ماذا كان ذلك الآن؟
انفتحت عينا أريا على مصراعيها ولمست خدها بيدها.
اختفى غابرييل مع العديد من الأفكار المعقدة الأخرى حول المستقبل في لمح البصر.
عندها التقت عيناها بعيون لويد السوداء اللامعة.
لم تستطع حتى الهرب، هذا لأنها كانت بين ذراعي لويد وكانت محضونة من طرفه بإحكام شديد.
بالمناسبة.....
سألت أريا لويد:
"لماذا تتجنب نظراتي؟"
لقد أشاح بنظرته عنها بشكل غير مباشر.
"...هذا سخيف."
"ماذا؟"
"أنا...."
لقد قال ذلك، لكن كان من المستحيل على آريا أن تفهم ما كان يقصده.
ربما يعني أنه فعل ذلك دون أن يعرف.....
'ماذا لو كان يشعر بالحرج؟'
بفضل هذا، تمكنت أريا من الخروج من صدمتها في وقت أسرع مما كانت تعتقد.
في الواقع، لقد كان لديها أيضًا بعض الوقت المتاح حتى يخرج لويد من إحراجه.
لذلك تكلمت مع لويد، الذي لم يرد عليها، وعبثت بظهر أذنه المحترقة من الحرارة.
"إنها حمراء."
"......"
"إنها حمراء للغاية. ربما لأن بشرتك بيضاء؟"
"....توقفي عن ذلك."
وأخيرًا، تحولت عيناه المتجولتان نحو آريا.
"لماذا أنتِ هادئة جداً؟"
لقد قام بتقبيل خدها.
بالطبع لم يكن يتوقع أن تشعر آريا بالحرج، لكن لم تكن بيده من حيلة سوى أن يسأل.
هذا لأنه لم يكن يعلم أنها سوف تسخر منه وهي تنظر إليه بابتسامة خبيثة على وجهها.
"أعتقد أن لويد محرج أكثر مني."
في الأصل، كان القانون هو أن يسخر المرء من الشخص الذي يشعر بالحرج أولاً.
لو أن لويد كان قد أظهر رد فعل وقح، لكانت أريا قد تجمدت في مكانها من الحرج وخجلت.
"أنا لستُ محرجاً أنا فقط..."
ابتلع لويد كلماته ونظر بعيدًا مرة أخرى.
إنه لأمر مثير للسخرية أنه تطرق بالفعل إلى موضوع لم يفكر فيه قط من قبل.
هو لم يكن يعرف ماذا يقول.
هو لم يكن يعرف كيف يتصرف.
'....لقد فكرتُ للحظة أنه سيكون من الصعب التوقف عند مجرد قبلة على الخد.'
اختنق حلق لويد وهو يبتلع الكلمات التي لم يستطع نطقها.
كانت عيناه غائرتان في عمق يشبه البحر، و بلل شفتيه الجافتين بلسانه.
ربما يكون ذلك بسبب الهلوسة التي أظهرها له أمل الإله، أو ربما بسبب النظرات غير السارة لمتدرب غارسيا ذاك.
لقد كانت الرغبات المدفونة التي بدت مجنونة تغلي بداخله، ولم يستطع أن يتحكم بها.
'هل هو متوتر؟'
نظرت أريا إلى رد فعل لويد وكانت في حيرة من أمرها.
لقد كان خط فكه الحاد مشدوداً بشدة كما لو كان يحاول قمع شيء ما بداخله.
نظرت آريا بفضول إلى الوعاء الدموي المنتفخ في رقبته، ثم نكزته بإصبعها.
ارتجف جسد لويد عند لمستها.
"ماذا تفعلين؟"
"أحاول تهدئة توترك؟"
"فقط ... ابقي ساكنة."
"حسناً."
قررت أريا الجلوس بهدوء بين ذراعيه، وأدركت متأخرة أن قلبها كان ينبض بجنون.
'آه ... لقد فوجئت بتصرفه.'
لقد كانت مندهشة للغاية لدرجة أنها تصرفت كما لو أن كل شيء على ما يرام.
'لقد اعتقدت أنني أود أن أقوم بتقبيله مرة واحدة قبل أن أموت، لكن.....'
حتى لو كانت مجرد قبلة خفيفة على خدها، لكنها لا تصدق أنها اصبحت تتصرف بهذا الشكل المتحمس.
إذا فعلوا أي شيء أكثر، فقد ينفجر قلبها وتموت.
