(🚨: يحتوي هذا الفصل على أفكار وعقائد تعارض ديننا الإسلامي، وعليه وجب التنبيه أن محتويات هذه القصة مجرد ضرب من الخيال ولا تمت للواقع بصلة وغرضها المتعة فقط.)

────────

"اممم، لا يمكنني فعل ذلك."

تكلم الطفل بحدة مثل السيف ورفض طلبه بصرامة.

"لقد قال لي والدي ألا أخبر الغرباء أبدًا بقصة الجزيرة. لأنه عندها سيتغير نظام هذا العالم وسوف يصبح الوضع خطيرًا."

لا أعرف ما هي نواياك، لكني لا أريد فعل ذلك.

ألقى الطفل بقايا الأسياخ في نار المخيم وهز رأسه.

'أوهه.'

لقد اعتقدت آريا أنه سيقع في الإغراء بالكعكة ويقول للرجل كل شيء، لكنه أجاب إجابة مباشرة بشكل مدهش.

على الرغم من أن أريا كانت تعلم في صميمها أنه مجرد حلم، إلا أنها كادت تداعب رأس الطفل وتربت عليه، لكن عندما تذكرت أن الطفل كان شخصًا يعيش في حقبة زمنية مختلفة، توقفت.

'إذا ما الذي يتحدث عنه هذا الخاطف ...'

لقد كان شريرًا يهمس لطفل صغير مثل الثعبان ليبيعه أسرار المملكة مع كعكة كضمان.

'هل هو نبيل إمبراطوري؟'

فكرت في هذا لأن أطلانتس أصبحت تابعة لإمبراطورية فينيتا فيما بعد. ولذلك نظرت آريا إلى ريموند بعينين مغمضتين.

"نظام العالم ... أنت تعني أن هناك قوة عظيمة هنا يمكنها أن تخرب هذا النظام."

على الرغم من رفض الطفل القاطع، إلا أنه كانت ما تزال هناك ابتسامة لطيفة وبريئة على وجه الرجل.

"يخاف الناس عادة من التغيير. لكني كنت فقط أشعر بالفضول لمعرفة القصة وراء هذه الجزيرة الجميلة."

ثم فجأة لوح رجل بيده تجاههم.

"هااي، كافـ ... ااه أيا كان! أخبرني عن بلدك! "

"إنه كافنديش".

وبدأ ريموند في شرح المزيد والمزيد عن الحضارة المتطورة التي يعيش فيها.

عندها اجتمع الناس حوله وبدؤوا يستمعون إلى قصصه.

بعد أن عاشوا في الجزيرة كل حياتهم، بدا أنهم مهتمون جدًا بالقصص الصوفية من خارج الجزيرة.

وبعد مرور بعض الوقت، تفرق الناس.

"أريد أن أركب عربة تجرها الخيول أيضًا."

قال ريموند للصبي الذي أغوته كلماته وأضاءت عيناه كالنجوم.

"هيا، انظر أيها الأمير. الجميع يحب هذه القصص."

"……"

"مثلما يريد سكان الجزيرة سماع قصصي، أريد أيضًا سماع قصص هذا المكان."

أنا لن أؤذي أحداً.

أضاف ذلك، وهز كتفيه وابتسم ابتسامة غير مؤذية.

عندها غرق الطفل في تفكير عميق.

"هناك شيء ائتمننا عليه شادرا."

"من هو شادرا؟"

"أنت لا تعرف حتى اسم الاله؟"

"هل تقول أنكم أعطيتم اسمًا للإله؟ لا, مهلا لحظة، هل يمكنك تسمية الإله كما يحلو لك؟ "

"شادرا هو من أخبرنا بأن اسمه هو شادرا. ولماذا لا يمكنني منادات اسم صديقي؟"

"هاهاها، حقًا ..."

انفجر ريموند ضاحكًا كما لو أنه لا يعرف أي جزء يجب أن يشير إليه.

"لقد كنت أعرف أنه سيكون هناك عدد لا حصر له من المفاجآت في هذه القصة."

وتمتم شيئا من هذا القبيل.

"عن ماذا ائتمنكم الاله؟"

"مشاعره."

"… مشاعر الاله؟"

"نعم."

