---
لقد كان رعبًا لا يوصف.
هرب النبلاء الذين كانوا شبه فاقدين للوعي بسبب تأثير الكحول والمخدرات من المكان وهم مرتبكون.
وقفت أريا على المسرح، متيبّسة في مكانها وتتنفس بصعوبة.
دماء حمراء زاهية تناثرت على وجه الدوق الأكبر، الذي كان خاليًا من ألوان الحياة.
سمح الدوق الأكبر للدم بأن يسيل على خدّيه، وعندما تسرّب إلى شفتيه، ابتسم ومسح الدم منهما بأصابعه.
بدا الأمر وكأنه بقعة ناتجة بعد طلاء أحمر شفاه ذا لونٍ أحمر فاتح.
"متسخ……."
في الوقت نفسه، تشابكت نظرات عيونه الرمادية وعيونها القرمزية الملبدة بالغيوم في الهواء.
لقد كان أمرًا غريبًا.
غير أنه كان يلقب بالدوق الأكبر الشيطان، فقد كان مظهره دمويًا في حد ذاته. ومع ذلك، فإن نظرة الدوق الأكبر، التي كانت مثبتة عليها بحدة، تغلغلت في جلدها ووصلت إلى قلبها عبر الأوردة.
بدأ قلبها يدق بسرعة جنونية، بينما بدأت تعتقد بأنها ستتصلب مثل الحجر ولن تتحرك مرة أخرى.
لعق شفتيه المحمرتين بالدماء.
"تابعي. أنا أستمع."
'في ذلك الوقت، لقد كنتُ بالفعل ........'
هل كنتُ أحبك؟
عندما فَكَّرَت في اللون الأحمر الذي صبغ ذلك اليوم، وعندما رأت الشفاه المطليّة بالدم.
أكّد لويد بأنه لن يلمسها حتى عندما ستصبح بالغة. لقد اعتقدت بأن هذا مخيب للآمال بعض الشيء.
'في نظر لويد، لن يُنظر إليّ على أنني عقلانية على الإطلاق.'
على الأقل سيكون من الأفضل لو كانت تبلغ من العمر 24 أو 20 عامًا.
لكن بحلول ذلك الوقت، للأسف، ستكون قد رحلت من هذا العالم بالفعل. ولم تكن تعرف بأنه ربما قد يكون ذلك بالفعل بعد وفاتها.
'لدي زوج، لكن هل سأموت بدون أن أحصل على قُبلة مناسبة؟'
هذا يبدو قليلا...
إنها حياة حزينة أليس كذلك؟
حتى لو لم تستطع الاعتراف بحبها، فلا بأس إذا تمكّنت من تقبيله ولو لمرة واحدة قبل وفاتها. حتى لو كانت القبلة بمعنى الصداقة فقط؟
'بغض النظر عن مدى انفتاح المجتمع النبيل، لا أحد يمكنه أن يلمس شفاه الشخص الآخر كدليل على الصداقة …….'
إذا حدث الأمر تحت الإكراه، يُطلق عليه بشكل عام تحرشًا جنسيًا.
من أجل أن تستطيع أريا تقبيله، كان عليها أن تختار بين التحرش أو الاعتراف.
'لقد انتهى الأمر.'
لماذا لا تستسلم فحسب؟
لم يكن لديها نية لفعل ذلك في المقام الأول، فلماذا هي قلقة بشأنه؟
'هذا…….'
نظرت أريا إلى شفاه لويد الحمراء.
عندها داعبت يده الكبيرة شعرها. وكأنه كان يلمس آنية فخارية هشة. قام لويد بترتيب شعرها برفق، ثم قال:
"لا تمرضي."
ثم انزلقت يده بعيدًا في لمح البصر.
ربّتت أريا على شعرها الذي كان ما يزال دافئًا دون سبب.
***
"ليست هناك أي حاجة مطلقًا لتتحمل القديسة كل شيء بمفردها."
لقد مرّ وقت منذ أن اتصلت به فيرونيكا وهي تبكي بينما تعلو وجهها كدمة كبيرة.
ضاعت الكلمات من غابرييل للحظة وأصيب بالذهول لدرجة أنه أحس بالدوار. سألها بينما يشعر بوميض عينيه في لحظة تصاعد الغضب.
ماذا حدث؟
من فعل ذلك؟
- ……
على أي حال، قطعت فيرونيكا الاتصال به في ذلك اليوم، وذرفت الدموع فقط دون أن تنبس ببنت شفة. وكانت جروحها تتزايد يوما بعد يوم.
