لم يكن هناك رد.

كان ذلك لأن عيني الكونت كورتيز كانتا نصف مفتوحتين، بينما كان يحدق في الهواء ببلاهة. وانتشرت رائحة الكحول النتنة في المكان الذي كان يجلس فيه لويد.

لقد كان الأمر كما لو أن الكونت قد سقط في برميل خمر وخرج منه.

"ماذا علينا أن نفعل؟"

"همم؟"

سأل لويد بدلًا من الإجابة.

"أيقظه بهدوء. إذا قمت بذلك بنفسي، فأنا أخشى أن يختفي هذا الشخص من على وجه الأرض".

لقد كان لويد يرغب في كسر رقبة الكونت الآن، لكن لا ينبغي له أن يتركه يموت بهذه السهولة.

كما أن فرسان الصقور السوداء وافقوا على كلامه. تبادلوا النظرات، ثم تحركوا بانسجام، وأحضروا دلاء الماء البارد.

سبلاش-

"أوووفهه!"

وسكبوها على رأس الكونت.

ترنح الكونت، غير قادر على التركيز، ونظر أخيرًا إلى لويد.

"السيرين، أحضر السيرين ... تعالي ودعيني أسمع اغنيتك الرائعة ..."

تغيرت نظرة عيون لويد عندما سمع ذلك.

ظهرت على وجهه، المليء بالملل فقط، نية قاتلة بدت وكأنها تشل جسد الخصم كله فقط عن طريق الهالة.

"أطعمه هذا."

ألقى لويد القارورة إلى قائد الفرسان داستن.

لقد كانت جرعة دواء توقظ عقل من فقدوا رشدهم مؤقتًا بسبب عوامل خارجية مثل المخدرات وإدمان الكحول والتعذيب.

لقد كانت تشبه قنينة الدواء التي أعطاها لأريا قبل مغادرته.

أخذ داستن القارورة وسكبها بالقوة في فم الكونت كورتيز.

"كوغ، آخ .. كحح كحح ...!"

رفع الكونت، الذي كان يسعل بعنف، رأسه ببطء.

وفي لحظة، عاد الضوء إلى العيون التي كانت ضبابية تمامًا.

"ما.. ما هذا بحق خالق الجحيم ... ماذا تفعلون! من أنتم! يا حراس! ألا يوجد أحد هنا!"

لم يكن هناك أحد.

نظر الكونت كورتيز حوله بتعبير شاحب ومرهق، كما لو أن التنفس أصبح صعبًا بالنسبة له.

واكتشف الأمر لاحقًا.

حقيقة أن الفرسان الذين أسروه كانوا يرتدون زيًا أسود منقوشًا بشعار الصقر الأسود.

'فرسان الصقور السوداء … الفالنتاين!'

كانت تلك هي اللحظة.

عادت الذكريات التي تم محوها وإغراقها في أعماق وعيه بالقوة إلى السطح بفضل تأثير الدواء.

تأوه الكونت كورتيز دون أن يدرك وخفض رأسه للأسفل.

مع تلاشي آثار سكره، عادت ذكرياته المنسية إلى الحياة، واستمر شعوره بالألم الذي بدا وكأنه على وشك كسر رأسه.

'لماذا كنت أشرب؟'

لأن السيرين الوحيدة ماتت.

'الوحيدة؟ لا.. لا. بالتفكير في الأمر، لقد كانت ابنة السيرين موجودة. بالطبع، كانت مجرد بلهاء نصف ذكية لا تستطيع حتى الكلام، لكنها كانت ما تزال تحمل دماء السيرين. لقد كان بإمكاني استخدامها بطريقة ما.'

لماذا نسي هذا كل هذا الوقت؟

'كما لو أن شخصًا ما قد محى ذاكرتي ….'

كانت تلك هي اللحظة.

"ماذا عن أن نجعل الكونت ينسى أن لديه ابنة؟"

ارتعد الكونت كورتيز للحظة عند سماع صوت غير مألوف يمر عبر رأسه.

