___

"يا إلهي، هذا جنون ..."

شدّ هانز شعر رأسه وأطلق شتيمة صغيرة.

منذ أن أخذ منصبه في الحضيض، كان يسير في طريق سلس للغاية نحو الترقية.

كما أنه عومل بشكل خاص أكثر من غيره من التابعين لأنه كان ساحرًا ماهرًا، وهو أمر نادر الحدوث حتى في الحضيض.

حتى لو لم تكن هذه الوظيفة التي كان يحلم بها، إلا أنه كان سعيدًا بالعيش بطريقته الخاصة لأن هذا كان مكانًا يمكنه فيه التباهي بشخصيته الطبيعية على أكمل وجه.

ولكن عندما استعاد رشده، وجد نفسه قد أصبح قائد المتمردين.

اللعنة، ما هذا بحق خالق الجحيم!

'كلام فارغ. أنا أعني، لقد تلقيت مساعدة من اولئك الأوغاد الأشرار، ولقد تمردت ضده بنفسي؟'

إنه شيء لم يتخيله من قبل أبدًا.

'لكن هل حدث ذلك حقًا؟'

علاوة على ذلك، بدا بأن التمرد كان ناجحًا. لأن الناس من حوله كانوا يخبرونه بحماسة عن الملاحم التي نتجت عن التمرد في جحر الجرذان.

'حتى السيد قد مات….'

كان سيده قد أصبح جثة هامدة بالفعل، وسقط في نوم أبدي في القبو. لقد انتهى بالفعل تاريخ الحضيض الطويل.

'هذا حلم. إنه حلم فقط … ..'

لقد كان يحضر الآن حفلة للاحتفال بنجاح المهمة مع تابعي الفالنتاين. أحس هانز وكأنه يريد أن يصاب بالجنون وأن لا يستيقظ إلى الأبد.

لكن مع ذلك، وبمجرد أن عاد إلى وعيه، لم يكن في حالة فقدان احترام للذات كما كان من قبل.

لقد بدأ يصاب بالجنون ويركض في الارجاء.

"أين أخطأت بحق خالق الجحيم؟ أتذكر بالتأكيد كيف أنني تمكنت من التسلل إلى داخل قلعة الفالنتاين ... "

لكن بعد ذلك، كان هناك قطعة مفقودة من الأحجية.

إنه لا يعرف على وجه اليقين، ولكن في ظل هذه الظروف، بدا الأمر وكأنه تعرض لشيء ما من قبل الأوغاد الشياطين.

'لا.'

إذا كان قد تعرض لغسيل دماغ في قلعة الفالنتاين، فلم يكونوا ليتركوا هانز بمفرده الآن. لانهم لن يعرفوا ابدا ما الذي سيفعله عندما سيستعيد وعيه، لذلك كانوا ليقتلوه عاجلاً.

بعد قوله لهذا، أدرك بأنه لم يكن هناك علاقة للفالنتاين بفقدان هانز لعقله.

'لنفترض أنني خضعت مائة مرة واستحوذ الشيطان على جسدي. ولكن لماذا كان علي أن أكون في مقدمة التمرد؟'

في هذه الحالة، كان من الصعب عليه التسلل متظاهرًا بأنه لا يعرف ما الذي يجري. وإلى جانب ذلك، لقد رآه جرذان الحضيض جيدًا، لذلك لم يستطع حتى القول بأنه قد أُجبر على الانضمام بعد أن أخذ مكان السيد.

من سيصدق ذلك؟

'آآآه! لقد ضاعت حياتي سدى!'

كان هانز أكثر انزعاجًا من ضجيج كؤوس الزجاج والثرثرة.

آنذاك. تحدث إليه أحد الأوغاد الشياطين أو تابعي الفالنتاين الذين كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض على ضوء نار المخيم.

"كان هناك بعض الأشخاص العاقلين مثلك بين جرذان الحضيض، بالفعل."

"بفضلك، يمكنني أن أقول الآن وداعًا لكل هؤلاء الجرذان اللعينين!"

"كل الشكر لك. لقد أغلقت تمامًا طريق الهروب في وجه جرذ الحضيض الذي كان يحاول الهرب وامسكته بسهولة ".

"ها ها ها ها….."

ضحك هانز ضحكة فارغة دون معنى. هو لم يكن يضحك الآن.

إذا كان الفالنتاين والحضيض هما المسؤولان عن الظلام الذي يغطي الإمبراطورية، فقد تم دمج هاتين القوتين العظمتين في قوة واحدة.

لذلك كان هذا انتصارًا للشيطان.

