قبل يومين من ذهاب لويد لرؤية آريا.
كان على الفيكونت نورتون أن يُخطط باجتهاد للتخلص من "آيدن".
كان ذلك لأن الفرسان المرافقين الذين رافقوهم لم تكن لديهم الشجاعة الكافية لمواجهة لويد.
في النهاية، لم يكن أمامه خيار سوى توظيف قاتل مأجور بنفسه.
"إلى أين سوف تذهب؟"
"سو - سوف أخرج للحظة ..."
ومع ذلك، فقد انتهى الأمر بالفشل قبل أن يُحاول استئجاره حتى.
هذا لأن الفرسان الذين كانوا يحرسون القصر منعوا الفيكونت من الخروج.
عند الشعور بالضغط، تأتأ الفيكونت بشكل لا إرادي.
"لابد من أنني قلتُ أنه من المحظور الخروج في نزهات خاصة."
المسؤول، الذي كان قد ظهر لتوه، نظر إلى الفيكونت ببرود وقال ذلك.
كان الأمر مختلفًا تمامًا عن ظهوره الأول عندما رحب بالفيكونت بحرارة.
لم يكن الفيكونت نورتون يريد أن يفقد الثقة التي بناها بصعوبة فقط بسبب هذا، لذلك في النهاية لم يكن لديه خيار سوى شرح القصة الكاملة حول ما كان يفعله.
"أنتَ تقول بأنك استأجرتَ شخصًا غريباً كمرافق لك."
"إنه ليس غريبًا حقًا ... إنه مهاجر يعيش في منطقتنا منذ 5 سنوات ..."
"لقد أوضحتُ أنه لا يمكنكَ إحضار سوى عدد قليل من المساعدين المقربين الموثوق بهم إلى غارسيا أيها الفيكونت نورتون."
"حسنًا، أنا حقًا آسف لذلك."
شرح الفيكونت بيأس.
كان آيدن خيارًا لا مفر منه حقًا للمرافقة لأن فرسان نورتون كانوا يفتقرون إلى الموهبة.
"أنا مدرك تمامًا لخطئي. أرجو أن تفهموا أنني سأحاول تصحيح الأمر حتى لو عنى الأمر التخلص منه."
"همم……."
مهاجر يتمتع بمهارات فائقة لدرجة أن الفيكونت تحمل كل المخاطر وطلب منه مرافقته.
كما أنه هو من أخضع اللصوص لوحده.
"سأطلب منكَ تحمل المسؤولية عن هذا لاحقًا."
قرّر الفارس المسؤول أنه من الأفضل الكشف عن هوية المهاجر أولاً.
في هذه الأثناء ...
"لقد تذكرت."
أخيرًا، تذكر لويد، الذي كان يستمع إلى كل هذه المحادثات من خارج النافذة شيئاً مهمًا.
'إنه مساعد الدوق باتنبرغ.'
كانت هذه هي هوية الفارس المسؤول عن الضيوف.
لم يهتم لويد أبدًا عن كثب بأشياء مثل وجوه الأشخاص وأسماءهم.
لكن "عدم الاكثرات" بينما يملك "ذاكرة جيدة" كان شيئاً مختلفاً.
لذلك كان يتذكر الوجوه التي يلتقي بها كثيراً.
كلما التقى بالمساعد في القصر الإمبراطوري، كان يراه دائمًا مرتبطًا بالدوق مثل ظله.
'إذا كان باتنبرغ … فهذه العائلة هي أكبر قوة أجنبية في فينيتا وهم العائلة التي أصبحت ابنتهم في منصب مرشحة الإمبراطورة.'
لقد كانوا مختلفين عن نورتون، الذين لم يكن لديهم مكان يتكئون عليه في الإمبراطورية.
لذلك لم يكن يوجد أي سبب على الإطلاق لإرسال أقرب مساعديه إلى مكان مثل هذا.
'إذن منذ متى؟ هل فاتني شيء ما؟'
لكن هذا كان كل شيء.
مع وضع هذه الحقيقة في الاعتبار، مزق لويد لفافة كارلين وغادر القصر.
في اليوم التالي استأجر الفارس المسؤول أفضل قاتل مستأجر في المدينة.
