"هل هذا كل ما تريدين فعله بسلطتي؟"

أومأت أريا برأسها.

لقد كان يعتقد بأنها ستندم ولو حتى قليلاً، لكنها بدت وكأنها لم تندم على الإطلاق.

"ها ..."

إنها ليست مهتمة بأي شيء من هذا القبيل، ناهيك عن أخد مشاركة السلطة الممنوحة لها.

وبدلا من ذلك، لقد كانت تستخدمها لمساعدة شخص لا علاقة له بها.

لقد تركت فقط انطباعًا بأنها لا تتلاءم على الإطلاق مع الفالنتاين.

'لا يبدو أنها مهتمة بالمال، الشهرة، أو القوة.'

أصعب شيء يمكن التعامل معه في هذا العالم هو إنسان لا يتأثر بالمال، الشرف والقوة.

لأنه لا يعرف ماذا يريدون.

'دعنا نحاول الضغط عليها من أجل الكشف عن الهدف البديل.'

لكنه فعل ذلك بالفعل.

أريا قالت الهراء فقط بقولها 'أن يتم التربيت على راسك يمنحك شعورًا جيدًا.'

ومع ذلك، شعر بالتعارض بشكل غريب بأن تكون مجرد طفلة صغيرة تريد فقط أن تُحَب.

لا عجب أنه لم يشعر بالرضا. لأنه لم يكن يعرف ماهية الأمر بالضبط.

استمر الشعور بإنقاذ لويد من مخاطر الحياة عدة مرات في التحذير.

لا ينبغي أن يكون بجانبها.

'كما هو متوقع، سأضطر إلى إخراجك من هنا.'

اتخذ لويد قرارًا أكثر حزماً.

مع العلم أن الدوق الأكبر للفالنتاين يتقدم في السن، فإن ذلك لن يمنعه من الخروج على قدميه.

نظر إلى فينسنت للحظة وقال:

"أنت ... سنتحدث في المرة القادمة."

"نعم أخي."

لا يزال فينسنت يفتقر إلى القوة في جسده، لكنه ابتسم كما لو أنه كان يحاول جاهداً.

تنهد لويد للحظة على منظر الصبي، ثم مر من جانبه بلا مبالاة.

لذلك، بقي فقط أريا وفنسنت في المكان.

حاولت أريا أن تتبع لويد بعيدًا، لكنها أوقفت خطواتها وكأنها تذكرت شيئا ما فجأة.

وفتشت حقيبتها القديمة.

[أنا أفهم. لما كان عليك أن تقول وتتصرف هكذا.]

بالطبع، لا يبدو وكأنه قد تجاوز الحد، لكن فينسنت كان يائسًا للغاية. (قصدت بالحد حدود اليأس رغم أنه لم يتجاوز الحدود لكنه حقا كان يائس)

حتى لا يتم تجاهلك بطريقة أو بأخرى.

للتخلص من ظل أصول المرء الذي يبدو أنه من المستحيل الهروب منه بغض النظر عن مدى صعوبة محاولاتك.

لقد أراد بشدة أن يُظهر للعالم بأنه عبقري.

ألم يكن نوعًا من آليات الدفاع؟

[أعلم بأنك قلت بحسن نية أنك استمعت إلى أدائي واقترحت دعم الفالنتاين.]

لأن هذه هي طريقتك في البقاء على قيد الحياة.

لقد ابتلعت كلماتها.

[أعتقد أنه من اللطيف الاستماع لك وأنت تتفاخر بأنك عبقري .. لكن لا تتجاوز الحدود. إلا إذا كنت ترغب في تحقيق الأسطورة القائلة بأن العباقرة لهم أعمار قصيرة.]

"... .."

'هل هذا عزاء أم تخويف؟'

كان فينسنت مرتبكًا.

ربّتت أريا على رأسه كما لو كانت تلاطفه.

لقد كانت لمسة بريئة.

لا يستطيع أن يشعر ولو بنقطة واحدة من المودة.

لكن فينسنت تصلّب وعبث بشعره.

إلى حين أدارت ظهرها وابتعدت.

***

كان فينسنت صامتًا لفترة.

'هل هذه صدمة كبيرة؟'

مع مرور الوقت، أصبح لدى أريا فكرة مختلفة قليلاً.

لو كانت والدته فريسة لجرذان الحضيض وواصل الدخول والخروج من الحضيض، لكان الدوق الأكبر سيعرف يومًا ما، بغض النظر عن كم من الوقت سيستغرقه الأمر.

'إذن ماذا حدث؟'

تساءلَت فجأة.

بعد إبعاد فينسنت في حياته السابقة، وجده الدوق الأكبر، الذي اكتشف الحقيقة لاحقًا، مرة أخرى.

