___

سرى رعب غير متوقع في عمودها الفقري.

'ماذا يعني هذا؟'

لم تستطع آريا أن تفهم ما كان يقصده الدوق الأكبر بالضبط.

لكن مع ذلك، يمكن أن تتكهن بأنه قد تم القبض عليها عندما كانت تفعل شيئًا ما في السر.

'هل تعلم أنني سيرين؟'

عضت شفتيها بقوة. وبدأ العرق البارد يسيل على ظهرها.

سابينا، كارلين ولويد. كان هؤلاء الثلاثة هم الوحيدون الذين يعرفون سر أريا، لكن من غير المرجح أنهم أخبروا تريستان به.

إذا كيف عرف؟ هل سمعني أغني حقًا؟

"لقد كنت أستطيع سماعها بوضوح أكثر عندما كان حقد الشيطان في داخل جسدي بشكل كامل."

إنها لا تعرف كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا.

ولكن إذا كانت كلمات الدوق الأكبر صحيحة. فهذا يعني بأنه كان يعلم بأنها سيرين منذ البداية.

فجأة، تذكرت آريا كلمات لويد في حياتها السابقة.

"غني عندما تحتاجينني. يمكن أن تصل أغنيتك إلى كل مكان ".

وكان ذلك كلامًا حقيقيًا. لأنه عندما بدأت أريا في غناء أغنيتها، ظهر لويد في القصر الإمبراطوري. لقد شعرت حقًا بأنه سمع أغنيتها.

' لقد اعتقدت أنها كانت مجرد مصادفة.'

فكرت أريا بأنه ربما هذه كانت قدرة غامضة مخبأة في قوى حقد الشيطان.

'لكن لماذا….'

لم يسألها تريستان عن أي شيء، ولم يستجوبها حتى. هو، وعلى عكس أي شخص آخر، لم يسعى إلى استغلال قدراتها من خلال الطمع في استخدامها لصالحه. لم يخبر العالم حتى بحقيقتي.

'أنت فقط لم تقدم على فعل أي شيء.'

بالنظر إلى ظروف الدوق الأكبر، لا بد من أنه كان يائسًا أكثر من أي شخص آخر.

لذا لم يكن بإمكانها سوى التحديق فيه بعيونه الرمادية الباهتة، حيث اختفى كل بصيص من الأمل.

'عيون رمادية باهتة.'

كان هناك لون أبيض يحيط ببؤبؤ عينيه كما لو أن هناك ضباب كثيف حولهما، مما جعل لونهما يشبه لون الرماد المتروك بعد الاحتراق.

'العيون التي تشعر بالملل والتي يبدو بأنها ستختفي وتتطاير إذا لامسها نسيم الرياح للحظات.'

بعد عشر سنوات، سيصبح لدى لويد عيون رمادية تشبه عيون الدوق الأكبر الحالي.

ولكن الآن لديه لون يشبه حجر السبج المتلألئ. كان بؤبؤ عينيه، الذي اختفى تحت شدة سواد حدقة عينيه لدرجة أنه أصبح من الصعب التمييز بينهما، يلمع بالحياة في كل لحظة.

إذا كان هذا هو الحال….

'على الأغلب أن عيون الدوق الأكبر كانت سوداء في الأصل.'

مثل لويد الحالي.

'هل تم تلويثهما بحقد الشيطان؟'

كانت آريا متيقنة.

عليها أن تحرر لويد من اللعنة قبل أن يصبح لديه عيون تشبه هذه التي لدى الدوق الأكبر.

منذ متى وهو يفعل هذا؟ عندها ابتسم تريستان وقال لها.

"هذا مضحك. ما فائدة هذا الآن ... "

لكن أريا لم تتجاهل الكلمات التي تمتم بها ولم تعتبرها كمجرد كلمات عابرة.

'في الواقع، لقد قام بهذا لأنه لم يتوقع مني أي شيء.'

لقد كان متعبًا جدًا لدرجة أنه لا يستطيع التمسك بمثل هذه المشاعر العاطفية. لقد كان يبدو مثل لويد الذي اختار أن يصاب بالجنون. بدا الأمر كما لو أنها تستطيع أن تنظر إلى ماضيها عندما كانت مسجونة في قفص الإمبراطور.

أخرجت آريا بطاقتها.

[تصل أغنياتي إلى كل مكان.]

تصل إلى كل مكان.

[ساحة المعركة، الأحياء الفقيرة، بيوت الدعارة.]

تصل إلى كل الأشخاص.

[إلى الزهور البرية التي تتفتح بين الحجارة، وحتى إلى الحصى الذي دائمًا ما يكون مشرقًا في الشارع.]

مهما كان المكان بائسًا، مهما كان منخفضًا، حتى في أسفل السافلين.

[حتى في الجحيم. حتى لو كان ذلك الشخص هو الشيطان.]

