بعد فترة، جاء كارلين.

"حالتك مستقرة للغاية."

قال بينما ينظر إلى آريا.

"الآن بعد أن مررت بكل ذلك، أنت تعلمين بأن الطاقة ليست سوى أثرًا مقدّسًا* سامًّا، أليس كذلك؟"

الطاقة مفيدة جدًا اعتمادًا على كيفية استخدامها، ولكن لا يوجد شيء أكثر خطورة منها عندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية.

أوضح كارلين الأمر كما لو أنه لن يسمح لها أبدًا بأن تطلب منه اختراق نواتها مرة أخرى. أومأت أريا برأسها.

'تمَّ علاج مرض الدوقة الكبرى'.

ربما لن تكون قادرة على استخدام الطاقة لفترة من الوقت.

وكما قال كارلين، لا يجب أن تبالغ في الأمر، وإذا استمرت في التعلم لمدة عام، فسوف تصل إلى المستوى المرغوب.

"لقد غَيَّرتِ بالفعل المستقبل بما فيه الكفاية، لذا لا تحاولي بعد الآن!"

وبالطبع، سُمِعَت هذه الكلمات بإحدى الأذنين وخرجت من خلال الأخرى. الشامان الذي كان سريع البديهة، لاحظ ذلك وبدأ يتذمر أكثر.

"قالوا مؤخرًا بأن هناك الكثير من الدُّخَلاء بالقرب من جبال الإنغو".

"دخيل؟"

"نعم. هل فقدوا عقولهم؟ "

كان لدى آريا تعبير مهتز على وجهها. لأنها هي نفسها كانت دخيلة في أحد الأيام.

لقد كانت، بالطبع، في وضعية جيدة الآن بعد أن أصبحت مخطوبة للأمير الأول.

"لا داعي للقلق، ولكن يبدو بأن صاحب عملي يقود الكلاب دون توقف."

في اللحظة التي سمعت فيها تلك الكلمات، تذكرت أريا أول لقاء لها مع تريستان.

لقد تساءلت دائمًا عما إذا كانت هذه هي الطريقة التي يتعامل بها مع الدخلاء، بواسطة الكلاب.

"الدخلاء هم الطعام اليومي للكلاب ..."

"... .."

"حسنًا، على أي حال، الأمير الأول موجود، ولكن القلعة لا تزال بدون سيد."

تحدث كارلين بشكل غير طبيعي للغاية وانتهى به الأمر يتذمر مرة أخرى.

"أنت لا تعرفين ما الذي سيحدث عندما يكون صاحب العمل بعيدًا، لذلك لا تتحركي حتى تتعافي تمامًا."

وضعت اريا تعبيرًا كئيبًا بدلاً من الإجابة.

لقد كان الشامان ينظر إليها كما لو أنها تفكر في أي نوع جديد من المصائب ستُحدِثه.

'كل هذا لسبب ما.'

ذلك لأن أريا تكون هادئة وعادة ما تنظر فقط إلى السماء عندما لا يكون لديها أي شيء مميز لتفعله.

"لا تصنعي مثل ذلك الوجه. الأمير الأول بالفعل ... حسنًا، إنه ليس في حالة جيدة ".

لويد؟

عيناها، اللتان كانتا مثل السمك المجفف بسبب الاستماع إلى تذمر كارلين، عادتا إلى الحياة فجأة. سألت أريا بقلق وهي ترفع عينيها الورديتين اللتان تشبهان عيون الارانب.

"لماذا؟ هل لويد مريض أيضًا؟"

"سيكون هناك المزيد من الأيام التي لن يتمكن فيها من مغادرة غرفته ... على أي حال، لسبب أو لآخر."

الشامان، الذي لا يجيد الكذب بشكل خاص، كافح اليوم.

لقد كانت إجابة تافهة، لذلك لم يكن لديها خيار سوى أن تسأل بوجه متشكّك.

"ما هو هذا السبب أو الآخر؟"

"هو أمر لا مفر منه."

"ألا يمكنك شرح ذلك بشكل صحيح؟"

لقد غضبت أريا.

