أمسك فينسنت بشكل انعكاسي بأريا، التي انهارت على الأرض بلا حول ولا قوة، لكنه في نفس الوقت فقد مركزه ثقله وسقط على الأرض.
"أوتش …."
فرك ذراعه التي كانت تخزه بالألم عندما اصطدم بالأرض وحاول تقويم نفسه.
لحسن الحظ، لم تتأذى أريا لأن فينسنت كان بمثابة وسادة سقطت عليها وحماها من الأرض القاسية.
"زوجة أخي؟"
جعل فينسنت أريا تستلقي بين ذراعيه بشكل أكثر أريحية وربّت برفق على خدها، لكنها لم تستجب له على الإطلاق.
لقد غابت عن الوعي.
مندهشًا، خفض فينسنت رأسه ليستمع إلى تنفس أريا.
لم يكن طبيباً، لذا لم يستطع أن يعرف التفاصيل، لكن تنفسها بدا بطيئًا وخافتًا بشكل غريب.
"اللعنة، سوف أصاب بالجنون. إنها ضعيفة بالفعل، لماذا قامت ...؟"
كان بإمكان فينسنت أن يخمن إلى أي مدى كانت الأغنية التي غنتها للتو قاتلة بالنسبة لها.
لم تنهر آريا أبدًا منذ أن كانت في العاشرة من عمرها.
عندها تمتم بقلق ثم نادى على الملاح المذهول.
"تعال، وارفع المرساة!"
"ماذا؟ اوه، بالتأكيد!"
الملاح، الذي كان منتشيًا بتأثير الأغنية، رفع المرساة بسرعة ونشر الأشرعة. وتمكنوا من الخروج من الجزيرة بسرعة لأن الرياح دفعتهم بشكل غريب إلى الخارج.
"همم؟"
وضع كلاود فينتر على الأرض ببطء، ثم بدا مندهشًا.
عندما كان على وشك الصعود إلى سطح السفينة التي توجد فيها آريا، بدأت السفينة التي كانت تحمل العبيد في التحرك فجأة.
ومع ذلك، فَهِم كلاود من ذلك المشهد أنهم قد نجحوا في استعادة السفينة مع العبيد.
'هل تم حل الوضع بالفعل؟'
حك كلاود مؤخرة رأسه، واقترب بسرعة من سطح سفينة أريا.
كانت تلك هي اللحظة.
انصدم كلاود عندما وجد أريا مستلقية وهي فاقدة للوعي بين ذراعي فينسينت.
وفي نفس اللحظة استعاد لويد رشده.
"ارياااا!"
بينما كان العبيد يبنون جسرًا بين السفينتين ليتبعوا سفينة آريا، قفز لويد فوقه ومر إلى السفينة التي كانت عليها.
وأخذها على عجل بين ذراعيه.
"أخي."
فينسنت، الذي سلم أريا بخنوع إلى لويد، ناداه بوجه قلق.
"كيف حدث هذا؟ لماذا قامت أريا بالغناء فجأة…"
"... ألا تعرف؟"
في اللحظة التي سمع لويد فيها تلك الكلمات، تصلب جسده.
لقد كان يعلم بالفعل.
لقد كان يعلم لكنه تمنى لو أنه لم يفعل.
كيف من المفترض أن يقبل حقيقة أن حياة آريا قد تعرضت للخطر أثناء محاولتها إنقاذه؟
"لماذا... لماذا ..."
لماذا تستمرين دائمًا….
لمس لويد خد أريا الخالي من الدم بيديه مرتعشتين.
لقد كان لويد هو الشخص الذي قال لها ألا تغني أبدًا مهما حدث. لكن في النهاية، لم يكن أمام أريا خيار سوى الغناء.
كان ذلك لأن لويد غمره الحقد لفترة وجيزة وفقد عقله.
'بسببي أنا.'
في تلك اللحظة، تذكر كابوسًا محفورًا مثل وصمة العار في دماغه.
في ذلك الكابوس، حاول لويد الإنتحار والقضاء على نفسه مع حقد الإله، لكن الحقد هاج في جسده.
وفي النهاية، اضطر إلى حمل آريا، التي كان جسدها جثة باردة كالثلج وهي تنزف الدماء، بين ذراعيه.
بالطبع، كان ذلك مجرد حلم.
لكن الآن قد يصبح…
"من السهل أن أصاب بالجنون، ومن السهل أن أكسر ..."
