تلامست شفاههم لفترة من الوقت.

فَكَّرَت آريا في أنها بحاجة إلى القيام بشيء أكثر.

'لكن كيف…'

لقد كانت نتيجة اندفاعها المتحمس خرقاء للغاية.

كان الوضع مؤسفًا، لكنها كانت المرة الأولى لها، لذلك لم يكن بيدها من حيلة.

'بالمناسبة، هذه ليست أول قبلة لنا.'

بدأت الذكريات، التي كانت آريا تُحاول نسيانها، في العودة إلى ذاكرتها.

تذكرت آريا أنها عندما حاولت تقبيل لويد بالقوة في يوم مذبحة الفالنتاين، صدمت أسنانهما مع بعضها البعض مما تسبّب في جرح شفتي لويد.

هل كان الوضع هكذا منذ ذلك الحين؟

لم يستطع جسد آريا مواكبة عقلها على الإطلاق.

'يبدو التقبيل سهلاً عندما أنظر إليه من بعيد.'

شعرت آريا أنه من المحتمل أن ترتكب خطأ آخر إذا حاولت فعل شيء أكثر، لذلك حاولت التراجع بوجه أحمر قليلاً، ولكن اقترب منها لويد بقدر ما ابتعدت عنه.

عندما فتحت آريا المندهشة عينيها، همس لويد بصوت منخفض وخافت.

"أغلقي عينيكِ."

في اللحظة التي اعتقدت فيها أن آخر كلماته كانت متقطعة، مال رأس لويد نحوها مثل القمر الذي قابل الشمس لأول مرة منذ دهور.

في تلك اللحظة، وقعت نظرة آريا على شفتيه.

كان أحمر شفاهها الذي وضعته بمناسبة بلوغها سن الرشد يصبغ شفتيه.

"هناك أحمر شفاه على شفتيكَ."

رفعت آريا يدها دون أن تُدرك ذلك ومَرّرت إصبعها على شفتيه.

حاولت آريا مسحه بيدها بالقوة، لكن بدلًا من أن يُمسح أحمر الشفاه، قامت بتلطيخ شفتي لويد باللون الأحمر أكثر فقط.

كان لويد يُحدّق في آريا، التي توقفت عما كانت تفعله عندما اِرتأت بأن جهودها كانت دون فائدة، ثم فجأة، التقت عيونهم في الهواء.

ومض وهج ساخن في عينيه اللتين كانتا تلمعان تحت ضوء القمر.

في نفس الوقت، عض لويد أصبع آريا الذي كان فوق شفتيه.

"آهه…!"

شعرت آريا بالوخز.

لم تُؤلمها عضة لويد كثيراً، لكن لماذا شعرت وكأنها سوف تُأكل؟

عندما فتحت آريا فمها لتردّ على ما فعله، اندفع لويد نحو شفتيها، لذلك أغلقت عينيها بإحكام.

اِنحنى رأسها نحو الخلف واندفعت حرارة أنفاس لويد إلى داخلها وملأتها برائحته في لحظة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى لهما، لكنها كانت المرة الأولى التي يقومان فيها بتقبيل بعضهما البعض بشكل صحيح.

كانت القبلة لطيفة، حلوة، وبدا كل شيء مناسبًا، لكن بعدها أصبحت القبلة عنيدة وقاسية بشكل غير متوقع.

ولذلك تم دفع آريا للوراء دون أن تُمنح فرصة للتنفس.

"لو ... يد ... ا ... نتظر ..."

كان من الصعب على آريا التنفس، لذلك ضغطت على صدر لويد بقبضتها.

في تلك اللحظة، نظر إليها لويد، الذي تراجع بعيدًا عنها للحظة، ثم قام بتقبيلها مرة أخرى.

كانت عيناه اللتان تحترقان بنار الشغف ضبابيتين دون تركيز.

لم يبدو أنه كان هناك أي آثار للمنطق فيهما على الإطلاق.

"أ- أنا ... لا أستطيع ... التنفس ..."

واصل لويد تقبيل آريا بشدة بينما كانت تُكافح لالتقاط أنفاسها.

مع مرور الوقت، أصبح مظهر آريا غير مرتب أكثر فأكثر.

شعر أشعث، شفاه منتفخة، خدود متوهجة، عيون ضبابية …

أكثر فأكثر، غيّر لويد اتجاه قبلته عدة مرات وظل يسرق أنفاسها.

