---

"آه."

أدارت فيرونيكا رأسها بعيدًا، وشدّت قبضتها بدلاً من أن تمد يدها.

"لا. ليس الان."

لقد مات باروم وكان هناك دماء على جسده، كما أن قوة فيرونيكا المقدسة قد ازدادت فجأة. لذلك من الطبيعي أن الكل سيشك في الأمر.

وعلاوة على ذلك، حتى شرب دمه لن يؤدي إلا إلى زيادة قوتها المقدسة بمقدار قطرة من الماء في بحيرة جافة.

'إن الأمر مفيد، لكن..'

في الواقع، كان التأثير شبه معدوم.

'لا بد من أن تكون هناك طريقة لاستغلال هذا.'

في تلك اللحظة، تذكرت فيرونيكا دار الأيتام.

عندما مات الكونت شاتو، قالت بأنها ستتحمل المسؤولية بدلاً منه. لذلك سيتم تعيينها قريبًا في المعبد الكبير في فينيتا.

في ذلك الوقت، سيتم تعيينها رسميًا كمديرة لدار الأيتام. وهناك أيضًا ما مجموعه 10 دور للأيتام.

لقد كانت الأمور تسير بشكل ممتع.

"أتمنى أن يأتي ذلك اليوم قريبًا."

همست فيرونيكا وابتسمت ابتسامة عريضة كما لو أن فمها كان ممزقًا.

***

أصبح تريستان نصف عاطل عن العمل. لقد عهد حاليًا بمعظم سلطته إلى لويد. لم يفقد كل قوته بعد، ولم يفقد أيضًا عقله إلى درجة الجنون.

'في الواقع، ربما يعيش حياة البطالة التي كان يريدها منذ فترة طويلة تحت عذر أنه يفقد قواه.'

كان لدى أريا شكوك معقولة.

بدا تريستان، الذي كان مستلقيًا بشكل مائل، مستمتعًا بكأس من النبيذ ويقطف العنب بينما يبدو أنه نعسان ومرتاح.

'إنه يتصرف وكأنه ديونيسوس.' (الشرح نهاية الفصل)

لقد كان يستمتع بالجنة السماوية لوحده. وبغض النظر عن مدى قوة الشيطان، كان من المرجح أن ييأس لأنه كان يفقد القوة التي كان يتمتع بها.

كان على آريا أن تعترف بأنها كانت ممتنة لأنه بدا سعيدًا.

"أبي."

"ابنتي."

بعد فترة وجيزة، تمت اتخاد القرار بمناداتها كإبنة. تساءلت عما إذا كان يجب عليها أن تخبره بأنه عندما ستصبح ابنة له فستكون من سلالة عائلتهما.

(بمعنى أنها إذا أصبحت ابنته فلن تستطيع تزوج لويد لأنها ستصبح أخته 🤝)

لكن الأمر لا يهم إذا ما لم تكن ابنته الحقيقية على أي حال، لأنه كان يناديها كما يشاء.

"لقد قلتَ لي من قبل يا أبي بأنه بمجرد زوال الحقد تمامًا، فسوف تبتلى بالجنون."

"هل أنتِ مستاءة لأنني لم أصب بالجنون؟"

نظر تريستان إلى وجهها المتسائل وابتسم.

"في الأصل، بهذا الوقت كان يجب أن أحبس في قصر منفصل، لكنني لم أعد أفقد صوابي بعد الآن. وأعتقد أن هذا كله بفضل أغنيتك".

بفضل أغنية السيرين.

لم يصب بالجنون بسبب الأغنية؟ تساءلت عما إذا كان الأمر كذلك.

'إذن…….'

مما وجده أريا وفينسنت، لم يكن هناك أي سِجِل لإدمان الناس وإصابتهم بالجنون بعد سماع أغنية السيرين.

'حتى لو أننا قد وجدنا قولًا مأثورًا مفاده أن أغاني السيرين جميلة جدًا لدرجة أن الإنسان يفقد إدراكه لفترة من الوقت ويصاب بالذهول ومن ثم تصطدم سفينته بالشعاب المرجانية وتغرق حتى الموت.'

بالطبع، لقد كانت قصة مأساوية، لكن أليست مختلفة تمامًا عن الإدمان والإصابة بالجنون؟

بالنظر إلى الظروف الأليمة التي مرت بها قبل وفاتها، كان ينبغي أن تكون هناك ولو حالة واحدة فقط على الأقل مسجلة في التاريخ تفيد أن أحدهم قد مات بسبب الجنون بعد إدمانه لأغنية السيرين.

'لكن من المؤكد أن فقط أولئك الذين استمعوا إلى أغنياتي لفترة طويلة في حياتي الماضية من أصيبوا بالجنون.'

ما كان ذلك؟ علا وجه آريا تعبير غير مرتاح بشكل غريب.

'إذن لم يكن ذلك صحيحًا؟'

هل قام أحدهم باتهامها زورًا عن عمد؟ لقد عاشت السيرين مختبئة طوال حياتها، غير معروفة للبشر، لذلك فقد استغلوا حقيقة أن أريا، التي كانت بمفردها، لم تكن تعرف الكثير عن سلالتها …….

