سألت أريا بينما كانت ترفع رأسها من بين ذراعيه.
"هل تريدني أن أغني لك تهويدة؟"
"……"
لم يكن هناك رد على سؤالها.
ومع ذلك، تحدثت نظرة لويد المستاءة، والتي كانت تحدق باهتمام في أريا، بدلاً من كلماته.
إلى أي مدى ستعاملنيني كطفل؟
'همم.'
ماذا علي أن أفعل، ترددت أريا، ثم هزت كتفيها وقالت:
"غالبًا ما أغني لأبي أيضًا."
"……"
"لكن إذا كان لويد لا يريد ذلك ، فليس باليد حيلة."
عندها أبدى لويد تعبيرًا مستاء للغاية على وجهه، وقال بينما استلقى بهدوء على السرير.
"غني لي."
لقد كانت تعلم أيضًا أن الأمور ستكون على هذا النحو. لأنه كان لويد الذي، كلما كان لديه وقت فراغ، ينخرط في معركة أعصابٍ مع تريستان. وبالطبع، سابينا أيضًا، كانت تشارك في هذه الحرب منذ أن شُفيت تمامًا.
عندها بدأت أريا في غناء الأغنية.
"هوش، هوش، نم جيداً."
"……"
"النجوم، القمر ..."
"……"
"مليء بالضوء ..."
لكن أريا لم تعد قادرة على الاستمرار في غناء التهويدة.
كان ذلك لأن لويد، الذي كان يحدق بها باهتمام وهي تغني أغنيتها، أمسك بيدها التي كانت تربّت على صدره وسحبها إلى جانبه.
سقطت آريا فجأة بجانبه.
لقد فاجأني ذلك.
رمشت آريا بعينيها.
شعر لويد الأسود، والذي كان منسدلًا بطريقة غير منتظمة على الوسادة، أصبح أمام عينيها مباشرة.
خفضت بصرها ببطء. لقد كان لويد يحدق بها هي فقط، وكان ضوء القمر يتدفق عبر الشقوق في النافذة.
لقد كانت تبدو وكأنها قد اخترقت بصره.
"ما الذي ستفعلينه بعد أن أنام؟"
"……"
"نامي أنتِ أيضًا."
هل لاحظ أنها كانت تحاول اكتشاف شيء ما بعد أن تجعله ينام؟ كافحت أريا لتجاهل قلبها الذي كان يحاول الخروج من فمها وقالت:
"لكن التهويدة ستتخلص بالتأكيد من كل الكوابيس التي ..."
"فقط نامي بجانبي. هذا يكفيني."
"……"
"لا بأس بذلك إذا كانت أنتِ."
لا تضيعي قوتك.
تمتم لويد بهذه الكلمات، وأمسك يد أريا بقوة لن تترك قبضتها أبدًا. وأغلق عينيه بهدوء.
وسرعان ما سمعت أنفاسه تصبح ثابتة.
هزت آريا أصابعها. لكن لم تسقط اليد التي كانت ممسكة بها. لقد كان قلبها ينبض بشدة لدرجة أنها كانت قلقة من أن ينفجر هكذا.
حدقت آريا باهتمام في السقف.
لكنها شعرت بأنفاس لويد بجوارها مباشرة.
'لن أستطيع النوم….'
كان لدى أريا نذير قوي بأنها ستستيقظ طوال الليل.
***
"واهاهاهاهاهاهاها!"
ضحك هانز كالمجانين بينما كان يركض في الشارع ليلاً.
أنا أخيرًا حر!
لقد تحررتُ أخيرًا من السيد!
"لا.. لا. لم يعد حتى سيدًا بعد الآن. لقد أصبح مجرد جثة ميتة وملعونة!"
لقد مرت أربع سنوات.
حُرم هانز من حريته لمدة أربع سنوات، وأجبر على إخفاء الأدلة والتستر عن جرذ الحضيض.
لقد كان عليه أن يجد منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة، ويقتل كل الناس في تلك القرية، وكان عليه أن يقدمهم كقرابين.
'وتلك الرائحة الكريهة أيضًا!'
بغض النظر عن مدى عدم حساسية حاسة الشم لديه للمثيرات الحسية والروائح، إلا أنه ما مقدار المتاعب التي واجهها للتعامل مع رائحة الجثث المتعفنة لمدة 4 سنوات؟
'لقد قمت بعمل جيد يا أنفي.'
في الواقع، حتى هانز كان يعلم أن خطط جرذ الحضيض كانت متهورة من جميع النواحي. لقد توقع، إلى حد ما، أن الأمور ستفشل.
من المؤكد أنه من المستحيل أن يُهزم الفالنتاين على يد كيميرا ليست أكثر من مجرد مخلوق ابتكره هانز.