تمتم لويد.
عند سماع هذا، أصيب فينسنت بالرعب، لأنه كان شيئًا قاله عندما كان صغيرًا.
"أخي، في ذلك الوقت لم يكن هناك معنى لما قلـ..."
"لا ، أنت تقول الحقيقة دائمًا."
كان فينسنت مرتبكًا، ولم يؤكد ولم ينكر كلام لويد.
"سيكون أخي بمثابة سم لزوجة أخي، وستكون زوجة أخي بمثابة سم بالنسبة لك".
من الواضح أن نفسه في الماضي قد توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل وتفكير طويل.
وحتى اليوم، لم تتغير فكرته هذه.
"لابد من أن تكون هناك طريقة ما."
حاول فينسنت تعزية لويد بكلمات غير مجدية.
عندما أدار عينيه في الأنحاء ورأى كيف أن شقيقه الأكبر كان يُظهر مشاعره المتخبطة والمتألمة، شعر أنه مضطر إلى مواساته.
"… أريا."
تمتم لويد بصوت يشبه الهمس وعانقها بشدة.
لقد كانت دافئة.
لقد كانت لا تزال على قيد الحياة.
لقد كان يسمع قلبها ينبض بانتظام.
وعلى الرغم من ارتياحه لهذه الحقيقة، إلا أنه بدا له أن ذلك الكابوس سيتحقق يومًا ما.
'إذًا، مثل ذلك الحلم، سيهيج حقد الإله يومًا ما وسوف….'
وسوف يحدث شيء لا يقارن بهذا الذي حدث بعد فقدانه لعقله لفترة وجيزة.
ولكن حتى عندما سيحدث هذا في ذلك الحين، ستحاول أريا إيقاف هيجانه بطريقة ما باستخدام قوتها الخاصة.
وبواسطة هذا الجسد الضعيف.
مهما كانت قدرات السيرين قوية وعظيمة، إلا أنها لم تكن تضاهي قوة حقد الاله.
الإله الذي خلق هذا العالم.
مصدر العالم المطلق.
لقد حمل لويد حقد ذلك الكائن العظيم في جسده.
وإذا جاء يوم وحصلت فيه نهاية شبيهة بذلك الحلم في الواقع….
'هل سأستطيع البقاء على قيد الحياة بعد ذلك؟'
شدّ لويد قبضتيه.
ثم أحنى رأسه للأسفل وهمس في أذنها، غير قادر على معانقتها بقوة خوفًا من كسرها.
"استيقظي بسرعة."
وأمسك بيدها...
كما يفعل دائمًا.
***
منذ متى وأنا نائمة؟
رأيت آريا حلمًا طويلًا جدًا.
حلم مليء بالشوق، مؤلم وحزين.
شعرت أريا بالدموع الدافئة تنهمر على وجهها وتسيل إلى أذنيها. وكذلك شعرت بلمسة دافئة تمسح تلك الدموع المتساقطة.
رمشت آريا بعينيها وفتحتهما ببطء.
وأول ما ترامى إلى بصرها هو ستائر السرير.
"هذا المكان…"
لقد كانت آريا الآن في غرفتها في قصر الدوق الأكبر.
"قصر الدوق الأكبر؟"
استيقظ رأسها نصف المذهول في لحظة.
آخر ما كانت تتذكره هو عندما كانت تغني على متن السفينة، لكنها لا تعرف كيف وصلت إلى هنا.
هل كنت نائمة لفترة طويلة؟
عندما أدارت رأسها بوجه حائر، وجدت لويد يحدق بها.
لقد كان وجهه يوحي بأنه قد سهر لعدة أيام وليالٍ.
'أعتقد أن شيئًا كهذا قد حدث من قبل.'
تعابير أريا، التي كانت حائرة بينما تتفحص وجه لويد، تصلبت فجأة.
ومع وجه شاحب ومرهق, قفزت من السرير.
ضغط لويد على كتفي برفق أريا وأجلسها في مكانها.
"استلقي."
"لكن، لويد، عيناك ..."
رمش لويد بعينيه، ولمسهما بأصابعه.
"ما خطب عيناي؟"
"لقد تغير لون عيناك."
"ما المهم جدا في ذلك ..."
لم يهتم لويد بما إذا كانت عيناه سوداء أم حمراء.