'ولكن من؟'

إذا قاموا باتهام آريا واستفادوا من ذلك، فقد كان هذا، في الواقع، شيئًا واضحًا للغاية لدرجة أنها تستطيع رؤيته أمام عينيها.

عندما أصبحت أريا معروفة عند الناس في جميع أنحاء العالم، فإن الفائدة عادت على إمبراطورية "جارسيا".

ماذا لو تآمرت جارسيا ضدها حقًا؟ بعد أن جعلوا كل الحكام الراسخين الذين يسيطرون على الإمبراطورية مجانين، أعلنوا الحرب. وألقوا باللوم على السيرين، التي لديها قوة شفائية أكثر من القوة المقدسة، واتهموها بأنها وحش.

إنه وضع يضربون فيه عصفورين بحجر واحد لأنهم يستطيعون الحصول على إمبراطورية فينيتا والتخلص من السيرين التي كانت شوكة في أعينهم.

'والمثال الذي صنعوه وقدموه للناس هو القديسة فيرونيكا التي جعلوها بطلة ومنقذة.'

لقد كان السيناريو المثالي.

كان قلب آريا يفيض بالريبة.

ولكن إذا حدث ذلك، فإن كل شيء اعتقدته آريا وآمنت به سينهار. لأنها اعتقدت أن القديسة الذي أحرقت العالم بنار العدالة قد شرعت في إنقاذ إمبراطورية فينيتا من الوحش.

'لقد اعتقدتُ أنها كانت بطلة.'

لكن ماذا لو أن فيرونيكا تظاهرت بأنها بطلة فقط لتفوز بإمبراطورية فينيتا.

لقد كان النبلاء مجانين بسبب آريا. بسببها أصبح الإمبراطور طاغية، بسببها تدهورت الإمبراطورية وسقطت، وبسببها مات الأبرياء.

كل مآسي الماضي كانت في الواقع …….

'ماذا لو كانت مجرد خدعة؟'

ربما كانت مجرد تكهنات. لم تكن أريا متأكدة ما إذا كانت هذه هي الحقيقة حقًا أم أنها مجرد أعذار لتواسي نفسها وتقتنع بأنها لم ترتكب أي خطأ.

'ولكن ماذا لو كان هذا صحيحًا؟'

إذا كان هذا صحيحًا، فهذا ليس الوقت المناسب لتتراجع فيه آريا الآن. مجرد الحفاظ على سرها لم يكن كافيًا.

إذا كانت نية الإمبراطورية المقدسة هي تدمير إمبراطورية فينيتا، فإن الحرب ستندلع مع أو بدون السيرين.

'لقد كنتُ مخطئة.'

بمجرد أن غيرت اتجاه أفكارها، استمرت في التفكير في هذه الاحتمالية فقط. ومع ذلك، حتى لو كانت غارسيا بالفعل هي الرأس المدبر للمؤامرة، فقد كانت هناك شكوك.

والسؤال الأساسي كان: كيف أصابوا الناس بالجنون؟

'لا يمكنهم جعل الناس مجانين باستخدام القوة المقدسة التي تم منحهم إياها من طرف الاله.'

في تلك اللحظة.

نقر تريستان على أنف أريا ولمسه، هي التي كانت غارقة في تفكير عميق.

"هل تريدين بعض العنب؟"

لكن، على الرغم من ذلك، لم يكن ذلك مفيدًا لإخراجها من أفكارها.

في تلك اللحظة، تذكرت أريا القوة الأكثر ارتباطًا بالجنون.

'حقد الشيطان ......'

شيطان في الامبراطورية المقدسة؟ لكن هذا أمر مستحيل.

لأنهم كانوا يكرهون ذلك إلى الحد الذي يفضلون فيه الموت على أن يقعوا ضحية لإغراء الشيطان وأن يتم إفسادهم.

'هم، الذين يستشيطون غضبا ويهيجون بمجرد النظر إلى تابعي الشيطان، سوف يطلبون المساعدة من الشيطان؟'

لا يمكنها حتى أن تتخيل ذلك.

'وبعد استدعائهم للشيطان، بدؤوا يراقبون الفالنتاين عن كثب أكثر من أي شخص آخر.'

ما هذا بحق خالق العالم؟

"هل بإمكانك أن تتخيل يا أبي أن غارسيا تتعامل مع الشيطان؟"

"هل يمكنكِ أن تتخيلني وأنا أتعامل مع ملاك؟"

على الاطلاق. اقتنعت أريا بإجابة تريستان واستخلصت استنتاجاتها.

'إذن لم يكن هذا هو حكم البابا، ولكن شخصًا ما قد تصرف بشكل منفصل.'

من سيكون…….

في النهاية، عادت شكوكها إلى نقطة الصفر.

"هيا، قولي آاااه."

كانت أريا تفكر بينما تمضغ العنب الذي قشّره تريستان بعناية ووضعه في فمها.

'في الحقيقة، ليس الأمر وكأنه لا يوجد أشخاص مشكوك في أمرهم الآن.'

في الواقع، كان هناك العديد من الأشخاص المشتبه بهم. عدد لا بأس به من كهنة غارسيا الذين عرفتهم آريا خلال حياتها الماضية.