"هل للاله مشاعر؟"

"ما الذي تعرفه بحق خالق الجحيم؟"

هل هناك أي مكان بالعالم لا توجد فيه مشاعر؟

قال الطفل ذلك ووبّخ الرجل.

"حسنًا، إذا كان شيئا مؤكداً أن للاله مشاعر، فيجب أن تكون مهمة جدًا ..."

غمغم ريموند.

الفرح والحزن والغضب والصبر وغيرها.

إذا كانت لدى الاله نفس المشاعر الموجودة لدى البشر….

'أخشى مجرد تخيل ذلك.'

أريا، التي كانت تستمع إلى القصة من الجانب، فكرت في ذلك فجأة.

إذا كان الإله يعامل الكائنات الحية على الأرض عاطفياً, فإن وجود الإنسان سوف يعتمد على مشاعر الإله.

'لكن الإله ترك مشاعره للبشر.'

أظهر الإله كم أنه أحب البشر.

والسبب الذي جعله يأتمن مشاعره للبشر هو من أجل أن يظهر لهم أنه مهما كان الإنسان غاضبًا، فإن الإله سيترك هذه المشاعر ورائه وسيحكمهم بعدل.

"ولهذا السبب قال والدي إن هذه الجزيرة ، التي تحتوي على مشاعر الاله ، يجب الحفاظ عليها سليمة."

"أليست لديكم قوة غامضة أعطاها لكم الاله لترثوها من جيل الى جيل أو شيء من هذا القبيل؟"

"لماذا حتى يكون لدينا مثل هذا الشيء؟ لماذا حتى يمنحنا شادرا الصلاحيات والقوة في الأرض؟ إذا كنا نطمع في قوة لا تتناسب مع إمكانياتنا، فسيكون محكوم علينا بالفشل فقط."

حتى عندما قال الطفل هذه الكلمات، لم يبدو أنه كان يعرف ما تعنيه حقاً.

بالطبع، على الرغم من ذلك، كان يتلو ببساطة كلمات والده، الملك الذي حكم هذه الجزيرة.

"لقد اعتقدت أنكم محبوبين من الإله."

"محبة الإله تفيض في كل مكان."

أشار الطفل إلى السماء، وأشار إلى الأرض، وأشار إلى الطعام الوفير الذي استمتعوا به في الوليمة.

وأخيرًا، أشار إلى الأشخاص الذين كانوا يغنون ويرقصون.

"الغناء هبة من الاله."

"آه، الأغنية."

كان صوت ريموند مشبعًا باللامبالاة. وأمال رأسه قليلا حتى لا يرى الطفل تعابيره وضحك ساخرًا.

"ألا يريد الأمير أن يتذوق الكعكة بدلاً من السمك والفاكهة التي يحصل عليها من الطبيعة حيث يفيض حب الاله؟"

"أمم ... اجل."

"صحيح أننا بشر. لكن بمجرد أن نحصل على شيئ ما، فنحن نطمع في شيء آخر ونريد الحصول عليه متجاهلين ما لدينا."

إنه ليس خطأ الإنسان.

الإله هو الذي أعطانا هذه الرغبة، لكن أليس غريباً أن يقول لنا ألا نكون جشعين؟

سأل وهو يغطي زاوية فمه بيده لأنه لم يستطع إخفاء ابتسامته الخبيثة.

"إذا لا بد من أن الأمير يعرف أين هي مشاعر الاله، أليس كذلك؟"

***

تغير المشهد في لحظة.

اصبحت سماء الليل، التي كانت جميلة كما لو كانت النجوم تتدفق منها كالشلال، مصبوغة باللون الأحمر الداكن بشكل ينذر بالسوء.

وفجأة توقف الصوت الهادئ للغناء، وبدأ الصراخ والأنين يتردد صداه من كل الجهات.

أريا، التي أذهلتها النيران المفاجئة التي اعترضت طريقها، تراجعت إلى الوراء.

لكن عندما لمست النار، أدركت أنها لم تكن ساخنة، وسرعان ما دخلت إلى قلب النار لترى ما وراءها.

عندها وجدت الغابة تحترق.

كل شيء اختفى وسط ألسنة اللهب.

"كافنديش ..."