'هل يجب أن أسأله عن السبب الذي جعله يقوم بتقبيلي؟'
ضغطت آريا على قلبها الذي كانت نبضاته تتسارع وكانها في سباق وفتحت شفتيها.
"أيتها الأميرة الكبرى."
لكن عندها اقترب منهم غابرييل، الذي كان يقف وحيدًا بعيداً وظهره على شجرة كرز.
تجعد وجه لويد في لحظة.
"أنا لا أتذكر دعوتك إلى هنا."
"اممم ... أنا من دعوته."
تدخلت أريا في كلام لويد بعناية.
لأنه رغم كل شيء، فقد استخدم غابرييل وضحى بقوته المقدسة من أجلها، لذلك كان من المستحيل أن تستبعده من المأدبة، حتى إذا لم تستطع الوقوف على التجهيزات بنفسها بسبب مرضها، هذا لأنها أقامتها لجميع من يعيش في الدوقية.
ولهذا السبب دعته إلى المأدبة من خلال موظف.
'من الصواب إظهار الإخلاص و إعادة ما تلقيته من الكرم بمثله.'
لأن أشياء صغيرة من هذا القبيل -عدم دعوة الشخص دون غيره إلى مأدبة- تستمر في التراكم وتصبح دوافع للانتقام والكره.
لكن يبدو أن غابرييل لم يكن مهتمًا كثيرًا بالاستمتاع بالمأدبة، لقد كانت نظرته مثبتة دائمًا على أريا ولم تتركها أبدًا.
"هل أنتِ بخير؟"
"كما ترى."
محتجزة بين ذراعي لويد، ابتسمت أريا ابتسامة محرجة وهي محضونة من طرفه.
على الرغم من أن جسدها قد تعافى بالكامل بالفعل، إلا أن لويد كان يحمل أريا كتحذير لطيف لها بعدم المبالغة في الضغط على نفسها.
لكن مرة أخرى، كان من المحرج أن أكون هكذا أمام الناس.
"آه ... هذا صحيح."
أخرج لويد القلادة من جيبه وأعطى غابرييل أمرًا.
لقد كان محترمًا وواثقًا كشخص يطلب الأشياء التي يملكها بالفعل.
"هنا. ضع قوتك المقدسة."
نظرت أريا إلى الاثنين بالتناوب وأضاقت عينيها.
"...لقد فهمت."
عندها أمسك غابرييل بالقلادة دون أي مقاومة وملأها بالقوة المقدسة.
"الآن انصرف."
لكن ربما هذه المرة، كان غابرييل سيثور ضد أوامر لويد، لذلك حدق فقط في لويد دون إجابة.
"انصرف."
أومأ لويد برأسه بابتسامة ساحرة، وكأنه يقول:
"ماذا تفعل وأنت متجمد في مكانك دون أن تغرب عن وجهنا؟"
ومع ذلك، ظل غابرييل ثابتًا على الرغم من تكرار لويد الأمر مرتين.
"متدرب غارسيا هذا."
تمتم لويد بصوت مكتوم.
"إذا كنتَ سوف تضع عينك على شيء صعب المنال وتحاول مطاردته والحصول عليه، ألم أقل لك أنني سأكون سعيدًا لفقع عينيك الجميلتين هذه؟"
لكن غابرييل لم يهتز من التهديدات القاتلة المليئة بالغضب.
"إذاً انصرف."
رد غابرييل ببساطة و بصراحة.
"أنا لا أهتم سوى بصحة وسلامة الأميرة الكبرى."
"أنتَ تهتم فقط بصحتها وسلامتها؟"
لوى لويد شفتيه كما لو أن كلام غابرييل لم يكن حتى مضحكًا.
"لقد كنتُ قلقاً. لم يسبق لي أن درست الطب رسميًا، لذا فما أتكهن به غير مؤكد، لكن صحة الأميرة الكبرى تبدو غير عادية."
هل اكتشف شيئًا ما؟
تحدث غابرييل بوجه جاد كما لم يحدث من قبل، لذلك سألته أريا دون أن تدرك ذلك.
"ماذا تقصد ... بغير عادية؟"
لويد، الذي كان يحمل أريا، نظر إليها لبرهة.
"بغض النظر عن مقدار القوة المقدسة التي يتم سكبها فيك، فقد تمت استعادة طاقتك فقط، ولم يتم استعادة صحتك بذات نفسها ايتها الأميرة الكبرى."
"أنتَ تعترف بفخر أن مهاراتك فاشلة."
"بالطبع، هذا صحيح أيضًا."
لا، الأمر ليس ذلك.....
