كانت أريا مندهشة.

لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتصرف فيها بلاك بعنف أمامها منذ ظهور أفعى التحنيط.

غرر-

صعد بلاك فوق جسد غابرييل وداس على صدره بمخالبه.

عندها رسم غابريل محيط حماية بواسطة قوته المقدسة بتعبير حاد، وومضت موجة ذهبية لامعة في عينيه.

'هذا خطير!'

ارتعبت أريا عندما رأت نفس العيون الذهبية التي كانت لدى غابرييل في ذكريات حياتها السابقة. لقد كانت لديه قوة مقدسة متخصصة في الهجوم أكثر من الشفاء.

- بلاك، توقف.

باعتبار أنها سيرين، فقد عرفت آريا ما كان يفكر فيه الجاغوار.

إن بلاك لم يفهم كلام غابرييل، لقد شعر فقط ببعض المشاعر السيئة تصدر منه.

'لكن رد فعله مبالغ فيه.'

تنهدت أريا وسحبت بلاك بعيدًا عن غابرييل. د

وفقط بمسحة خفيفة على الفراء، تراجع بلاك ونزل من فوق غابرييل.

- هل أنت بخير؟

ربما لم يكن غابرييل يعلم أنه سيتعرض للهجوم، لذلك أجاب بتردد بينما كان هناك تذبذب في طاقته.

"نعم، لقد كنت مندهشًا قليلاً فقط."

لو قام غابرييل بالتعبير عن قوته المقدسة الحقيقية كما هي، لكان بلاك سيصاب بجروح خطيرة أو قد يكون قد قُتِل حتى.

لكن من جهة أخرى، عندما يشعر شخص ما بتهديد على حياته، فلن يكون بوسعه إلا أن يستجيب بهذه الطريقة.

ومع ذلك، لم تكن أريا، السيرين، في مزاج جيد للغاية لتفهّم ظروف غابرييل.

- لم أكن أهتم حقًا عندما كنت أكتبها على البطاقة، لكن عندما أتحدث إلى الملاك عبر التخاطر، فأبدو وكأنني ألعب الحيل معه. لذا يصبح كلانا مرتبك.

عندما يتحدث الناس مع بعضهم البعض، عادة ما يكون من الطبيعي إضافة الألقاب، لكن عندما ترسل له الرسائل بالتخاطر، لماذا عليها أن تضيف الاستعارة البلاغية في كلامها؟

لقد كان هذا هو شعورها.

لكن...

"لقد أحببته."

سمعت آريا إجابة غير متوقعة.

'هل من الأفضل لعب الحيل معه؟'

وبينما كانت أريا تحدق به بصمت، لوح غابرييل بيده بوجه محمر خجلًا.

"لا، الأمر ليس كذلك، ولكن عندما بدأتي فجأة تنادينني باسمي الأول، أحسست وكأننا بدأنا في الابتعاد عن بعضنا ..."

في البداية، كلما نادت بأنه ملاك، ألم يكن منزعجًا جدًا؟ لكنه الآن لم ينكر ذلك حتى.

'يبدو أنه يعرف أنه يشبه الملاك.'

ابتسمت آريا.

على الرغم من أن فينسنت قد ادعى أن غابرييل أكثر ملاءمة ليكون غوريلا معضلة، إلا أنه من الناحية الموضوعية، لا يزال يشبه الملاك.

'أتمنى أن تحافظ على نفسك الداخلية الصغيرة والبريئة هذه ....'

فكرت أريا في ذلك وأجابته.

- أجل أيها الملاك.

بعد ذلك، أشرقت تعابير غابرييل مرة أخرى.

"أوه، وإذا كنت لن تستخدمي البطاقات بعد الآن، إذًا فتلك الحقيبة ..."

- نعم، لا أعتقد أنني سأرتديها بعد الآن. هل الملاك حزين لأنني سوف أهمل الحقيبة التي أهداني إياها؟

لقد بدوت أنني مغرمة جدًا بحملها لمدة أربع سنوات.

