---
'لقد سمعتُ بأن القديسة فيرونيكا، مثل غابرييل، قد اكتشفت لاحقًا بأنها تتمتع بقوة مقدسة.'
لكن الآن، اتضح بأنها لم تتجلى لديها. بل اكتسبتها من القتل والسرقة.
في البداية، بدأت كلمة "ربما" التي كانت جزءًا من بناء نظرية المؤامرة في التحول بشكل تدريجي لأن تصبح الحقيقة. لقد كانت الظروف والأدلة تتجمع واحدة تلو الأخرى.
'كلام فارغ. لا أستطيع تصديق ذلك.'
كانت أريا في حالة صدمة.
'لكن كل شيء مناسب للغاية حتى الآن؟'
كانت فيرونيكا في الواقع قاتلة. لم تكن قديسة، على عكس ما اشتهرت به بين الناس. لقد أعمتها القوة بشكل كاف لدرجة قتل الأبرياء، وأخذت قوتهم المقدسة وجعلتها تظهر على أنها ملكها، وكسبت الاحترام والثناء من الجميع.
إذا كان هذا الافتراض صحيحًا.
'ماذا عن بقية الإفتراضات؟'
بطريقة ما شعرت آريا بالتوتر والقلق. ووقفت فجأة من مقعدها. ثم حدّقت بغابرييل الذي كان يراقبها بنظرة فضوليّة.
'هذا ليس الوقت المناسب.'
حاولت بسرعة الخروج من الغرفة لكنها توقفت ونظرت إلى غابرييل للحظة.
لقد كان لديها شيء لتسأله.
[ما رأيك في قتل الأشخاص الأبرياء؟]
"أعتقد أنكِ تطرحين هذا السؤال لأنني طلبت منك الجوهرة. سأقوم بإعادة النظر فيما قلته بشكل كامل".
لا، لم تكن تسأله بسخرية. هزت أريا رأسها وقالت له بشكل أوضح.
[أردت فقط أن أسأل عن معتقداتك.]
"أنت تسألينني عن شيء جوابه واضح. لا يوجد سبب لوفاة شخص بريء ".
أجاب غابرييل على الفور. لم يبدو وكأن ما قاله كذبة.
قبل كل شيء، قابلت أريا غابرييل بالفعل في الحضيض. لقد قفز لإنقاذها من الخطر، حتى عندما كان ضعيفًا لدرجة أنه لم يستطع حتى التغلب على المتشردين.
'لا يمكن إنكار أنه رجل طيب.'
لقد كانت لديه شخصية سويّة أقرب إلى البالاداين أكثر من أي شخص آخر. كان غابرييل مثل نهر مستقيم. نهر يندفع نحو البحر.
لقد اعتقدت بأنها لو قابلته دون أن تعرف مستقبله، فربما كانا ليكونا صديقين حميمين.
'لا أستطيع أن أصدق بأنه سيتغير ليصبح على تلك الشاكلة في المستقبل.'
إذا كان سبب ذلك التغيير هو تحقيق أمنية القديسة. فلدى أريا شيئ تريد قوله له مسبقًا.
[حتى لو أرادت القديسة ذلك؟]
"... من فضلك لا تهيني القديسة. من المستحيل أن ترغب في موت شخص بريء ".
أجابها غابرييل بتعبير قاسٍ على وجهه كما لو أنه تعرض للإهانة.
[أسأل عما إذا كنت ستتبع القديسة حتى لو كان ما تفعله يتعارض مع معتقداتك.]
"كاختبار لإيماني؟"
[لا، كسؤال عن الطريق الذي تسلكه القديسة.]
هل سيتبع إرادتها أم يقودها إلى الطريق الصحيح؟
'لقد اخترت الخيار الأول في حياتك السابقة.'
كانت أريا تأمل بأن يكون الأمر مختلفًا في هذه الحياة. لأنها أحبّت غابرييل الذي قابلته قبل أن يقع في فخ معتقدات فيرونيكا.
[غابرييل، لقد سبق أن قلت لك بألا تشك في الطريق الذي تسلكه.]
لقد كتبت ذلك له من كل قلبها. ليس بلقب الملاك، ولكن باسمه الحقيقي. لقد كانت تأمل في أن يقوم هذا الشاب بالاختيار الصحيح في المستقبل. وأن يسلك الطريق الذي كان يحلم به.
بعدها، عند قراءة البطاقة، اتسعت عيون غابرييل.
لم يكن يعرف ما هي الأشياء غير السارة التي حدثت للقديسة، لكن بدا الأمر كما لو أنه قد نسي جوهره لفترة بسبب ذلك.
"آه……."
[سأبقي أمر هذه القلادة سرًا. ليس لها أي تأثير عندما أرتديها. وحتى الملاك لا يجب أن يخبر أحدا بهذا.]
"……لقد فهمت."
توقف غابرييل للحظة، ثم أومأ برأسه ببطء.
[لا تخبر القديسة حتى.]
"لن أقول أي شيء. لكن ... أتمنى ألا تتحدثي عن القديسة وكأنها شخص سيء".
أومأ غابرييل برأسه مستاءً.