"يبدو أنه قد عبر الحدود منذ فترة طويلة، لذا فهذا ليس ضمن صلاحياتي."
قال زعيم نقابة الاغتيالات.
"ماذا؟ هذا مستحيل. لقد اختفى منذ أمس فقط، كيف عبر الحدود بالفعل بحق خالق الجحيم ... "
"حسنًا، لن تكون الطريقة التي استخدمها اعتيادية."
صُعِق كل من الفيكونت و الحارس.
لقد تبخر آيدن فجأة دون أن يترك أثراً وراءه.
وفي يوم واحد فقط أيضًا.
"إنه مثل الجرذ. يبدو أنه لاحظ أن هناك خطرًا يحوم حوله وهرب من هنا."
اللورد الشاب نورتون، الذي أضاع الفرصة للحصول على حبيبته، صك على أسنانه في غضب.
لكن آيدن كان قد هرب بالفعل، لذلك لم يكن هناك ما يمكن فعله.
مع ذلك، لم تكن هناك طريقة ليهرب آل نورتون من شكوك جارسيا.
"... هل جعلته يهرب عن قصد؟"
"كيـ - كيف يمكن أن أفعل هذا-!"
"رجل لديه مهارات جيدة للغاية في فنون المبارزة، كما أنه قد يكون قد استخدم سحر التنقل للخروج من حدود الإمبراطورية ... من الواضح أن هناك قوة كبيرة وراءه."
لنتحدث عن التفاصيل ببطء.
كان على الحارس المسؤول حبس آل نورتون في القصر لكونهم مثيرين للشك للغاية، وكان لابد من استجواب العائلة هناك لفترة طويلة.
"ارجعوا إلى فينيتا الآن وانتظروا رسالة منا. سيتم إخباركم عن قرارنا حول تصرفاتكم بشكل منفصل. رغم أن هذا أمر واضح، لكنني أذكركم أنه لا فائدة من محاولة الهروب."
عاد آل نورتون إلى آتيس محطمين وبدون أن يحصلوا ولا حتى على فلس واحد.
***
حدث ذلك عندما عاد آل نورتون إلى مسقط رأسهم بعد العديد من التقلبات والانعطافات.
كان لويد، الذي لم يتمكنوا حتى من رؤية خصلة من شعره في غارسيا، جالسًا على مقعد الرئيس في غرفة المآدب بينما يضع بغرور ساقاً على ساق وينتظر مجيئهم.
"لقد تأخرتم كثيرًا عما كنت أعتقد."
"يا إلهي-!"
لماذا هذا الرجل هنا؟
عندما كان الرجل الذي حاولوا اغتياله لا يزال على قيد الحياة، أصبح اللورد الشاب نورتون مرعوباً جدًا وأصبحت قدميه مرتعشتين وأصدر صوتًا مخنوقاً.
لكن أولاً وقبل كل شيء، كان غاضبًا من أن يجرؤ رجل وضيع من عامة الناس على الجلوس على مقعد أبيه الفيكونت.
"أيها الوضيع-! انهض من هناك على الفور !"
كان هذا المقعد مخصصاً فقط لرئيس عائلة نورتون.
لكن لويد، عندما سمع صراخ اللورد الشاب، تعمق في جلسته على الكرسي ولم يتزحزح أبداً.
بدلاً من ذلك، كما لو كان يتساءل عما يجب أن يفعله الآن، أغلق عينيه ولوى شفتيه بابتسامة شريرة على وجهه.
بدا وكأنه كان يشاهد حشرة طائرة تكافح بمفردها أمامه.
'هل يمكن أن يكون مجنوناً؟'
تردد اللورد الشاب نورتون للحظة، لكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه.
لقد كان هذا جيدًا إلى حد ما.
لأنه كلما كان لويد مغرورًا بنفسه أكثر، كلما اصبح عذر إعدامه اكثر إقناعاً.
'حسنًا، سوف أنادي الفارس الآن و ….'
ومع ذلك، كان هناك شيء غريب.
'هل كان هذا الرجل يرتدي مثل هذه الأشياء من قبل…؟'
عرف اللورد الشاب نورتون على الفور مصدر انزعاجه.
الملابس البارزة.