قالت آريا بشكل هزلي.

ثم هز غابرييل رأسه.

"هذا مستحيل. كنت سأكون ممتنًا لك حتى لو استخدمتها لمرة واحدة فقط."

وبدأ يتردد وكأن لديه شيئاً جدّياً ليقوله.

"امم ... هل تحملين تلك القلادة الآن؟"

هل وصل أخيرا الى النقطة الرئيسية الآن؟

اعتقدت أريا أن المقدمة كانت طويلة جدًا، وأجابت.

- نعم أنا أحملها معي.

بالطبع، منذ أن انتهت محادثتهما الأخيرة بموضوع القديسة، فقد اعتقدت أن بداية محادثتهما الحالية ستكون القديسة أيضًا.

'إذًا، بعد كل شيء، هل ذكر غابرييل القلادة عن غير قصد أمام فيرونيكا، ولذلك طلبت منه إحضارها لها سرًا؟'

إذا كان هذا هو الحال، تساءلت أريا كيف كان غابرييل سيأخد منها القلادة.

"هل يمكنك أن تُريني إياها لمدة دقيقة؟"

لكن ألم يكن كلامه رسميًا إلى حد ما؟

'كما هو متوقع، ربما غابرييل لا يعرف أي شيء عن تلك "المؤامرة".'

أخرجت أريا القلادة من جيبها ومدتها نحوه، معتقدة أن فيرونيكا قد تنفجر من الحماس لو أنها قد رأت هذا المشهد.

إذا هرب بالقلادة في هذه الحالة، فلن يستفيد من أي شيء.

بادئ ذي بدء، كل الناس في قلعة الدوق الأكبر واقفون إلى جانب اريا.

'همم؟'

لكن غابرييل أخذ العقد، وأمسك الكريستال في يده بإحكام، وأحاط نفسه بطاقته المقدسة بهدوء.

'إذا فعلت ذلك، فهي ستمتص قوتك المقدسة...!!!'

لم تستطع آريا إلا أن تشعر بالحيرة. هذا لأن القلادة امتصت قوته المقدسة في لحظة.

"ارغغ."

تمكن غابرييل من ابتلاع أنينه وعبس قليلاً. لكنه لم يفتح قبضته على الفور كما فعل من قبل. لقد كان ببساطة يسمح للقلادة بامتصاص قوته المقدسة عن طيب خاطر.

وفجأة، تشكل عرق بارد على جبهته.

"ها هي ذي. أرجوك خذيها."

غابرييل اعطى آريا جوهرة تجاوزت التألق باللون الذهبي وتغيرت لتصبح أشبه بقطعة من الذهب النقي والصافي المشرق.

- لماذا فعلت هذا.... ؟

"أتمنى ألا تتأذي."

- ماذا؟

"الأشخاص ذوو القوة المقدسة يستطيعون شفاء أنفسهم. بالطبع، سيكون تأثير القلادة أضعف من تلقي العلاج المباشر للقوة المقدسة، ولكن إذا كانت لديك كتعويذة ... "

لم يكن غابرييل يعرف ماذا يقول، لكنه استمر بالتكلم بهراء أحمق.

"سيتغير لون عينيك، لذلك ربما لن تتمكني من ارتدائها طوال الوقت. همم، ربما أثناء نومك ... "

ثلعثم غابرييل بكلمات صغيرة، على عكس حجمه الكبير، وهو ينظر في عيني آريا.

"لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنني تقديمه للأميرة الكبرى."

في هذه الأثناء، كانت أريا صامتة.

هل يمكنها أن تشفي عمرها القصير الناتج عن الآثار الجانبية للجرعات عبر استخدام القوة المقدسة؟

'بالتفكير في الأمر، لم يسبق لي أن فكرت في الأمر حتى هذه اللحظة.'

