162 - الفصل مئة و اثنان و ستون.

اختراق النواة كان يعني حرفياً صنع ثقب مادي في نواة الطاقة.

كان الأمر مختلفًا تمامًا عن إنشاء مسار بشكل طبيعي من خلال التدريب.

لقد كان الأمر أشبه بثقب جزء من الجسد بالسيف.

'سيدتي الصغيرة لن تستطيع تحمل ذلك.'

عرف كارلين هذا منذ البداية.

'لكن….'

لقد تذكر كل ما قالته أريا قبل أربع سنوات, دون أن ينسى كلمة واحدة.

'عندما كانت صغيرة، هي لم تقل تلك الأشياء عن جهل أو لأنها لم تكن تعرف معناها، بل لأنها اتخدت قرارها بالفعل.'

والطريقة التي قالت بها كلماتها، أنها سوف تتحمل المسؤولية عن كل قراراتها، لم يستطع مسحها من عقله أبداً.

"اللعنة!"

أمسك كارلين بأيدي أريا بإحكام.

أغلق الشامان عينيه بإحكام، وترك سحره يتدفق إلى جسدها.

ربما لأنها كانت قد اختبرت ذلك مرة من قبل بالفعل، فقد امتصت القوى السحرية في جسدها بسهولة أكبر مما كان يتخيل.

"رجاءً، حافظي على سلامتك."

دفع كارلين السحر الذي أرسله عبر جسد أريا إلى قلبها.

و...

اخترق نواتها في الحال.

"...!"

غشى اللون الأبيض رؤيتها في لحظة.

حتى أريا، التي كانت معتادة على الألم، صُدمت لأن رأسها أصبح فارغًا للحظة.

'آه.'

لقد اخترق جسدها ألم وكأنها طعنت بمئة سيف.

لكن لم يكن الأمر كذلك.

لقد أصبحت نواتها مثقوبة الآن، و شعرت أنها ستموت بكل تأكيد.

والسبب هو أن الطاقة المملوءة في قلبها كانت تتدفق خارج نطاق سيطرتها من خلال الثقب المحفور.

عندها بدأت الطاقة السحرية الهائلة في جسد آريا في الانفجار مثل القنبلة.

"…ماذا تفعل!"

اكتشف تريستان متأخرًا ما فعلوه، ثم صرخ، وهو يعبس بوجهه بشدة.

"هل أنتَ مجنون و تريد أن تموت؟"

لقد كان يتحدث مع كارلين.

أمسكت أريا بطنها وجلست على الأرض.

"آريااا!"

"كح كحح ... كوخخ ...!"

سعلت دماً.

ارتجفت ذراعيها على الأرض كما لو كانت قد وصلت إلى حدودها.

صاح تريستان وعيناه تومضان بجنون.

"أوقفها الآن!"

"ليس هناك فائدة."

كان كارلين خائفًا ومرتجفًا من كلمات تريستان، لكنه رد بهدوء هذه المرة.

لأنه قَبِل بالفعل عزمها في قلبه.

قال كارلين وهو يحدق في آريا التي كانت تتألم بنظرة ممزوجة باليأس.

"لقد خرجت الأمور من بين يدي. الآن الأمر كله يعود إلى سيدتي الصغيرة."

عضت أريا شفتها، وابتلعت الدماء التي تسربت إلى حنجرتها.

'أُفضّل أن أتألم كثيرًا هكذا...'

وهكذا لن يغمى عليها وسوف تكون قادرة على تحمل هذا.

إذا فقدت وعيها هنا، سوف تُستَنزَف طاقتها وستموت.

"هوو ......"

التقطت أريا أنفاسها وحاولت الحفاظ على طاقتها التي تتلاشى.

وببطء ... نهضت من مكانها.

كان جسدها الصغير مثيرًا للشفقة لدرجة أن الناس أرادوا النهوض على الفور ومساعدتها رغم جراحهم الخطيرة.

"توقفي…."

أمسك تريستان معصمها بشكل انعكاسي، لكنه سرعان ما تركها تذهب بدون قوة.

هذا لأن عيونهم التقت.

على الرغم من أن جسدها كان في حالة من الفوضى، كانت عيناها تشعان بإرادة أقوى من أي وقت مضى.

لقد كانت تبدو مثل الفالنتاين حقًا.

{اشفي عيونك الجميلة ... آرغغ ... اشفي قلبك وروحك ...}

غنت أريا أغنية بينما تتأوه، ثم أمسكت برقبها مرة أخرى.

مع استمرارها في الغناء، بدا أن أحبالها الصوتية تتمزق أكثر فأكثر.

للحظة، سرت هذه الفكرة في رأسها.

