──────────────────────────
🌷 يحتوي على الفصل على رسم توضيحي~
──────────────────────────
وقف الدوق باتنبرغ هناك لفترة من الوقت، مُحدِّقًا بهدوء في ظهر الأميرة.
لقد بدأ يعتقد بأن الأميرة ناتالي لم تكن غبية كما كانت تقول الشائعات ...
لا، لقد كان على يقين من ذلك تقريباً.
'لكنني لا أعتقد أنها سوف تكشف عن طبيعتها الحقيقية أبداً أمام الآخرين.'
إذن ما يعنيه ذلك كان واضحاً.
لقد أعلنت الأميرة للتو الحرب ضده وأنها لن تصمت بعد الآن ولن تتحمل فظائع باتنبرغ في المستقبل.
لقد كشفت الأميرة ظاهريًا على أنها سوف تتقدم وتأخذ زمام المبادرة لإبقاء الدوق تحت السيطرة.
'الأميرة ناتالي.'
اعتبارًا من يومنا هذا، ومع عدم وجود سليل للإمبراطور، كانت هي التالية في خط الخلافة على العرش.
'ههه، مع مَن تتوقعين أنكِ تلعبين يا هذه؟'
ضحك الدوق بسخرية.
لقد كان يعرف جيداً أن هذا اليوم سيأتي يومًا ما، ولهذا السبب استمر في توخي اليقظة.
بعد توقعه لحدوث هذا مسبقًا، كان الدوق مستعدًا بكل الوسائل ممكنة لمواجهة هذا الوضع.
'إرسال قاتل مأجور هو مجرد مؤامرة واحدة من المؤامرات العديدة التي أعددتها لكِ يا أميرة.'
لم يكن الدوق يعرف مدى الذكاء والفطنة التي كانت تُخبّئها الأميرة طوال هذا الوقت، لكن لقد فات الأوان بالفعل لإظهارها واستخدامها ضده.
'هذا لأن الإله سمح لي بأن أكون إلى جانبه.'
سوف يُعطي الإله مجد النصر لباتنبرغ.
كما كان الحال دائماً.
***
في يوم حفلة بلوغ سن الرشد، ولسوء الحظ، انتهت خطط آريا بإخبار كل شيء لـلويد بالفشل.
بينما تركت قبلة آريا الأولى مع لويد عقلها مذهولًا، تجاوز الوقت منتصف الليل بالفعل دون أن تدرك ذلك.
دينغ ~ دونغ ~
ثم رن الجرس مُعلناً بداية اليوم الجديد.
ذُهلت آريا وأمسكت يد لويد التي كانت تتحرك بثبات تحت فستانها نحو بشرتها العاري.
لقد عادت إلى رشدها، حتى لو كان ذلك بشكل متأخر.
"لويد ..."
ضغطت يدها المرتجفة على يده بينما لعقت شفتيها الجافتين.
"لدي ما أقوله لك ..."
قالت آريا هذه الكلمات حتى يستعيد لويد عقله أيضًا ...
لكن عينيه كانتا لا تزالان غائمتان، ولذلك بدون تردد أنزل رأسه ودفن شفتيه في رقبتها.
لقد كانت أنفاسه ساخنة.
في كل مرة لمست أنفاسه مؤخرة رقبتها، ضغطت آريا أصابع يدها بإحكام.
لقد أرادت أن تمنح جسدها بالكامل لتلك الحرارة الحارقة، لكنها عادت إلى رشدها فجأة.
أغمضت آريا عينيها بإحكام بينما كانت جفونها ترتجف، ثم رفعت صوتها مرة أخرى.
"لويد ... لدي ما أقوله لك ... أريد أن أخبركَ بشيء ما!"
"لاحقاً."
لكن لويد رفض سماعها حتى النهاية.
لم تكن آريا تعرف كيف تمكن لويد من الظهور بشكل أليف طوال تلك السنوات الماضية.