أظلمت عيون الدوق الأكبر للحظة. هذه المرة، يبدو بأنه قد تمت قراءة محتويات البطاقة بشكل صحيح.

[إذا كان هناك ظلام يأكلك من الداخل، أعطني إياه.]

عادت أريا بالزمن لهذا الغرض.

من أجل قبول أي شيء موجود في ظلام لويد. لكي تجعله يلمع مرة أخرى.

إذا كان ظلام لويد قد انتقل إليه من الدوق الأكبر للفالنتاين، فإن أريا مستعدة لقبول ظلام الدوق الأكبر أيضًا.

[جئت إلى هنا من أجل هذا الغرض.]

قامت بوضع البطاقة بإحكام في يد الدوق الأكبر. نظر إليها للحظة ثم خبّأها بين ذراعيه حتى لا يتمكن أحد من رؤيتها.

"هذا سخيف."

عندها انحنى مرة أخرى على الأريكة، وأغمض عينيه بينما يتمتم.

"ما الذي ستحملينه بهذا الجسد الصغير بحق خالق الجحيم؟"

عندها خفضت أريا رأسها وهمست في أذنه خفيةً.

"سأغني لك تهويدة في الليل."

وقامت بلطف بإزالة شعر غرّته الذي كان يخترق عينيه.

***

كان التسلل إلى غرفة نوم الدوق الأكبر أسهل من التسلل إلى غرفة نوم سابينا. لذا لم تكن هناك حاجة إلى أي تعويذات أو مخطوطات للإنتقال المكاني.

لأنه لم يكن هناك ولو حتى فارس واحد يحرس الباب الأمامي.

'يجب أن يكون قويًا بما يكفي لدرجة أنه لا يحتاج إلى المرافقة حتى ...'

حتى في خضم فقدان قوته.

تسللت أريا إلى الغرفة. ورأت تريستان مستلقيًا بهدوء على السرير بينما كانت عيناه مغمضتان.

'هل أنت نائم؟'

حتى تنفسه كان يبدو مستقرًا. لوّحت أريا بيدها أمام الدوق الأكبر الثابت والذي كانت عيونه مغلقة.

'حسنًا، حتى إذا كان يعاني من الأرق، فهناك عدد قليل من الناس يستطيعون النوم لأنهم لا يستطيعون البقاء مستيقظين طوال اليوم.'

وبينما كان مستلقيًا هكذا وعيناه مغمضتان، برز مظهره الغير واقعي والذي يشبه تمثالًا جميلًا منحوتًا بعناية مرة أخرى.

'حالة وجهه تبدو سيئة للغاية أيضا.'

تراجعت في رعب للحظة عندما فتح فمه، لم تنتبه إلى الأمر حتى. لقد كانت بشرته جافة وخالية من الدماء، وشفتاه زرقاوتان ومتشققتان، وكان هناك ظل أسود قاتم تحت عينيه.

'من المبهر أنك تحملت هذا حتى الآن.'

مدت أريا يدها وداعبت بلطف رأس الدوق الأكبر بينما كانت تلعق شفتيها بهدوء.

"هوش، هوش، نم جيدا، أيها الطفل الجميل."

(خديجة: "هوش" تقال وكأنك تحاول تهدئة الطفل .. مثلا عندما يبكي أو شي كهذا .. لا أعرف إذا وصل المعنى 😭)

في تلك اللحظة، بدا وكأن أطراف أصابع الدوق الأكبر ارتجفت للحظة.

'... هل توهمتُ رؤية ذلك؟'

ربما لأن الجو بارد.

'بالتفكير في الأمر، إنه نائم بدون بطانية.'

تنهدت أريا وسحبت البطانية التي كانت تحت جسد الدوق الأكبر.

لكنها لم تستطع تحريكها. صكت على أسنانها وهي تحاول سحبها بكل قوتها. ولحسن الحظ، خرجت البطانية من تحت جسده.

كان الأمر كما لو أن الدوق الأكبر رفع خصره بهدوء.

'هل أنت نائم أم مستيقظ؟'

لقد كانت في حيرة من أمرها، بسبب أنها لا تستطيع الجزم بما إذا كان مستيقظًا، لأنه لم تكن هناك أي حركة صادرة منه وكأنه ميت، الفرق الوحيد هو أنه كان بإمكانها سماع صوت تنفسه. لوحت أريا بيدها مرة أخرى أمام الدوق الأكبر لتتأكد من أنه نائم.

'أنت نائم حقا.'

ليس هناك أي سبب ليتظاهر بأنه نائم. لذا تنهدت وغطته بعناية بالبطانية.

"هوش، هوش، نم جيدا، أيها الطفل الجميل."

ترددت للحظة بينما تفكر أين تضع يدها، وعندها وضعتها على صدره.

'تربيت، تربيت.'

أغنية النوم.

لقد كانت أغنية يمكنها أن تغنيها جيدًا. وهذا بسبب المرات العديدة التي دعاها النبلاء فيها لعلاج أرقهم.