ولكن عندما رأى الدموع بدأت تتكون في عيون أريا مرة أخرى، قرر إيلاء المزيد من الإهتمام إلى لون عينيه.
"كيف تغير لون عيني؟"
"لقد تلاشى اللون. لقد أصبح رماديًا قليلًا."
وعندما أجابت أريا على سؤاله، انفجرت فجأة في البكاء.
مسح لويد دموع أريا وهو يشعر بإحراج كان يمكن لأي شخص أن يراه على وجهه.
"لماذا تبكين على شيء كهذا ... اممم، إذًا. سوف أسأل كارلين إذا ما كان هناك سحر يغير لون العينين إلى الأسود."
"الأمر ليس كذلك."
ما المهم فيما إذا عادت عيناه إلى اللون الأسود باستخدام السحر؟
لقد بدأت عيون لويد بالفعل تتلاشى مثل عيون الدوق الأكبر للفالنتاين.
'لكن عيون لويد ما تزال أغمق بعض الشيء، على الرغم من ذلك.'
هل يصبح لون العيون رمادي باهت أكثر كلما تلطخت الروح بالحقد؟
وضعت أريا يدها على يد لويد، التي كانت تمسح عينيها، وعندما لعقت شفتيها لتتكلم.
"سيدتي الشابة! لقد استيقظتي!"
استيقظت مارونييه، التي كانت تأخد قيلولة بجانبها، فجأة.
ثم ركضت بصوت باكي.
"الطبيب مجرد دجال، إنه غبي أحمق. لقد استمر بقول أنه ليس هناك أي خطب في جسدك كل يوم منذ أن فقدتي الوعي."
"لـ... لا، لقد قلت الحقيقة حقًا ..."
رد الطبيب كوير بصوت يعبر عن إحساسه بالظلم.
لكن رد فعل الآخرين كان فاترًا.
تحدث فينسنت، الذي كانت عيونه واسعة مثل لويد، وهو يسخر من الطبيب بنبرة باردة.
"هل تقول أن الشخص الذي ليس لديه أي خطب في جسده سيكون فاقدًا للوعي لمدة ثلاثة أيام؟"
"لدي فضول أيضًا بشأن ذلك ..."
حتى اليوم، كان طبيب أريا البريء يتعرض للتنمر.
فوجئت أريا بأنها فقدت الوعي لمدة ثلاثة أيام، لكنها سرعان ما تقبلت الأمر.
'لقد حلمت حلمًا طويلًا للغاية.'
ربما لهذا السبب فقدت الوعي ولم تستيقظ.
طلبت أريا من كوير، الذي كان على وشك البكاء بسبب البلطجة التي كان يتعرض لها، أن يغادر.
ولهذا غادر الغرفة على عجل.
ثم نظرت إلى فينسنت دون أن تنبس ببنت شفة.
"لا تقلقي."
أدرك فينسنت بسرعة معنى نظرة أريا وهز كتفيه.
"لكن من الأفضل أن تكوني مستعدة."
ماذا؟
"لقد كان الأمر أكبر مما توقعنا، لذلك عرف الدوق الأكبر والدوقة أيضًا بتفاصيل هذا الحادث."
"……"
"سيخبرك أخي تفاصيل ما حدث بعد ذلك."
لقد تم إحباط خطتهم بالتسلل خارجًا دون معرفة أحد أثناء وجود تريستان وسابينا في القصر الإمبراطوري عندما انهارت آريا لمدة طويلة.
'لم يكن كافيًا أن أتسلل سراً، لكنني عدت متأذية حتى….'
تنهدت أريا، التي لم تكن تريد أن تجعلهم قلقين من أجل لا شيء.
ومع ذلك فقد جعلتهم أكثر قلقًا فقط.
لقد تلاشى لون عيون لويد وانهارت هي لثلاثة أيام…
"ما رأيك أن ترافقيني خارجا أيتها الوصيفة؟"
"ماذا ؟ لا، لا يمكن لسيدتي الشابة الاستغناء عن رعايتي المخلصة."
أشار فينسنت إلى لويد بإصبعه وهمس لمارونييه بصوت قاس:
"إذًا هو سيهتم بها ويقدّم لها الرعاية المخلصة بنفسه."
ثم جر فينسنت مارونييه التي تصلبت مثل السنجاب الخائف وخرجا معًا.
عندها تُركت آريا وحدها مع لويد.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@