حدّقت أريا من النافذة للحظة في الغرفة الفارغة.

لم يكن هناك أي شخص موجود في الغرفة التي أطلعها عليها الموظف الذي كان يدير شؤون هذا القصر، وكانت الغرفة فسيحة بشكل غير ضروري.

'أحس بالفراغ.'

مارونييه، التي كانت دائمًا ما تطارد آريا في الأرجاء مثل السنجاب وتستمر بالثرثرة.

كلاود، الذي كان يبقي صامتًا في الخلف وأحيانًا يقول أشياء غبية.

فينسنت، الذي كان يعاني من كلمات كلاود الغبية.

سابينا، التي كانت تخصص من وقتها كل يوم لتُعَلِّم آريا مهاراتها في المبارزة.

تريستان، الذي دائمًا ما كان منزعجًا من العمل وعندما أصبح عاطلاً أصبح سعيدًا ويلعب ويأكل كل يوم.

غابرييل، الذي فَقَد حِسّ المنطق بسبب علاقته بالقديسة، لكن بطريقة ما عندما كانوا يصلّون معًا، كانت تحس بالراحة.

'و…….'

زوجها، لويد.

'هذه هي العائلة.'

العائلة.

عائلة مرتبطة بعقد لمدة 10 سنوات.

عائلة مؤقتة يجب على آريا أن تكسر لعنة الفالنتاين المرتبطة بها ثم تتركها وراءها.

'الآن ما يزال أمامي 6 سنوات للمغادرة ….'

في تلك اللحظة...

"هاه…"

أريا، التي لم تستطع النوم لأن أفكارها كانت تتعمق أكثر فأكثر، سمعت شخصًا يئن من بعيد. لقد كان صوتًا خافتًا من الصعب ملاحظته إذا لم تستمع له بعناية فائقة.

"…اغغ!"

لويد؟

'هل تعرض للهجوم؟'

نسيت أريا على الفور أن لويد، الذي يستطيع ذبح الناس بسكين صغير واحد، لا يمكن أن يتعرض للهجوم.

"أيها الإمبراطور الوغد!"

حتى أنها شتمت بكلمات بذيئة.

ودون تردد، اقتحمت غرفة لويد. في الوقت نفسه تقريبًا الذي انفتح فيه الباب، رفع لويد جسده.

وأخذ نفسًا قاسيًا. ربما كان لديه كابوس.

كانت أريا على وشك أن تركض إليه مباشرة وتسأل عما حدث، وعن ماهية الكابوس الذي رآه.

ولكن..

توقفت للحظة عندما رأت الدموع تنهمر من زوايا عينيه.

'لقد كان….'

لقد كان يبكي.

كانت آريا مرتبكة للغاية. لويد الذي لم يسبق له أن ذرف دمعة قط، حتى عندما كان يواجه ألمًا كبيرا ومريعًا لا يستطيع الناس العاديون تحمله ذلك، الشخص الذي كان يواجه ببساطة كل المصائب ويقبلها بسهولة...

لويد ذاك كان يبكي الآن.

بدا الأمر أكثر إثارة للشفقة والألم عندما رأت الدموع تنهمر على وجهه من دون أي تعابير.

'كيف أستطيع مواساتك.'

صُدمت أريا للحظة، وتجمدت في مكانها، وفقط بعد أن مدّ لويد يده لها، عادت إلى رشدها متأخرًا.

لقد كانت أطراف أصابعه ترتجف.

'لأن مشاعر لويد تظهر على أطراف أصابعه، وليس على تعابيره، عندما يشعر بعدم الأمان ….'

أمسكت بسرعة أصابعه وشدّت قبضتها عليهم بحزم.

"في الواقع، سمعي أيضًا يشبه الأرانب."

"……"

"يبدو أن لويد كان يعاني من كابوس ، لذلك جئت على الفور. أنا آسفة."

لقد كانت تدور حول الموضوع وتقدم الأعذار.

ثم تذكرت آريا كيف كان لويد يواسيها دائمًا بكلمات جميلة عندما كان يبدو له أنها قد تأذت. لكن عند رؤيتها لتعبير لويد الفعلي عن الألم، للحظة، توقف عقلها عن العمل ولم تعرف ماذا تفعل.

'هل كان لويد يحس بهذه الطريقة في كل مرة كنت أبكي فيها؟'

لقد فضلت فقط لو أن تمرض بدلاً عنه من هذا الوضع الذي كان يحدث الآن….

"لا تبكي."

مسحت دموعه. تمامًا مثلما كان يفعل لويد معها.

عندها قال:

"انا أريد ان أعيش. معك."

لقد كان هذا شيئًا لم تفكر فيه من قبل قط.

لكن في اللحظة التي سمعت فيها آريا هذه الكلمات، استطاعت أن تدرك الطبيعة الحقيقية للفراغ الذي شعرت به عندما كانت وحيدة في الغرفة.