'أشعر وكأنني خدعتُ.'
كان من الواضح بالنسبة لها الآن أن لويد اصبح يحب آريا بشكل رومانسي ويراها كامرأة من الجنس الآخر ...
أو ربما كان الأمر كذلك منذ البداية لكنها لم تلاحظ ذلك.
هل أساءت آريا الفهم في السابق لأنها كانت تعني الكثير بالنسبة للويد بعيداً عن مشاعره الرومانسية تجاهها؟
حتى عندما كان يُخبرها مراراً وتكراراً بأنها هي الوحيدة الموجودة في عالمه، لم تستطع آريا وقتها أن تفهم تمامًا ما إذا كان لويد يعني بذلك أنه كان يحبها بشكل رومانسي أم أنه كان يُحبها فقط باعتبارها شخصاً عزيزاً عليه ...
'لكنني الآن أصبحتُ أعرف ذلك بالتأكيد …'
لقد كان عيناه مليئة بالشهوة بشكل واضح لدرجة أن وجه آريا كان يحمر خجلاً في كل مرة تنظر فيها إلى عينيه.
لقد كانت قلقة دائمًا مما إذا كان لويد يُبادلها نفس المشاعر أم لا، لكن يبدو أنها كانت حمقاء لقلقها بهذا الشأن حتى الآن.
'ألم يكن لويد مثلي منذ البداية؟'
تمامًا كما كان لويد بمثابة الخلاص لآريا، كانت آريا هي الخلاص بالنسبة للويد.
لذلك قد يكون لدى لويد نفس الأفكار التي كانت تمتلكها آريا.
هذا لأنهما كانا الشخصان الوحيدان المُهمان لبعضهما البعض، لذلك فقد كانا يخلطان بين الحب الرومانسي والعائلي تجاه بعضهما البعض.
"لويد."
قد يكون الوقت متأخرًا بعض الشيء، لكن آريا شعرت بالرغبة في قول هذا.
"أنا أحبكَ يا لويد."
عندها توقف لويد مؤقتًا وتجمد في مكانه من الصدمة، ثم سحب شفتيه ببطء بعيداً عنها.
ابتسمت آريا بخجل بينما كانت تنظر إلى وجهه المتفاجئ.
لقد قالت شيئًا طبيعيًا للغاية، فلماذا تفاجأ هكذا؟
"أنا متأكدة من أنه لا توجد هناك أي كلمة أخرى للتعبير عن هذا الشعور الذي أشعر به نحوكَ بخلاف الحب."
تلك الكلمات الصغيرة جعلت لويد يتجمد في مكانه وكأنه قد تم تقييده بالأغلال.
بعد أن تصلب لفترة من الوقت، دفن لويد رأسه في كتف آريا كما لو أنه قد فَقَد قوته فجأة.
وبينما شعر وكأنه يستطيع رؤية مستقبله الذي تقوم فيه آريا بالسيطرة عليه بكلمات صغيرة مثل هذه دون حول ولا قوة، أطلق ضحكة قصيرة.
لقد شعر وكأنه أصبح مقيدًا بخيط غير مرئي يشدّه نحوها ويجعله ضعيفاً تجاهها.
لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها بهذا النوع من المشاعر في حياته، لكنه كان راضياً للغاية.
لقد شعر لويد بأن الجزء الفارغ من قلبه، الذي كان قد قطعه بنفسه بالقوة منذ طفولته، قد امتلأ بالكامل بكلمات آريا الصغيرة.
"آريا ..."
لعق لويد شفتيه المتعطشين بلسانه.
ما يزال ...
هو ما يزال يفتقر إلى شيء ما.
لم يستطع لويد تحمل العطش الذي كان يشعر به.
هو لم يكن يريد أن يمتلك قلب آريا فحسب، بل كان يريد أن يمتلك جسدها وروحها أيضًا.
"لكن هذا ليس ما كنتُ أرغب في إخباركَ به."