كان لويد يرتدي قميصًا وبنطالًا عاديين فقط، لكن نظرة فاحصة واحدة سوف تكشف أن مظهره كان مختلفًا تمامًا عن المعتاد.
من الأقمشة إلى القص والتطريز.
بدا وكأن كل ملابسه قد تم صنعها من طرف خياط راقٍ.
'لم أرتدي قط مثل هذه الملابس الفاخرة من قبل.'
أصبح وجه لويد أكثر روعة عندما ارتدى ملابس فاخرة.
لقد كان يبدو كشخصية أكثر نبلاً من اللورد الشاب نورتون، الذي أصبح مظهره فوضوياً مع كل المتاعب التي عانى منها في الفترة الأخيرة.
'هل أزرار هذا القميص مصنوعة من الألماس؟'
هذا مستحيل.
'يبدو أنه قد وجد ملابس مقلدة بشكل متقن وقام بارتدائها.'
حدث ذلك عندما فتح اللورد الشاب نورتون فمه من أجل أن يبدأ بالصراخ مرة أخرى...
في الوقت نفسه، فتح الباب بقوة.
استدار اللورد الشاب على الفور.
وقف فرسان الصقور السوداء يرتدون الزي الأسود مثل جبل ضخم بينما يُغلقون مدخل الصالون.
كان كلاود هو الذي يمثلهم.
حتى بين الصقور السوداء، عندما وقف أمامهم فارس يتمتع بلياقة بدنية كبيرة للغاية مثل كلاود، بدا الأمر كما لو أن ظلاله كانت تلتهمهم.
"مـ - من هؤلاء الرجال! حراس! حراس! أيها الفرسان ...!"
ارتجف اللورد الشاب نورتون ورفع صوته إلى أقصى الحدود.
بالتفكير في الأمر، لم يرى أي أحد من الموظفين منذ أن وطأ بقدميه هذا القصر.
"لقد مللتُ من الانتظار، لذلك اعتنيتُ بهم في وقت أبكر منك. أنا أطلب تفهمك لهذا الوضع."
قال لويد، مشيرًا إلى كومة من فرسان آل نورتون الذين أغمي عليهم في أحد جوانب القاعة.
"هل ما- ماتوا ..."
"لم يموتوا. هذا لأن زوجتي لم تكن تريد مني أن أقتلهم."
لكن بالطبع، أنتَ سوف تموت بالتأكيد.
عندما قال لويد هذا، حرك إصبعه ليطلب من اللورد الشاب أن يقترب.
اللورد الشاب نورتون، شاحب اللون، أخذ خطوة إلى الوراء في رعب.
"آ - آعع ..!"
لكن خلفه، وقف له فرسان الصقور السوداء بالمرصاد.
"ما - ماذا عن أمي وأبي!"
"يجب أن يدفعوا ثمن خطاياهم. لكنني قررتُ أن أبدي رحمة لهم بأن لا يروا نهاية ابنهم بأعينهم."
لأن زوجتي رحيمة جداً.
قال لويد هذا بقليل من التفاخر.
آريا، التي أنهت ما كانت تفعله، فتحت الباب ودخلت الصالون.
لقد كانت مع فينسنت.
'من هو ذلك الرجل البراق؟'
لم يستطع اللورد الشاب نورتون فهم الموقف تمامًا، لكن وجهه أصبح مشرقًا كما لو كان قد وجد منقذًا.
لذلك بدأ يبكي بشدة.
"سـ - سيدتي! زوجكِ يحاول قتلي! إذا لم تقنعي هذا المجنون الآن بالعدول عن هذا الأمر، فسوف تعانين حتمًا من ضرر كبير أيضاً!"
كانت نبرته نبرة تهديد تتظاهر بالقلق على آريا.
لقد كان قصده هو:
إذا لم توقفي لويد على الفور، فلن تكوني بأمان أيضًا.
'لا أصدق أنه يظن أنه معجب بي.'
سخرت آريا من هذا داخل نفسها.
لقد حاول اللورد الشاب نورتون أخذ الزوجة لنفسه عبر قتل زوجها.
كم كانت حيلته قذرة وغبية.
لم ترغب آريا حتى في أن تُظهر له الرحمة.