'و ……. فيرونيكا.'

في هذه المرحلة، لم يكن أمام أريا خيار آخر سوى التفكير في قلادة فيرونيكا مرة أخرى.

ولسبب ما، اعتقدت أنه لا بد من أن تحتوي على تلميح قد يساعدها.

***

بدأت السماء تمطر. لكن أريا أخذت مظلتها بغض النظر عما إذا كان الجو ممطرًا أم لا.

"إلى أين أنتِ ذاهبة في هذا الطقس؟"

قالت مارونييه بقلق ووضعت المظلة في يد أريا.

قدّمت آريا شكرًا موجزًا ​​لها مكتوبًا في بطاقة شكر، ثم هرعت إلى ساحة التدريب. استطاعت أن تذهب لوحدها دون حراس بعد أن وعدت كلاود بأنها لن تغادر القلعة أبدًا.

'أنا بحاجة لمقابلة غابرييل الآن.'

ستكون قادرة على مقابلة غابرييل في غرفة الصلاة بمجرد انتظار قدومه. لكنها لم تتحلى بالصبر للجلوس مكتوفة الأيدي حتى ذلك الحين.

'أكثر ما كنت أخشاه هو، بلا شك، أن لويد سيصاب بالجنون بسبب الأغاني التي أغنيها.'

لكن ربما لن يحدث ذلك.

كيف يمكنها البقاء دون فعل أي شيء؟ لا يوجد شيء اسمه راحة البال.

أرادت أريا أن ترى غابرييل على الفور وأرادت أن تتأكد ما إذا كان هناك شخص آخر قام باتهامها زورًا.

'كما هو متوقع.'

لقد عرفت أنه سيكون هنا. رأته أريا يتدرب بمفرده في زاوية ساحة التدريب، حتى في يوم ممطر، بينما كان جسده معرّضًا لمياه المطر بلا حماية.

'كم مرة قد تدرب؟'

بدت الطريقة التي واصل بها تحريك السيف طبيعية أكثر من التنفس.

امتص الشعر الفضي الأبيض والنقي المقصوص بعناية الكثير من مياه الأمطار، واتبع حركات جسده السريعة بينما ينثر الماء في جميع الاتجاهات.

منذ متى وهو على هذه الحالة؟

اهتز صدر الشاب، الذي كان ما يزال وجهه يبدو شابًا، بعنف وكأنه يحبس أنفاسه.

لم يكن بإمكانها أن تميز ما إذا كانت القطرات التي تتدفق على ذقنه ناتجة عن مياه الأمطار أم العرق.

"...!"

لكنها كانت اللحظة.

انزلقت يد غابرييل فجأة. لقد أدرك بشكل متأخر أن آريا كانت تنظر إليه بينما تحمل مظلة.

"الأميرة الكبرى؟"

بدون ولو حتى فجوة واحدة، اختفت هيئته القاسية تماماً ولانت تعابيره.

'…… اغغغ!'

لدرجة أنه قد جرح إصبعه بسيفه حتى. لقد كان خطأ غبيًا للغاية بالنسبة لغابرييل. لذا نظر بفزع إلى إصبعه الذي كان ينزف بالدماء.

ذهبت أريا إليه.

"ما الذي أتى بكِ إلى هنا ..."

في ذلك الوقت، كانت شفاه أريا تتحرك.

"ماذا؟"

لقد واجه صعوبة على عكس لويد، الذي كان قادرًا على قراءة حركات فمها. حرّكت أريا شفتيها عدة مرات، ثم تنهدت ومدت يدها.

ثم رفعت يده الكبيرة والمرتعشة لتفحص الجرح.

---

*ديونيسوس أو باكوس أو باخوس في الميثيولوجيا الإغريقية (وباللغة اليونانية: Διόνυσος or Διώνυσος) هو إله الخمر عند الإغريق القدماء وملهم طقوس الابتهاج والنشوة، ومن أشهر رموز الميثيولوجيا الإغريقية. وتم إلحاقه بالأوليمبيين الإثني عشر. أصوله غير محددة لليونانيين القدماء، إلا أنه يعتقد أنه من أصول آسيوية كما هو حال الآلهة آنذاك. كان يعرف أيضا باسم باكوس أو باخوس.

الربيع هو أحد أفضل فصول السنة بالنسبة لديونيسوس، يحمي مرورًا به وعلى مدار العام كافة المزروعات والخضروات والفواكة، ولهُ الفضل في تعليم الإنسان زراعة الكروم. يمثّل ديونيسوس إلى جانب قوى الخير قوة الخصوبة التي يقوم على أساسها التكاثر البشري، لذا فيمكن تصوّر أسباب تقديس الإغريق له ووضعه في مصاف أكبر القوى الخيّرة؛ إذ حقق لهم ما يمكن تسميته أسس مثلث الأمان: السعادة، الخصوبة، الحرية.

(الكروم= العنب والتين ..الخ)

المصدر: ويكيبيديا.

---

آريا الفصل كله تقريبًا 😂😂

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات في قسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/08/20 · 381 مشاهدة · 1595 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025