'أنا لا أعرف حاليا.'

بعد طَرْد فينسنت، سمعت بأنه مات بشكل بائس في الحضيض. وهو لا يمكنه العثور على شخص ميت بالفعل.

لقد كان آنذاك.

سَمِعَت فجأة طرقًا على المكتب.

رفعت أريا رأسها ببطء.

"لم أراك منذ مدة، زوجة أخي".

لقد كان فينسنت.

جلس أمام أريا، ووضع المستندات التي أحضرها إلى المكتبة للدراسة.

هذه المرة لم تكن مدونة القانون.

"سموه واخي أخذا والدتي من الحضيض ونقلاها إلى مكان آمن."

وفجأة طرح هذا الموضوع.

"أعتقد بأنك قد تكونين فضولية حيال الأمر."

ربما.

بعد أن سمعت آريا تلك الكلمات، راودتها فكرة بشكل ما.

بعد بضعة سنوات، لا بد أن تريستان ولويد، اللذان اكتشفا كل الحقيقة لاحقًا، قد وجدا فينسنت.

على الرغم من أن ما وجداه كان مجرد جثة باردة.

'هل كانت هذه ولو حتى قليلا، قليلا، خطوة لمنع حادثة الفالنتاين؟'

إنها لا تعلم.

لكن أريا اعتقدت بأنها ستستمر في الجري بينما تقوم بكل ما يمكنها فعله إلى أن يحين ذلك الوقت.

"لماذا ساعدتِني؟"

سألها فينسنت كما لو كان يوقظها من أفكارها.

مالت أريا برأسها.

وأجابت كما لو أنه كان يسأل مرة أخرى بينما هي قد أخبرته بالفعل.

[لقد قلتُ بأنني سأحمي الشخص الخاص بي.]

"هل أنا شخص زوجة أخي الخاص أيضًا؟"

[لا، أنت الأخ الأصغر للويد.]

"..."

لقد كانت إجابتها حازمة للغاية.

كان فينسنت صامتًا للحظة بنظرة حائرة، وبعدها ابتسم ابتسامة ضعيفة.

"هل تقصدين بأنك ساعدتني لأنني كنت الأخ الأصغر لأخي؟"

أومأت أريا برأسها.

لم تتردد ولو لثانية واحدة.

كما لو أنه لم يكن هناك سوى لويد في حياتها.

"اممم، أليس هناك فرصة لكي أكون الشخص الخاص بزوجة أخي؟"

[همم.]

"ولو حتى ل 1٪؟"

[همم.]

"... حتى ل 0.1٪؟"

لقد كان مثابرا على السؤال.

وجه الصبي، الذي كان مترددا، أصبح متصلبا.

'على أية حال، لقد قلتُ بأنني ساعدتك لأنك شقيق لويد الأصغر، فلماذا أنت جاد للغاية حيال الأمر؟'

تنهدت أريا وكتبت بطاقة جديدة.

[جرب ذلك.]

جهد ليكون من 0.1٪.

تذمر فينسنت بشأن ما إذا كان يتعرض للتمييز الشديد، لكنه ابتسم بعد ذلك وضحك.

"أنا واثق من المحاولة."

***

"لذلك…."

نظر تريستان إلى أريا، التي نظرت إليه وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما.

ونظر بعيدا.

الشخص الذي كان بجانبها هو كارلين*، الذي استمر في التحديق بها وهو يبتسم. (كارلين=الشامان، ملاحظة مهمة في آخر الفصل)

"لقد قلتَ بأنك أعطيتها الآثار التي أحضرتها؟"

عندها استجاب الشامان بطريقة جافة وبصوت خالٍ من أي روح.

"نعم ... لأن الآنسة بقيت تطلب ذلك باستمرار ..."

حتى الكلب المار يعرف بأنه لا توجد أي آثار مقدسة في ملكية الفالنتاين.

لأن هذا المكان لا يسمى بأرض الشيطان للا شيء.

'لذا فإن الاستنتاج الوحيد الذي يمكنني التوصل إليه هو أنني حصلت عليها من خارج المنطقة.'

اكتشفت أريا أنها قطعت كل ذاك الطريق إلى غارسيا، لذلك بطبيعة الحال، فستلقي لَوْم الآثار المقدسة على أنها خاصة بكارلين.

كان ذلك بسبب أنها قد سمعت بأن هوايته كانت هي أن يختفي من وقت لآخر وأن يسافر في جميع أنحاء العالم.

'إذا كان الأمر متعلقًا بكارلين، فلن يكون غريباً على الإطلاق إذا كان يخفي على الأقل أثرًا مقدسًا واحدًا سبق أن وجده بالصدفة.'

