كان كلاود مبارزًا ممتازًا بالسيف. على الرغم من أن السيدين الذين كان يخدمهما لا يبدو أنهما يهتمان بهذه الحقيقة.
لقد كان لويد قوياً للغاية لدرجة أن الناس كانوا يتساءلون عما إذا كان هناك أي منافس له في هذا العالم، ولذلك كان يعتقد كلاود الأمر ذاته.
لكن أريا كانت سيدة غير عادية وغريبة للغاية.
لقد كانت تبدو رقيقة وضعيفة جسديًا، لكنها كانت تُظهر بشكل غير متوقع قوة كبيرة في أفعالها وعينيها ونبرة صوتها.
وعلى الرغم من أنها كانت شخصًا يحتاج إلى أن يكرس كلاود نفسه لحمايتها، إلا أنه يشعر لسبب ما وكأنه يكون محميًا عندما يكون بجانبها.
'هذا هراء، لذا فقد تجاهلت هذه الفكرة ولم أعرها أي اهتمام…'
لكن حدسه كان على حق.
وبطريقة ما، شعر بعدم الارتياح.
'لم أعتقد أن السيدة الشابة ستكون بهذه القوة.'
لقد كانت أريا سيرين.
وكانت تخفي قوتها.
لقد كانت ممتازة في إخفاء هويتها.
'إنها رائعة….'
لم يظهر كلاود ذلك، لكنه استمر في الإعجاب بها في قلبه.
ألا تشبه الشخصية الرئيسية في الروايات؟
بينما كان يُعجب بها مرة أخرى، صعد على متن السفينة الصغيرة. وفي اللحظة التي وصل فيها إلى سطح السفينة، توقف للحظة عندما خطرت فكرة عابرة على رأسه.
'.... لكن لماذا أنا معهم رغم ذلك؟'
هل هذا يعني أنه موجود فقط دون فائدة؟
كما هو متوقع، لا الأمير الكبير ولا الأميرة الكبرى بحاجة إلى فارس مرافق، أليس كذلك؟
إذا كان فارسًا مرافقًا لكنه لا يقوم بعمله كمرافق، فما الفرق بينه وبين قطعة الزينة البالية؟
'أنا مجرد زينة.'
صُدم كلاود عند هذا الإدراك المفاجئ.
لقد كان يعتقد أن رأسه فقط هو قطعة الزينة، لكن هل يمكن أن يكون وجوده نفسه مجرد زينة بلا فائدة؟
'لا يمكنني أن أكون مجرد قطعة زينة.'
أَحَس بشعور عاجل على أنه عليه أن يفعل شيئًا ما ليثبث قيمته.
"من أنت!"
في تلك اللحظة، صاح بحار كان يقف على برج المراقبة بصوت عال. ثم صوب سهمه نحو كلاود.
نظر كلاود إلى البحار دون رد فعل.
سويش!
اندفعت الأسهم بسرعة نحوه.
وضع كلاود القوة في يده وأمسك بخفة السهم الذي كان يطير نحو رأسه.
"ماذا …؟"
كان البحار مرعوبًا.
لقد كان تصرفًا لا يُصدق رآه بأم عينيه.
قام البحار بصك أسنانه، وأخرج عدة أسهم في نفس الوقت، ثم شد خيط القوس إلى أقصى حد...
وأطلق الأسهم على الفور.
سحب كلاود سيفه وأرجحه دون أن ينبس ببنت شفة، ثم قام بقطع جميع الأسهم الطائرة إلى النصف وسقطت على الأرض.
بدأ البحار، الذي كان مذهولًا لدرجة أنه لم يستطع إصدار أي صوت حتى يرتجف بينما كان فمه مفتوحًا.
"إنه.. إنه من عينات التجارب! من عينات التجارب!"
عينات التجارب؟
رمى كلاود السهم الذي أمسكه بيده وأمال رأسه.