اوه، لقد فهمت.

على الرغم من أنها دائمًا ما كانت تفكر في الموت وكانت مستعدة لتركهم بشكل طبيعي بعد 10 سنوات. إلا أنها في الواقع، هي ...

"أريد أن أعيش أيضًا ..."

قبل أفكارها، تحدث فمها أولاً.

أنا أريد العيش.

لم أكن أريد أن أموت هكذا.

حتى بعد كسر اللعنة، أرادت أن تموت في سن الشيخوخة مع لويد وأفراد عائلة الفالنتاين. لم تكن تريد أن تكون سماء الليل القاحلة، بل أرادت أن تكون معه وأرادت أن تكون القمر والنجوم التي تضيء ذلك ليله.

هي لم تكن تريد أن تنفصل عنه.

'هل هناك أي طريقة تمكنني من أن لا أموت بعد أن أصبح بالغة؟'

لأول مرة في حياتها، راودتها هذه الفكرة.

"إذن، بماذا حلمت؟"

أشاح لويد بنظره بعيدًا عنها ولم يقل شيئًا. لقد أراد أن ينسى كل تلك الذكريات.

ذكريات أريا وذكرياته.

لقد بكى بحرقة أمامها، كاشفاً عما كان يخفيه بداخله.

ذاك التدمير الذاتي والمتقيح، والفكرة الملوثة التي كان يخبؤها في أعماق نفسه والتي كان يحلم بها منذ الطفولة.

"... لا تقولي أي شيء."

"لماذا كنت تبكي؟ يمكن للناس البكاء."

"ذاك البكاء ... إمحيه من ذاكرتك."

"لا."

أجابت آريا بعناد.

"لا يوجد ما نخجل منه بيننا. فكلانا نعرف بعضنا البعض جيدًا."

"يجب أن يكون هناك المزيد من الأشياء التي لا تعرفينها ..."

تمتم لويد بذلك، ثم تنهد بشكل عميق جدًا.

وتحدث عن "التضحية بالنفس" التي كان يفكر فيها منذ صغره.

"لقد وجدتُ كتابًا بالصدفة عندما كنت صغيرًا. أتذكر أنه كان هنا في مكتبة هذا القصر ... "

كانت هذه هي اللحظة التي قرر فيها لويد التضحية بنفسه.

'لم أرد أن أقول ذلك لها على الإطلاق.'

لكن بسبب آريا التي كانت تنظر إليه بعينيها الكبيرتين والمفتوحتين على مصراعيهما وكأنها ستستمع إلى أي كلام سوف يقوله، إعترف لها بكل شيء.

عيونها اللامعة كانت أكثر إشراقًا حتى من النجوم في الظلام.

وعندما عاد إلى رشده، كان لويد قد كشف كل أسراره.

"في الحلم، عندما حان الوقت وألقيت تلك التعويذة، فجأة أصبحت القوة في جسدي جامحة. وتبخرت كل الكائنات الحية في قلعة الفالنتاين. "

دون أن تترك أثرًا.

"وأنتِ أيضًا…"

"…أنا؟"

"أنتِ لم تتبخري، لقد متتي وأنت تنزفين."

كان وجه لويد، بعد فترة طويلة، أحمر تمامًا حتى أذنيه، وأدار رأسه بعيدًا، ثم تمتم. لم يتخيل أبدًا أنه سيأتي اليوم الذي سيبكي فيه، مثل الطفل، بسبب كوابيسه.

لكن عندما سمعت آريا عن ذلك، وبدلاً من أن تضحك عليه، أصبحت تعابير وجهها جادة للغاية.

"إذن ما كان سبب إنفجار الطاقة؟"

لم يكن الأمر جادًا، لكنها استمعت إليه كما لو أن ذلك قد حدث بالفعل.

ردّ عليها لويد بعبوس.

"حسنًا. إنه مجرد تخمين، ولكن بما أنني كنت أحاول إيذاء الجسد الذي كان يحتوي على حقد الشيطان، فلم يكن يريد ذاك الجسد للطاقة أن تخرج منه، ولذلك أعتقد أنه أصبح مجنونًا."

"هذا احتمال وارد. لم أفكر في ذلك من قبل."

لكن لماذا كانت تأخذ هذا على محمل الجد؟

'إنه مجرد حلم على أي حال.'

كان لويد في حيرة من أمره، ولكن عندما رفعت أريا رأسها وحدقت فيه، تجنب نظرتها مرة أخرى.

"هل ستموت؟"

"إنها مجرد خطط من طفولتي ..."

"أنا لا أعتقد ذلك."

"... الآن ليس لدي أي نية لفعل ذلك بعد الآن."

لقد قلت بأنني أريد أن أعيش.

أضاف لويد بصوت منخفض.

شعرت آريا بالحزن مرة أخرى لأن لويد كان يعيش مع هذه الأفكار منذ أن كان طفلاً.