أمسك لويد بمؤخرة رأسها بينما استمرت آريا في محاولة الابتعاد عنه ثم قام بسحبها بقوة تجاهه.

لقد التهمها بلا هوادة وكأنه كان يلتهم كل جزء منها.

نتيجة لذلك، تحول مركز ثقل آريا نحو السرير.

انحنى الاثنان ببطء وانهارا في النهاية على السرير.

"لو … يـغغغ!"

ذُهلت آريا عندما كانت على وشك مناداة اسمه.

كان ذلك لأن أسنانه لمست شفتيها.

بصرف النظر عن قلبها الذي كان ينبض وكأنه على وشك الانفجار، كان جسدها منشغلاً بالانغماس في شعورها بأن هناك وحشاً مفترساً يبتلعها.

سرت القشعريرة في جميع أنحاء جسدها، لذلك أمسكت بثوبه دون أن تدري.

لو لم تكن آريا مستلقية على السرير بالفعل في الوقت الحالي، فمن المؤكد أنها كانت سوف تنهار على الأرض لأنها فقدت القوة في ساقيها.

"لويد ... أنا أمرّ بوقت عصيب حقًا."

ذرفت آريا الدموع أخيرًا وأعلنت استسلامها.

للأسف، كان لويد يتمتع بقدرة مفرطة على التحمل وكانت آريا ضعيفة مقارنة به، لذلك كانت هذه نتيجة واضحة.

نظر لويد بعطش إلى آريا التي كانت تحته بينما كانت تُمسك بصدرها وتتنفس بصعوبة.

ثم أدرك الوضع لاحقًا ...

لقد ضغط عليها كثيراً إلى أن تجاوزت حدود جسدها.

"... أنا آسف، إنها المرة الأولى لي."

لذلك لم أستطع التحكم بنفسي.

تمتم لويد بهذه الكلمات كعذر.

كان لويد يعرف بأن الأمور ستكون على هذا النحو، لذلك تظاهر بالوداعة إلى حين أصبحت آريا بالغة.

"هل جعلتكِ تمرّين بوقت عصيب؟"

سألها لويد بحذر بينما كان يداعب عينيها بأصابعه.

لقد كان هو الداء والدواء.

"جداً…"

تنهدت آريا ونظرت لأعلى، عندها لاحظت أن أحمر الشفاه الذي كان يُلطخ شفتي لويد قد اختفى تمامًا.

عندما مسحته بإصبعها في وقت سابق، لم يبدو أنه سوف يُمسح بسهولة.

كان الأمر مُحرجًا إلى حد ما لذلك أصبح من الصعب على آريا النظر في عيون لويد مباشرة.

"أعتقد ... أنه يمكننا القيام بذلك بهدوء وببطء من الآن فصاعدًا ..."

لم تُدرك آريا حجم الكلمات التي قالتها إلا بعد أن نطقت بهذه الكلمات.

لقد كان يجب أن تُبعده من فوقها أولاً.

قام لويد، الذي كان يحبسها بين ذراعيه، بوضع شفتيه على شفتيها مرة أخرى كما لو كان ينتظر كلماتها هذه.

'أنا لم أقصد بأن نفعل ذلك الآن …'

لكنها هذه المرة لم تُفكر حتى في دفعه بعيدًا عنها.

ودون أن تُدرك آريا ذلك، جعلتها القبلة، التي كانت ناعمة ودافئة مثل أشعة الشمس، تريد فقط أن تلف ذراعيها حول رقبته وتدفن نفسها بين أحضانه.

***

"لقد قلتُ لكَ توقف!"

تحطم-!!

'ما هذا؟'

استدارت ناتالي، التي صادف أن مَرَّت بجوار مكتب الإمبراطور، مندهشة.

'ها نحن نُعيد الكَرَّة مرة أخرى.'

لقد كان هذا صوت الإمبراطور الهائج.

في الأصل، لم يكن الإمبراطور شخصًا طيب المزاج، لكنه الآن أصبح أسوء بكثير ...

'حسنًا، لقد كان يُعاني من الأرق في الآونة الأخيرة، وبدأ يسمع هلاوس سمعية أيضًا. ومؤخراً، أصبح يُدمّر كل ما يلمسه.'

كان تواتر عنف الإمبراطور وهياجه يتزايد، لذلك كانت ناتالي على وشك فقدان مكانتها كشريرة القصر.