نعم لقد كان هذا ما حدث.

لقد تم أخذه إلى الزنزانة بواسطة كبير خدم الفالنتاين و ….

'أعتقد أنني قابلت المحقق. وبدا لي أن شيئًا ما مثل الدخان الأبيض النقي قد ظهر في الجو، ثم... لا أستطيع أن أتذكر بالضبط ماذا حدث بعدها بالضبط.'

أريادن.

بعد وفاة السيرين، باع ابنته، التي كانت عديمة الفائدة، لعائلة الفالنتاين التي دفعت له المال.

'هل فعلت ذلك؟ لماذا؟'

لقد كانت الطفلة الوحيدة للسيرين التي عثر عليها بشق الأنفس.

إذا كان المشتري هم الفالنتين، فكان سوف يتم بيعها بسعر مرتفع، لكنها كانت لا تزال تجارة خاسرة بالنسبة له.

في الجيل القادم، يمكن أن يولد طفل يرث قدرات السيرين.

هذا لأن السيرين كانت نادرة جدا لدرجة أنه لا يمكن تسعيرها بالمال.

'لم تكن تلك إرادتي أبدًا. هل جننت بسبب الكحول؟ لا، مهما كنت في حالة سكر، لم أكن لأقوم بـ.....'

إذا قام بذلك بالفعل، بأي حال من الأحوال …

تذكر الكونت الوقت الذي استخدم فيه صوفيا لغسل دماغ النبلاء ومحو ذاكرتهم.

قدرات السيرين؟

'... هل من الممكن أن تكون ابنتي البلهاء قد غنت لي أغنية السيرين؟'

هذا مستحيل.

بغض النظر عن قدرات سلالة السيرين الخارقة، فإذا لم تكن تستطيع التحدث، فستكون عديمة الفائدة.

عندها توصل الكونت الى استنتاج واحد فقط.

منذ البداية، بذل الفالنتاين جهودهم من أجل الحصول على ابنة السيرين.

'هذا مستحيل، هل قاموا بغسل دماغي؟!'

لقد قاموا بمحو ذكرى إنجابه لابنته بغسل دماغه!

كيف يجرؤون على أخذ السيرين بعيداً عنه!

لقد كانت السيرين هي القوة الوحيدة التي يمكن للكونت أن يستخدمها ويستغلها. لقد كانت ممتلكات قيمة بالنسبة له.

لذا شعر وكأنه فقد كل شيء.

"يبدو أنك تجمع شتات نفسك."

سأل لويد، الذي قرأ عيون الكونت، بابتسامة خبيثة.

"هذا هو أول لقاء لنا، أليس كذلك؟"

"أمير الفالنتاين الأكبر ..."

"بالمناسبة، لا داعي لأن تكون مؤدبًا جدًا. لقد تخليت عن سلطة أريادن الأبوية منذ فترة طويلة."

لويد، الذي لم يكن ينوي التزعزع من فوق ذلك الكرسي المرتفع في المقام الأول، رفع رأسه بغرور وقال بوقاحة.

صك الكونت كورتيز أسنانه.

عندما نظر إلى الأمير الأكبر أثناء الجلوس على الأرض هكذا، شعر كما لو كان آثمًا يحني رأسه للإمبراطور الجالس على العرش.

ملأ الغضب قلبه، لكن كان الهروب من الموقف على الفور أكثر إلحاحًا من الإشارة إلى الأمر.

"نعم الأمر كذلك. بتنازلي عن حقوق الأبوة، يكون عقدنا قد انتهى بالفعل! حتى لو كنت من الفالنتاين، فليس لديكم الحق في القيام بهذا!"

"الحق؟ أنت حقًا تحب الحقوق."

أضاف لويد ببرود.

"ليس لديك الحق أيضًا في إيذاء أريادن."

انتفخ وريد في جبهة الكونت كورتيز من الغضب.

