186 - الفصل مئة و ستة و ثمانون.

'الضمير الأخير.'

بدت هذه الكلمات منفصلة بشكل كبير عن رسالة الإله المليئة بالمشاعر.

تتبعت آريا الكلمات المكتوبة على الباب الحجري بأطراف أصابعها.

وفي الوقت نفسه، تسربت ذاكرة جوان إلى رأسها وكأنها كانت تتكشف أمام عينيها.

'هذه الرسالة نقشها جوان.'

لقد رأته آريا وهو ينقش الباب بطريقة خرقاء بمطرقة ومسمار.

'أثبت أنك تملك الضمير؟'

قال جوان أن الضمير هو الشيء الوحيد الذي يربط بين الخير والشر، ولذلك ابتلع الضمير بين قطع مشاعر الإله المتشتتة وأصبح سيرين.

'إذا كان يقصد بالضمير الأخير ...'

هل من الممكن أنه كان يقصد آريادن ذات نفسها؟

'إذن هل علم أنني قادمة إلى هنا؟'

حتى لو فكرت في أنه من المستحيل أن يكون الأمر كذلك، إلا أن آريا حركت شفتيها ببطء أمام البوابة الحجرية.

همم~ ااااه~

ثم بدأت تهمهم همهمات لا معنى لها بدون كلمات.

لكن هذا وحده سيكون كافياً لإثبات أنها سيرين.

بعد ذلك، بدأت البوابة الحجرية، التي لم تتحرك حتى بعدما قام لويد بدفعها بكامل قوته، تهتز بشكل كبير.

قعقعة_ قعقعة_ قعقعة_

بوم-!

في النهاية، فُتِحت البوابة الحجرية.

لقد كان الأمر مختلفًا عن مدخل الكهف، حيث أنه بدا وكأن المدخل وراء البوابة الحجرية يقود إلى كنز مخفي.

كانت المساحة وراء الباب الحجري مظلمة تماماً، وتسرب الهواء المتجمد من الداخل.

عانق لويد آريا بقوة أكبر بينما انكمشت على نفسها وبدأت ترتعش.

"هل أنتِ بخير؟"

"أجل …"

حدّقت آريا بـلويد.

هل كان الطبيب على حق عندما قال أن لويد يفيض بالطاقة؟

لقد استطاعت آريا أن تتحمل البرد القارس إلى حد ما وهي بين ذراعيه.

"تمسّكِ بي جيدًا."

ذهلت آريا عندما تحرك لويد بخطوات ثابتة دون عوائق كما كان من قبل.

ولكنه فجأة تراجع للخلف بسرعة.

بمجرد أن تقدّم لويد للأمام، كاد أن يقع في منحدر لا نهاية له.

لقد كاد أن يسقط إلى الهاوية تقريبًا.

لقد كان الظلام دامسًا ولم يتمكن لويد من الرؤية أمامه مباشرةً، لذلك لم يستطع ملاحظة الأمر إلا بعد فوات الأوان.

"يا إلهي! ألا يوجد هناك جسر في مكان ما؟"

تمتمت آريا بصوت مليء بالمفاجئة.

"على الأقل بالعين المجردة يبدو الأمر هكذا."

لقد كان لويد مندهشاً بنفس القدر.

بالتأكيد، عند المدخل بدا الأمر وكأنهم كانوا يفتحون الطريق أمام السيرين.

"ربما يكون فخًا ..."

"أنا لا أعتقد ذلك."

تمتمت آريا وهي تتذكر أن جوان ترك رسالة إلى آخر سيرين متبقية.

لقد كانت متأكدة من أن هذا هو الطريق الصحيح.

"أنا أرى ضوءًا خافتًا على الجانب الآخر من المنحدر."

لم تتمكن آريا من رؤية ذلك جيدًا لأنه كان بعيدًا جدًا، ولكن كان هناك ضوء بالتأكيد.

"هناك شيء ما. أعتقد أننا يجب أن نذهب إلى هناك."

"كيف؟"

"آمم…"

نظرت آريا للأسفل تجاه المنحدر الذي بدا أنه لا نهاية له.

لقد كان عليهم الذهاب إلى الجانب الآخر من الهاوية، ولكن لم يكن هناك حتى جسر هنا.

"ماذا علينا أن نفعل؟"

"حسنًا، في الوضع الحالي، الجواب الوحيد هو أن نستدعي كارلين."

أن يذهبوا للخارج لإحضار كارلين معهم بعدما وصلوا إلى هذا الحد؟

سوف يُضيّعون عدة ساعات أخرى.