'يمكن أن أفقد صوتي حقًا هذه المرة.'

حسنًا، ما أهمية هذا؟

كان هذا أفضل من خسارة الجميع إلى الأبد.

كان من الممكن أن يكون هذا ثمناً أرخص مما سوف يكون لو مات لويد الآن.

حررت آريا في النهاية كل السحر الذي احتفظت به من أجل البقاء على قيد الحياة.

وأخذت خطوتها نحو لويد وغنت الأغنية بكل ما لديها من قوة وجوارح.

{توقف عن تنفس الصعداء، ارقد بأريحية الآن.}

بدلاً من ذلك، عندما كانت تتعارض تصرفاتها مع غرائز البقاء على قيد الحياة، أصبح من الأسهل عليها الغناء.

تلاشى الألم تدريجياً وأصبح عقلها واضحاً بشكل غريب بينما كان عقلها مسترخياً.

'لا بد أن الأمر كان هكذا قبل أن أموت في حياتي السابقة …'

هذه الأغنية التي كتبها أريا عن حياتها هي "أغنية الخلاص".

لم تعد ترتجف من القلق.

{الأمل الحلو يريح قلوبنا. لا يوجد شيء نخافه على أمل السعادة.}

تردد صدى صوت الغناء الممزوج بالطاقة المتدفقة من قلبها في الفضاء بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى.

و أمطر مثل العاصفة وبلل طبلة اذن المستمعين.

'الأمل.'

كانت معظم مشاعر لويد تجاهها الآن حقدًا صارخًا من أجل انقراض البشر.

لكنه بقى مع ذلك...

الأمل المحفور على قلبه.

كانت آريا تأمل فقط أن حسن نية الإله، وأمله، سيهدئان من غضب الحقد الخبيث.

{أريد أن أخبرك أنك تتألق أكثر من أي شيء في هذا العالم.}

ابتسمت أريا دون وعي لمعنى هذه الكلمات.

إنه مثل اعتراف متأخر بالحب لـلويد.

ترنحت، ووضعت يدها على السيف الذي كان موجهاً نحوها.

{أود أن أقول أنك أجمل من النجوم الذهبية.}

ودفعت السيف جانبًا.

خلف السيف الذي يسهل دفعه، كانت عيناه الرمادية الفضية ترتجفان بالارتباك.

كما لو أنه ألقى نظرة خاطفة على حقيقة العالم المجهولة.

{أولئك الذين يبحثون عن الحب والفضيلة، الشجعان والبسالى، لا يخشون الدمار.}

كانت أريا هكذا، وكان الفالنتاين هكذا أيضًا.

مهما كانت المخلوقات تكره البشر، حتى لو كرهتهم وعذبتهم، وتمنت لهم الخاتمة...

هم لن ينكسروا أبداً.

سوف يحمون من يحبون حتى النهاية.

{حتى لو سقطنا، فإننا لا نموت. سيكون لنا المجد والنصر والشرف الأبدي.}

غنت آريا السطر الأخير ومدت يدها نحو وجه لويد.

ثم احتضنته بلطف.

تحركت يد لويد بسرعة واقتربت منها كما لو كان سوف يمسك رقبتها ويختقها.

لكن...

"… أريا؟"

قبل ذلك، استيقظ عقل لويد أولاً.

"وجهك…"

لمس لويد شفتيها الملطختين بالدماء على عجل.

انهارت أريا، التي تأكدت أن عينيه كانتا مركزتان بشكل صحيح، على الأرض.

***

حدث ذلك في منتصف الليل.

"كوغ!"

استيقظ لويد مع ألم يفوق خياله.

كان حقد الإله في جسده يحاول اختراق روحه.

كان الألم قاتلًا.

لقد شعر أن أطرافه تتمزق إلى أشلاء.

'لقد شعرتُ بهذه الطريقة بالتأكيد من قبل.'

شعر لويد بالدوار، وبحث في ذاكرته.

'ربما في حلمي ذاك….'

ذلك الحلم الذي كان حيًا مثل الواقع.

بعد إلقاء تعويذة التضحية بالنفس، هاج الحقد في جسده، وبعد ذلك، أصبحت قلعة الدوق الأكبر فارغة كما لو أن كل الكائنات الحية قد اختفت.

'ولكن لماذا يهيج الآن!'

لم يستطع لويد تحديد سبب الهياج على الفور، لأنه لم يلقي أي تعويذة للتضحية بالنفس.

ولكن بعد ذلك أدرك السبب.

ليس بالعقل، بل بالفطرة.

'النصف الآخر أصيب بالهياج ….'