لكن المشكلة كانت هي أن الإمبراطور، بعيدًا عن هياجه هذا، بدأ يُمارس الاستبداد أيضًا.

على الرغم من أنه كان لا يزال يهيج ضمن النطاق المقبول، لكن لم يستطع أحد التخلص من شعورهم بأنهم يُواجهون هدوء ما قبل العاصفة.

"لقد بدأ يفقد صوابه حقًا."

وفي هذه الحالة ستكون ناتالي في ورطة من نواح كثيرة.

ومع ذلك، لم تتخلى ناتالي عن حلمها في التمتع بصحة جيدة وعيش حياة طويلة، لذلك سارت مبتعدة عن مكتب الإمبراطور بلا مبالاة، ثم نقرت على لسانها برفق.

'لقد أردتُ أن أشرب المزيد من الكحول.'

لقد كان اليوم هو يوم بلوغ آريا سن الرشد.

تذكرت ناتالي بشكل طبيعي آريا التي رأتها في وقت سابق من هذه الليلة.

لقد كانت الفتاة الثملة التي واصلت ترديد الكلمات السخيفة ظريفة للغاية.

دون أن تدرك ذلك، لم تعرف ناتالي عدد المرات التي عانقتها فيها آريا.

"كما ترين ... أنـآه ... أريد أن تكوني سايييداه يا ناتالي."

[كما ترين ... أنا ... أريد أن تكوني سعيدة يا ناتالي.]

(~ آريا تتكلم بطريقة غريبة لأنها ثملة)

"حقاً؟"

"أزاااللل ..."

[أجل...]

"هل بدأتِ تُنادينني باسمي دون احترام هكذا؟"

"سامميههيييني. لكن ... أنا أريد أن أرى ناتالي سايييدااه ... "

[سامحيني. لكن ... أنا أريد أن أرى ناتالي سعيدة ...]

تناوبت آريا على إخبار جميع الحضور بذلك.

لقد أخبرت جميع الفالنتاين و آل أنجيلو بذلك.

لقد أرادت أن يكون الجميع سعداء.

بينما كانت ناتالي تُداعب شعر آريا دون أن تدري، قامت آريا بإمالة رأسها مثل قطة تُخرخر بسعادة.

في النهاية، انفجر لويد، الذي لم يستطع تحمل رؤية هذا المشهد بعد الآن، غاضباً وحمل آريا وأخذها إلى غرفتها.

'أتمنى لو بقيتُ لفترة أطول قليلاً في قصر الفالنتاين. أتساءل عن رد فعل الغزالة غداً صباحاً.'

لكن لسوء حظ ناتالي، لم يكن كونها أميرة مهمة سهلة.

لقد أُجبرت على العودة إلى القصر الإمبراطوري فوراً باستخدام لفافة التنقل السحرية.

"سموكِ، هل يمكنكِ تخصيص لحظة من أجلي؟"

حدث في ذلك الحين.

نادى على ناتالي صوت مألوف ولكن غير مُرَحَّب به.

نظر الدوق باتنبرغ إلى ناتالي بابتسامة لطيفة.

"أين كنتِ يا أميرة؟"

"هذا ليس من شأنكَ."

"لقد كنتُ فقط قلقاً عليكِ لأنني لم أراكِ في القصر الإمبراطوري منذ ليلة أمس ..."

"هل يجب أن أبلغكَ أين أكون؟"

كانت تعابير الدوق نمطية مثل العادة وكأنها قناع يرتديه، لكن زوايا فمه المرتعشة كانت تعكس ما بداخله.

أمرته ناتالي بصرامة.

"ادخل إلى صلب الموضوع دون لفّ أو دوران."

"لماذا تريدين تحويل جارسيا إلى أعداء لكِ؟"

"أنتَ تقول أشياء غريبة للغاية. منذ متى لم تكن غارسيا عدوًا؟ "

"بالطبع، هم ليسوا حلفاء لنا، لكنكِ تعلمين جيداً يا جلالتكِ بأننا يجب ألا نرفضهم تماماً."

كانت تصرفات عداء الأميرة تجاه جارسيا واضحة للغاية، هذا لأنها لم تُحاول حتى إخفاء حقدها تجاههم في المقام الأول.

"أنا أقول هذا لأنه يبدو وكأنكِ لا تعرفين ذلك، ولكن ما تفعلينه هو فعل قريب من التمرد ضد إرادة جلالة الإمبراطور."

