175 - الفصل مئة و خمسة و سبعون.

ربما لم يكونوا يكذبون عندما قالو أنهم مدعوون كضيوف مرموقين في إمبراطورية غارسيا، فقد تمكنت عائلة نورتون من عبور حدود غارسيا في لحظة دون أي إجراءات خاصة.

لم يكن هناك نقطة تفتيش في الطريق، لذلك لم يضطر لويد حتى إلى نزع غطاء القلنسوة الذي كان يغطي وجهه.

'هذا مزعج.'

كان لويد يريد عذرًا ليتم تفتيشه ويقوم بتفجير كل شيء والعودة إلى آريا، لذلك نقر على لسانه في امتعاض لفشل خطته.

"لقد كنتُ في انتظاركم."

وصل آل نورتون إلى قصر.

قصر مجهول صاحبه.

لكن لويد تمكن بسرعة من تخمين من يملكه.

'إذا كانوا ودودين مع نبلاء الدول الأخرى إلى حد أن لا يتم تفتيشهم، فمن الآمن أن نقول إن مسؤولاً رفيع المستوى -ربما البابا- موجود هنا.'

بمجرد أن فكر لويد هكذا، تحدث الشخص الذي رحب بهم.

"لقد أثبتتَ تعاونك مع جارسيا، لذلك سوف ندفع لك ثمنًا معقولاً مقابل ما فعلته."

"في المقابل.. سوف تعطونني الشيء الذي وعدتموني به، أليس كذلك؟"

"بالطبع."

لقد سارت الأمور كما هو متوقع.

لم تكن هذه مجرد مشكلة تقتصر على عائلة الفيكونت نورتون لوحدها.

شاهد لويد ما كان يحدث بصمت.

'هل يحاولون زرع عميل مزدوج في إمبراطورية فينيتا؟'

سيكون العميل المزدوج أمرا شائعًا في مثل هذه الظروف.

إلى حد ما، حتى في دوقية الفالنتاين، كان يتم اكتشاف وجود جواسيس في القصر بشكل دوري والتخلص منهم بانتظام.

لكن بما أن كل الناس خارج حدود الفالنتاين لم تطأ أقدامهم عرين الشيطان من قبل، لم يكن اكتشافهم بالأمر الجلل.

كان الأمر مملًا وواضحًا بما يكفي ليتثاءب لويد، ولم يكن الأمر يستحق الاهتمام به.

'لكن طالما رأيتُ هذا بنفسي، لا يمكنني ترك الأمر وشأنه.'

ولكن إذا حدث ذلك، فقد تصبح آريا حزينة.

لم يكن لويد يريد أن يسلبها سعادتها الصغيرة بالعيش في تلك القرية الريفية الصغيرة، لذلك كان يفكر في ما يجب أن يفعله لفترة من الوقت.

أثناء سيرهم في الردهة بعد تخصيص غرفهم الخاصة، سمع لويد صوتًا قادمًا من صدع مفتوح في باب أحد الغرف.

"أبي-! لقد كان يحاول قتلي! لقد أمسك برقبتي وحاول خنقني-! ألا يمكنك رؤية بصمات يده على رقبتي؟"

"……"

"حتى لو كان ذلك اللقيط هو أقوى جندي في آتيس، فكيف يمكن للرجل الذي كان على وشك إنهاء حياتي أن يحمينا؟"

لقد كان اللورد الشاب نورتون يصرخ:

"ماذا لو حاول أن يؤذيني أثناء نومي؟"

"... هاااا. ذلك النذل."

تنهد الفيكونت عندما رأى بصمات اليد الحمراء التي تُركت على رقبة ابنه.

هل كان يحاول خنقه حقاً؟

'هذا أمر واضح.'

عندما سوف يرى الزوج رجلاً آخر يضع عينيه على زوجته، فسوف يكون هذا رد فعله الطبيعي.

ومع ذلك، هذا لم يكن يعني أن نورتون سوف يأخذ في عين الاعتبار مشاعر عامة الناس غير المهمين بدلاً من ابنه.

رغم أن ما فعله ابنه كان مثيرًا للشفقة، لكن الفيكونت كان غاضبًا من الموقف الذي تجرأ فيه رجل من عامة الناس على لمس ابنه بتهور.

