وأخيرًا، وأخيرًا.

ستكون قادرة على رؤية سابينا شخصيًا.

'منذ متى وأنا أنتظر هذا اليوم.'

خفق قلب أريا عند التفكير في أنها ستلتقي بها قريبًا.

[ما هي أفضل هدية؟]

حملت بطاقتها، بينما صُبِغت خدودها باللون الأحمر مثل لوحة بالألوان المائية.

أحست بيتي بيديها تدغدغانها لأنها أرادت أن تعانق أريا بشدة.

"زهرة؟"

[أي زهرة؟]

"تميل سموها إلى أن تحب جميع أنواع الزهور، لكنها أيضًا تحب الأزهار التي تتفتح على الأشجار أكثر من غيرها."

زهرة تتفتح على شجرة. هي نادرة خاصة في الصيف.

'أعتقد بأنني رأيتها من النافذة يوم أمس.'

ركضت أريا على الفور ونظرت إلى الشجرة التي كانت براعمها في حالة إزهار كامل.

بدت براعم الزهور الحمراء الزاهية المتفتحة في كل فرع مثل النيران المشتعلة في الأعلى.

'شجرة النار!'

هذه الشجرة المزهرة الرائعة والملونة لها اسم يعبر تمامًا عن كيف تبدو. لكن كانت الزهور مرتفعة جدًا لقطفها، لذا لم تستطع الوصول إليهم.

'هل يجب أن أنادي الحمام الزاجل؟'

كان حينئذٍ.

مع صوت حفيف من الأعلى، سقطت براعم الزهور. اتسعت عيني آريا بينما قبضت يديها بشكل غريزي لالتقاط براعم الزهور المتساقطة.

كان الأمر كما لو أن حريقًا اندلع في كف أريا.

"ماذا، هل كنتِ أنتِ؟"

رفعت أريا رأسها ببطء عند سماع الصوت القادم.

لقد كان لويد.

كان يقف على فرع شجرة طويل، بينما يدوس على الأغصان، ويتسلّقها برفق.

"همم."

نظر لويد إلى الأغصان للحظة بينما يفكر. وبعد ذلك، قام بإحكام قبضته على أروع براعم الغصن المرغوب فيها بهجوم واحد وانتشلها.

لقد كان الامر مثل التقاط بعض الغنائم.

"... .."

بدا وكأنه بإمكان آريا سماع صراخ الشجرة.

قفز الصبي من على الشجرة وكأنه قد أنجز هدفه. أحست أريا بالذهول وقامت برد فعل غريب كما لو كانت تحاول إمساكه كي لا يسقط، عندها أمسكت بمعصمه.

"هاي، إنه أمر خطير."

ربما لم يكن لويد إنسانًا، بل قطة تتظاهر بأنها إنسان.

لقد قام بهبوط سلس بشكل مدهش.

"هل جسمكِ بخير الآن؟"

أومأت أريا برأسها وفتحت فمها.

- سمعت أن لويد كان مريضا.

"أنا؟ هل أنا مريض؟"

بدا وجه الصبي كما لو أنه لم يسمع بهذا الأمر من قبل.

لماذا؟

ألم يكن مريضًا لدرجة أنه لم يستطع الخروج من غرفته ولم يستطع التعامل مع الوضع مباشرة عندما تسلل جرذان الحضيض إلى الدوقية؟

- لقد قال كارلين آلام النمو.

"ألام النمو … آه."

بدا أن الوقت متأخر، لكنه أدرك ما كانت تتحدث عنه.

"حسنًا، هذا ليس خطأً تمامًا."

لكن عندما رأت رد الفعل، لم يبدو بأنه كان يتحدث عن آلام حقيقية خاصة بالنمو. ولسبب ما، كان رد فعل كارلين مشكوكًا فيه للغاية أيضّا. يبدو بأنه كان يكذب.

تمنت أريا لو أن سيلفر قد عض مؤخرة الشامان بشكل صحيح.

"هل سوف تذهبين الآن؟ لقد حصلتُ على هذه، لذا يمكنكِ الذهاب على الفور".

أن تحضر لها فروع شجرة.

'هذا قليلًا..'

إذا كانت سابينا تهتم بشجرة النار حقًا، فلا يبدو بأن هذا خيار جيد. ظلّت أريا صامتة للحظة، ثم أخذت الأغصان من يد لويد.