صرخ الطفل، الذي كبر وأصبح صبيًا شابًا، وسعل دمًا.

ثم اخترقت شفرة حادة كتف الصبي.

صك أسنانه وأمسك بمقبض الخنجر المغروس في كتفه وسحبه للخارج في لحظة.

"عليك اللعنة! لقد أخبرتك أن القوة التي لا تتناسب مع إمكانياتك ستؤدي إلى الهلاك! "

أطلق الصبي صرخة دموية.

الندم، الاستياء، الشعور بالذنب، الغضب، وجميع أنواع العواطف كانت تتطاير في عينيه السوداوتان الميتتين.

كانت المنازل محترقة، وكان الناس يجرون ليهربوا بعيداً. أما أولئك الذين كانوا يقاومون قُتلوا بوحشية وتكدسوا فوق بعضهم البعض مثل جبل في مكان واحد.

"لقد كنت تعيش بسلام دون أي تهديدات. لكن، عندما ذكرت لك موضوع الطعام بدأت تتحدث عن أسرار الأسرة وكل ذلك الهراء."

كان ريموند قد تقدم في السن أيضًا مثل الطفل الذي نما ليصبح شابًا يافعًا.

نظر ريموند الذي كان يرتدي الزي الرائع الذي عادة ما يرتديه النبلاء، على عكس ما كان عليه من قبل عندما كان يرتدي قميصًا قديمًا ورثًا، باحتقار إلى الصبي القابع أمامه.

"هذا…."

صك الصبي على أسنانه واندفع إلى الأمام. لكن الجنود جاءوا وداسوا على ظهره ووضعوا سيوفهم على رقبته.

نظر ريموند بدون تعابير إلى الصبي الهائج، ثم ثنى إحدى ركبته لينزل إلى جانبه ويتساوى مستوى عينيهما.

"يا آخر فرد من سلالة أطلانتس. سأقدم لك نصيحة."

"……"

"الإله ليس شيئًا نعبده ونشكره على ما نملك. الإله هو أكبر تهديد للبشر، الذين من المفترض أن يكونوا في قمة السلسلة الغدائية وأكثر المخلوقات افتراسًا. أنا أحاول فقط المضي قدما قبل أن يحدث ذلك."

"……"

"لن يضرك العيش كرهينة، بدل إنهاء حياتك فوق هذه الجزيرة البائسة".

قال ريموند تلك الكلمات للصبي وغادر دون أي ندم.

نظر الصبي إلى المنازل المحترقة والناس الميتة والقلعة المحطمة بعينين فارغتين ثم أغلقهما بإحكام.

وانهمرت دموع ساخنة على خديه.

"شادرا ... أنا آسف. لقد انتهى بي الأمر باقتراف إثم كبير بسبب حماقتي."

نظرت أريا إلى كل الأشياء المحترقة قبل أن تستيقظ وسمعت صوت الصبي يتمتم.

"الآن كل شيء سوف ينهار، أليس كذلك؟ لكن يا شادرا، لا تستسلم. أعلم أنني لا أستحق أن أقول هذا ، لكن من فضلك لا تتخلى عننا نحن البشر ... "

كانت الشرارات المتساقطة من ألسنة اللهب المتصاعدة عالياً في السماء تشبه دموعًا من الدماء.

نظر الصبي إلى كل تلك الشرارات جميعًا وحفظ ذلك المشهد جيدًا في دماغه، وتمتم في نفسه.

"سأعيد كل الأمور إلى نصابها. إذا لم أفعل ذلك، فإن أحفادي سيفعلون ذلك يومًا ما ... "

ثم أخرج ما يشبه الجوهرة من بين ذراعيه ووضعها في فمه، ثم ابتلعها.

وكانت تلك نهاية الحلم.

***

"كافنديش؟"

بدا أن فينسنت كان يبحث في ذاكرته للحظة.

استيقظت أريا من أفكارها عند سماع صوته، وحدقت فيه باهتمام.

"أعتقد أنني سمعت هذا الاسم في مكان ما ..."

لف رأسه بيديه لبعض الوقت، ثم همهم بعمق، وصرخ وكأنه تذكر الأمر وأخيرًا.