لأن مشاعر الإله التي كانت في الأصل واحدة، انقسمت إلى خير وشر.

عندما تهيج المشاعر الجيدة، يهيج معها الحقد أيضًا.

في اللحظة التي أدرك فيها هذا...

كانت تلك آخر ذكرياته.

عندما عاد إلى رشده فجأة، كان يقف في منتصف قاعة المأدبة.

وأمامه، انهارت أريا ببطء على الأرض.

"آريااا!"

نظر لويد حوله بينما سقطت آريا وأمسكها بين ذراعيه.

في كل مكان حوله كانت رائحة الدم تلسع أنفه والأشخاص الذين فقدوا الوعي يملؤون عينه.

"اررغ!"

لمس رأسه بسبب الصداع الذي كان يخفق في ناصية جمجمته وكأنها سوف تنكسر إلى شطرين.

متأخراً، تذكر ما حدث خلال هيجانه مثل الفيديو المسجل.

كان لويد مذهولاً.

ظهر الكابوس الذي جعله يبكي أمام عينيه وأصبح حقيقة.

"أريا."

كانت يدها باردة.

كان جسدها متصلباً بين ذراعيه.

للحظة، تداخل الواقع مع الكابوس، و لم يستطع لويد اتخاذ قرار عقلاني.

كانت كل أنواع المشاعر متشابكة في قلبه.

"إذا متتِ، أنا ...."

أنا…

قد أصبح شيطانًا وأطاردكِ إلى الجحيم.

عاد لويد، الذي لمعت عيناه من الجنون للحظة، إلى رشده متأخراً.

بدت حالة أريا، المحتجزة بين ذراعيه، حرجة كما لم تكن من قبل.

"نادوا الطبيب!"

صرخ وعانقها بقوة بين ذراعيه.

ركض كارلين، الذي كان يشاهد المشهد بنظرة قلقة طوال الوقت، بسرعة لفحص حالة أريا.

وتمتم دون أن يدري.

"هذا سخيف. لقد توقفت القوة السحرية عن التدفق من جسدها ... "

كان هذا واحداً من شيئين.

إما أن الثقب قد أغلق أو أنه قد نفذ من الطاقة.

لكن أريا لم تمت.

كانت حركة صدرها خافتة، لكن من الواضح أنها كانت تتنفس بضعف.

إذاً لقد أغلق الثقب.

كان ذلك يعني أنه على الرغم من أن كارلين ثقب نواتها، إلا أنها تغلبت على ذلك ونمت طاقتها أكثر.

"يبدو أنني يجب أن ألغي ما قلته في ذلك الوقت ..."

تمتم كارلين.

هل قال أن ما تفعله آريا سيفعله شخص بلا عقل فقط؟

لقد كان يعتقد أنه لا يوجد شيء أكثر جهلًا من رغبة المرء في الحصول على موهبة تتجاوز قدراته والمخاطرة بحياته في سبيل الحصول عليها.

لكن شجاعة آريا أنقذت حياة الجميع اليوم، لذلك كان يخجل من نفسه لأنه وصف تصرفاتها وإصرارها على أنهما غطرسة صبيانية.

'ربما حقاً...'

لقد قالت أنها سوف تتحدى مصير العالم بأكمله وتغير مصير الفالنتاين.

لقد أصبحت لديه مثل هذه الفكرة لأول مرة.

- انظر، لقد قلتُ لك أن كل شيء سوف يكون بخير.

في ذلك الحين، قالت أريا برسالة تخاطر.

"آرياا!"

رفعت آريا جفنيها ببطء وهي ترتجف من الألم.

- لويد.

سألته أريا التي نظرت إليه بابتسامة خافتة.

لقد كان سؤالاً لا يناسب وضعهم الحالي على الإطلاق.

- لقد كنتَ تتجنبني في الآونة الأخيرة، أليس كذلك؟

لماذا هذا مهم الآن بحق الخالق؟

نظر لويد بعصبية نحو الباب، منتظرًا قدوم الطبيب.

- أجبني.

لكن آريا حثته على الإجابة.

"…أجل."

كان عليه في النهاية أن يفتح فمه.

- لماذا؟

لماذا.

سألت آريا.

لقد أرادت أن تسمع ما تعرفه بالفعل بشكل غامض من فمه.

نظر لويد إلى آريا بهدوء و فتح شفتيه.

"…لأنني معجب بكِ."

──────────────────────────

✨اقتباس الأغنية:

من أوبرا أورلاندو فينتو باتزو للموسيقي فيفالدي

"Rasserena i vaghirai" "Dird allor، di te، che sei"، "Non paventagiammai le cadute".

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/02/18 · 527 مشاهدة · 1459 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025