_____
إذا أصبح غابرييل الذي سيُصبح اليد اليمنى للبابا في جانب أريا.
'حتى إذا حدث شيء غير متوقع، فقد تكون هناك فرصة للخروج من الأزمة مرة واحدة على الأقل.'
نظرت أريا إلى غابرييل. لقد كان لديه تعابير واضحة بشكل مدهش. تعابير بيضاء ونقية خالية من المشاعر والأفكار المختلطة. تعابير مليئة بالنزاهة والوضوح.
في الوقت الحالي، الأبيض هو الخير والأسود هو الشر.
'إنه مثل لوحة بيضاء.'
واضح للغاية، يكاد يبدو وكأنه سوف يُلطّخ بأي معتقدات سيتم وضعها عليه.
لم يكن لديها أدنى فكرة بأنها ستُتاح لها مثل هذه الفرصة الرائعة. لذا كتبت في بطاقتها، وطوتها بعناية، ووضعتها بإحكام في يده. وكأنها إيصال لرسالة سرية.
[في الواقع، لقد أنقذتُ الملاك.]
عندما فتح البطاقة سرًا عن أعين مارونييه، حدّق غابرييل في آريا بنظرة مذهولة.
وضعت آريا سبّابتها على شفتيها وكأنها تطلب منه إخفاء الأمر. وأدارت بعدها ظهرها دون ندم.
"ماذا؟ ماذا كُتِب هناك؟ "
نظرت آريا، التي كانت تربت على رأس مارونييه التي كانت حذرة باستمرار من الصبي، خلف ظهرها.
'للسنوات الخمس المقبلة.'
كان هناك ما يكفي من الوقت.
***
[هل أذهب للصلاة؟]
"نعم؟ من؟ زوجة أخي؟؟"
حدث ذلك عندما صادفت فينسنت بالصدفة وكانت تمشي معه في الردهة. سأل، متظاهرًا بأنه يحاول الاستماع جيدًا بينما يضع أذنه على البطاقة التي أظهرتها له أريا.
"شخص يكفر بالمعتقدات وكأنه يتنفس يريد أن يصلي؟ هل ستذهبين للشتم؟ "
هزت أريا رأسها بالنفي.
لماذا عليها أن تصلي وتشتم الاله؟ سيكون الأمر مجرد مضيعة للوقت إذا قامت بذلك.
[أفكر في أن أصبح مؤمنة متدينة لفترة من الوقت.]
"ما هذه اللعبة الجديدة؟"
حسنًا، لقد كان الأمر مشابهًا للعبة إلى حد ما. سيتطلب الأمر القليل من التمثيل لترويض الكلب الفاضل.
'بمعنى أن مصيري ومصير الفالنتين على المحك، لذلك يمكن القول بأنها لعبة مخاطرة.'
فحصت أريا ساعة الجَدْ.
يُصلي المؤمنون ثلاث مرات في اليوم: صباحًا، ظهرًا ومساءً. بالطبع، ما لم يكونوا مؤمنين متدينين للغاية، فعادة ما يتخطون الصلاة لأنها مزعجة بالنسبة لهم.
'قريبا سيحين وقت صلاة الصبح.'
توجهت أريا إلى غرفة الصلاة. وتبعها فينسنت بينما يأكله الفضول.
"آه."
وكان الأمر كما هو متوقع.
استطاعت أريا أن تصطدم بالصبي الذي كانت لديه نظرة مضطربة على وجهه، بينما كان واقفا أمام غرفة الصلاة. لقد كان غابرييل.
'كما توقعت، لقد ظننت بأنه لو كنت مكانك، فلن تفوت الصلاة أبدا وستحافظ على مواقيت الصلاة بدقة كالسيف.'
لقد كان شيئا واضحا دون رؤيته حتى. لقد عرفت ذلك. لا، بل حتى لو انهار على الأرض، فلن يتوقف عن الصلاة.
"الأميرة الأولى."
على الرغم من أن غابرييل كان من الحضيض، لكنه ذهب إلى القصر البابوي بقدميه الاثنتين.
الحضيض هو المكان حيث تم وضع الولاية القضائية لخارج الحدود الإقليمية*، وحيث كان الاتجار بالبشر منتشرا. (تم شرح المصطلح في الفصول السابقة)
هذا يعني بأنه كان بإمكانه الفرار إلى بلد آخر في أي وقت إذا رغب في ذلك.
لكنه لم يفعل.
'هذا هو مدى قوة إيمانه.'