"آااه! إنها عائلة كانت موجودة عندما كانت إمبراطورية فينيتا لا تزال مجرد مملكة صغيرة."

"نبيل إمبراطوري؟"

"نعم. لقد سمعت أنهم كانوا المساهم الأول في تأسيس الإمبراطورية، لكنهم اتُهموا بالخيانة والإبادة فيما بعد، وتمت إبادة جميع أجيالهم الثلاثة."

(م.م: بمعنى آخر تم قتل جميع أفراد العائلة سواء ذوي القرابة البعيدة أو القريبة ابتداء من الجد الى الأحفاد.)

لقد كان ماضيًا بائسًا جدًا.

بالطبع، بعد أن أصبحت أطلانتس في أيدي الإمبراطورية، اعتقد الإمبراطور أنهم قد أصبحوا قوة كبيرة الآن.

كانت آريا تعتقد أنه تم تغيير اسم العائلة فقط وأنه كانت ما تزال سلالتهم تنتقل من جيل إلى جيل.

'لقد اعتقدت أن عائلة كافنديش قد تكون هي نفس العائلة الإمبراطورية الحالية.'

لكن بأن تتم إبادتهم بتهمة الخيانة...

لقد كانت هذه نهاية غير متوقعة.

هل يمكن أن يسمى هذا عقابًا إلهيًا؟

شعرت أريا بعدم الارتياح.

يبدو أن هناك أشياء أخرى لا تعرفها حول الحلم والتي لن تستطيع حتى التأكد منها بعد.

"لكنني لا أعتقد أنهم ارتكبوا خيانة حقا. ولذلك، لا توجد أي بيانات متعلقة بهذه العائلة. لقد تم حذف كل سطر يحتوي على اسم العائلة من كتب التاريخ."

عادة، بغض النظر عن مقدار الخيانة، لا يحرقون كل شيء عن الأسرة.

أضاف فنسنت.

"إذًا، أنت تقول أن الإمبراطور قتل الكلب بعد الانتهاء من الصيد؟"

"بدلاً من عبارة قتل الكلب بعد الصيد، يجب أن نقول بأن الأدلة قد تم إتلافها، أليس كذلك؟"

إذا كان الأمر كذلك، فلن يضطروا للذهاب إلى البحر للحصول على المعلومات المتعلقة بأطلانتس.

وصلت أريا إلى الاستنتاج بهدوء.

"سوف أذهب إلى القصر الإمبراطوري."

──────────────────────────

✨ملاحظة صغيرة:

بالنسبة للأشخاص يلي ما فهموا فقرة الإله ومشاعره..

المقصود بها أنه البشر في الأصل كانوا مخلوقات بدون مشاعر، هدفهم الوحيد هو العبادة والطاعة مثل أي آلة، لكن مع مرور الزمن إلههم يلي كان يحبهم أعطاهم جزء من مشاعره وصاروا ذوات حرة عندها إرادة وأفكار خاصة بها. وهون بلش بعض البشر في التمرد والطمع وبلا بلا بلا كلنا نعرف البشر ايش يعملوا ..

المهم مشاعره خباهم (أو بالأحرى الأصل في مشاعره) في الجزيرة وخلى هذول الناس يحموها، بينما هو رح يحكمهم بعدل مهما أغضبوه .. لكن في الأخير البشر الطماعين سرقوا مشاعره وبالتالي فقد لبنة أساسية في وجوده .. ما ندري (حاليا) إيش صار لشادرا بعد سرقة مشاعره، بس المعروف أنه نظام العالم تخرب ..

وطبعا كل ذي السوالف مجرد خزعبلات مبنية على أساطير إغريقية (تتميز بقصص الآلهة وسوالفهم ويلي يتم تصويرهم في هيئة أقرب للبشر بحوزتهم مشاعر وكذا كل واحد مسؤول عن شغلة وتعدد آلهة وخرابيط) .. بس طبعا كل ذا للمتعة فقط والإستئناس ومعرفة الأسس التاريخية والحضارات المختلفة .. الشيء الذي لا يمت لنا بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ..

فالله الواحد الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ❤️

لا تنسوا تصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم 🍃

أشوفكم بالفصل الجاي~

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2022/11/10 · 353 مشاهدة · 1765 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025