'لا أعرف ما إذا كان جرذ الحضيض على قيد الحياة قبل أن يصبح مجرد كيميرا ….'
لا، في الواقع، بالنظر إلى الأمر اليوم، يبدو ذلك مستحيلًا.
لقد تذكر هانز أنه عندما لامست اللعنة التي خرجت من جسم لويد جرذ الحضيض، أصبح جسده رمادًا وتناثر في الأرجاء. لقد قفز جرذ الحضيض مثل عثة النار على إنسان كان لديه مثل هذا الشيء المرعب في جسده.
إنه لأمر مؤسف أن جرذ الحضيض قد مات، لكنه لم يكن يرغب في عيش مثل هذه التجربة مرة أخرى.
'هممم، لقد كنت أعلم أن جرذ الحضيض سيموت على أي حال، لكنني تعاونت معه رغم ذلك دون أي مقاومة.'
من هذه اللحظة، وفي الحال! من الآن فصاعدًا، لن أفعل أي شيء يخون الإنسانية البشرية مثل صنع الكيميرا مرة أخرى!
"سأصبح من دعاة السلام!"
شخصًا مسالمًا.
في اللحظة التي قال فيها هانز هذه الكلمات، شعر بالراحة كما لو أنه قد عاد إلى مسقط رأسه.
ما هذا؟
منذ ولادته، لم يسبق له أن سعى إلى شيء مثل السلام، فلماذا لديه مشاعر الشوق والحنين هذه؟
'في الواقع، هل هذه هي مؤهلاتي في الحياة؟'
ربما اختار هانز المسار الوظيفي الخطأ. لقد أصيب بالصدمة.
'الآن سأغسل يدي جيدًا من كل تلك الذنوب ولن أفكر في ارتكاب جريمة مرة أخرى.'
كانت تلك هي اللحظة التي قرر فيها ذلك.
"أيها الساحر."
نادى شخص ما على هانز، الذي كان يركض مثل الجحش الجامح. لقد كان صوتًا لم يرغب في سماعه مرة أخرى.
وقف متجمدًا في مكانه. عندها قام بتحريك رقبته مثل خردة معدنية غير مدهونة، وبالكاد كان يحدق في الشخص الذي أمامه.
لقد كان رجلاً يرتدي رداءً أسود يغطيه من رأسه إلى أخمص قدميه.
"يبدو أن الأمور لم تسر على ما يرام."
"هاها، آه، نعم ..."
لعنة الله عليهم.
كان الرجل ينتظره، وسد طريقه الوحيد للخروج، كما لو أنه كان يتوقع هروب هانز.
"ما علاقة الأمر بأن تصبح من دعاة السلام؟"
"ه- هل سمعتني؟"
"لحسن الحظ، يبدو أنك تتفق معنا. إذن ما رأيك في العمل معنا من أجل سلام البشرية؟ "
لا أريد ذلك. لكن لم يستطع هانز قول هذا.
ذلك لأنه كان يعلم بأن التمرد ضدهم ليس ذا فائدة انطلاقًا مما تعلمه من جرذان الحضيض حتى الآن.
'منظمة قوية غير معروفة.'
لقد تقربوا من جرذ الحضيض الذي فقد كل شيء منذ أربع سنوات والذي كان يبدو وكأنه جثة وطلبوا منه معلومات مختلفة.
وفي الأخير تعاونوا معه.
"كما هو متوقع، حقد الشيطان يشبه الطاقة. لقد كان ذلك الشخص على حق!"
لقد صدّق جرذ الحضيض كلامهم.
بعد أن أصبح كيميرا، ربما يكون معدل ذكائه كإنسان قد انخفض أيضًا؟ لأنه في ذلك الوقت بعد أن كانت هناك طريقة واحدة فقط لاستعادة مجده السابق، لم يكن يعلم أنه كان متمسكًا بذلك الأمل بشدة لدرجة أنه أصبح أعمى.
'بغض النظر عن ذلك، فإن حقد الشيطان في الواقع هو أنسب قوة ليتم وضعها في جسد الكيميرا، لذلك كانوا دائمًا ما يغرونه لأخده.'
كان هانز متشككًا جدًا في أولئك الذين كانوا يغوون جرذ الحضيض بكلمات عبثية. لكنه لم يتدخل.
كما قال سابقًا، فقد فعل ذلك لأنه اعتقد أن هذه ستكون فرصة كي يهرب فيها من جرذ الحضيض.
ولكن... لم يكن هذا مهربًا، لقد كان مجرد قيدٍ آخر.