كان غابرييل متوترًا.
لم يستطع مغادرة الغرفة لأنه كان متوتراً، وكان يرفع جهاز الاتصال ويضعه كل يوم.
لقد كان قلبه غارقًا في القلق لدرجة أنه كلما اتصلت به، كان يتوسل إليها للتحدث معه.
- اغغ…….
عندها تأوهت فيرونيكا قليلاً. وضعت يدها النحيلة على جانبها للحظة، ثم تظاهرت بسرعة بأنها لا تعاني من أي خطب.
لكن غابرييل كان قد رأى ذلك بوضوح بالفعل.
"إذن، على الأقل قولي لي من فعل هذا بك."
ظلّت فيرونيكا صامتة لفترة طويلة.
بعدها فتحت طرف فمها، الذي تردد عدة مرات، أخيرًا.
***
"أيتها القديسة فيرونيكا!"
لقد كانت تنزل الدرج فقط. سمعت فيرونيكا صوت الخطوات والجري.
ابتسمت وأدارت رأسها.
"أخي باروم."
كان باروم، الذي جاء مرتديًا ملابسه على عجل، مضطربًا لبعض الوقت.
"هل تحتاج شيئًا مني؟"
"هل هي أنتِ يا أختي؟"
"عفوًا؟"
"هل أنتِ من فعلتِ ذلك يا أختي؟"
سألها بشراسة. ما الذي يقصده بينما أصبح يتصرف هكذا فجأة؟ إذا سأل هذا السؤال، فمن سيفهمه؟
هذا لأنه كان غير قادر على التعامل مع الأمر.
كادت فيرونيكا أن تنقر على لسانها.
أصبحت عيون فيرونيكا حزينة تعكس الألم من أعماق قلبها، ومدّت يدها نحوه.
"أخي، من فضلك إهدأ ..."
"ابعديها عني!"
"آه."
صفع باروم يدها بعنف.
أبقت فيرونيكا رأسها لأسفل، بينما تحدّق في ظاهر يدها الذي كان أحمر اللون.
"نعم. لا حاجة لتقولي أي شيء، إنها أنتِ يا أختي من فعل ذلك. من غيرك سينشر إشاعة سخيفة تفيد بأنني أعنِّفُك سراً! "
كان القصر البابوي في حالة اضطراب الآن. لقد انتشرت شائعات بأن باروم كانت يضايق ويسيء معاملة فيرونيكا بسبب قوتها المقدسة المنخفضة.
لقد كان اتهاماً سخيفاً.
لكن بين فيرونيكا، التي أحبها الجميع، وباروم، الذي كان يجذب الانتباه إليه بسبب كلماته وأفعاله القاسية.
كان من الواضح إلى جانب مَن سيقف الكهنة.
"لا أعرف من أين تعرضتِ للضرب، لكنكِ لن توقعيني في هذا الفخ!"
مزعج. عبست فيرونيكا بسبب الصوت الذي هزّ طبلة أذنها.
كان باروم مستاءً للغاية الآن عندما رآها لا تتحكم حتى في تعبيرها المنزعج أمامه.
"لكنكَ تعلم، أليس كذلك؟"
كما لو أنها لا تستطيع حتى النظر إليه الآن، ركّزت نظرتها على أظافرها فقط وليس على باروم.
داعبت فيرونيكا أظافرها وعبثت بهم ثم قالت:
"إنها ليست شائعة كاذبة تمامًا."
"ماذا؟"
"ألست أنت يا أخي هو الشخص الذي اضطهدني لأنه كان لدي قوة مقدسة ضعيفة؟"
اضطهاد؟ لم يكن الأمر مضحكًا حتى. بالطبع، يعترف بأنه كان أحيانًا قاسيًا على فيرونيكا من خلال التعليق على أخطاء عديمة الفائدة.
لكن ذلك حدث لأن باروم شعر بإحساس غريب بالتناقض بين مظهرها الذي تظهره أمام الناس وبين مَن تكون من الداخل، ولاحظ تلميحًا عن الأمر. وعلى الرغم من عدم وجود دليل مادي دقيق، إلا أنه كان لديه إحساس قوي بأنها كانت خطيرة إلى حد ما.
لذلك كانت لديه فقط الفكرة بأنّ عليه أن يطردها بطريقة ما من القصر البابوي.
"لقد كنتُ أعلم أنكِ هكذا. لقد أحسست بشيئ غريب حولك سابقًا ".