"كيف يجرؤ على محاولة قتل ابني."

كان الفيكونت نورتون يوبخ ابنه ظاهريًا، لكنه كان مصمماً داخليًا.

'يجب أن أتخلص منه.'

"حسنًا، اخرج الآن."

"هل سوف تقتله قبل أن نعود إلى آتيس؟"

"هذا ليس من شأنك."

"ومع ذلك، أرجو منك الانتهاء من هذا الأمر ما دمنا في غارسيا قدر الإمكان. كم ستكون صدمة ريا…. لا، انا أقصد كم ستكون السيدة فالين مصدومة إذا مات زوجها أمامها. هي شخص حساس للغاية. يمكن أن تصبح مستاءة إذا عرفت اننا قتلناه، لذا اجعل الأمر يبدو كحادثة مؤسفة ... "

ريا فالين.

لقد كان هذا هو الاسم المستعار الذي تستخدمه آريا في آتيس.

كان بإمكان لويد أن يرى بوضوح ما كان يحدث بشكل متوقع للغاية.

لقد كان يخطط اللورد نورتون الشاب لقتل لويد في جارسيا والاستيلاء على آريا، التي فقدت زوجها وتُركت أرملة لوحدها.

لقد قام بتعيين لويد كمرافق في المقام الأول لهذا السبب، واستفز لويد لذلك أيضًا.

لا عجب أن اللورد الشاب قد غادر على الفور ولم يثير الكثير من الجلبة حتى بعد أن خنق لويد رقبته.

صرخ الفيكونت نورتون، الذي كان صامتًا للحظة بسبب تصرفات ابنه المثيرة للشفقة بشكل لا يوصف، بصوت عالٍ.

"ألم أقل لك أن تخرج ؟!"

فقط بعد أن صرخ الفيكونت نورتون، هرع اللورد الصغير خارج الغرفة.

أدار لويد جسده بشكل طبيعي وابتعد بعيدًا عن الأنظار.

'حسنًا، هذا مثير للاهتمام.'

ظهرت ابتسامة راضية على وجه لويد الذي كان خالياً من التعبيرات عندما كان يستمع إلى محادثة الفيكونت وابنه من البداية إلى النهاية.

'وأخيرًا أصبح لديّ سبب مقنع.'

لقد أصبح بإمكانه العودة إلى آريا قريبًا.

***

وصلت آريا لتوها إلى آتيس.

عندما فتحت باب المنزل، كان لويد يصب الشاي هناك.

"إيه؟"

لم تستطع آريا أن تتفاعل مع الموقف على الفور.

لم تستطع أن تستوعب أن لويد، الذي كان ينبغي أن يكون في غارسيا الآن، كان واقفاً هنا بالفعل.

ليس هذا فقط، بل كان يغلي الشاي على مهل أيضًا.

"قال بيكر أن الشاي الممزوج بالفاكهة والزهور أصبح رائجًا هذه الأيام. في طريقي إلى المنزل، توقفت عند العاصمة لشراء بعض أوراق الشاي."

قال لويد وهو يمد فنجانًا أمام أريا.

سألت آريا عندما جلست مقابله فجأة.

"هل أنتَ بخير؟"

"يجب أن أكون بخير، أليس كذلك؟"

قال لويد بينما كان يداعب خاتم الزواج بإصبعه كما العادة.

تذكرت آريا شيئاً ما بشكل متأخر ...

لقد اتصلت بـلويد على الفور بمجرد أن وجدت تعويذة التجميد في كتاب التعويذات المحرمة.

لقد نسيت أنها كانت تناقش هذا وذاك بحماس مع الأطباء وفينسنت قبل أن تأتي إلى هنا.

"أنا سعيد لأنكِ وجدتِ طريقة سلمية وأخلاقية."

قال لويد ذلك بينما ارتسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه.

لم تستطع آريا أن تستوعب أين يوجد "السلام" و "الأخلاق" في استخدام السحر المحرم.

"بطريقة ما، هذا مريح."

لقد كان يبدو أن لويد اصبح يشعر بالملل أكثر فأكثر مع تقدمه في السن، إلا أنه كان يعرف كيف يسترخي بعد أن تعلم كيف يتحلى بالصبر والتأنّي.

