{هناك خطر قادم.}

سمعت آريا صوت همس مألوف في حلمها.

قبل وقوع حادثة لورا في ذلك اليوم، همس نفس هذا صوت لآريا وقال لها "كوني حذرة".

كان الوقت الآن حوالي الفجر.

فتحت أريا عينيها فجأة وأطلقت تأوهًا صغيرًا.

كان ذلك لأنها شعرت أن أنفاسها مختنقة، وأن هناك انفجاراً مفاجئاً للطاقة يسحقها.

"آااه ... هاااه ..."

أصدرت أريا أنيناً متألمًا وبالكاد رفعت جسدها من على السرير.

كانت ساقاها ثقيلتين للغاية كما لو كانتا مغمورتين في مستنقع وحل، مما جعل من الصعب عليها حتى الحفاظ على توازنها و الوقوف بشكل صحيح.

'ما هذا؟'

حتى الهواء بدا ثقيلاً للغاية.

ارتجفت يديها وقدميها شيئًا فشيئًا، وشعرت بقشعريرة غير مألوفة تسري في جسدها.

كيييك-!

"اررغ!"

دوى صوت رنين رهيب في الأرجاء كما لو كان على وشك تمزيق طبلة أذنها.

لقد كانت يشبه صرخات المذنبين في الجحيم.

جلست آريا كرد فعل وغطت أذنيها.

في لحظة، نزل الدم الأحمر من أنفها.

إنه رعاف.

'هذا الشعور بالتأكيد....'

لقد شعرت به من قبل.

قبل بضع سنوات، عندما كان الدوق الأكبر تريستان فالنتاين في حالة هياج.

في ذلك الوقت، رأت آريا لمحة من حقد الإله.

نفس تلك الطاقة المدمرة، كما لو تضخمت عدة مرات، ملأت غرفتها وفاضت من كل الجهات.

'لويد...'

عند تذكرت ذلك، قامت آريا بتقويم ساقيها المرتعشتين وبالكاد نهضت من مكانها.

بظهر يدها، مسحت نزيف أنفها وفتحت الباب.

في الوقت نفسه، تدفقت الدموع من محجر عينيها.

'آااه....'

مدت أريا يدها في الهواء الفارغ.

كانت الأفكار الخبيثة التي يشعر بها الإله تجاه البشر واضحة جدًا بحيث يمكنها استيعابها.

لقد كان يتمنى موتهم.

[موتوا، موتوا من فضلكم.]

[أنا نادم على ترك البشر أحياء.]

[إنهم عرق أناني بلا حدود و ماكر و متغطرس و أحمق.]

[تتجرأ هذه المخلوقات المجردة على أن تتحدى سلطتي إلى المالانهاية وتكشف عن قبحها.]

[أبدهم.]

[اتبع إرادتي، وأنههم من هذا الوجود.]

كان رأسها على وشك الانفجار عند تدفق كل هذه الأصوات الخانقة.

كان من الملائم أكثر أن يُغمى عليها بسبب هذا.

لكنها ركضت.

لقد جمعت قوتها إلى أقصى حد وركضت.

[استسلم، أيها الأحمق.]

بدا أن حقد الإله الذي يرفرف في الهواء يهمس باستمرار بشكل عاجز ومليء بالملل واليأس والتشاؤم في أذنيها.

[ما الذي سوف يتغير في رأيك إذا استمررتَ بحمايتهم؟]

[أنت مغرور للغاية بينما أنت مجرد إنسان لا حول له ولا قوة يحاول الوقوف ضد القدر.]

[غطرستك سوف تقتل الجميع.]

مسحت أريا دموعها بسرعة.

لقد كان لديها شعور غريزي أنه في اللحظة التي سوف تستسلم فيها الآن، سينتهي كل شيء، لذا فهي استمرت بالركض فقط.

'لماذا أسمع كلام حقد الإله؟ لماذا...؟'

تذكرت أريا ما حدث قبل أن تغفو الليلة الماضية.