"أخبريني بما تريدين."
"في هذا الوضع؟"
على السرير؟
في الوضع الذي كانت تشعر فيه كما لو أنها كانت تتعرض للهجوم من طرف لويد الذي فوقها؟
"لا يهم."
طبعا لم يكن ليكون الوضع مهماً لو أنها لم تكن محرجة حد الموت ...
حتى أن ما كانت ترغب في إخباره به كان محرجاً أكثر من الموقف الذي كانت فيه الآن.
فتحت أرعيا فمها لتخبر لويد بالتفصيل بما سمعته من الطبيب كوير.
"تقنية التجميد ... حسنًا، هناك شيء عن اليين واليانغ القوي، أتعلم؟ لقد قال شيئاً عن …"
في الواقع ، لم تستطع آريا بعد فهم مفهوم الطاقة في القارة الشرقية.
هذا لأنها لم تشعر بها من قبل.
هي لم تستطع فهم كل شيء عندما أخبرها به الطبيب، لذلك فقد كانت في الواقع لا تعرف نصف ما يجب عليها أن تشرحه للويد.
لقد كان هناك شيء عن الشمس والقمر ....
وكان هناك شيء عن السماء والأرض …
"هل فهمتَ ما قلته؟"
"لا."
"حتى أنا لا أعرف ما الذي أتحدث عنه."
"……"
بعد لحظة من الصمت، سأل لويد بينما كان يميل برأسه.
"إذن هل يمكنني الاستمرار في ما كنتُ أفعله الآن؟"
في الواقع، لم يعد هذا سؤالاً بعد الآن.
بدأ لويد في عض رقبة آريا بلطف ثم انتقل الى عظمة تروقتها مرة أخرى.
ردّت آريا بصوت مرتجف بينما شعرت أن يده كانت تلمسها دون تردد.
"أجل …."
حتى لو لم تشرح الأمر بالتفصيل، فإن النتيجة هي نفسها على أي حال، لذلك ربما لم يكن كلامها مهماً بعد الآن.
عندما أغمضت آريا عينيها، لم تستطع رؤية شيء سوى الظلام، عندها تدفقت أنفاس لويد الدافئة من خلال شفتيها.
شعرت آريا بأنها أصبحت على قيد الحياة بينما كانت تبتلع أنفاسه.
مهما كان الشتاء باردًا أو الليل مظلماً ...
حتى مع زهرة الجليد التي تجمد كل شيء ...
إذا كانت آريا معه، فهي لن تخاف أو تتأذى بالتأكيد.
***
استيقظت آريا فجأة.
"اررغ…."
ثم نظرت إلى يديها.
وبينما كانت تحني رأسها، سقطت الدموع على كفيها.
'لماذا أنا أبكي؟'
ذُهلت آريا وأسرعت بمسح الدموع التي كانت تتدفق بلا حول ولا قوة فوق يدها.
'ما هذا بحق خالق الجحيم؟'
كان من الصعب على آريا فهم وضعها الحالي ...
هذا لأنها وجدت نفسها تبكي منذ لحظة استيقاظها.
نظرت آريا حولها على عجل.
لقد كانت موجودة في مساحة بيضاء نقية وشاسعة على مد البصر لا تملك أرضاً ولا سماءً ...
و وقفت آريا بمفردها بين بتلات الزهور التي كانت ترفرف في الهواء.
'هل هذا حلم؟'
لا يمكن وصف هذا المكان سوى بأنه مكان داخل حلم.
ومع ذلك، بدأ قلب آريا ينبض بقوة لدرجة أنه بدأ يؤلمها بسبب القلق.
'إلى حين بضع لحظات قليلة، كان قلبي يفيض بالسعادة والدفء …'
ولكن الآن، شعرت آريا بأن تلك اللحظات التي عاشتها مع لويد بينما كانا يلمسان بعضهما البعض بشغف كانت مجرد حلم عابر.