'حالتي ليست جيدة جدًا لتحمل ذلك.'

عرف لويد ذلك أيضًا، لذلك تردد دون أن يتمكن من التصرف على الفور.

'لا. لا بد من أن يكون هناك بالتأكيد طريقة للوصول إلى الضفة الأخرى، ولذلك كتب جوان تلك الكلمات عند المدخل.'

بينما كانت آريا تفكر في الأمر بينما تبحث في ذاكرتها، رفعت رأسها فجأة ونظرت إلى الكروم الشائكة التي كانت تصطف على الجدران.

'هذه هي.'

أخذت آريا نفساً عميقاً.

بعد ذلك، ودون سابق إنذار، بدأت تغني أغنية الحياة.

{سعف رقيق وجميل لشجرة الدلب الحبيبة}

"آريا!"

{دع القدر يبتسم لك.}

لقد ثابرت وغنت رغم تحذير لويد الصاخب لها.

عندما سمعت الكروم الشائكة أغنيتها، بدأت في التحرك تجاههما.

تشابكت الكروم مع بعضها البعض وفي لحظة خلقت جسرًا للعبور إلى الجانب الآخر.

"آريـ ---"

"دعنا نعبر."

"هاااههههههه…"

تنهد لويد وفرك جبهته.

نظرًا لأنها غنت عندما كان من المفترض أن تحافظ على طاقتها، فإن حالة آريا سوف تتدهور بسرعة.

تأوه لويد وصك على أسنانه بينما عبر الجسر وهو تنضخ منه طاقة زخم لا تصدق.

'يا حبيبي...'

لقد كان لويد غاضباً.

يبدو أن آريا سوف تقع في الكثير من المتاعب في وقت لاحق.

رمشت آريا بعينيها المثقلتين.

فقط عندما اعتقدت أنه من الصعب عليها الحفاظ على وعيها لأنها فقدت جلّ طاقتها بسبب الغناء ...

فجأة سحب لويد سيفه من خصره وأطلق طاقة قاتلة حوله.

"هيوك_"

ما- ماذا يحدث؟

تصلب جسد آريا.

"هل أنتَ غاضب مني إلى هذه الدرجة؟"

"عن ماذا تتحدثين؟"

وجد لويد كلمات آريا سخيفة.

لو كان غاضبًا من آريا وأراد معاقبتها، لكان قد قام بتقبيلها بعناد بدلاً من أن يسحب سيفه في وجهها.

لقد كان ليُقبّلها مرارًا وتكراراً إلى حين تبدأ بالبكاء وتتشبث به ليتوقف.

"مرة أخرى، تمسّكِ بي جيدًا."

سمعت آريا بشكل متأخر "الصوت" الذي جعل لويد يسحب سيفه.

لقد كان هناك صوت شيء ما يقعقع ويتسلق بسرعة على الحائط.

أرجح لويد سيفه في اتجاه الصوت.

بعد ذلك، توهج النصل ببريق من الأنوار التي تجمعت على طول المسار وتوجهت مباشرة لتصطدم بمصدر الصوت.

بوم_بانغ-!!

اصطدمت هالة سيف لويد بجسم أسود اللون، وقسمته إلى نصفين، ثم ابتلعه ظلام الهاوية.

سقطت قطعة من الصخور من الجرف وتدحرجت إلى النهاية التي لا نهاية لها.

وفي الوقت نفسه، تمايل جسر الكرم بشكل غير مستقر من جانب إلى آخر كما لو كان على وشك الانهيار.

"كياكك-!"

صرخت آريا وشددت ذراعيها حول رقبة لويد.

وحتى في خضم هذا الارتباك، حملها لويد بين ذراعيه بثبات وحافظ على توازنها.

"ماذا؟ لماذا تهاجمنا هذه الأشياء؟"

"أنا لا أملك أدنى فكرة عن ذلك."

عبس لويد للحظة، وبدا أنه كان غارقاً في أفكاره، ثم لوّح بسيفه مرة أخرى وقتل تلك المخلوقات التي كانت تتجه نحوهم بينما يواصل كلماته.

"إنني أشعر بشعور قذر وغير سار البتة."

'قذر وغير سار ....'

هل هذه هي الحاسة السادسة الخاصة بالوحوش؟

لقد لاحظ لويد المهاجمين وقتلهم قبل أن يظهروا أنفسهم حتى.

وبفضل ذلك، حتى آريا لم تتمكن من معرفة ما كان يقتله.

'في الواقع، ليست هناك حاجة لأرى بعيني أي مخلوق ذلك الذي كان يتسلق جدار الهاوية ويصدر مثل هذه الأصوات الغريبة.'