كان لدى كارلين، الذي كان قد أجرى نفس نمط المحادثة هذا منذ فترة قصيرة، تعبيرًا مريرًا على وجهه. (لويد سأله نفس السؤال عندما كانت آريا مريضة => الفصل 36)

إنّ الطُّيور على أَشْكالها تَقَع.*

بالمقارنة مع هالة لويد المخيفة، كانت أريا لطيفة مع هذا التنفس الغاضب.*

"إن الأمر مشابه لآلام النمو."

"ما الشيء الذي يشبه ذلك؟"

"من الأفضل ألا تقتربي منه. سوف تتورطين ".

إنها ليست متأكدة بالضبط ما يعنيه أن تتورط.

أريا تذكرت الصبي الذي كانت عيناه مصبوغتان بالأسود وكأنه لم يستطع النوم. إذا كان الأمر كذلك، فيبدو بأنها يجب أن تسمح له بأخذ قسط من الراحة بمفرده لفترة من الوقت.

'إذا كانت آلام النمو، فأتمنى لو كان بإمكاني أن أغني له أغنية للشفاء.'

لكن لا يمكنها ذلك. لسوء الحظ، فإن الخطر كبير جدًا.

"أخبرني إذن كيف أتحكم بالطاقة في النواة."

"ماذا؟ بالفعل؟"

"لقد قلت بأن حالتي مستقرة."

حسنًا، هذا صحيح.

تساءل الشامان عما إذا كانت أريا تفعل هذا للتلاعب بجسدها مرة أخرى، لذلك نظر إليها بريبة للحظة.

"إذن سأقدم لك النظرية، لذلك لا تغني حتى تتعافي تمامًا."

هذا شيء سهل للغاية.

"مهما كانت بنية جسمك، فسوف تتعافين في غضون عشرة أيام."

أومأت أريا برأسها مرة أخرى.

وفقط بعد تسليط الضوء على هذه النقطة عدة مرات، علمها كارلين أساسيات التحكم في الطاقة.

"كتلة في النواة. فكري في الأمر على أنه سائل متدفق، وليس مادة صلبة، وتخيلي بأنه يتحرك حول جسمك مثل الدم ... "

***

"حسنًا، هذا جيد."

فحص الحراس في قصر الفالنتاين عدة أشياء كان التاجر يحملها في العربة.

الدمى والألعاب والأدوية والأعشاب والورق والحلي والأقمشة والمواد الغذائية المختلفة التي يتم جلبها من خارج الحدود.

كلهم من أفضل جودة، لأجل أريا، التي ستصبح دوقة فالنتاين الكبرى.

لقد راجعوا الكتب مرة أخرى بدقة، واكتشفوا بشكل متأخر أن عنصرًا واحدًا من الصفقة مفقود.

"اممم؟ بالمناسبة، لقد سمعت بأنه سيتم تسليم المهر* أيضًا، فلماذا لا يمكنني رؤيته؟ "

"... .."

"يا هذا. لماذا لا تجيبني؟ "

"..."

لكن التاجر الذي تم استجوابه أحنى ظهره بعمق ولم يتحرك حتى.

"مشبوه في أمره."

وبدون تردد، سحب الحارس سيفه ووضعه على ذقن التاجر، وأجبره على رفع رأسه.

نظرًا لأن الفالنتاين يفرضون رقابة صارمة على دخول الغرباء، فقد كان رد فعلهم عديم الرحمة على الحالات المشبوهة، حتى لو كان المعني بالأمر بالفعل من كبار التجار.

"افتح فمك."

عندها ارتجف التاجر وكأنه يرتعد من العرق البارد، بعدها أغلق عينيه بشدة وفتح فمه بصعوبة.

"أنت…! لقد تم قطع لسانك! "

فريسة جرذان الحضيض!

لقد كان الحراس يخططون لإخضاعه على الفور واستدعاء فرسان الرتبة الثالثة المسؤولين عن الأمن.

عندها ركض تاجر آخر كان يراقبهم بشكل يائس وركع على ركبتيه.

"سي، سيدي! أنا أضمن لك هوية هذا الشخص! ألا تعرف وجهي جيدا؟ لقد زرت قلعة الفالنتاين عدة مرات لتوصيل الأشياء! "

كما زعم التاجر فقد كان مألوفا للحراس.

لكن الحارس رفع صوته ودفع النصل بالقرب من التاجر الذي قُطع لسانه.