- خد هذه.

ووضعت براعم الزهرة التي كانت بين يديها في راحة يده.

ما كان يملأ يديها الاثنتين كان بالكاد كافياً لملء راحة يده.

"ماذا؟"

عبس لويد مرة أخرى.

ومع ذلك، لم ينتقد أفعالها ولا حتى تمرد عليها. بدلا من ذلك تذمر قليلا.

"تشذيب الفروع هو أكثر الطرق ضمانًا للإثبات لأمي بأن الزهور قد أزهرت."

لكنها ليست غنيمة.

'ما الذى تحاول اثباته؟'

فتشت أريا في حقيبتها وأخرجت بطاقة.

[لأن الزهور جميلة.]

"ها، تلك البطاقة مرة أخرى."

وضع لويد الزهرة التي كانت في يده في فم آريا.

"... .."

مع زهرة في فمها، نظرت إليه بنظرة استفسار. لم تستطع أن تدرك على الفور ما كان يفعله.

"برؤيتك تلعبين بالزهور هكذا، تساءلت عما إذا كان بإمكانك أن تأكلي الزهور أيضًا."

لم تكن تعجبها الزهور لأنها تريد أكلها.

'أنت لا تعتقد أنني أرنب حقيقي، أليس كذلك.'

كانت أريا في حيرة من أمرها، ثم بصقت الزهرة التي كانت في فمها. ووضعتها خلف أذنه بينما كان لويد ينظر بعيدًا للحظة.

نظر الصبي إلى الوراء بينما شعر بأنها تلمس أذنه.

- هل هناك شيء؟

حركت آريا شفتيها بسرعة. عندها بدا وكأن لويد تجاهل ما تفعله.

وكأنه لم يكن ليتخيل أبدًا بأنها ستجرؤ على لعب خدعة عليه.

'لو كنتَ معتادًا على المقالب، لكنت ستعرف على الفور. ألم تلعب مقلبًا من قبل؟'

لقد كان ساذجًا بشكل مدهش.

'القبلة الأولى، الخدعة الأولى.'

بينما كانت أريا معجبة به من الداخل.

"بففت". (مؤثر صوتي للضحك)

فجأة، سمعت ضحكة مكبوتة وأدارت رأسها.

الصبي ذو الشعر الأحمر الذي كان يتبع لويد من الوراء بصمت كان يغطي فمه بشكل يائس.

بينما ترتجف كتفيه.

'اسمه، هل كان كلاود؟'

لم يتم تقديمه لها أبدًا، لكن كانت أريا تراه من حين لآخر. من المفترض أنه مساعد ومرافق لويد.

وعلى الرغم من أنه أصغر من أن يرافق خليفة الدوق الأكبر، إلا أن رؤيته بسيف حول خصره، لا بد من أنه فارس.

'يبدو في نفس عمر لويد، أو أكبر منه بسنة أو سنتين على الأكثر.'

في هذا العمر، إذا كان في وضع يسمح له بمساعدة السيد الشاب، فسيكون بالتأكيد رجلاً عظيماً.

'لكن هذه هي المرة الأولى التي رأيته فيها منذ مجيئي إلى هنا.'

وهذا يعني بأنه كان من بين الذين ماتوا في الحادث. شعرت آريا كما لو أنه بإمكانها التكهن بمأساة صبي عبقري آخر مسبقًا.

عندما حدقت أريا به بهدوء، سعل ورفع رأسه.

"هل أنت مجنون؟"

سأل لويد بسخرية.

"يبدو أنك تعرف كيف تضحك."

"أنا آسف."

صكّ الفارس على أسنانه وأجاب. لم يستطع حتى أن ينظر إلى عيني لويد مباشرة، الذي كانت توجد زهرة على رأسه، وكان في حيرة من أمره.

كان كلاود واقعًا في مشكلة وطلب المساعدة من آريا.

لاحظ لويد تلك النظرة ونظر إلى آريا و كلاود بالتناوب، وأظلمت تعابيره.

"عيناك تنظران بطريقة غير سارّة. التف إلى الجهة الأخرى."

"نعم؟ لكنني لم أصل إلى النقطة التي يمكنني فيها الالتفاف ومرافقة ال...... "

عندما أصبح الجو أكثر دموية، تراجع كلاود بحرص.

"حسنًا، إنه نوع من التدريب. سأفعل ما بوسعي."