"تهزّك كل النجوم، والقمر المليء بالنور، ويد الأم بلطف ..."

أمالت أريا برأسها واستمرت في تجعيد جبينها بينما تغني.

الغريب في الأمر هو أنه كلما ربتت عليه أكثر، كلما شعرت باهتزاز في يدها التي تلمس صدره.

"إلى حين أن تأتي الشمس وتشع عليك بأشعتها المبهرة،

هيا نم بوجه ملائكي .... "

كان آنذاك.

يبدو أن "الوجه الملائكي" هو المشكلة. بمجرد ظهور هذه الجملة في التهويدة، انفجرت ضحكة قصيرة كما لو أنه تمت محاولة قمعها بشدة.

لكن بعدها، انفجر الدوق الأكبر ضاحكًا بصوت عالٍ كما لو أنه لا يستطيع تحمل الأمر أكثر من ذلك.

"... .."

كما هو متوقع، لقد كان مستيقظًا.

"لا تضحك."

"آه، أنت محقة."

رد عليها الدوق الأكبر ضاحكًا.

'لقد قلت لك أن لا تضحك.'

كم مضى من الوقت.

'ألا زال يضحك حتى الآن؟'

ضحك تريستان بينما كان كتفيه يهتزان إلى الدرجة التي تعبت فيها آريا من ضحكه. وبالكاد تمكن من التوقف عن الضحك.

"هااا، حقًا. إنها المرة الأولى التي أضحك فيها هكذا ".

حتى أنه استطاع بالكاد أن يكبت ضحكته. اعتقدت أريا بأنه قد ضحك للغاية لدرجة أنه كلما قال شيئًا انزلقت معه ضحكة.

سألها تريستان بينما يحني الجزء العلوي من جسده تجاهها.

"هل بدا وجهي النائم مثل الملاك؟"

"... .."

لا. لقد كان يشبه وجه ملك الشياطين المحبوس في متاهة.

مسحت آريا وجهها. وشعرت فجأة بالتعب.

"الأغنية تعطي تأثيرا فقط إذا كنت تستمع إليها بجدية."

جعلت آريا تعابير وجهها صارمة قدر الإمكان.

عندها رد الشخص الذي لم يكن يتناسب مع الجدية بابتسامة متمردة على كلماتها. لقد بدت عيونه الرمادية الباهتة وكأنها تتلألأ بالمرح.

"وجهي جميل مثل الملاك، فكيف لا أستيقظ من الحماسة؟"

أوه، احصل على قسط من النوم.

رفعت أريا إحدى يديها وغطت عيني الدوق الأكبر.

لقد غطّت يدها عيناً واحدة فقط. لذا رفعت يدها الأخرى وغطت العين الأخرى.

"اغلق عينيك."

أغمض الدوق الأكبر عينيه بهدوء.

وضعت قوة في كتفيها وحاولت إعادته إلى السرير.

لكنه لم يتحرك، لذلك كافحت إلى أن استلقى على الأريكة مرة أخرى. لقد قامت بجهد خيالي.

'إنها صدمة حقًا.'

في الواقع، كانت ردة فعل آريا هادئة، لكنها أصيبت بصدمة شديدة. كان ذلك بسبب أنه لم يسبق لها أن رأت أي شخص في حياتها يمسك بطنه من الضحك أثناء الاستماع إلى أغنيتها.

'إن الأمر يجرح كبريائي.'

رغم أنها غنت بدون قوة سحرية قدر الإمكان. إلا أنها كانت تحاول أن تغني بأكبر قدر ممكن من الهدوء في حال ما إذا كان غناؤها سيثير جنونه.

'سأغنيها بشكل صحيح هذه المرة.'

سعلت أريا وسألته.

"هناك تهويدات أخرى أيضًا إذا كنت تريد سماعها."

"هل هناك الأطفال والأمهات والشمس والقمر والنجوم في هذه التهويدات أيضًا؟"

كيف عرف ذلك؟ ليس هذا فقط، هناك أيضًا الطيور الصغيرة والثعالب والسناجب.

"……سأذهب إلى غرفتي."

تم طعن أريا في كبريائها، لذا تراجعت ببطء بينما كان خديها يحمران.

نظرًا إلى أنه قد انفجر بالفعل من الضحك من قبل، يبدو من غير المعقول أن تتوقع منه الاستماع إلى تهويداتها بجدية.

'هل يجب أن آتي في الوقت الذي سوف يتوسل فيه للنوم من أجل أن يستمع لي بجدية؟'

لا، لكن معظم كلمات التهويدات تشبه بعضها البعض.

"لا تذهبي. لقد شعرت حقًا بأنني كنت سأغفو قبل قليل".

____

كيووووت .. أفضل أب وابنه بدون منازع 😭❤️❤️ .. بطني كان فراشات لما كنت أترجم 😭🌸

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات أو طلبات خاصة بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/07/20 · 475 مشاهدة · 1572 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025