"ما الذي يحدث فرقًا مع ضمانك؟ لسان هذا الشخص مقطوع! "

مع هذه الكلمات قال التاجر الآخر، الذي جثا على ركبتيه، وهو يتوسل لدرجة أن يديه وصلتا إلى قدميه.

"تم قطع لسان هذا الرجل لأن سيد المنطقة التي كان يقيم فيها من قبل سَخر من فمه. لقد تم اتهامه بشكل غير عادل! "

"هاه، أنت تضيع الوقت من أجل لا شيء! وإلا كيف يمكنك إثبات ذلك! "

"هناك دليل قوي يا سيدي. انظر إلى لوحة التاجر هذه! "

وبقول ذلك، قفز التاجر من الأرض وبحث في ذراعي التاجر الذي قُطع لسانه.

ثم أخرج لوحة تجارٍ خشبية يحملها كل تاجر من أعضاء تحالف التجار.

[الاسم: جون

السمة الجسدية: اللسان مقطوع]

رآه الحارس وأنزل السيف الذي كان يمسكه عندما كان يهددهم.

وتمتم وهو يضعه في غمده.

"حسنًا ... كان عليك إخباري سابقًا."

'حتى أنك لم تمنحني فرصة للحديث.'

وبينما كان التاجر يحدق به بنظرة صامتة مستاءة، نظر الحارس إلى قمة الجبل وسعل بشدة.

"أعلم بأن مهر الثلج الأبيض مملوك بالكامل من طرف العائلة الإمبراطورية، ومن الصعب إمساكه لذا سيستغرق الأمر بعض الوقت، وقد تم التواصل معي مؤخرًا ..."

"هل الأمر هكذا؟"

"نعم."

"جيد جدا. يمر."

تمَّ فتح البوابات.

وبعد العديد من التقلبات والمنعطفات، انحنى التاجران، اللذان تمكنا من الولوج إلى داخل قلعة الفالنتين، للحراس وركبوا العربة.

"واو، كان ذلك سيصبح مشكلة كبيرة، أليس كذلك؟"

هز التاجر كتفيه بلطف وقال للتاجر الآخر.

وعندما أصبح مظهر الحراس غير مرئي بالنسبة لهم، قست تعابيره ببرود وصفع قفى رأس التاجر الآخر.

"هاي، لقد ذَكَرَ المُهْر فجأة وكاد أن يُمسك بك قبل أن نبدأ. أيها الوغد ".

"..."

"لا أستطيع أن أصدق ذلك، في مهمة عظيمة مثل هذه ..."

امتعض التاجر على حالته وألقى بلوحة التجار التي كان يحملها على الأرض.

بعد ذلك، تحول الشيء الذي كان في يد التاجر، والذي كان في السابق لوحة تجار، إلى حجر عادي وتدحرج على الأرض.

"إنه لشرف كبير لك بأن تكون قدرتك مناسبة لهذه المهمة."

"..."

"أليس كذلك؟ كما هو مخطط، ابق بعيدًا قدر الإمكان وقم بعملك دون تدخل. سأعتني أنا بالباقي."

أومأت فريسة جرذان الحضيض برأسها بطاعة دون مقاومة.

نظر هانز، أحد أطراف جرذان الحضيض*، إلى الفريسة بنظرة كريهة، ثم حدق إلى الأمام مباشرة مرة أخرى.

لقد كان هدفهم مرشحة الدوقة الكبرى.

***

"أليس الوقت مبكرًا للنزهة؟"

قالت دانا بقلق وهي تطارد أريا.

عندها ردَّت بيتي.

"هذا صحيح. أنت لست على ما يرام بالفعل، ولكن إذا تعرضت للرياح الباردة، فسوف تصابين بالحمى مرة أخرى ".

"الرياح الباردة ... أعتقد أنه من الأفضل ارتداء ملابس أكثر سمكًا."

"صحيح، أعتقد ذلك أيضًا. ألن يكون من الأفضل العودة إلى غرفتك وإعداد ملابس جديدة في الوقت الحالي؟ "

فكرت أريا للحظة إذا كان لا بأس من أن تخبرهم بأن اليوم هو يوم صيفي بلا ريح.

على الرغم من أنها تخلت عن الفكرة عند النظر إلى الوشاح الذي لفته دانا حول كتفيها قبل المغادرة.

'... أعتقد بأنني سأحس بالحرارة.'

أخرجت بطاقة جديدة وكتبت عليها.