"غريب؟"
"أجل! هل تعتقدين بأنني أفعل هذا لمجرد أن لديك قوة مقدسة منخفضة؟ أنا أفعل هذا لأن كل شيء متعلق بك ابتداءً من عينيك إلى أفعالك مخيف للغاية لدرجة أنني لا أستطيع حتى إخبارك بمدى رعبك! "
"همم."
هل هي غريبة؟ أمالت فيرونيكا برأسها.
"بالمناسبة، لقد ولدتَ يا أخي باروم بقوة الذكاء المقدسة."
وتمتمت بصوت منخفض، كما لو أنها كانت تتحدث مع نفسها. ثم رفعت رأسها لتواجهه بنظراتها، التي كانت تشبه الخرز الزجاجي، دون أي عاطفة على الإطلاق.
أصيب باروم بالدهشة دون أن يعرف ذلك، ثم تراجع إلى الوراء.
"صح.. صحيح. التحدث معك لمدة أطول سيجعلني أشعر بالسوء. بعد كل شيء، يجب طرد الأشخاص أمثالك من القصر البابوي ".
لقد بدا وكأنه قرر شيئًا ما.
'هل يجب أن أقتله؟'
تحركت فيرونيكا كردة فعل، وداست على ساقه بينما كان يدير ظهره بسرعة. وبينما تعثرت قدمه قامت بدفعه من ظهره.
"...!"
لقد كان السلّم حلزونيًا وضيقًا للغاية لدرجة أن شدة الانحدار كانت مذهلة. لم يستطع باروم الصراخ بشكل صحيح وسقط على الدرج كاملاً.
آه.
'لم أقصد قتلك بهذا الشكل'.
فكرت فيرونيكا بينما كانت تنظر إلى الرجل الذي كان يتشقلب على الأرض المظلمة لدرجة أنه بدا وكأنه يغرق في الظلام.
لقد كانت متهورة قليلاً. لكن لسبب ما، كانت تفكر فقط في أنه يتعين عليها منع باروم من القيام بما يخطط له.
'لا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال الموت.'
مهما كانت قوته المقدسة عالية، إذا سقط من الدرج عن طريق الخطأ، فسيموت على الفور. ولا يمكن إحياؤه بعدها.
لكن رغم ذلك، نزلت فيرونيكا السلم تَحَسُّبًا لأي حالة شاذة. سيكون الأمر صعبًا بالنسبة لها إذا ما كان محظوظًا ونجى وبدأ يثرثر حول ما حدث الآن، لذلك كان عليها أن تشاهده وهو يموت.
لقد كان التعامل مع أولئك الذين يتمتعون بقوة مقدسة عالية مرهقًا لهذا السبب.
'همم.'
نظرت فيرونيكا إلى باروم بينما ركلته بقدميها. وكما هو متوقع، لم يكن هناك أمل. لقد شعرت بأنه سيموت قريبًا.
لكن في تلك اللحظة.
"... كووخخ!"
بينما كانت تقرّب وجهها منه لتتفقّد صوت تنفسه، تقيأ دمًا.
ربما كان هذا هو الزفير الأخير، لأنه توفي بعد فترة وجيزة.
"هااا، هذا حقًا مقرف."
لقد كان الأمر قذرًا حتى النهاية.
دون أن تخفي تعابير وجهها الملتوية مثل الوحش الآن، فركت ظهر يدها على خدها الملطخ باللون الأحمر.
حتى أن بعض الدماء قد دخلت في فمها.
'……هاه؟'
في تلك اللحظة، توقفت فيرونيكا عن الحركة. لقد صُدمت لدرجة أنها لم تستطع التفكير بشكل صحيح للحظة.
'قوتي المقدسة ... ازدادت؟'
في البداية اعتقدت بأنها كانت مخطئة. لكن الطاقة في جسدها، التي كانت تشعر دائمًا بأنها قليلة، ازدادت بمقدار قليل.
بكل تأكيد.
'مستحيل…….'
هل كان من الممكن أن تزيد قوتها المقدسة عبر شرب دم الكاهن؟
نظرت فيرونيكا إلى الأسفل كما لو كانت تسخر من باروم، الذي لم يعد يتحرك بعد الآن.
بدأت عيناها البنيتان، اللتان لم تشعرا بأي عاطفة من قبل، باللمعان بضوء غريب.
---
*السلّم تقريبًا يشبه هذا..
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات في قسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@