'لويد ....'

لقد كان ذلك واضحًا.

لقد رأته يقول أنه سوف يرث حقد الإله تمامًا يوم غد بوجه غير مرتاح.

'هذا مستحيل.'

اليوم هو اليوم الذي سوف يرث فيه كل حقد الإله من الدوق الأكبر فالنتاين.

هذا اليوم هو...

"يوم ... مذبحة .... الفالنتاين ...."

شعرت آريا أن قلبها سوف ينفجر من القلق.

لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.

لماذا يعيد المستقبل الذي حاولت منعه بكل جهدي نفسه ويتكرر بهذه الطريقة العبثية؟

لويد لم يتلو تعويذة التضحية بالنفس الآن ....

إذاً لماذا؟

'لقد كدنا أن نصل.'

بدا المستقبل المشرق لـلويد و الفالنتاين ليس ببعيد.

'لقد اعتقدت أن كل ما تبقى لي هو شفاء مرضي وإيجاد طريقة للبقاء على قيد الحياة معهم.'

لكن لا بأس إذا كانت حقاً لا تستطيع تغيير مصير حياتها المحدودة.

على الأقل سوف تكون قد قامت بحماية الفالنتاين.

حتى لو لم تستطع البقاء على قيد الحياة معهم، لقد اعتقدت أنها سوف تستطيع إغلاق عينيها بشكل مرتاح ...

"...!"

غطت أريا فمها وتوقفت في مكانها.

لم يكن لديها خيار سوى أن تفعل ذلك.

ما كانت تتذكره على أنه كابوس رهيب حدث بالفعل.

لكن الموجات الحمراء التي تتدفق مثل النهر كانت واضحة وحيوية الآن أمام عينيها.

كان الردهة الطويلة المؤدية إلى قاعة الحفلات حمراء من جميع الاتجاهات، بما في ذلك الجدران والسقوف والأرضيات.

"آررغ، كحح كحح ...."

"هوو-ايوكخخ ... هووك-! هواه-!"

أولئك الذين يرقدون على الأرض دون حركة.

أولئك الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم ويتنفسون بصعوبة.

أولئك الذين انفجروا تمامًا من خلال تعرضهم لخقد الإله مباشرة وأصبحوا أشلاء متناثرة، بينما كانوا في لحظاتهم الأخيرة يبكون ويستجدون الغفران.

لقد كان كل هؤلاء المستلقية أجسادهم على مرمى البصر هم نفس أولئك الذين كانوا يضحكون و يتجاذبون أطراف الحديث معها في الماضي القريب، أولئك الذين كانوا طيبين ويحبون آريا بصدق.

'ربما ... ربما فات الأوان بالفعل ...'

أصيبت آريا بالدوار.

أسوأ سيناريو ظل يدور في ذهنها.

ومع ذلك، شعرت أن عقلها أصبح أكثر يقظة مع تصاعد الموقف الذي هي فيه.

'دعنا نفعل ما بوسعنا الآن.'

أخذت آريا نفساً عميقًا.

{هل تعرف الأرض التي تنمو فيها أشجار الليمون.}

{في أوراق الأشجار القاتمة يتوهج البرتقال الذهبي، ريح ناعمة تَهُبُّ من السماء الزرقاء الصافية}

وغنت أغنية الشفاء بجدية بينما كانت أنفاسها متقطعة.

أغنية تشبه المعجزات والتي يمكنها الآن غنائها بشكل طبيعي وكأنها تشرب الماء.

{لأكون معك هناك يا حبيبي!}

بينما كانت آريا تسير على طول الردهة، دفعت طاقتها إلى أقصى الحدود مع كل نغمة، لتضخيم كل صوت يتردد صداه من أحبالها الصوتية.

{هل تعرفها جيدًا؟

إلى هناك سأذهب،

لأكون معك هناك، أوه، يا حبيبي!}

من بداية الرواق إلى نهايته، دوى صوتها الغنائي مثل موجة من الألوان.