[هل من المسموح أن تكونا هنا؟]

رئيسة الخادمات ورئيسة الوصيفات. يجب أن تكون كلتاهما مشغولتان للغاية لأنهما كانتا تشغلان مناصب عليا.

'عندما أتيت إلى القلعة، كان عليهم الاعتناء بي حتى أعتاد على المكان، لذلك كانوا يبقون معي طوال اليوم ...'

هل من الممكن أن تكونا قد تركتا أعمالهم حتى الآن؟

بينما كانت آريا تنظر إليهما بنظرة تقول ذلك، كانت دانا وبيتي تتعرقان بغزارة وتجنبتا نظرتها.

كما هو متوقع، لابد من أنهما تركتا كل ما كان عليهما فعله لأنهما كانتا قلقتين بشأن آريا وتبعوها في الأرجاء.

كان آنذاك.

”رئيسة الخادمات! رئيسة الوصيفات! "

توافد عدد كبير من الخدم للعثور على دانا وبيتي.

نظرت أريا إلى الاثنتين.

كما لو كانت تقول: هناك الكثير من الأشياء لتفعلاها، وهم يبحثون بشدة عنكما، لكنكما تركتموهم وراءكما.

"لا، لا."

"لقد انتهيت من جدول اليوم إلى حد ما!"

عندها صفَّقَت رئيسة الخدم ورئيسة الوصيفات بأيديهما كما لو أنهما كانتا تقولان أن ما تظنينه ليس صحيحًا.

"أي نوع من الجلبة تحدثونه فجأة؟"

"لقد حدث شيء عاجل! قصر الخادمات يحترق! "

"ماذا؟!"

~~~~~~~

*الأثر المقدس تمَّ شرحه في الفصول السابقة على أنه أداة تحتوي على القوة المقدسة وله استعمالات عديدة ومن الصعب إيجاده. استخدمت آريا أثرًا مقدَّسا على شكل غصن شجرة لانقاذ فينسنت من الاتهام بالخيانة.

*الطيور على أشكالها تقع: ترجمة غير حرفية لمثل إنجليزي له نفس المعنى

=> birds of a feather flock together

وعنى به كارلين بأن لويد وآريا مناسبان لبعضهما البعض ومتشابهان.

*التنفس الغاضب استخدمتُه لوصف تنفس آريا والذي بالانجليزيه هو huffing puffing، لكن لم أجد له مرادف مناسب بالعربية 😭✋ لذا تخيلوها نفخت خدودها وبدأت بالتنفس بقوة هكذا: همف همف.

*المهر هو صغير الحصان الذي لم يتجاوز عمره 3 سنوات.

مهر الثلج الابيض المذكور في الفصل 👇

*شرح بسيط لطبقات الناس في الحضيض:

»جرذان الحضيض وهم العقل المدبر للأمور وهم أسياد ورؤساء الحضيض.

»أطراف جرذان الحضيض وهم المساعدون (مثلا نقول اليد اليمنى لفلان لذا سمّوهم أطراف نظرا لاطراف الجسد (اليدين والرجلين))

»فريسة جرذان الحضيض وهم التابعون الذين يتم قطع لسانهم ويشتغلون عند الجرذان ويقومون بالاعمال وفي الغالب تكون مكانتهم منخفضة (بعضهم يتم إجباره على المهمات)

هؤلاء كلهم مجموعة من المتمردين الخارجين عن القانون (لأن سلطة الإمبراطورية غير منطبقة على ذلك المكان) والجدير بالذكر أنهم أعداء الفالنتاين.

(الحضيض: مكان يعيش فيه المجرمون والفقراء وجرذان الحضيض وتتم فيه جميع انواع الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية)

*الفرق بين الوصيفة والخادمة:

»الخادمة هي المرأة المسؤولة عن الأعمال المنزلية.

»الوصيفة تكون مرافقة لسيدات او آنسات المنزل وتساعدهن في الاستحمام/ تغيير الملابس..الخ || كل أنسة تكون لديها وصيفة واحدة والوصيفة تكون تابعة لسيدة واحدة. (الوصيفة أعلى درجة من الخادمة)

~~~~

أعتذر عن الإطالة في الشرح واتمنى لكم قراءة ممتعة 🥰❤️🌸

2022/05/18 · 367 مشاهدة · 1758 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025