مدت آريا يدها في الهواء وهي في حالة ذهول.
لكنها مهما حاولت جاهدة، فقد كانت يدها تُفَوِّت لمس البتلات المتساقطة، حيث كانت تنزلق من بين أصابعها كما لو أنها تستفزها ثم ترتفع في الهواء مرة أخرى بعيداً عنها.
عضت آريا شفتها في انزعاج.
'… يجب علي الخروج من هنا.'
ركضت آريا دون وجهة محدد محاولة الهرب من حدود هذا الفضاء الأبيض النقي الذي كان مشرقاً للغاية لدرجة أنه جعل عينيها تؤلمانها.
لقد ركضت وركضت وركضت ...
وبما أنه كان حلماً، فمهما ركضت، لم تشعر آريا بالتعب أبداً.
ولكن مع ذلك، أصبحت آريا خائفة أكثر فأكثر.
في تلك اللحظة، أمسكتها يد كبيرة بقوة كبيرة وجعلتها تستدير على الفور.
"... لويد؟"
لقد كان لويد.
رمشت آريا بعينيها بنظرة مرعوبة، ومرة أخرى، سقطت الدموع على خديها بشكل غير إرادي.
"هل كنتِ تحاولين الهرب؟"
"هاه؟"
"لقد همستِ لي بصوت جميل أنكِ تحبينني، لكنكِ تحاولين الهرب مني الآن ..."
أهرب؟
لقد أرادت آريا فقط الخروج من هذه المساحة البيضاء النقية.
عندما عضت آريا شفتيها محاولة اختلاق عذر ما ...
"هل تُخططين للكذب علي؟"
تحدث لويد بشكل أسرع منها.
لم تعرف آريا أيهما كان الحلم الآن.
لكن لسبب ما، شعرت أنها لن ترى لويد مرة أخرى.
لقد كان هناك شعور قوي بالخسارة ينهش أعماق قلبها.
فتحت آريا فمها وأخبرته بما كانت ترغب في قوله حقاً.
"أنا لن أهرب."
"... لن أنخدع بكلماتكِ بعد الآن يا آريا."
ضحك لويد ضحكة مخيفة.
ظهر جنون قوي، بدا أن لويد ليس لديه أي نية لإخفائه، بوضوح على وجهه.
"في اللحظة التي سوف تشعرين فيها بالارتياح لأن حياتكِ قد انتهت وأنكِ قد تحررتي وأخيراً من قبضتي ..."
ابتسم لويد بينما كان يُداعب عيني أريا بإصابعه متظاهرًا بمسح دموعها، لكنه بعد ذلك ضغط بأظافره بحدة على بشرتها الناعمة وخدش جلدها ...
لقد كان وكأنه يُعطيها تحذيراً.
"... سوف تفتحين عينيكِ في قلعة الفالنتاين، في غرفتي، وفي سريري يا آريا."
أظهر لويد جانبه الداخلي الشرس لأول مرة بينما كان يهمس بهدوء وهو يُوضّح لآريا وجهة نظره.
"إذا كنتِ تخططين للهرب مني باستخدام الموت، فيجب عليكِ أن تدعي بأن أموت أنا قبلكِ من أجل أن لا أعيدكِ إليّ."
"……"
"لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للإفلات من قبضتي."
***
"هاااههه ..."
شهقت آريا بقوة ونهضت من السرير فزعة.
في الوقت نفسه، أُجبرت على الاستلقاء مجدداً وهي تئن بسبب الوخز والألم في ظهرها.
ما كان ذلك الحلم؟
كانت آريا تتصبب عرقًا باردًا.
مسحت آريا عرقها بظهر يدها، ثم أدارت بصرها ببطء.
كان لويد نائمًا بجانبه بمظهر هادئ مثل الوحش بينما كان يُصدر صوت تنفس ناعم.
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
──────────────────────────
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────