'وقد كان أيضًا انتصارًا قدمته لهم بيدي.'

لم يستطع فهم سبب خوضه لمثل هذه المحنة السخيفة.

"حسنًا، أستأذنكم لحظة للذهاب إلى المرحاض ..."

وضع هانس الكأس الزجاجي الذي كان يمسكه ونهض من مقعده. وبينما كان يتظاهر بالذهاب إلى المرحاض ، اختبأ في الظلام وعكس وجهته بشكل طبيعي.

"إلى السيد!"

استخدم هانز السحر للانتقال إلى الطابق السفلي في لحظة.

السرداب.

لقد كان مسقط رأس الجرذان وكان مألوفًا بالنسبة له لدرجة أنه يستطيع التجول فيه وعيناه مغمضتان. عندها ذهب بشكل طبيعي إلى الطابق السفلي كما لو كان يتنفس. ثم فتح التوابيت واحداً تلو الآخر وبحث بشغف عن جثة جرذ الحضيض.

'آه.'

كم مرّ من الوقت؟

وجد هانز أخيرًا وجهًا مألوفًا.

"سيدي….."

عبس هانز بينما ينظر إلى الجرذان الميتة بشفقة. وبدون تردد رفع إصبعه ورسم شيئًا.

"أنا آسف، من فضلك مت فقط."

تمتم هانز الذي لم يكن لديه نية لإنقاذه بكلماته.

لقد كان دائمًا بجانب سيده ليرى كيف يعاقب الخونة. كان عليه أن يجبر عينيه على رؤية الطرق المبتكرة التي تم بها تعذيب زميله السابق حتى الموت.

عند رؤية هذا، قرر هانز.

إذا كان سيخون جرذان الحضيض، فلنتأكد تمامًا مما نفعله ...

'اللعنة، من كان يعلم أن الأمور ستنقلب على هذا النحو.'

كان هانز هو الشخص الذي ساعد بكل نشاط وحيوية جرذ الحضيض الذي بجانبه عندما حاول إعادة تشكيل جسمه ككائن اختبار.

'هل سيعمل هذا…؟'

ازدرد لعابه، وأخذ الخنجر من بين ذراعيه ورفعه دون تردد.

وفي اللحظة التي حاول فيها طعنه بكل قوته.

إمساك-

تم الإمساك بمعصمه.

***

كانت أريا تحدق باهتمام في الدوق الأكبر.

'بالمناسبة، هذا الشخص هو الذي بدأ معركة البطاقات الأولى.'

بدأت تشعر بالفضول بينما وصلت أفكارها إلى هذه النقطة. ماذا كان يفعل بكل تلك البطاقات التي أخدها والتي كتبتها آريا واحدة تلو الأخرى؟

'هل يخرجها ويقرأها؟'

لقد كانت بالكاد تستطيع أن تتخيل الدوق الأكبر وهو يخرج البطاقات من بين ذراعيه ويقرأها واحدة تلو الأخرى. لا يمكنها أن تتخيل حتى بأنه ينشر البطاقات فوق الطاولة ويتفاخر بها أمام الناس ...

'يا له من لغزٍ محيّر.'

حدث ذلك عندما كانت أريا تراقبه بينما كانت منغمسة في أفكارها.

كان تريستان يُدَوِّر الكأس في يده، وينظر إلى الرسالة المبعوثة من القصر الإمبراطوري.

لقد كانت مختومة بختم الإمبراطور.

"همم."

فكر تريستان للحظة ومزق الرسالة إلى أجزاء دون أن يفتحها حتى. طارت قطع الورق التي كانت تشكّل رسالة منذ فترة قصيرة في الهواء.

"... .."

بدا أن دواين قد نسي ما كان عليه أن يقوله. وألقى نظرة خاطفة على أريا.

'من فضلك، من فضلك أوقفي الدوق الأكبر.' لقد بدا وكأنه يقول ذلك.

أخدت آريا نفسًا عميقًا واندفعت أمامه.

[من أرسل هذه الرسالة؟]

عندها قام تريستان بمداعبة رأس أريا. تمايل رأسها ذهابًا وإيابًا بسبب يده الخشنة.

"يجب أن تكون رسالة حيث يشتكي فيها الإمبراطور."

"..."

"إنه غاضب ويطلب مني مواساته، ما هذا. حتى ابني لا يفعل ذلك ".

تحدث تريستان كما لو أن الإمبراطور كان من اولئك الأطفال الذين يتذمرون باستمرار في منزل الجيران.

'لم يتحدث باحترام عن الإمبراطور حتى.'