بدا أن النغمة اليائسة التي كان يتردد صداها في فمها تعانق بلطف حقد الإله الذي انتشر في جميع أنحاء قلعة الدوق الأكبر وتُهدّئه.

لم تستطع أغنية الشفاء أن تعيد حياة الموتى المندثرة، لكنها على الأقل شفت كل جراح الجرحى.

'أنا سعيدة لأن غابرييل وضع قوته المقدسة في القلادة قبل أن يغادر.'

وضعت أريا القلادة على رقبتها.

على الأقل لن يغمى عليها من علاج الجرحى.

استنفدت القوة المقدسة الموجودة في بلورة العقد وعادت من اللون الذهبي إلى اللون الشفاف.

"أيتها الأميرة الكبرى!"

بكى الموظف، الذي كان يئن جرّاء تعرضه إلى حقد الإله الذي هاجمه ويغمغم بالهراء، سيلاً من الدموع.

سألته أريا بينما تأخذ نفساً قوياً.

"ماذا حدث؟ ماذا حدث للآخرين؟"

"الأمير الأول ..."

لم يستطع مواكبة كلماته وأشار إلى قاعة المأدبة.

لم يكن لديه حتى الوقت ليشرح بشكل صحيح.

ركضت أريا مباشرة دون تأخير، وفتحت باب قاعة المأدبة بكل قوتها.

لكنها تصلبت في مكانها مرة أخرى بلا حول ولا قوة بسبب قوة الصدمة.

لقد كان يحدث شيء أسوء من فقدان لويد لعقله، يبدو أن حقد الإله قد استولى على لويد بالكامل.

أما كلاود و فينسنت و تريستان الذين انهاروا بالقرب من لويد كانوا يتنفسون ببطء وبراثن الموت تحوم فوق رؤوسهم بشكل خطير.

"هاااا، لا يتم القيام بأي شيء أقوله بشكل صحيح. لقد قلت أن الإخلاء هو الأولوية القصوى ... "

تريستان، بوجهه أحمر اللون من الدماء، بالكاد فتح عينيه وتمتم.

"على أي حال، مثل فينسنت، لا أحد يستمع لي. هل هذا بسبب سن المراهقة ... "

كان لا يزال يتحدث.

لكن جسده كان ممزقًا ومجروحًا لدرجة أنه كان من المؤلم حتى النظر إليه بشكل صحيح.

كانت معجزة أنه لا يزال على قيد الحياة.

'لكنه ما يزال على قيد الحياة رغم كل شيء.'

كتمت أريا الدموع التي كانت تحاول أن تنفجر من الداخل، وتقدمت إلى الأمام.

التقت عينا لويد بعينيها.

تلاشت عيناه، اللتان بالكاد عادت إلى اللون الأسود، إلى اللون الرمادي الفاتح بالكامل.

لقد كانت نفس العيون التي كانت لديه في حياتها السابقة.

"لويد ..."

تمتمت آريا باسمه.

ومع ذلك، صوب لويد سيفه نحو أريا دون أن يُظهر أي علامات على الانفعال.

"أعرف من تجربتي الخاصة. هو لم يعد بشريًا بعد الـ ... كح كح -!"

تقيأ تريستان الدماء.

ركضت أريا على عجل وحاولت دعمه، لكن بدلاً من ذلك، دفع تريستان آريا بعيدًا وتحدث بحزم.

"إن الحقد الذي يحمله في جسده ... كح ... يريد إبادة البشر."

"......"

"اذهبي. سوف أوقفه بكل ما لدي من قوة عن ذلك. لقد ذهبت سابينا لطلب المساعدة من الشامان، لذلك عليكِ فقط التماسك والحفاظ على حياتك حتى ذلك الحين."

لقد كان لا يزال يتحدث عن الهراء.

أصيب تريستان بجروح شديدة لدرجة أنه سيموت إذا أصيب مرة أخرى.