شعرت آريا بذلك بشكل أكثر وضوحًا اليوم.

بكلمات أبسط، كان لويد اليوم يبدو مثل وحش بريّ يأخذ قيلولة بعد أن ملأ معدته بعد الصيد.

"هذا رائع…."

ارتشفت آريا الشاي وهي غارقة في التفكير، ثم اتسعت عينيها في دهشة ونظرت إلى الفنجان.

لقد كانت مجرد أوراق شاي مغلية في الماء، لكن الطعم والرائحة كانوا مختلفين تمامًا عن الشاي الذي كانت تصنعه أريا في العادة.

"إنك طباخ ماهر يا لويد."

بينما كانت أريا تحاول الطهي، ساعدها لويد عدة مرات …

في ذلك الوقت، فهمت آريا قليلاً ما كان يعنيه كونها شخصاً مناضلاً بعد رؤية عبقرية لويد لأول مرة.

لم يكن لويد يضع جهده في الأمر حتى، لكن حتى بيكر فوجئ بمهارته في الطبخ.

'لكن لم يكن لدى لويد أي اهتمام بالطهي، لذلك شعر بالملل سريعاً وتخلى عن الأمر.'

ابتسمت آريا بسعادة وهي تشرب الشاي الحلو المعطر.

حتى الآن، كان لويد قادرًا على تحضير الشاي المناسب خصيصًا لذوقها.

"أتذكر أنك قد قمتَ بصنع كعكة فراولة من قبل يا لويد. لقد كانت لذيذة للغاية."

على الرغم من أنه كان من الأصح القول أنها كانت كعكة صنعها لويد لأنه ساعد آريا التي كانت ترغب في صنعها.

لكنه خبز معظمها، لذلك سيكون من الصواب أن تقول أنه من صنعها.

"يمكنني أن أصنعها لكِ في أي وقت تريدينه."

"آه~ حقاً؟"

آريا، التي كانت لا تزال تحب كعك الفراولة، تألقت عيناها تمامًا كما كان يحدث في طفولتها.

"إذن اِصنعها لي في حفلة بلوغي سن الرشد."

سوف تتم إقامة الحفلة قريباً.

غالبًا ما كان يتغلب خوف غامض على قلب آريا عندما تفكر في أنها قد تضطر إلى مغادرة هذا العالم عندما تصبح بالغة، و ربما قبل مراسم بلوغ سن الرشد حتى ...

لكن ليس بعد الآن.

هذا لأنها كانت تتقدم بثبات في عملية تفعيل تعويذة التجميد.

لقد أصبح الوقت الذي تعيشه الآن سلمياً بالنسبة لها.

إنها تشرب الشاي باسترخاء تحت أشعة الشمس الخريفية التي تتسرب من النافذة.

لقد كانت تتمنى أن تعيش هكذا لبقية حياتها.

"بالمناسبة ... لماذا عدتَ بهذه السرعة؟"

في آخر مرة عندما تبادلوا الرسائل مع بعضهم البعض، لم يُظهر لويد الكثير من التعابير، لذلك لم تستطع تحديد سبب عودته باكراً.

عندها قال لويد:

"آه..."

دون أي شرح إضافي بتعبير يمكن أن يعتلي وجه المرء عندما يفكر في شيء لا يستحق التذكر بشكل خاص.

"ليست هناك أي مشكلة على وجه التحديد. بعد أن اكتشفت أنه قد تم التعاقد معي كمرافق ليتم قتلي في غارسيا، عدت أولاً قبل أن أتورط معهم أكثر وأتسبب في ... "

"مهلاً لحظة! ماذا؟"

فجأة، خبطت آريا المكتب بيديها وقفزت من مقعدها باندفاع، لذلك انقطعت كلمات لويد في المنتصف.

"محاولة قتل؟ مَن؟ لويد؟"

لكنه لم يفعل لهم شيئًا وعاد ببساطة هكذا؟

كانت آريا مذهولة تماماً.

إذا كان هذا هو لويد الذي تعرفه، فـفي اللحظة التي سوف يكتشف فيها الخطة، سوف يجعلهم يدفعون ثمنها على الفور بحياتهم.