رغم معرفته للطريقة التي يُعامل بها الناس القادمون من الحضيض في جارسيا. إلا أنه قد تحمل كل الانتقادات ضد أصله وتطوع ليكون من فرسان البالادين*. وبغض النظر عن الظروف، لم ينكسر أبدًا. (كذلك تم شرح مصطلح البالادين في الفصول السابقة)
'إذا حاولت تحطيمه، سيصبح أقوى.'
من الواضح أنه كلما كان الأمر قسريًا، كلما كان رد فعله أقوى، لذلك كان عليها تهدئته بلطف.
"غرفة الصلاة مغلقة ..."
تمتم غابرييل ولم يستطع إنهاء كلماته.
كان ذلك لأن أريا أخرجت المفتاح الذي خبأته بين ذراعيها قبل أن يتمكن من إنهاء كلماته حتى. وتظاهرت بأن الوضع مألوف لها بينما كانت تفتح باب غرفة الصلاة.
"هل جاءت الأميرة الأولى للصلاة أيضًا؟"
أومأت أريا برأسها. عندها حدق بها فينسنت بدهشة.
"اوه، لقد فهمت."
قال غابرييل بينما يحك خده. لقد كان هذا رد فعل لأنه لم يكن يعلم بأن الأميرة الأولى، التي تعيش في قلعة الشيطان، تأتي للصلاة.
"أعتقد بأنني كنت شخصًا ضيق الأفق لأنني أفتقر إلى التدريب."
تمتم بكلماته وكأنه محرج.
'لا، إن الأمر مطابق تمامًا لما كنت تعتقده.'
كان باب غرفة الصلاة مقفلاً لأن لا أحد يستخدمه.
'لو لم يكن هناك حفل زواج مؤخرًا، لكنت قد صليت في مكان مخرّب مليء بالتراب وخيوط العنكبوت.'
فكرت آريا هكذا، ودخلت أولاً إلى غرفة الصلاة.
عندها تبعها الرجلان.
"أحيانًا لا تكون لدي أي فكرة عما تفكرين فيه."
قال فينسنت بهمسة صغيرة في أذن أريا ونظر إلى غابرييل.
عند رؤيته لرمز الاله، استعاد رباطة جأشه بشكل ملحوظ. يبدو بأن السبب في ذلك هو أنه وجد أخيرًا مكانًا مألوفًا في بلد غريب بين الغرباء.
"بالطبع، لا حرج في كسب إعجاب شخص ما."
ليس من الجيد كسب اللامبالاة.
"لقد كنتُ مترددًا لأنه جاء من جارسيا، لكن سيتعين عليه تطهير الحقد لمدة خمس سنوات على أي حال."
وإذا كان جاسوسًا للبابا، فلا حرج في توخي الحذر.
"لكن لماذا؟"
لا يهم ما إذا كانوا يحبونه أو يكرهونه، ألا يجب أن يتركوه لوحده فقط؟
نظر فينسنت إلى غابرييل بنظرات كره. واندهش عندما رأى غابرييل يصلي بشكل طبيعي مثل تيار الماء الجاري.
"واو، زوجة أخي. انظري إلى ذلك. هناك بالفعل أحمق يصلي إلى الاله الذي تخلى عن عالم البشر ... "
تأوه فينسنت قليلاً واستدار إلى جانبه. لقد كانت آريا، التي كانت تؤمن بالإله في وقت ما من الماضي، تصلي بمهارة.
"... .."
لقد شعر وكأنه سقط في عالم غريب.
لذا قرر بأنه سيكون من الأفضل له الخروج من هنا.
***
صلّت آريا كل يوم.
في وقت الفطور والغداء والعشاء. لقد كان ذلك يعني بأنها كانت تقابل غابرييل ثلاث مرات في اليوم في غرفة الصلاة.
'حتى لو كنا نلتقي لبعض الوقت، لقد كنا فقط نصلي دون أن نقول أي شيء.'
لكن غابرييل لم يستطع دخول غرفة الصلاة بدون وجود آريا. لأن المفتاح كان دائمًا معها. وهذا يعني بأنها قد توغلت بشكل طبيعي في روتينه اليومي.
"حسنًا، نحن الوحيدون هنا."
بعد الصلاة، كلّمها غابرييل. ولأول مرة منذ ثلاثة أيام. بدا وكأنه يظن بأنه لم يسبق له أن رأى غرفة صلاة بهذا الهدوء من قبل.
لقد كانت مجرد غرفة للصلاة تقام فيها جميع أنواع الأشياء، لذلك كان الأمر طبيعيا.
"لدي سؤال لك أيتها الأميرة الأولى."
نظرت أريا إليه.
"في ذلك الوقت، لقد قلتِ بأنك أنقذتني؟"
[نعم. لقد أنقذت الملاك.]
"أنا لست ملاكًا ..."