'لماذا ليس لدي الحق في ذلك! في ذلك الوقت، كانت لدي سلطة أبوية عليها وكنت أملك تلك الفتاة!'

لكن لم يكن لديه الشجاعة لقول ذلك بصوت عالٍ، ولذا ابتسم متجهمًا بعد أن حاول تهدئة غضبه.

"هاها، هل أنت متأكد من أنك أتيت لرؤيتي لنتحدث عن شيء قديم حدث في الماضي؟"

"نعم.. الماضي. حتى لو متت وعدت إلى الحياة، فإنه يبقى ذكرى لن تنساها أبدًا."

"لقد قمت بتأديب ابنتي الشقية قليلاً ..."

"حسنًا، يبدو أنك لا تعرف المعنى القاموسي للتأديب."

كانت نبرة لويد مليئة بالشفقة والازدراء، لكن تعابيره اختفت تمامًا وكان وجهه القاسي مرعبًا.

"التأديب يعني تثقيف وتربية وتقويم الشخصية أو الأخلاق، هل تعتقد أنك في وضعية مناسبة لتعليم الآخرين؟"

أوضح لويد كما لو كان يعلّم شخصا جاهلا. لكن طبعا، ليس كمعلم طيب ولطيف، بل كجلاد يقرأ الأحكام قبل إصدار العقوبة.

لم يتمكن الكونت من التنفس بشكل صحيح بسبب القشعريرة التي اجتاحت جسده بالكامل، ثم سأل بصوت يرتجف بلا حسيب ولا رقيب.

"هل تريدني أن أدفع ثمن خطاياي؟"

"ثمن خطاياك. ليس لدي نية للحكم على ذنوبك. لأنني لم أتمكن من العيش بنزاهة مثل زوجتي. لذا لا أستحق ذلك حتى."

"……"

"لكنني أريد فقط نقش ذكريات لا تُنسى في عقلك حتى بعد وفاتك. ألن يكون هذا عادلًا بما يكفي؟"

ابتسم لويد ببطء، بينما كان ينقر على صدغه بإصبعه السبابة، وبدأت أصابعه تنزل من زوايا عينيه على طول وجهه إلى أن وصلت الى فكه.

"ندوب ناتجة عن الحروق."

رفع أحد فرسان الصقور السوداء قضيبًا حديديًا.

"ماذا؟ ماذا؟ لقد لمستها قليلا فقط، لكنني لم أصل إلى هذا الحد من الجنون أبدا كي أقوم بحرقها ...!"

"لكنك كنت ستفعل ذلك، لذلك فسيكون من الأفضل أن تتذكره جيدًا. من أجل أن لا تفكر في القيام به مرة أخرى."

"ما هذا الهراء!"

الكونت، الذي شحب وجهه وأصبح أبيضًا بالكامل من الخوف، صرخ من الرعب.

فرك لويد رقبته وأحاطها بأصابعه كما لو كان يمسك بها.

ألم تقل أنه جعل تلك الفتاة الصغيرة الضعيفة تتدرب على الغناء حتى تقطعت أحبالها الصوتية ونزف حلقها وتقيأت دمًا؟

"لماذا لا تجرب الصراخ حتى تتقيأ دمًا؟"

"كوااااه!"

"عندما ينتهي، اسحق إحدى رجليه تمامًا واسحبه بعيدًا."

شاهد لويد المشهد من البداية إلى النهاية بنظرة عديمة الإحساس وأمر الشامان.

لقد كان لديه الكثير ليطلبه من الكونت كورتيز. لكن بالطبع، كان من الأفضل أن يجعله مطيعا أولاً.

"لماذا يجب علي دائمًا التورط في مثل هذه الجلبة؟"

تذمر كارلين، الذي اقترب بسرعة من جانب لويد.

لقد كان يتم استخدامه مؤخرًا كوسيلة من وسائل النقل ذات الاستحسان المبير لأنه كان بإمكانه تجنب عيون الناس وتعقبهم.

وكان نفس الشيء هذه المرة.