لكن لماذا تركهم وشأنهم وعاد دون أن ينبس ببنت شفة؟

"لماذا يريدون قتلك فجأة؟ ألم يأخذوك معهم لأنك تملك موهبة نادرة في المبارزة يا لويد؟"

"هذا …."

"لا، لا يهم السبب."

لقد أصبحت آريا غاضبة.

هي لم تهتم لأي سبب من الأسباب تجرأوا على محاولة قتل لويد.

كل ما كان يُهمها في تلك اللحظة هو أنها هي مَن دفعته إلى هذا الموقف دون أن تدرك نواياهم الخبيثة تلك، وأنها هي التي أخبرته بمرافقتهم.

"لماذا تركتهم وشأنهم؟"

لم يكن لويد من الأشخاص ذوي الشخصية المتسامحة.

استمع لويد إلى كلمات آريا الغاضبة، واتسعت عيونه للحظة قبل أن يرد على انفعال آريا بابتسامة.

"لأنهم في الحقيقة ليسوا بهذه الأهمية بالنسبة لي."

لقد قاموا بنصب فخ لقتله، لكن هذا لا يهمه؟

متى أصبح لويد بالغًا إلى هذه الدرجة؟

كانت آريا مندهشة.

لقد طلبت من لويد تحمل فظائعهم قليلاً، لكنها لم تقصد أن يبقى ساكنًا حتى عندما يتآمرون لقتله.

في تلك اللحظة، أمسك لويد يد آريا اليسرى وسحبها نحوه، ثم لمس وجهها عندما اقتربت منه بينما يهمس قائلاً:

"أهم شيء بالنسبة لي هو ..."

"……"

"عندما أطعمكِ شيئًا حلوًا يا آريا، فأنتِ تبتسمين دون أن تدركي ذلك. أشعر بالدفء عندما أراكِ تضعين الزهور المجففة بين الكتب، وتتفاخرين بأشياء لا معنى لها بالنسبة لي، وتطبخين طعاماً ذا مذاق غريب وتعطينه لي، وتُخرجين كرّاسة الرسم كلما كان لديك وقت وتحاولين رسم وجهي. "

"……"

"حسنًا، أشياء من هذا القبيل هي المهمة بالنسبة لي."

لا أريد أن أفقد هذه الأشياء الثمينة بسبب بعض الحمقى غير الحساسين.

أضاف لويد ذلك وأبعد يده عن خد أريا.

هذه المرة لم تستطع آريا قول أي شيء.

آريا، التي تجمدت للحظة، فتحت بالكاد فمها.

"يجب أن أمسك بهم جميعًا وأقتلهم."

لقد كان هذا اقتباساً من تريستان.

أمسكت آريا بيد لويد ووقفت بينما تسحبه ليقف معها.

لقد تم جره ببساطة بلمستها اللطيفة والضعيفة.

لعق لويد شفتيه ببطء وهو يتبع قيادتها الجريئة.

"ألم ترغبي في أن تستمري في العيش هنا بسلام؟"

"نعم، لقد كنت أرغب في ذلك، لكنني لا أرغب في إجبار لويد على إظهار صبره مثل القديسين تجاه أولئك الحمقى."

بالطبع، لويد لم يكن قديساً، و لم تكن لديه نية للتحلي بالصبر على أي حال.

لأنه بعد أن يقوم بالاطمئنان على أريا، كان يخطط للتخلص من آل نورتون عن بكرة أبيهم دون ترك أي أثر لهم.

ربما قد يُدعى هذا بالخداع أو المكر، ولكن عندما اساءت آريا الفهم، لم يرغب لويد في تصحيح تفكي

رها لأنه أعجب بالوضع الحالي.

"سأجعلهم يصلون إلى القاع وأدفعهم حتى ينتحروا بأيديهم."

آريا، التي لم تكن موهوبة في التحدث بقسوة، استمرت في الاقتباس من كلمات تريستان.

لقد كان يعني هذا أنها غاضبة جداً.

قال لويد، الذي كان يتبعها بصمت، بابتسامة راضية على وجهه.

"أنا أتطلع إلى ذلك."

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/06/28 · 431 مشاهدة · 1786 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025