إذا كان ذلك ممكنًا، فهي لا تريد أن تعرف ذلك إلى الأبد.

هذا لأنها كانت تشعر أنه سوف يكون بمثابة كابوس حي.

ومع ذلك، لماذا كانت تشعر الآن أنها بحاجة للتحقق من الأمر؟

"هل هذه ذاكرة جوان؟"

وضعت آريا يدها على قلبها الذي بدأ ينبض بقوة.

في هذه الأثناء، كان الاثنان قد وصلا إلى الجانب الآخر من المنحدر الذي بدا أنه لن ينتهي أبدًا.

عندها رأت آريا ذلك.

"… ما هذا؟"

لقد كانت هناك كمية هائلة من الكروم الشائكة التي تغطي الكهف.

كما أنها كانت أيضًا تتلوى مثل الأفاعي بشكل قذر وغير سار البتة.

إذا رأى شخص عادي هذا المكان، فسوف يصرخ: "إنه وحش!" ويهرب بعيداً.

'هل يمكن أن تكون كل الكروم الشائكة المحيطة بالكهف قد جاءت من هنا؟'

أمسكت آريا بيد لويد بيأس بينما كان يرفع سيفه ليقطع الكروم كما كان يفعل دائمًا.

"ا- انتظر لحظة. انتظر لحظة يا لويد."

شعرت آريا بالغرابة.

'أنا أشعر بالغثيان في معدتي.'

آريا، التي لم تكن تعرف السبب، شعرت وكأنها على وشك البكاء، واغرورقت الدموع في عينيها.

لقد كانت يداها ضعيفتان وترتجفان وغير كافيتان لتوقفانه، لكن لويد توقف مثل كلب مخلص وانتظر كلماتها التالية.

'أوه، ما الذي أفكر فيه الآن بحق ...'

سرعان ما استعادت آريا رشدها.

"كحم."

فتحت آريا فمها بعدما حاولت السيطرة على انفعالها وقامت بتنظيف حلقها.

"إذا كانت الكروم التي تنتج زهرة الجليد تبدأ من هنا، ألن يكون هذا بمثابة الجذر الخاص بها ولذلك لا يجب أن نقطعه؟"

الجذور هي مصدر الحياة.

إذا كان الأمر كذلك، كان هناك احتمال كبير جدًا بوجود زهور جليد حقيقية هنا.

"هل سوف تأكلين زهرة تتفتح على مثل هذا الشيء القذر؟"

بدا لويد مترددًا جدًا.

لقد كان يبدو وكأنه لا يريد أن يفكر في أن الزهرة الأسطورية التي كانوا يبحثون عنها كانت زهرة تتفتح على وحش ذو مجسات.

على الرغم من أن آريا كان يجب أن تتفق معه إلا أنها ...

'أنا أشعر بالحنين بشكل غريب.'

كثيراً جداً.

"أنا متأكدة من أنني رأيتُ ضوءاً هنا ..."

عندها قال لويد الذي كان يبحث حول كتلة الكروم الشائكة:

"لا بد من أن يكون صادراً من هذه الزهرة."

الزهرة التي أشار إليها كانت تتفتح وحدها وسط الكروم القذرة.

لقد كان لها لون أزرق شفقي، لكنها لم تكن تتألق بشكل خاص.

نظرت آريا إلى الزهرة التي كانت بالكاد تشع بضوء غير مستقر، ثم رفعت رأسها ببطء بعدما فحصت شكل الكروم بعناية.

"ألا يبدو هذا كوجه إنساني؟"

"أين؟"

"إذا نظرتَ إلى الشكل مرة أخرى، فستجد أن هذا يشبه الرأس، وتلك الرقبة، وهذين الكتفين، ذلك هو الصدر، وذاك الخصر، وهناك الحوض، وفي النهاية الساقين ..."

قالت آريا شيئًا لا معنى له، ثم نظرت إلى "وجه" الكرمة مرة أخرى.

لقد كانت زهرة الجليد الزرقاء تتفتح تحت العينين.

"إنها تبدو مثل الدموع ..."

تذكرت آريا العبارة المنقوشة على البوابة الحجرية.

[سأعطي كل قلبي للأطفال الذين أيقظوا السعادة في داخلي.]

[عندما يأتي اليوم الذي سوف يُصبح فيه توازن العالم على المحك، أيقظوني من النوم.]

أيقظوني من النوم.

لا تقل أن هذا ...

"شادرا؟"

──────────────────────────

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

──────────────────────────

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

──────────────────────────

2024/01/13 · 491 مشاهدة · 1422 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025