بفضل هذا، أصبح وضع كارلين محرجًا للغاية.

"همم، هل تثير ضجة؟"

بسماع ذلك، بدا وكان صاحب العمل مستاء للغاية.

"لم أقل أبدًا أنني بحاجة إلى أي شيء تافه، لذا فأنت من تجعلني أشتري وأتبرع بالأشياء أولاً."

"ه- هكذا إذن."

"لكن لا أستطيع أن أصدق بأنك تتذمر. أنت؟"

لم يعرف لماذا بدت تلك الكلمات وكأنه قال "شيء مثلك؟" (عبارة تقال للإستحقار والتقليل من قيمة الشخص)

ضاع الكلام من كارلين للحظة.

أليست الآثار المقدسة شيئا كافيا للتذمر؟

'لماذا تغار جدا من ذلك؟'

نظر الشامان دون إدراك إلى دواين، مساعد الدوق الأكبر.

'أنتَ جاد بالفعل.'

هزّ رأسه وكأنه قد فهم الأمر مائة مرة.

غَيَّرَ كارلين كلماته لتجنب تناثر شرارات الغضب عليه.

"اممم، فكِّر في الأمر، لقد طلبتُ الأمر بأدب بدلاً من إثارة ضجة."

"طلبتَ بأدب؟"

"... .."

انظري إلي وأخبريني ماذا أفعل!

بدا تريستان وكأنه غير راغب في الاستماع إلى ما قاله كارلين.

فقط أريا، الذي كانت قادرة على التملص من هذا الأمر بمرونة بفضل تضحيته، ابتسمت ابتسامة مشرقة.

***

"أليست هذه القلادة من الآثار المقدسة؟"

قال كارلين، بينما يفحص القلادة التي أخرجتها آريا بعناية.

للوهلة الأولى، بدا الكريستال الشفاف المصنوع على شكل قطرات الماء تمامًا مثل قلادة جواهر عادية.

لقد كانت قطعة حَصَلَت عليها كمكافأة مع الآثار المقدسة عندما ذَهَبَت إلى الإمبراطورية المقدسة.

"من الشائع أن تحتوي الآثار المقدسة على الكثير من القوة المقدسة، لكني لا أشعر بأي طاقة. بالطبع، الآنسة تعرف ذلك ".

أومأت أريا برأسها.

"يبدو أنه شيء يمتص قوة الحياة."

"يمتص قوة الحياة؟"

"نعم. عادة ما يكون مثل نمط السيف السحري* ".

سيف سحري؟

كانت أريا على دراية بهذا الاسم سيء السمعة.

يقال أن مجرد رفع السيف يمتص الطاقة إلى أقصى حد، فيموت الناس العاديون ببساطة.

كما أنه يمتص الطاقة من خلال دم الإنسان.

بدلاً من ذلك، يُقال أن لديه قوة هائلة لأنه يمتص كمية هائلة من الطاقة.

"هناك عدد غير قليل من الأحجار الكريمة مثل هذه القلادة. وعادة ما يطلق عليهم لقب الجواهر الملعونة، ويقتلون كل مالكيها ".

"..."

إن الأمر وحشي.

كانت أريا تحدق باهتمام في القلادة التي كانت في يد كارلين.

'فهل هذا يعني أن فيرونيكا كانت ترتدي قلادة ملعونه تقتل حتى مالكها؟'

~~~~~~

*السيف السحري هو أسطورة موجودة في أغلب قصص الممالك التي تُثَمِّن فنون السيافة والمبارزة، وله حضور مهم في الاساطير النوردية والاغريقية. يقال بأنه نوع من السيوف ذو قوة مميزة وارادة حرة يختار صاحبه بعناية، له كبرياء عظيم ولا يقبل الذل والمهانة. وفي الغالب يتم وصفه بأنه سيف يمتص قوة من يحمله واذا لم يكن الشخص هو الشخص المختار فينتهي به الأمر بالموت في النهاية.

TN : مرحبا .. أنا خديجة 😊✋

لقد قمت سابقا بترجمة اسم الشامان ب"كارل" وفقا للمصدر الاصلي للفصول! لكن يبدو بأن الاسم هو "كارلين"، لذا فساغيره إلى "كارلين" في الفصول القادمة 🙂

وبما أنني أترجم هذه الرواية من الفصول الانجليزية، فأرجو أن تعذروني على مثل هذه الأخطاء الطفيفة ~

شكرا على قراءتكم ومتابعتكم ودعمكم! 😭❤️

2022/05/09 · 376 مشاهدة · 1420 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025