اقتربت آريا من جانب لويد متجاهلة ببراعة اللورد الشاب نورتون.
"هل اِنتظرتَني طويلاً؟"
"ليس حقاً."
لويد، الذي لم يتزحزح من مقعد الرئيس بغض النظر عن صراخ اللورد الشاب نورتون، تنحى الآن جانباً ووضع آريا في مكانه.
صُدم اللورد الشاب نورتون لبعض الوقت بينما كان فمه مفتوحًا على مصراعيه.
"أنتِ تستطيعين الكلام…"
كان صوت آريا يشبه صوتاً مقدساً لم يسمع به من قبل في حياته.
وقف لويد وفنسنت على جانبي آريا بينما كانت تجلس في مقعد الرئيس.
نظر فينسنت إلى اللورد الشاب نورتون من أعلى إلى أسفل، ثم بدأ يُقلّب الأوراق التي كان يحملها بين يده بينما يضحك عليه بابتسامة ساخرة.
"واو ... أنتم مدهشون حقًا يا رفاق. أليس من الصعب الاختلاس بهذه الطريقة؟"
"الاخلا... ماذا؟"
"لقد جمعتم من منطقة نائية هكذه مثل هذا المبلغ المجنون. هل كنتم تُسَمُّون ذلك بالاقتصاد الداخلي؟"
كان هناك الكثير من الفساد في أعمال عائلة نورتون لدرجة أنه كان من المتعب سرد كل افعالهم القذرة.
نظرًا لأنهم كانوا يعيشون بعيدًا عن أنظار الإمبراطور، فقد استطاعوا فعل ما يشاؤون دون أن يلاحظهم أحد.
حتى مرؤوسو جرذ الحضيض، الذين حكموا ذات مرة عالم الجريمة، لم يصلوا إلى هذا المستوى من الاختلاسات المالية.
"اِعتقدت أنكم تستخدمون قطاع الطرق فقط لتهريب الأشياء إلى جارسيا، لكن اتضح أنكم لم تُفوّتوا الفرصة واستخدمتم قطاع الطرق لجمع كل أنواع المال أيضًا في نفس الوقت، أليس كذلك؟"
بل كانت سرقة الأشياء الثمينة هي الجانب الأقل إجراماً من بين افعالهم الشنيعة.
لقد شجع اللورد الشاب نورتون قطاع الطرق على اختطاف المقيمين في منطقة آتيس ولم يتردد في الاتجار بهم.
"يا أخى ... أتعلم ماذا؟"
قال فنسنت بضحكة مكتومة.
"في ذلك اليوم، كان هذا الرجل هو الشخص الذي أرسل أولئك اللصوص إلى زوجة أخي عندما كانت بمفردها في غابة الجبل."
ليست هناك حاجة لتحليل دماغ ذلك القمامة لمعرفة السبب.
أضاف فينسنت دون أن يُخفي اشمئزازه.
"ماذا سوف تفعلين الآن؟"
قال لويد بينما ينظر إلى آريا.
"دعنا نرى~"
كما كان يفعل لويد في كثير من الأحيان، نقرت آريا بإصبعها على مقبض المقعد منغمسة في أفكارها.
فجأة، شعرت بنظرة تخزها من الجانب.
عندما رفعت آريا رأسها، أمسك لويد يدها التي كانت تنقر على المقبض كما لو أنه كان ينتظرها لتنظر إليه.
ثم قام بتقبيل يدها وقال:
"زوجتي، فقط أعطيني الأوامر، وأنا سوف أتحمل كامل المسؤولية لتحقيق ما ترغبين به."
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها مثل هذا الكلام.
هل يريد لويد أن يسمع إجابة محددة؟
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يُظهر فيها مثل هذه ا
لنظرة اليائسة، لذلك لم تستطع آريا أن ترفع عينيها عنه للحظة.
"اِجعله يشعر بنفس الألم الذي عانى منه أولئك الناس الأبرياء، واجعله يتجرع مرارة كل تلك الذنوب التي ارتكبها."
فتحت آريا شفتيها وأعطت لويد الإجابة التي كان يريدها.
اِتّبع لويد أوامرها واِستل سيفه من غمده بسعادة.
"كما تأمرين يا زوجتي."
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────