لكنها كانت مصممة على عدم تركه يموت. في الواقع، كان السبب الذي جعل أريا حازمة جدًا بشأن وفاته هو أنها بنفسها لم تكن مختلفة عنه.

'إنه لأمر مروع للغاية أن لويد كان يفكر في تدمير ذاته.'

وبمجرد أن وضعت تلك الصدمة جانبًا.

'أليست…… أليست هذه حادثة الفالنتاين؟'

كانت أريا مقتنعة تقريبًا. لقد كان حلم لويد يخبره كيف حدثت حادثة الفالنتاين.

'لأن لويد ورث معظم حقد الشيطان الآن.'

ربما يتزامن وقت وراثة كل الحقد مع فصل الشتاء القادم، وهو الوقت الذي سوف تقع فيه حادثة الفالنتاين.

لقد كان الأمر مروعًا.

'حتى الآن، كنت أعتقد أن الحادث نتج عن مؤامرة من الخارج.'

لكن الحقيقة لم تكن كذلك. بسبب التعويذة التي ألقى بها لويد للتضحية بنفسه، تفشى حقد الشيطان في الأرجاء.

إذن...

كيف نجا لويد في الحياة السابقة بمفرده؟

'لقد حاول إنقاذ الجميع عبر التضحية بنفسه، لكن قوته تفشت وقام بقتل كل المحيطين به بيديه.'

لم يكن ذلك ذنبه.

لكن بالطبع، لا يمكن أن تقول بأن ذلك لم يكن خطأه بالكامل، لكن نيته كانت التضحية بنفسه مع الحقد.

لكن كانت هذه هي النتيجة.

'إذن حقيقة أن لويد المستقبلي قد حضر اجتماعًا فاسدًا لم يكن مهتمًا به، وفجأة جاء للإستماع إلى أغاني السيرين والتي بدأت بالتأثير على جسده مثل المخدرات كانت مجرد...'

لقد ظنت حقًا أنه كان يحاول الانتحار.

'لقد قتل كل من كان معه طوال حياته، لذلك كان يشعر بالذنب.'

لكنه لم يستطع أن يحاول الانتحار أكثر من ذلك. لا يمكن أن يموت، لذلك لم يكن لديه خيار سوى العيش. إذا حاول أن يموت مرة أخرى، فسيحدث إنفجار آخر للطاقة، أو سيخرج الحقد المدفون في جسده ويدمر العالم.

'لذلك، فضل لويد أن يصاب بالجنون بدل هاذين الإختيارين.'

هذه قصة حادثة الفالنتاين.

عضت أريا شفتها لكبح دموعها، لكن في النهاية تركت الدموع تنهمر من عينيها.

"لا، لن تموت ..."

عندما بدأت آريا بالبكاء فجأة، أصيب لويد بالذعر، وهو من كان هذه المرة مرتبكًا.

"لا تبكي. توقفي."

"أنا أبكي دموع لويد."

"أجل، لقد كنتُ مخطئًا."

لقد اعتقد أن أريا كانت تبكي لأنه كان على وشك الموت. لذلك طمأنها بأنه لن يفعل ذلك أبدًا في المستقبل. لكن على الرغم من أنه قال ذلك، إلا أن دموع أريا لم تتوقف.

عندها مسح كل الدموع التي كانت تسيل على خديها بيديه.

"بدلا من التضحية بالنفس، دعينا فقط ندمر هذا العالم. دعينا نعش معًا في عالم مدمر ."

وبدأ يقول كل أنواع الكلام ليوقف تلك الدموع.

كيف يمكن أن يواسيني هذا؟

لم تستطع أريا البكاء، لذا ضحكت قليلاً.

"سأعيش حتى يصبح عمري مائة عام."

"هذا ليس خطأ لويد."

"هاه؟"

"أبداً."

كانت هذه هي الكلمات التي أرادت أن تقولها للويد، ليس فقط للويد الحالي، ولكن أيضًا للويد في المستقبل. ذاك المستقبل الذي لم يحدث بعد، والذي لن يحدث أبدًا مستقبلًا.

بقول ذلك، فتحت أريا ذراعيها على مصراعيها وعانقت زوجها بإحكام.

'نبضات قلبه...... إنها صاخبة.'

ربما كان لويد خائفًا أيضًا.

فكرت هكذا بينما دفنت وجهها بين ذراعي الشاب الذي كان متصلبًا.

'لكن لماذا كنتُ ميتة؟'

إذا كانت حياته السابقة هي التي ظهرت في المنام، فلن تكون آريا هناك. إذن هل سيكون هذا حلمًا يتنبأ بما سيحدث في المستقبل؟ أو مجرد أضغاط أحلام؟

'كل الكائنات الحية الأخرى تبخرت واختفت، لكن لماذا بقيتُ أنا فقط كجثة؟'

كما هو متوقع، هل كان مجرد حلم سخيف؟

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/09/27 · 450 مشاهدة · 1564 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025