مثل أغنية السيرين، فلن تتمكن من علاج المرض فورًا. ومع ذلك، ربما إذا استمرت في التعرض للقوة المقدسة وامتصاص تأثيرها في جسدها، فقد تكون فعالة.

لكن على أي حال، فإن إظهار جسدها لكاهن ولد بقوة الشفاء سيكون أمرًا خطيرًا.

- شكرًا لك. سأقبلها بامتنان.

قبلت أريا بوداعة هديته، وبدا أنها تريد إنهاء المحادثة، لذلك أرسلت له رسالة.

- حسنًا إذًا ...

"ألن تأتي للصلاة بعد الآن؟"

ثم سألها غابرييل بسرعة وكأنه يحاول التمسك بها لوقت أطول.

لم تفكر أريا كثيرًا في الأمر سابقًا، لكنها كان عليها أن تفكر فيه لاحقًا.

'ماذا علي أن أفعل؟'

كان من المهم حقًا أن تكون تصرفاتها منسقة.

لقد كانت عقول الناس مرنة، لذلك إذا توقفت عن القيام بشيء ما في المنتصف فقط لأنه مزعج، فقد يكون له تأثير معاكس على الشخص الآخر.

'والدعاء في غرفة الصلاة لم يكن سيئًا أيضًا.'

لو كان ذلك مزعجًا حقًا، لكانت قد استسلمت في وقت عاجل.

في الواقع، جعلها وجودها مع غابرييل تشعر بالراحة. لقد كانت تحس معه بنفس الراحة التي تشعر بها عندما تستمع بهدوء إلى صوت هطول المطر أو صوت النهر.

- سأتي للصلاة.

"آه!"

- لكن من الآن فصاعدًا، أعتقد أنني سأذهب مرة واحدة فقط في اليوم.

"...لقد فهمت."

بدا غابرييل حزينًا بعض الشيء، لكنه ابتسم بهدوء كما لو كان سعيدًا إذا كان بإمكانها القدوم على أي حال.

"سأكون في انتظارك."

والآن، انحنى غابرييل بأدب وانسحب دون أي ندم.

جفلت آريا في حيرة.

'لماذا أتيت لرؤيتي إذًا؟'

ماذا كان الغرض؟

هل كان يريد ببساطة أن يعطيها القوة المقدسة ويسأل عما إذا كانت ستأتي للصلاة في المستقبل؟

'إذا كنت قلقًا عليّ، فقد يكون الأمر كذلك. رغم أنه مبالغ فيه قليلا، لكن...'

هل كان وحيدًا جدًا بمفرده؟

'هل أتيت إلى هنا حقًا دون أن يكون لذلك علاقة بفيرونيكا؟'

نظرت أريا إلى القلادة الذهبية المتلألئة كالنجوم للحظة، لكنها سرعان ما هزت رأسها،، ووضعتها في جيبها، وصعدت على ظهر بلاك.

"أرشدني إلى لويد."

***

ركض الجاغوار لفترة.

في مكان ما بالقرب من القصر بالقرب من جبال إنغو.

لقد كانت تعتقد أن لويد كان يتنصت عليها سراً، وشعرت بالأسف لأنها كانت قلقة من أجل لا شيء.

"أنت هنا."

هل كان ينتظر أريا؟ لم يسألها عن أي شيء.

لكن عيونه المظلمة وهالته القاسية للوهلة الأولى ذكرتها بطاقته القاتلة التي يوجهها تجاه شخص ما.

وأبلغت أريا على الفور عن كل ما حدث لها للتو مع غابرييل.

"لم يقل أي شيء مما كنت أعتقده. في الواقع، لقد اعتقدت أنه سيخونني."

"أتمنى لو كان الأمر كذلك ..."

تمتم لويد بشراسة.

"إذًا لابد أنه كان هناك سبب ما."

سبب؟ أي سبب؟

أريا، في حيرة من أمرها، مدت يدها لتداعب شعره. لكنه تجنب لمستها بشكل طبيعي.