بالنظر إلى هذا الموقف، يبدو أنه كان يثق بالفعل بفيرونيكا كما لو كان يؤمن بها، لذلك أصبحت آريا قلقة للغاية.
[سيفعل الناس أي شيء إذا كان بإمكانهم الحصول على ما يريدون بشدة.]
"ماذا تقصدين بذلك؟"
[هذا يعني بأن حتى القديسة إنسان.]
تمامًا مثله هو الذي ترك معتقداته وأصبح كلب فيرونيكا وقتل الأبرياء.
لم تكتب آريا أفكارها التي فكرت بها. بدلاً من ذلك ، كتبت شيئًا آخر.
[أريد أن أخبرك بأن قديستك ليست إلهاً بل مجرد إنسان.]
وهزت كتفيها.
"... .. لم أكن أعرف أنك ستقولين ذلك."
لقد كانت إهانة للطابع اللطيف والشبه الإلهي للقديسة.
'لا بد من أن الأميرة الكبرى تقول ذلك لأنها لا تعرفها جيدًا.'
من ناحية، شعر غابرييل بخيبة أمل صغيرة في آريا، رغم أنها كانت بمقدار قليل، لحكمها على شخص لم تكن تعرفه حتى.
لكن أريا عرفت.
'لابد من أنها المرة الأولى التي يقول فيها أحدهم هذا له.'
لم يستطع غابرييل حتى تخيل الشك في فيرونيكا.
لكن آريا غرست فيه براعم الشكوك.
'اذهب واسألها سرًا.'
حتى لو أراد التأكيد بأن هذا لن يحدث أبدًا، إلا أنه سيفكر بالتأكيد في فيرونيكا.
كانت أريا متأكدة.
'وآمل ألا تسير النتائج بالشكل الذي توقعته.'
تمنت آريا ذلك.
***
كانت أريا تحلم.
سبب اقتناعها بأنه مجرد حلم هو لأنها كانت تتنفس تحت الماء. لو كان ذلك حقيقيًا، لكانت قد غرقت لأنه لم يسبق لها أن تعلمت السباحة أبدًا.
'واو…….'
الصوت المكتوم للغطس في الماء. الفقاعات التي ترتفع مع كل نفس. أينما كان المكان الذي تصل إليه عيون أريا، فقد كان هناك ماء أزرق نقي فقط.
لوّحت بيدها. تموجت موجة زرقاء بين أصابعها وتحركت إلى الأمام أمامها. وكأنها تسبح.
'هل هذا هو المكان الذي يسمى بالبحر؟'
لقد كانت ترى في أحلامها بحرًا لم تره في الواقع من قبل. لقد كانت تجربة رائعة.
'جميل جدًا.'
على الرغم من أنه كان مجرد حلم، إلا أنها لم تشعر بأنها تحلم.
ربتت أريا على السمكة التي مرت بجانبها.
عندها شعرت بملمس السمكة التي كانت تسبح على مهل في البحر حتى ذلك الحين، والتي هربت عندما شعرت بيدٍ تلمسها.
'همم؟ يمكنني لمسها.'
هذه هي المرة الأولى التي تحلم فيها بمثل هذا الحلم النابض بالحياة.
غاصت أريا أعمق قليلًا. لقد اعتقدت بالطبع بأنه سيكون هناك شيء مثل الأعشاب البحرية أو الأسماك التي تعيش في أعماق البحار هناك.
'مدينة؟'
لدهشتها، رأت مبنى قد تآكل مع مرور الوقت.
مدينة ساحلية مغمورة بالمياه.
'أتلانتس؟'
مسقط رأس السيرين.
المدينة الأسطورية التي قيل بأنها قد غرقت واختفت قبل 1500 عام كانت قابعة أمام عينيها.
' إنه حلم غريب جدًا.'
بمجرد أن اعتادت على البحر، سبحت بشكل أكثر كفاءة من المرة الأولى وتوجهت إلى أكبر مبنى في المدينة.
عندما دخلت من النافذة الخالية من الزجاج، رأت ثريا لم يتبقى منها سوى الإطار.
'إنها ... مصنوعة من الفضة.'
إذا كانت هذه هي أتلانتس، فلا بد من أن هذا المبنى كان هو قصر الحاكم.
'لقد تم الحفاظ عليه كما هو تقريبًا.'
اعتقدت أريا ذلك، ونظرت حولها بداخل القصر. ولحسن الحظ، غرق المبنى في البحر ولم ينهار منه أي شيء، لذلك كان من السهل عليها رؤيته.
ثم لفت انتباهها شيء لامع.
كان ذلك عندما كانت تنظر حول ما كان من المفترض أن يكون مكتبًا للدراسة.
'هذا…….'
لقد كان صندوق تخزين صغير على شكل أسطواني.
كان له هيكل يفتح عندما تدير القرص لتعيين كلمة المرور.
'يبدو أنه مسحور بسحر الحفاظ على الأشياء.'
هل يمكن أن يحتوي على أي مستندات مهمة؟ التقطت أريا الصندوق دون تردد.
لكن في تلك اللحظة، سمعت صوت شقوق في المبنى.