"لا، هذا سخيف. لقد قالوا بأن عينات الاختبار لن يتم إطلاقها أبدًا في السفينة الصغيرة! إذا ماتت المواد الموجودة على هذه السفينة، فسيتم إعدامنا ...!"
اتجه البحار، الذي كان يغمغم مذعورًا، نحو الجرس المتدلي من العمود.
لكن...
قبل أن يتمكن حتى من قرع الجرس، تحركت يد كلاود أولاً.
أمسك كلاود بكتفه، وأدار ذراعه عدة مرات، ثم ألقى بسهم على الفور.
لم يتمكن البحار الذي ضربه السهم حتى من الصراخ وانهار جسده على برج المراقبة.
"المواد؟"
لم يكن يعرف كلاود ما هي هذه المواد، لكن يبدو أن شيئًا مهمًا كان بداخل هذه السفينة. وبما أن البحار قال أنه من الممكن لها أن "تموت"، فلا بد من أن هذه المواد كائنات حية.
بعد أن راقب محيطه، قام كلاود بتفتيش كل مقصورة شعر بوجود شخص ما فيها.
"إنه من عينات الاختبار!"
كل بحار قابله قال "عينات الاختبار".
أذهل كلاود جميع أفراد الطاقم ثم نزل في السلم الذي يصل إلى تحت سطح السفينة.
"مت!"
ولكن فجأة، اتجهت يد بها خطاف نحوه.
أمسك كلاود اليد بتعبير مرتبك على وجهه ثم نظر إلى خصمه لأعلى ولأسفل.
من الواضح أن هذا الوجه ينتمي لـ…
"قرصان؟"
"ليس بعد الآن!"
"هكذا إذًا؟ اعذرني."
حتى أثناء محادثة الرجل، حاول القرصان سحب يده التي أمسكها كلاود بكل قوته.
لكنها لم تتحرك.
"لماذا ما تزال واقفًا هنا؟"
"لأن قدمي على الأرض؟"
ثم أحيط القرصان من قِبل بقية زملائه.
وجّه الطاقم السيف نحو كلاود بوجه مليء بنية القتل.
'لا، لقد تم القبض علينا….'
شعر الرجل ذو الخطاف في يده بعرق بارد يسيل على ظهره.
لقد كان لديه شعور غريزي بأن كلاود لم يكن خصمًا عاديًا. فحتى لو قاتلوه، لم يكن لديهم فرصة للفوز.
"اوااااه!"
في تلك اللحظة، اندفع رجل أعور إلى الداخل مع صراخ رهيب.
استدار كلاود برفق لتفادي السيف الذي وجّهه نحوه، ثم أرجح اليد التي كان يمسكها كسلاح.
"اااغغغ!"
"كااااغغغ!"
هاجم كلاود الرجلين في الحال ثم داس على ظهرهما لمنعهما من الاستيقاظ.
عندها سأل، والتفت إلى الرجل ذو اللحية الكثيفة.
"هل ستقفز وتحاول مواجهتي أيضًا؟"
"لا."
ألقى كثيف اللحية على الفور السيف بعيدًا ورفع كلتا يديه للتعبير عن نيته في الاستسلام.
"ما هي المواد الموجودة على هذه السفينة؟"
"مواد؟ أنا لا أعرف ماذا يعني ذلك…"
في تلك اللحظة، رأى كلاود رجلًا وسيمًا يجلس على مقربة من المكان.
'همم؟'
بما أن الرجل كان جالسًا بين الأشخاص الثلاثة، لم يكن لدى كلاود خيار سوى أن يميزه.
'ألا يشبه شخصًا ما؟'
نظر كلاود إلى وجه الرجل بعناية.
لقد كان الرجل يحدق في الهواء بهدوء بينما يعتلي وجهه تعبير حائر. وكانت عيناه مفتوحتان على مصراعيهما تمامًا.
"من يكون ذلك الشخص؟"
"آه…."
أدار كثيف اللحية رأسه ذهابًا وإيابًا وتبادل النظرات مع طاقمه.