بغض النظر عن مدى قوته، لقد كان مجرد إنسان.

كما قال، كيف يمكن لجسم الإنسان أن يقاوم طاقة الإله؟

"من فضلك، ماذا يمكنني أن أفعل ...."

عانقت أريا بشدة تريستان الذي استمر في دفعها بعيدًا ومحاولة النهوض.

في تلك اللحظة.

كانت هناك أغنية ظلت تعزف في رأسها.

'إنها ذكرى جوان!'

فتحت أريا فمها بسرعة.

{إليكم يا ...!}

لكنها لم تستطع أن تغني ولو سطرًا واحدًا بشكل صحيح.

"كوووحغ!"

كان ذلك لأنها شعرت بألم رهيب في أحبالها الصوتية وكأنه يتم تقطيعها بالسكاكين.

لقد عرفت ذلك بشكل غريزي.

في المقام الأول، هي ليس لديها الآن حتى القدرة على غناء هذه الأغنية، وحتى لو كان لديها، فإن جسدها لن يستطيع تحمل تأثير الأغنية.

فى ذلك الوقت...

"كارلين!"

وجدت أريا أن الشامان كان يركض تجاهها بوجه أبيض، لذلك نادت باسمه بكل قوتها.

"سيدتي الصغيرة! لقد جئت إلى هنا لآخذك إلى مكان آمن، ولكن ما هذا ...!"

"هذا ما أخبرتك عنه من قبل-! المستقبل الذي أردت أن أغيره!"

المستقبل الذي أرادت منعه.

ومض مشهد من الماضي في عقل كارلين.

دون أن ترمش عينها، قالت الطفلة الجريئة البالغة من العمر عشر سنوات مرارًا وتكرارًا:

"لا بد لي من تغيير المستقبل."

"كم مرة قلت لكِ هذا! لا يمكننا أبداً كسر قوانين العالم! بدلاً من ذلك، سوف تحصل مصيبة أعظم!"

صرخ كارلين بقوة.

لقد كانت هذه هي النتيجة.

الجميع سوف يموتون.

لويد، الذي سوف ينجو وحده، سوف يتجول في هذا العالم ويصاب بالجنون بجسد لا يموت.

لم تغير آريا شيئاً من المستقبل.

بدلاً من ذلك، سوف تدفع ثمناً أقسى من الماضي بقدر ما كافحت بشدة.

هذا هو حكم العالم.

"لا."

كان لديها وجه عابس.

لقد تعرضت لحقد الإله، وانهمرت الدموع في زوايا عينيها، وظلت آثار الرعاف تحت أنفها.

"لقد أخبرتك يا كارلين."

اشتدت عواطف أريا، وأمسكت بذراع الشامان وتحدثت بقوة.

"إذا كان العالم على خطأ، فسوف أغيره."

كانت قوة الشابة التي تبلغ من العمر 14 عامًا ستنهار إذا دفعها رجل بالغ مثل كارلين بعيدًا.

لكن كارلين لم يستطع التحرك كما لو كان مقيدًا بإحكام.

"إذا كان هذا هو الثمن الذي جئت لدفعه لمحاولة تغيير المستقبل، فسأدفع الثمن الكامل الآن."

"......"

"إذاً ... كارلين."

ارتجفت جفون كارلين عندما أخذ نفسًا عميقاً، لقد أثقله حقد الإله.

لم يستطع النظر مباشرة في عيني أريا.

لأنه مرة أخرى، سوف يفقد عقله ويفعل ما تريد.

"اخترق نواتي."

الآن-!

كما يعلم كارلين بالفعل، كان تمرده عديم الفائدة.

لأن كلمات آريا كانت مطلقة، مما يجعل الناس يفقدون عقولهم في كل مرة.

"اللعنة!"

كارلين، الذي أطلق شتيمة غاضبة، أغلق عينيه أخيرًا واخترق نواة آريا.

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/02/18 · 474 مشاهدة · 1656 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025