'هؤلاء الأشخاص اللعينون كانوا يستهدفونني منذ البداية …'
لم يكن غرضهم التخلص من جرذ الحضيض. لقد كانوا يهدفون إلى قدرة هانز على التخصص في المخلوقات الغير أخلاقية والخالدة.
"السيد ينتظرك."
هناك سيد هنا أيضًا؟
هل هناك شخص مسالم في هذا العالم يسمي نفسه سيدًا بحق الإله.
تَمَّ جر هانز بينما كان يبكي.
***
- زوجة أخي، لماذا أسفل عيونك أسود؟
كانت أريا صامتة، بينما تفرك عينيها اللتين كانتا منهكتان من السهر طوال الليل.
لم يكن ذلك بالتأكيد أمرًا سهلًا.
- حسنًا، لقد كنت أحاول حل اللغز منذ فترة.
[هل حللته إذن؟]
سألته آريا.
كانت زوايا فم فينسنت ترتعشان وعيناه لامعتان للغاية. لقد بدا وكأنه كان ينتظرها لتطرح عليه هذا السؤال.
- بالطبع! وفي نصف يوم فقط!
قال فينسنت، تاداااا ! ، وأخرج رزمة من الورق بينما كان يصنع مؤثرات صوتية بفمه.
لقد كانت هناك مجموعة من الأوراق البالية التي تبدو وكأن عمرها فوق الألف عام.
وعلى عكس الأوراق التي كانت في حالة سيئة للغاية، كانت محتوياتها ملحوظة.
'هل هذا ما كان في صندوق التخزين؟'
إنها وثيقة. لكن ما يهم حقًا هو ما كان مكتوبًا في الداخل. كانت أريا دائمًا ما تحب الدخول في صلب الموضوع مباشرة، لذلك كانت على وشك أن تسأل عن محتويات الوثيقة لو لم يبدأ فينسنت المتحمس بالكلام أولاً.
- بأخد مقياس أطلانتس "لا سول فا ري مي" بعين الإعتبار، فقد بحثت في جميع هذه النوتات الخمسة ومرادفاتها.
"……"
- "لا" تعني الشمس. "سول" تعني الأرض. "فا" تعني خافت، و "راي" تعني الشروق، و "مي" تعني الأمل. مع الجمع بين هذه الكلمات نتجت جملة تعني أن الشمس تشرق من الأرض خافتة مثل الأمل، مما يعني ذلك الفجر!
"……"
- ولقد كتبتُ "الفجر" بأحرف أطلانتسية على الصندوق ونجحت في فتحه!
لقد كان التفسير مملًا.
تجاهلت أريا الأجزاء غير الضرورية من الشرح المطول وتذكرت فقط كلمة "الفجر".
بعدها قرأت تعابير فينسنت الذي كان يرغب في الكثير من الثناء، لذلك بدأت تصفق بيديها مثل الفقمة.
- أحتاج المزيد من الثناء من فضلك!
لقد كان شخصًا كثير الطلبات أيضًا.
على أي حال، لقد قال بأنه سيفعل ذلك خلال هذا الشهر، لكنه نجح في حل اللغز خلال نصف يوم. لذلك استخدمت أريا كرمها وبدأت بالتصفير والتهليل له.
ارتفعت أكتاف فينسنت إلى السماء مثل الطاووس.
[إذن ما محتوى تلك الأوراق البالية؟]
- ماذا تقصدين بالأوراق البالية! إن هذا اكتشاف عظيم سيدخل في التاريخ الأكاديمي!
بالطبع ، لم يكن فينسنت ينوي نشر هذا للملأ. لقد طلبت منه أريا إبقاء الأمر سراً. لكن كلامه هذا كان يعني فقط بأن ما كُتِب في هذه الورقة يستحق كل هذا القدر من التعظيم.
- محتوى المستندات الموجودة في صندوق التخزين عبارة عن مقطوعة موسيقية.
فتح فينسنت الورقة الملفوفة بعناية، خوفًا من أن يتمزق الورق المنكمش، وسعل بضعة مرات.
'هل ستغني الأغنية بنفسك؟'
كان فينسنت هو الشخص الذي يتفاخر دائمًا بأنه جيد في كل شيء. لذلك انتظرت أريا بصبر سماع أغنيته بينما تفكر:
'فلنرى كيف ستجري الأمور.'
-فوق الأجنحة الذهبية!
..... ماذا سمعت للتو؟
شككت آريا في قدرة أذنيها على السمع.
──────────────────────────
✨ملاحظة:
- ... حوار عبر جهاز الاتصال
[...] حوار من خلال بطاقات آريا
"...." هي الحوارات المنطوقة مباشرة.
──────────────────────────
آريا تعاني في صمت 😂😂
──────────────────────────
~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات أو طلبات خاصة.
🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@
──────────────────────────