بطريقة ما كان لديه حدس.
حدس أنه لا ينبغي له الكشف عن حقيقة أن ذلك الرجل كان عبدًا وكذلك حقيقة أنه كان مادة قيّمة لاستخدامها في تجارب المختبر.
ثم قال كثيف اللحية بسرعة.
"في الواقع، هذا الرجل هو زميلنا، وقد سرق وتناول المخدرات التي كنا نحملها سرًا، وهذا ما حدث له نتيجة لذلك."
"زميل؟ لماذا هو الوحيد الذي يرتدي ملابس مختلفة."
"بصرف النظر عن ذلك، لا يجب عليك أن تحكم على الناس من خلال مظهرهم!"
زميل؟
بينما ضيّق كلاود عينيه، ابتسم كثيف اللحية بقلق.
هل علي أن أغطي هذه الكذبة أيضًا بكذبة أخرى؟
لأنه بمجرد أن بدأ، كان عليه أن يواصل الكذب حتى النهاية.
"إذا اكتشف الرئيس الذي وظفنا ذلك، فسيتم طردنا، لذلك كنا ننتظر سرًا هنا حتى ينتهي تأثير المخدر ويعود إلى رشده."
"بالمناسبة، لماذا ربطته بحبل؟"
"إذا بقي يتجول في حالة سكر من تأثير المخدرات، ألن يسبب هذا مشكلة كبيرة؟"
بدأ كثيف اللحية يبتلع كلماته.
لكن بالتفكير فيما قاله، فقد كان كلامه معقولًا تمامًا.
"لقد فهمت."
حقًا؟ هل يمكنك تمرير هذا من فضلك؟
"لا أعرف ما هي المواد ... ولكن ربما تم نقلها إلى السفينة الكبيرة."
"لماذا؟"
"سنصل إلى وجهتنا قريبًا، لذلك إذا كان التجار يريدون إدارة البضائع دفعة واحدة، فسيتعين عليهم الإحتفاظ بالعبيد في مكان واحد."
"هممم، لقد فهمت."
كانت تلك نهاية شكوك كلاود.
لا، لم يكن لديه شكوك في المقام الأول.
شعر كثيف اللحية بالحيرة عندما رأى كلاود يتسلق السلم صعودًا ويغادر بهدوء.
على أي حال، لقد ظن بأنه سيشك ولو قليلًا في كلماته على الأقل.
"هل خُدِعتَ بكلامي حقًا؟"
ألست غبيًا؟
غمغم كثيف اللحية للحظة وكأنه لم يفهم الموقف المتناقض الذي حصل للتو.
"هااي.. هاااي. استيقظ."
ثم هز زميله الذي كانت يئن وهو مستلقي على الأرض.
"هااي، لقد رحل، لذا أحضر المواد الثمينة. إن الوقت ينفذ منا…"
في ذلك الوقت، لم يكن أمام كثيف اللحية أي خيار سوى إلقاء زجاجة المخدر التي كان يحملها.
حدث ذلك لأن كلاود، الذي اعتقد أنه قد غادر سابقًا، قفز من السقف دون أن يستخدم السلم.
"من الصعب أن تخدعوني مرتين."
"……"
"أنت والفيكونت أونييل تقولان نفس الأشياء عندما تكذبان."
عندما قال كلاود ذلك، طعن كثيف اللحية بسيفه.
ثم مر من جانب الإخوة القراصنة الثلاثة المستلقيين على الأرض دون أي حركة وحمل فينتر على ظهره.
"ألم أفعل شيئًا جيدًا الآن؟"
لقد أراد تجنب أن يكون مجرد قطعة زينة بهذا التصرف.
***
'سيحل الصباح قريبًا.'
أخذ التابع من منظمة أندرهيل لتجارة الرقيق نفسًا عميقًا.
في الصباح، كان عليه قيادة الطاقم والتخلص من السفن والجثث. لأنه سيكون من الصعب للغاية إدارة الأمور إذا حدث وخرجت الكيميرا إلى الشاطئ.