توقف غابرييل للحظة ونظر إلى بشرة آريا، كما لو كان يفحص مظهرها.
"لا بد من أن يكون هذا خطئي."
وبعد فترة، توصل إلى نتيجة حزينة.
نظر إليه لويد وكأنه رجل مجنون، لكن أريا كانت مقتنعة في اللحظة التي نظرت فيها في عينيه.
لم يكن يقول ذلك من فراغ.
'لقد كان يقول هذا لأنه يعلم أن الوقت ينفذ مني.'
على الرغم من أنه لم يكن يعلم أنه لديها وقت محدود للعيش، لكنه بدا أنه يعرف على وجه اليقين أن صحتها كانت سيئة للغاية لدرجة أن حياتها كانت في خطر.
وكذلك هو لاحظ أن أريا كانت تخفي هذا عن الجميع.
'هذا موقف صعب للغاية.....'
عندها أدار لويد ظهره دون تردد.
بما أنه انتزع القوة المقدسة، لم يعد هناك سبب لمواجهة غابرييل بعد الآن.
ابتعد لويد عن غابرييل بسرعة، رغم أنه كان يحمل آريا بين ذراعيه.
"سأنتظركِ في غرفة الصلاة كل يوم أيتها الأميرة الكبرى. تعالي للصلاة متى ما شفيتِ تمامًا."
همس غابرييل وراء ظهورهم وهم يبتعدون.
لقد فعل ذلك بابتسامة خجولة.
عند سماع كلماته مرة أخرى، كان على أريا أن تفكر في غابرييل مجدداً.
'هل قال هذا الكلام بشكل غير واعي؟ أم أنه تعمد قول ذلك أمام لويد؟'
لقد كانت مشوشة.
إذا كان غابرييل، الذي لم يكن على دراية بما مرت به آريا حتى الآن، فسيكون بالطبع الجواب هو الأول.
لكن للحظة، استقرت نظرته الذهبية على خد أريا حيث لمستها شفاه لويد، ثم أشاح بعينيه بعيداً.
'لكن ربما قد يكون الجواب هو الأخير...؟'
بالنظر إلى ذكريات حياتها السابقة، كان لدى غابرييل ميل لفعل أي شيء عندما يركز انتباهه على شخص ما.
لذلك كان عقلها معقدًا ومرتبكاً.
***
نقلت أريا إلى لويد كل الكلمات التي همست بها لورا في أذنها.
بعد ذلك، عند سماع هذه الكلمات، راجع لويد المستندات المكدسة مثل الجبل على طاولة مكتبه.
"لقد أجريتُ بحثي الخاص. لقد كانت طفلة من دار الأيتام التي يديرها الكونت شاتو. لقد رأيتها في مقال صحفي ذات مرة."
"مقال صحفي؟"
سلمها لويد حفنة من الأوراق التي كان قد رتبها دواين مساعد الدوق الأكبر من قبل.
ألقت أريا نظرة سريعة عليها.
"طفلة لديها موهبة التنويم المغناطيسي؟"
"نعم، يقولون أنها تستطيع السيطرة على الحيوانات من خلال التنويم المغناطيسي."
كانت آريا على وشك أن تسأل عن السبب الذي جعل هذه القدرة على التنويم المغناطيسي موضوعاً يتصدر أولى صفحات جريدة رسمية، لكن سرعان ما فهمت سبب نشر مثل هذه المقالة.
ذلك لأن النبلاء مفتونون دائمًا بهذه الأشياء، وكانوا سوف يأخدون زمام المبادرة لإعطاء دعمهم للورا.
"لا أعرف ما إذا كان التنويم المغناطيسي حقيقيًا، لكنها بالتأكيد كانت تتمتع بهذه القدرة."
ربما كانت لورا قد اكتسبت هذه القدرة من خلال التجارب، لكن هذا يعني أنه قد يكون هناك عدد لا يحصى من الأطفال الآخرين الذين لديهم مثل هذه القدرات.
عندما أدركت الحقيقة، لم تستطع أريا تحمل الأمر أكثر من ذلك.
لم تكن تريد حتى أن تتحلى بالصبر.
هي لم ترغب حتى في الانتظار.
"دعنا نذهب وننهي كل هذا."
"ماذا؟"
"جارسيا أو أيا كان، الآن."
لويد، الذي بدت عليه الدهشة من إعلانها المفاجئ، أشار على الفور بيده.
تحرك فرسان الصقور السوداء الذين كانوا يقفون خلفه بينما ينتظرون إصدار الأوامر في انسجام تام عند إشارته.
"كما تريدين."
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────