لا، بالطبع، بالنظر إلى الوقت الراهن، فقد اعتلى الإمبراطور العرش لتوه بعد أن كان وليًا للعهد.

'من المحتمل أنه رأى الإمبراطور منذ أن كان صغيرا.'

كان الإمبراطور صغيراً بما يكفي لدرجة أنه كان قد أقام للتو حفلة بلوغ سن الرشد.

ومنذ صغره، دُعي بلقب الأحمق وتم نشر كل أنواع الفضائح عنه. لم يكن من غير المعقول أن يُنظر إليه على أنه مثير للشفقة.

عندها أدركت أريا بعمق بأن تريستان يكره التعامل مع الإمبراطور.

'ومع ذلك، ألا يجعل هذا واضحًا جدًا بتصرفاته هذه؟'

تذكرت أريا لويد المستقبلي وهو يقتل الإمبراطور مثل مخلوق تافه.

حسنًا، ربما يتم توارث هذا الامر في العائلة.

[لماذا كان يشتكي؟]

"حسنًا، ربما يكون ذلك بسبب حفل زفافك المرح."

بالطبع.

'لقد عرفت ذلك.'

لم يستطع الإمبراطور تحمل تصرفات الفالنتاين الفظيعة بسبب شخصيته. لكن جانب الفالنتاين يتجاهل الإمبراطور كثيرًا، لذا تساءلت عما إذا كان هناك اتفاق بينهم.

'لقد فعلوا ذلك دون أي نية لإثارة اهتمامه.'

وحتى خطاب الشكوى تم تمزيقه دون قراءته.

كانت أريا قلقة عن ما إذا كانت الأمور ستسير على ما يرام مع تصرفات الدوق هذه، لكنها أُعجبت بالفعل بكيفية تجاهله للإمبراطور تمامًا.

'كان يجب علي أن أفعل الشيء نفسه.'

لقد أرادت أن تتعلم منه.

[كما هو متوقع، أبي شخص رائع.]

"اليس كذلك؟"

قام دواين، الذي كان يستمع إلى حديثهما من الخلف، بتوسيع عينيه كما لو كان سيقول شيئًا ما.

'لقد طلبت منك إيقافه عن ذلك، فلماذا بحق خالق الأرض تجعلين الأمر أكثر صعوبة!'

تسللت أريا بعيدًا عن أنظاره. لقد شعرت في قلبها بأنها يجب أن تفعل هذا، لذلك قالت ذلك بصراحة، فماذا عليها أن تفعل؟

تبادلوا النظرات مرة أخرى.

'سأضطر إلى تنظيف كل شيء!'

'هممم، ابتهج رجاءً'.

عندها ارتجف المساعد، الذي قُطعت قدمه بالفأس الذي وثق به، بسبب شعوره بالخيانة. لقد كان الرجل الحكيم في قلعة الفالنتاين يواصل عيش أيامه والمعتادة اليوم.

[بالمناسبة، أبي.]

"همم؟"

[ألم تنم جيدًا هذه الأيام؟]

لاحظت أريا بأن الدوائر تحت عيون الدوق الأكبر كانت أغمق من المعتاد، لذا سألته عن ذلك.

لقد كانت تشبه العيون النادرة والجائعة الشبيهة بالوحش. وكذلك كان يفرك عينيه باستمرار كما لو كان متعبًا. وكان من الغريب أيضًا أنه أحضر شرابًا لم تره من قبل.

"كيف عرفتي ذلك؟"

بدا تريستان مندهشًا.

لكنه سرعان ما أضاف كلماته، كما لو كان الأمر تافهًا.

"يقول الناس بأنهم يصابون بالأرق مع تقدمهم في السن".

إنه ليس كبيرًا بما يكفي ليقول ذلك.

'ما زلت في منتصف الثلاثينيات من عمرك.'

لكن أريا لم تكن تعرف ماهية شعور أن تكون بالغة أيضًا. لقد ماتت قبل أن تنضج.

ربّت تريستان على رأس أريا مرة أخرى بعد أن أنهى كلماته تقريبًا.

هذه المرة، كان رأسها يتمايل من جانب إلى آخر مثل لعبة رولي بولي.*

~~

*لعبة رولي بولي هي لعبة قاعدتها دائرية عندما تلمسها تبدأ بالتأرجح ذهابًا وايابًا بفعل الزخم وانخفاض شدة الاحتكاك الناتج عن شكل القاعدة.

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات أو طلبات خاصة بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/07/11 · 405 مشاهدة · 1417 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025