توقفت يد آريا في الهواء وتصلبت من الصدمة.

"هل أنت منزعج؟"

"أنا منز ... الأمر ليس كذلك."

تنهد لويد وسحب شيئًا من جيبه.

"خدي هذه."

لقد كانت جرعة دواء مجهولة.

"إذا قابلت فينتر أنجيلو لاحقًا، فأطعميه هذه أولاً."

"ما هذه؟"

"سوف تعرفين لاحقاً."

بدت آريا في حيرة من أمرها، لكنها أومأت برأسها بالإيجاب.

"على أي حال، لماذا أنت هنا؟ هل حدث شيء ما خارج القلعة؟ "

"آه، بينما أنا مشغول بالفعل ببعض الأمور، قررت أن أقوم ببعض التنظيف."

هي لا تعتقد أن لويد قصد كنس الأرضية بالمكنسة. بالطبع، كان كلامه يعني أنه سوف يمسح شخصًا ما من على سطح الكرة الأرضية، مثلما حدث عندما كان ينظف الحضيض.

بعد كل شيء، بدا أن ما قالته له عن المستقبل كان صادمًا للغاية بالنسبة له.

'في الواقع، لابد من أنه كان قد خمّن أن حياتي كانت سيئة للغاية منذ اللحظة الأولى التي خطوت فيها بقدمي في الدوقية.'

لكن سماع الحقيقة من لسان الشخص نفسه سيكون ذا شعور مختلف تمامًا.

كان يمكن لأريا أن تفهم كيف يشعر لويد الآن.

'لأنني شعرت بذلك أيضًا.'

لا بد من أنه شعر بالعواطف التي شعرت بها عندما اكتشفت أن السلالة المباشرة للفالنتاين، ومنهم لويد، قد أقسمت بالتزام الصمت من جيل إلى جيل.

كانت أريا غاضبة ومستاءة للغاية لدرجة أنها ذهبت على الفور إلى الإمبراطور وغنت له أغنية الدمار.

لم يوقفها لويد حينئذ، وسمح لها بالذهاب.

لذلك أرادت أريا أيضًا أن تثق فيه وتدعم كل ما يريد فعله.

'لأنني أخبرتك بالفعل أن تفعل ما تريد.'

لقد كان عليها أن تتركه يذهب.

"سأعود إلى هنا قريبا. في أقل من يوم."

حدقت أريا بقلق في ظهر لويد عندما غادر مع فرسان الصقور السوداء.

***

في طريق عودتها وهي تركب الجاغوار قابلت فينسنت. لقد كان مستلقيا على العشب، متعبًا ومرهقًا لسبب ما.

'لم يمر حتى يوم واحد بعد.'

لكنه بدا وكأنه قد تقدم في العمر 10 سنوات.

لا بد من أنه كان من الصعب عليه سماع تذمر سابينا القلق.

"ما الذي تفعله هنا؟"

نزلت أريا من على ظهر بلاك وسألت فينسنت، بينما كان يهز رأسه.

كان فينسنت ينظر إلى العبيد، لا، بل إلى أولئك الذين كانوا عبيدًا في يوم من الأيام، وهم يركضون فوق العشب بينما يشاهدون غروب الشمس.

"هذا فقط... لقد صدمت لأن توقعاتي كانت خاطئة."

"عن أي توقعات تتحدث؟"

"أنت تسألينني عما تعرفينه بالفعل. لقد اعتقدت أن غناء أغنية الفجر سيعطينا فكرة قد تقودك إلى أطلانتس. لكنها كانت مجرد أغنية تلهمنا الشجاعة وترفع الروح المعنوية ... "

لقد جرح هذا كبريائه.

نظرت أريا إلى فينسنت وقالت:

"إذا كان من المفروض أن تعطينا دليلًا، فقد حصلت عليه بالفعل."

"......ماذا ؟"

"لقد رأيت حلمًا."

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/11/10 · 345 مشاهدة · 1659 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025