"بالتفكير في الأمر، لا بد من أن تكون السيدة الشابة هي التي بدأت كل هذا وجعلتني وسيلة نقل."

"إذًا، هل أنت غير راضٍ عما تفعله زوجتي؟"

التفت لويد إلى كارلين وابتسم بخبث.

لقد كانت نبرته تقول أنه سوف يجعل جسد الشامان غير قادر على الشعور بالاستياء بعد الآن إذا ما قال أنه غير راض عن تصرفات اريا.

وكان الكونت كورتيز، الذي تعرض لأشياء مروعة بسبب تصرفاته مع اريا، مرئيًا بوضوح أمام كارلين.

"هاها.. هذا مستحيل!"

"إذاً، احرس الكونت هنا. سوف أنظر في الأرجاء قليلا وأعود."

"أمرك!"

أجاب كارلين بحدة مثل السكين، كما لو أنه لم يكن لديه أي خيار آخر.

***

تجول لويد في القصر الهادئ بخطى مرتاحة.

'هل قالت أنها كانت تعيش في العلية؟'

رغم أنه سمع كلام اريا فقط ولم يرى ذلك بأم عينيه، إلا أنه كانت لديه فكرة تقريبية عن نوع البيئة التي نشأت فيها.

لكنه مع ذلك، أراد أن يرى ذلك بعينيه.

لقد أراد أن يرى مقدار المعاناة التي عانت منها بمفردها من أجل أن يعتني بها شخصيًا بطريقة أفضل مع مراعاة ماضيها.

بالمناسبة..

"هااا."

ابتسم لويد.

حتى عامة الناس الفقراء لن يعيشوا في مثل هذا المكان.

'عندما جاءت إلى الدوقية لأول مرة، تقيأت وجباتها بأكملها.'

ماذا كانت تأكل؟

لقد تم حبسها في مكان مثل هذا، هل من الممكن أنهم كانوا يحضرون لها وجبة مناسبة؟

"... هل علي أن أضرم النار في هذا المكان."

تمتم لويد بشكل قاتم.

لقد أراد فقط إلقاء الجميع في نيران الجحيم وقتلهم.

'لكن الأرنبة ستعرف أنني اتيت إلى هنا.'

بغض النظر عن مقدار قولها له بأن يفعل ما يريد إلا أن إشعال النار في القصر وحرق الجميع حتى الموت سيكون أكثر مما ستكون تتوقعه.

'همم.'

كان هناك تضارب عاصف بين دافعه للقتل وعقله الهادئ والمنطقي.

ولكن..

'لا يجب أن أفعل أي شيء يثير الجلبة ويجذب الأنظار.'

توصّل لويد، الذي كان لا يزال يريد التباهي أمام زوجته، إلى هذا الاستنتاج.

كان في ذلك الحين.

عثر لويد على صندوق خشبي ذا زوايا بارزة تحت سريرها.

'ما هذا؟'

أخرج لويد الصندوق وفتحه.

في الداخل، كانت توجد هناك زجاجات تحتوي على مسحوق عشبي مجهول.

كان قد بقي منه تقريباً كمية قليلة جدًا تصل إلى القاع فقط.

'من المستحيل أن يزوّدوا طفلة مهملة في مثل هذه البيئة القاسية بالأعشاب الطبية.'

وكان من الغريب أنه لم يكن يوجد في الصندوق شيء آخر سوى ذلك مسحوق المثير للشبهات.

'إنه يشبه المكونات المطحونة قبل تحضير الدواء...'

نظر لويد إلى الزجاجة بوجه مرتبك، وتذكر فجأة ما قالته أريا في الماضي.

"منذ أن ولدت، كنت أشرب الجرعات التي تعطيها لي أمي. عندما كنت أشربها، لم يكن بإمكاني إصدار أي صوت بعدها... "

بأي حال من الأحوال، هل هذه هي تلك الجرعات؟

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2022/11/10 · 526 مشاهدة · 1651 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025