"هااي، من سيقتلهم؟ قد يكونوا ميتين وقد يكونوا ما زالو أحياء."
هز رئيس المنظمة ماكسيم كتفيه بعدم اكتراث وتظاهر بأنه بريء. لكنه كان يعرف جيدًا أن العبيد كلهم قد ماتوا، وكذلك الخدم الذين كانوا في السفينة.
'لأنه لا بد من أن تكون تلك المخلوقات أسلحة بشرية مصنوعة للقتل.'
لقد لاحظ ماكسيم هذا منذ البداية.
وكان يفكر فقط في تبعات موت العبيد.
لكن بعد كل شيء، فقد تم بالفعل شراء العبيد من قبل المختبر بسعر أعلى من سعر السوق. لذا لم يكن لديه أي شيء ليخسره.
'إن أعصابه هادئة أكثر من اللازم قليلاً ...'
تأوه الخادم وأطلق تنهيدة عميقة ومسح وجهه بكفه.
"تقريبًا، سيكون من الكافي خداع بعض البحارة وإبعادهم عن هنا قدر الإمكان للهروب بأمان."
لقد كان الحل بسيطًا.
هم فقط بحاجة إلى عدد قليل من الضحايا الأبرياء.
تحرك التابع بخطواته، وهو يدعو من أجل أن يرقد البحارة الذين سيتم التضحية بهم قريبًا بسلام وأن تحصل عائلاتهم على العزاء والسلوان.
ثم قام بفتح النافذة وحدق في الرصيف.
"…هاه؟"
وفرك عينيه في عدم تصديق.
لأنه اعتقد أنه لا بد من أن هناك خطب ما في عينيه.
ومع ذلك، فمهما فرك عينيه، إلا أن المشهد الذي كان يراه خارج النافذة لم يتغير.
والمثير للدهشة أن ذلك كان يحدث في الحقيقة حقًا ولم يكن حلمًا.
"أيـ ... أيها الرئيس!"
هرع التابع وطرق باب الغرفة المجاورة.
ثم دخل الغرفة دون انتظار الرد وأيقظ ماكسيم الذي كان مستلقيًا على السرير بينما هزه بعنف.
"هل أنت مجنون؟ لم تشرق الشمس بعد ... "
"الآن ليس الوقت المناسب لتقول هذا! انظر خارج النافذة!"
ضغط ماكسيم على رأسه الذي كان يخفق من الصداع بسبب آثار الكحول وأدار رأسه في الإتجاه الذي كان يشير إليه التابع بشكل يائس.
"ما هذا بحق خالق الجحيم ...؟"
تصلب رئيس المنظمة في مكانه كأنه قد تم سكب دلو ماء مثلج على رأسه.
"... لماذا تتحرك السفينة لوحدها؟"
"هذا ما أردت أن أقوله!"
ماكسيم، الذي نسي أن يوبخ التابع، هرع إلى خارج المبنى، وركض بكل قوته بينما كان يلتقط أنفاسه بصعوبة.
وعندما وصل إلى رصيف الميناء، كانت السفينة الكبيرة التي تحمل العبيد بعيدة للغاية بالفعل ولا يستطيع أن يتبعها.
"هااه... هااه ..."
غمغم ماكسيم في حيرة من أمره، بينما كان يلهث ويحاول التقاط أنفاسه.
"إذاً، في الواقع، كانت تلك المخلوقات لصوصًا، وليسوا قتلة خطيرين؟"
"هل هذا ممكن!"
صُدم الخادم وأنكر هذا الكلام الذي يشبه الهراء.
وبينما كانا مرتبكين للغاية، سمعا صوت غناء خافت في آذانهم.
"…أغنية؟"
تمتم ماكسيم بينما كان يحدق في السفينة المتلاشية في الأفق.
---
الخطاف هو أداة مدببة يضعها القراصنة بدل يدهم المقطوعة
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@