بوم- بوم- بوم-
'ماذا …….'
أدارت أريا رأسها على عجل ونظرت حولها.
كانت هناك شقوق في الأعمدة التي بدا وكأنها تدعم وسط المبنى. وفي الوقت نفسه...
'مستحيل.'
ساد شعور مشؤوم في رأسها.
إنه مجرد حلم على أي حال. لماذا غريزتها الخاصة بالبقاء على قيد الحياة دقت ناقوس الخطر فجأة؟ شعرت بصعقة كهربائية غريبة سرت عبر عمودها الفقري.
'اركضي، اركضي بعيدًا.'
وسرعان ما حاولت أريا الخروج من النافذة. في تلك اللحظة، سمعت صوت انكسار شيء ما. لقد كانت متوترة للغاية ونظرت إلى الأعلى.
كانت حطام البناية الضخمة على وشك السقوط فوق رأسها.
"آاااك!"
وبالكاد نجت. لقد اصطدم الحطام بكتفها. لقد ظنت بأنه مجرد حلم، لكنها شعرت بألم واضح لم تحسب له حسابًا.
'أليس، أليس هذا حلمًا؟'
لم يكن لديها وقت كاف حتى للتفكير بعمق.
في خضم الألم، اضطرت إلى البقاء بعيدة قدر الإمكان عن المبنى المنهار. أمسكت أريا بذراعها، حيث كان من الواضح أنه قد وقع بها خطب ما، وسبحت يائسة.
وفي تلك اللحظة،
'شهيق!'
استيقظت آريا من حلمها.
"...!"
عضت شفتيها بإحكام.
شعرت بألم رهيب في ذراعها اليسرى. لقد كانت هذه هي المرة الأولى منذ عودتها بالزمن التي تشعر فيها بالألم إلى هذا الحد. شعرت وكأنها ستصرخ إذا ما تخلت عن حذرها.
عضت شفتها حتى نزفت بالدماء، وفحصت ذراعها الثابتة.
'لماذا؟'
تحولت الجروح في أحلامها إلى حقيقة.
'إذن ذلك لم يكن حلمًا.'
لكن من الواضح أن أريا قد نهضت فوق السرير. وكأنها استيقظت من حلم.
لم يسبق لها أن اختبرت أو سمعت بمثل هذه الحالة في حياتها.
'وبالإضافة إلى…….'
لقد أحضرت هذا أيضًا.
نظرت أريا إلى الصندوق الأسطواني الذي كان في يدها اليمنى، مما جعلها في حيرة من أمرها أكثر.
'آه.'
أدركت أريا ذلك لاحقًا.
وضعت يدها بين ذراعيها وتلعثمت. ثم سحبت ما كانت تمسك به بأصابعها.
'لؤلؤة المحار.'
لقد كانت خريطة أطلانتس.
---
*أطْلَنْتِس (باليونانية، ἀτλαντὶς νῆσος) أو أطلانطس أو جزيرة أطلس أو أطلانتس أو أتلاطتس، قارة افتراضية أسطورية لم يثبت وجودها حتى الآن بدليل قاطع، ذكرهاأفلاطون في محاورتين مسجلتين له، طيمايوس وكريتياس وتحكي عن ما حدثه جده طولون عن رحلته إلى مصر ولقاءه مع الكهنة هناك وحديثهم عن القارة الأطلسية التي حكمت العالم. بالنسبة
لأفلاطون، كانت أطلانتس تقع في مكان ما في المحيط الأطلسي، وكانت تعد قوة بحرية قوية غزت معظم بقاع العالم؛ فلم يبقَ منها إلا أثينا فقط. وفي غمار معركة كبيرة، هزم الأثينيون الأطلسيين وأعادوهم أدراجهم، ويقال أنه في اليوم التالي لذلك حدثت كارثة مهلكة تسببت في غرق المدينة بأكملها في المحيط واختفائها من على وجه الأرض. كما تنتشر حولها العديد من الأساطير والخرافات لعل أبرزها والذي يرتبط بهذه الرواية أنها هي أرض السيرين وحوريات البحر .. حيث أن السيرين كانوا هم العائلة المالكة لأرض أطلانتس والذين حكموها وحكموا كل المخلوقات التي تعيش فيها.
صورة مقربة لأطلانتس ..
*شكل مقرب لخريطة أطلانتس .. سميت الخريطة بلؤلؤة المحار لأن شكل الجزيرة كان يشبه المحارة وكذلك يقال بأن شعبها كانوا أغنياء للغاية لدرجة أن الشوارع كانت مبلطة بالرخام الأبيض مما جعل مظهرها أبيض وصافي ونقي مثل اللؤلؤة.
---
أعتذر عن الإطالة في الشرح .. أريد أن أسألكم: هل أستمر في كتابة الشروحات هكذا في آخر الفصول أم أنشر الفصل فقط؟ .. لأنه بصراحة البحث عن هذه الشروحات يأخد وقتًا + جزءًا كبيرا من نهاية الفصل وأظن أن الأغلبية لا يقرؤه 😅 .. أعطوني رأيكم في التعليقات ❤️
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
~(اتركوا أي ملاحظات في قسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@