وبعدها أدار ظهره تنفيذا للأمر وبدأ يمشي.

وحتى عندما ظهرت العوائق أمامه، فقد تفاداها بمهارة كبيرة.

'أي نوع من المهارة هذه.'

لم يكن بوسع آريا سوى إلقاء نظرات خاطفة على كلاود.

أي شخص مكانها كان ليفعل ذلك.

لكن لويد لم تعجبه حقيقة أن نظراتها كانت ثابتة على كلاود.

أمسك لويد بمعصم أريا كما كان يفعل دائمًا، وسحبها، لكنه توقف بعد ذلك.

[لأن لويد طيب.]

كان ذلك لأن تلك العبارة خطرت على باله.

منذ ولادته، لم ينظر لويد أبدًا إلى أفعاله.

كان يعلم بأنه بعيد كل البعد عل أن يكون شخصًا اجتماعيًا، لكنه لم يكن على دراية بذلك بشكل خاص، ولم يصححه. وإذا لزم الأمر، سيزيل الأمر من طريقه ويضعه بعيدًا إذا كان يزعجه.

دائمًا ما كان يركض نحو هدفه، متطلعًا إلى الأمام. لأنه كان في وضع يلزمه للقيام بذلك.

"... .."

لكن لماذا…….

لماذا يتأثر بمثل هذا الهراء؟

'يبدو أن كل الأشخاص الطيبين قد ماتوا.' (يقصد أنهم ماتوا لذا تراه هو طيبًا)

نظر لويد إلى راحة يده وبدأ يفكر.

'ماذا تفعل؟'

توقفت أريا فجأة وأمالت رأسها بينما تنظر إلى الصبي الذي كان يحدق بها كما لو كانت عدوته.

'علي أن أذهب بسرعة.'

عليها أن تذهب لترى سابينا.

وقفت في مكانها مثل لويد.

أمسكت أريا بيد لويد. بينما شابكت بين أصابعها واصابعه وضغطت عليهم بقوة، لئلا يدفعها بعيدًا، وأمسكته بإحكام.

في وقت سابق عندما ارتفعت الحمى، شعر ببرودة في جسدها مثل مكعب ثلج. لكن الان لم تكن باردة ولا ساخنة.

لقد كانت درجة حرارة أجسامهم متشابهة.

'من الجيد أن نمسك أيدي بعضنا البعض.'

مثل صباح يوم صيفي مبكّر.

وكما توقعت أريا، حاول لويد إبعاد يدها. لكن أصابعها كانت ضيقة لدرجة أنه لم يستطع التخلص منها.

"يدك. هذا مؤلم."

نظرت إليه آريا بفتور دون أن تجيب.

"أعتقد بأنها سوف تُسحق."

لكنها أمسكت بيده بقوة أكبر وتحدثت بحركات فمها.

- إذن لا بأس إذا سُحِقَت.

"ها، كيف يمكنك أن تقولي شيئًا كهذا؟ أنت تعرفين عدد المرات التي أخبرتكِ فيها بالاعتناء بجسمك ... "

- لأنك لويد.

"... .."

كان لويد عاجزًا عن الكلام ولم يستطع قول أي شيء للحظة. ارتجفت عيناه بقوة بسبب التأثر. كان الأمر وكأن حلقه قد خُنِقَت من طرف نظرة بحيرة هادئة سُلّطت عليه.

- إذن، هل يمكنني أن أمسك يدك الآن؟

لم تكن أريا شخصًا غريب الأطوار يستمتع بالألم. ومنذ عودتها، لم تتحمل أي يلمسها شخص.

لكن كان لا بأس بالأمر إذا كان ذلك الشخص هو لويد.

لأنه لويد.

'هل هناك أي سبب آخر؟'

أخذت أريا زمام المبادرة وسارت أولاً.

وبينما كانت تسحب ذراع لويد، تَمَّ جرُّه من طرف يدها.

"ها ……."

سمِعَت تنهيدة عميقة خلف ظهرها.

لقد قال بأنه سوف يسحق يدها لأنه كان يحاول إبعادها.

تبع لويد خطوات أريا الصغيرة بصمت.

~~~~~~

*صورة لشجرة النار

*صورة لأزهار شجرة النار

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات أو طلبات خاصة بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/05/25 · 366 مشاهدة · 1372 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025