تحدث الدوق إلى ناتالي كلمة بكلمة.

كان كلامه وكأنه يتحدث مع دب غبي لا يستطيع فهم الكلام البشري.

"كيف تجرؤ على تَحَدِّيني ...!"

ناتالي، كالعادة، كانت على وشك الهياج مرة أخرى ...

لكن في تلك اللحظة، تذكرت كلمات آريا.

"...أريد أن تكوني سايييداه يا ناتالي."

أريد أن تكوني سعيدة.

كانت آريا تقول ذلك لها منذ اللحظة الأولى التي قابلتها فيها.

لقد أخبرتها آريا بأن تمضي في حياتها بالطريقة التي تريدها.

هذا لأنه لا يوجد شيء اسمه مسار خاطئ.

لذلك لا يجب عليها أن تتصرف باندفاع الآن.

نظرت ناتالي للدوق بنظرات سامة، وبدلاً من الغضب، جَمَّدَت تعابيرها ببرود.

باردة وقاسية...

بلا تعابير البتة.

لقد كان هذا هو التعبير الذي يُعبّر عن شخصيتها الحقيقية.

"فعل قريب من التمرد؟"

رفعت ناتالي زوايا شفتيها الحمراء بابتسامة خبيثة كما لو أنها سمعت شيئًا مثيرًا للاهتمام.

"هل هذا ما لديكَ لتقوله لي؟"

"ماذا؟"

"ما زلتُ أستيقظ من النوم مرعوبة كلما تذكرتُ الكابوس الذي حدث لي أثناء مسابقة الصيد."

"...!"

أنا أعلم أنكَ من أرسلتَ القاتل.

أرادت ناتالي أن تقول هذا.

"حتى لو كنتُ شوكة في عينيكِ، إلا أنه من المزعج أن تُوجّهي لي اتهاماً كاذباً كهذا يا سموكِ."

"ألستَ أنتَ الشخص الذي يعتبرتني شوكة في عينه؟"

كانت كلمات ناتالي الثاقبة حادة لدرجة أن الدوق باتنبرغ كان في حيرة من أمره.

لقد كان هذا تصرفاً لن تفعله ناتالي في العادة.

كانت ناتالي من النوع المندفع الذي قد يُمسك به من رقبته ويُأرجح قبضته نحو وجهه على الفور.

بينما لفّ الدوق رأسه في حرج، أضافت ناتالي شيئًا آخر.

"هناك شيء اكتشفته بالصدفة. من بين الخادمات المتدربات اللواتي جئن إلى القصر بعد أن أوصت بهن عائلة باتنبرغ، كانت هناك خادمة من ميتم القديس أكينو."

يا لها من مفاجأة، أليس كذلك؟

واصلت ناتالي كلامها بتعبير مذهول مبالغ فيه.

"كيف دخلت الطفلة التي تم استخدامها كفأرة تجارب من قِبَل القديسة فيرونيكا المطرودة من المعبد إلى القصر الإمبراطوري بعد أن أوصت بها عائلة باتنبرغ ذات التاريخ العريق؟"

"……"

"إنها صدفة كبيرة، أليس كذلك؟"

لقد أخفى الدوق موضوع تلك الطفلة بالكامل.

من المستحيل أن تعرف الأميرة بأي معلومات تتعلق بذلك.

أبداً.

'يبدو أنها سمعت عن ذلك من الفالنتاين.'

خلاف ذلك، لم يكن هناك أي مجال على الإطلاق لتسريب مثل هذه المعلومات لها.

'إن الأميرة في صف الفالنتاين.'

بعد كل شيء، يبدو أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تصرفات الأميرة كانت تبدو وكأنها تساعد الدوقة الكبرى فالنتاين سراً؟

غير ذلك، مع تلك النظرة البسيطة والغبية على وجهها، لم تكن الأميرة لتستطيع معرفة سر باتنبرغ أبداً.

لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها الدب، الذي كان يركض دائماً في حالة هياج بسبب مزاجه الحاد، عن مخالبه أمام شخص ما.

"ألا تريد أن تعيش بهدوء؟"

ربّتت ناتالي على كتف الدوق باتنبرغ عدة مرات قبل أن تتجاوزه وتستمر في طريقها وهي تتجاهله.

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2023/08/02 · 859 مشاهدة · 1814 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025