحركت الأشرعة المشدودة إلى الأمام مع هبوب الرياح.

إلى الأمام إلى الأمام.

إلى البحر الواسع والحر حيث لا يستطيع أحد كبح جماحهم.

{أدعوا الإله ان يمنحني القوة لتحمل هذه الآلام.}

أنهت آريا الأغنية الى آخر كلمة بصوت مرتعش، ثم ترنحت و أمسكت بالدرابزين.

"هااا... هااا ..."

لقد كان ألمًا مألوفًا.

أصبح بصرها ضبابيًا، وغشى عيناها ظل أسود في لحظة.

لا بد من أنه قد استمع إلى الأغنية أيضًا، هذا لأنها ضغطت على قواها السحرية لدرجة أن معدتها قد تقلبت.

- لويد.

بعثت أريا برسالة إليه حتى في تلك اللحظة.

وقبل أن تسمع الإجابة، انهار جسدها ببطء.

"زووووجة أخييي!"

صرخ فنسنت وأمسكها على عجل وهي منهارة.

كانت تلك اللحظة هي آخر شيء تتذكره آريا.

***

تسعة وحوش كيميرا متبقية.

كان لويد وحيدًا منذ البداية، ولكن منذ اللحظة التي لمع فيها سيفه بالضوء الأبيض، ترنحت الكيميرا وتراجعو إلى الوراء.

كما لو أن حدسهم كان يقول بأنها معركة خاسرة.

"لماذا أنتم خائفون؟"

هدم لويد الحائط.

كوانج-!

وأحاطت بهم شظايا سميكة من الخشب المحطم.

وبعد إغلاق طريق الهروب تمامًا أمام الكيميرا، رفع لويد ذقن أحدهم بطرف سيفه.

"أنا لا أعرف ما الشيء الذي يخيفكم إلى هذه الدرجة."

أمال رأسه ببطء واستمر في نطق كلماته ببرود.

"لا بد من أنكم قد كنتم تتوقون إلى الخلاص من الإله كثيرًا عندما كنتم على قيد الحياة."

وهمس مثل شبح الليل الشرير الذي يلقى بكل الأمل في الهاوية.

ثم قام بأرجحة سيفه وقتل كل الكيميرا في لحظة.

عندها ساد الصمت في المحيط.

كان وجه لويد الملطخ بالملل والخراب يحدق بهدوء في السقف، وعلى وجه الدقة، تبعت عيناه خطى العبيد الذين كانوا منشغلين بالركض على سطح السفينة.

وفي لحظة، انبثق بداخله دافع مدمر.

'اقتلهم.'

قوة عظيمة كانت محبوسة في جسده، بدأت تهمس له بصوت مليء بالكراهية.

"اقتل البشر.'

'البشر، إنهم جنس أناني للغاية. إنهم يستحقون الهلاك .'

'قبيحون وعنيفون ومثيرون للاشمئزاز.'

رمش لويد ببطء.

تكرر الكلام في عقله بصوت عالٍ بما يكفي لجعل رأسه يرن، وغسل دماغه، ثم امتص كل منطقه مثل العلقة.

سحب لويد سيفه على الأرض بعيون مشوشة وصعد الدرج.

"هل سيكون بخير؟ المنقذ، هل يمكننا تركه في الطابق السفلي لوحده؟ "

"ربما لا بأس بذلك. لأن الوحش كان مطعونًا. ألن يفوز المنقذ؟ "

"لقد كان منقذنا، لكنه لم يكن أقل قوة من ذلك الوحش".

"ولكن حتى لو حارب الوحوش بشكل جيد ، فهو لا يزال بشريًا. قد يموت حتى ... "

وقف العبيد وهم يديرون ظهورهم إلى لويد وتمتموا. جعل منظر رؤيتهم جميعًا متجمعين معدته تتقلب.

لنكون دقيقين، تلاشى حقد لويد الشرس.

ثم رفع سيفه، لأن قتلهم سيزيل هذا الصداع المثير للاشمئزاز الذي يعاني منه.

وفي اللحظة التي كان يفكر فيها في ذلك...

{حلقي، يا أفكاري، على أجنحة من ذهب!}

سمع صوتًا.

خفّت القوة التي كانت في يده الممسكة بالسيف.

عندما وصلت أغنيتها إلى ذروتها، وعندما اقتربت الاغنية من النهاية، عاد التركيز ببطء إلى عقله وعيناه المشوشتان.

تنهد لويد، وهو يئن بهدوء، ولمس جبهته. ثم فجأة رفع رأسه.

"…آريا."

ركض لويد إلى سطح السفينة.

في نهاية مجال رؤيته، رأى أريا، التي كان جسدها يسقط على الأرض بلا حول ولا قوة.

في تلك اللحظة، بدا أن قدميها تنهاران.

"آريااااااا!"

_____

اقتباس الأغنية: من أوبرا نافوكو فيردي، {حلقي، يا أفكاري، على أجنحة من الذهب!} (Va، pensiero، sull’ali dorate) '.

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/10/18 · 352 مشاهدة · 1348 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025