أجاب غابرييل بحرج. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها مثل هذه المجاملة، لذا لم يبدو وكأنه يعرف كيفية التعامل معها.
'أنت حقا تشبه الملاك.'
قبل أن يتغير جسده، كان يبدو مثل الملاك تمامًا مثل اسمه. وبرز الأمر أكثر لأنه كان لا يزال قصيرًا في القامة ونحيفًا. نظرت أريا بفضول إلى شعره، لقد كان مثل رقاقات الثلج البيضاء النقية المنعكسة في ضوء الشمس.
[أنت متألق مثل الملاك.]
"أنا لست متألقًا."
[اسمك أيضًا على اسم ملاك.]
"لم يكن ذلك حسب إرادتي ..."
بدأ وجهه يتحول إلى اللون الأحمر كما لو أنه قد تم إحراجه بشكل كبير. لقد كانت بشرته فاتحة اللون، لذلك كان الاحمرار أكثر وضوحًا.
"هذا، توقفي عن الحديث عن الملائكة."
قطع غابرييل الموضوع وعاد إلى النقطة الرئيسية بينما كان يفيض بالعواطف.
"لقد سمعت بأنني كنت مستلقيًا على جدران القصر البابوي. لقد اعتقدت بأن هناك شيئًا غريبًا حصل، هل أنت من أحضرتني إلى هناك ... "
أومأت أريا برأسها.
[أنا من فعلتُ ذلك.]
لم تكن تعرف في ذلك الوقت بأن علاقتها معه ستنتهي على هذا النحو.
"ولكن كيف؟"
سقطت نظرة غابرييل للحظة على جسدها الصغير والهش.
لم يستطع بصراحة تصديق الأمر. بجدية، لم تكن تبدو كشخص سيأخذ غابرييل كل تلك المسافة بعد أن يقضي على كل المتشردين.
[هل أنت فضولي حيال الأمر؟]
لقد كان أمرًا واضحًا. أومأ غابرييل برأسه. عندها أمسكت أريا بكمه بدلاً من يده وقادته إلى نافذة غرفة الصلاة.
فتحت النافذة وأطلقت صفيرًا.
-صافرة-
كانت الجنادب* القريبة تصفّر. وبدأت الطيور تغرد بأصوات وكأنها تغني. لم يعرف غابرييل بأن هذه الأصوات كانت استجابة لنداء أريا لذا لم يبدي أي رد فعل.
لكن لم يكن لديه خيار سوى أن ينفعل بعد رؤيته لما تبع ذلك.
"كووونج!"
اندفع سيلفر للداخل.
ذُهِل الصبي من ظهور الذئب المفاجئ ووضع يده على خصره.
يا إلهي، لقد أخفضتُ دفاعاتي!
'يُقال بأنه في الدوقية الكبرى تعيش مخلوقات تشبه الوحوش ملوثة من قبل حقد الشيطان ...!'
استل غابرييل سيفه. لقد كان يفكر في القفز من النافذة وأرجحته دون تردد.
لكن عندها استلقى الوحش الذي يشبه الذئب على الأرض بينما يهز ذيله بلطف مثل الكلب أمام آريا.
"……"
كل من رآى هذا سيعتقد ذلك.
'هل قمتِ بترويض ذلك الشيء؟'
لم يستطع غابرييل أن يغلق فمه المفتوح من الدهشة.
وكان هناك أيضًا جاكوار أسود يقترب من بعيد عند سماعه لنداء أريا. لقد كان يحوم بالقرب منها.
إذا كان أي أحد يهدف لافتراس آريا، فسوف يعض عنقه دون تردد.
"كووووكوووو".
وفي الأخير، حطّت حمامة زاجلة على كتف آريا.
عندها مدت يدها وداعبت رأس الحمامة، ثم أعادته إلى السماء. والتفتت بعدها الى غابرييل.
"لقد حصلت على مساعدة من الوحوش…. لا .. أقصد الحيوانات."
ابتسمت أريا ابتسامة خافتة.
انعكس الضوء ذو الألوان الخمسة للزجاج الملون على وجهها الصغير. وأضاء ضوءٌ أكثر إشراقًا من الجواهر بلا رحمة مما جعل عينيه ترتجفان.
ربما كان ذلك بسبب العرض المذهل الذي عرضته آريا عليه.
لكن لسبب ما، لم يستطع غابرييل أن يرفع عينيه عنها.
~~~
بما أنه تم شرحهم بالتفصيل في الفصول السابقة، فقد تجاوزت شرح الكلمات التي فوقها*
~~~
*الجنادب
~~~
~(فينسنت طوال الفصل 😂)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات أو طلبات خاصة بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@