تراجع الإمبراطور إلى الوراء، لكن قدمه اصطدمت بالأريكة وتعثر عليها.

أمسكت أريا بذقنه ورفعته بقسوة، بينما كانت تبتسم ابتسامة مشرقة.

وغنت الأغنية الملعونة التي كانت تعتز بها طوال حياتها.

{الموت! واليأس!}

لقد أراد الكونت كورتيز إبقاء أريا بجانبه لبقية حياته.

لكن الحربلم تنتهي، وقامت قوات العدو بذبح الجميع بوحشية دون رحمة.

لقد كانت أوقاتًا مظلمة حقًا.

لم يعرف فرسان جارسيا، الذين كانوا مخمورين بجنون الحرب، مدى سوء تبعات المعارك، ولم يختف غضب الناس بسهولة تجاه الإمبراطورية التي انهارت بلا حول ولا قوة.

وفي النهاية، سرعان ما تخلى عنها الكونت كورتيز أيضًا، الذي كان يحلم بتأسيس ديانة محورها آريا.

هذا الوحش ليس ابنتي!

"إذن لن تكوني ابنتي بعد الآن."

تم نقل أقراط دموع حورية البحر من الكونت كورتيز إلى الإمبراطور.

"أنا أتبرأ منك إلى الأبد"

ارتدى الإمبراطور أقراط دموع حورية البحر في أذنيه وطلب من آريا الغناء الى المالانهاية.

"غني، غني يا ملاكي."

"غني حتى تتمزق أحبالك الصوتية وتموتي من الإرهاق!"

هل يعرف هذا الشخص الذي أمامها الآن كم مرة توسلت للإله كي تموت على يد الحشد الغاضب؟

لكن آريا عاشت.

بين يداي الإمبراطور.

ولذلك، سوف تسمح له بالعيش.

بين يديها.

{لقد تخلت عنك إلى الأبد، وتدمرت إلى الأبد، كل تلك الروابط الطبيعية.}

غنت آريا الأغنية التي أرادتها كثيرًا.

لإلحاق ألم أكبر من الموت بالإمبراطور.

"... كوغ! كح! كح."

تقيأ الإمبراطور دمًا.

عند سماعه صوتها الذي كان عالي النبرة، والذي كان يتجاهل الحدود البشرية، تدفق الدم من عينيه وأذنيه، وصبغ وجهه باللون القرمزي.

حاول تغطية أذنيه ولكن دون جدوى.

لقد أصبح كل مقطع موسيقي تنطق به آريا نصلًا حادًا، واخترق طبلة أذنه.

أغنية شيطانية مرعبة تعبّر عن غضب المرء دون عائق.

"هووو… هيووك"

كان من الصعب عليه التنفس.

شعرت الرئتان، اللتان توسعتا إلى أقصى حد، وكأنهما على وشك الإنفجار بينما كان يأخد أنفاسًا قصيرة وقاسية.

مثل الوتر المشدود، كان هناك خوف من أنه على وشك الإنهيار إذا ما ارتكب حركة خاطئة واحدة أخرى فقط.

لقد كانت تقوم بتخفيف شدة الوتر، ثم تشده مرة أخرى بعد ذلك، وإذا بقي مشدودًا على هذا النحو لفترة، تقوم بتحريره مرة أخرى.

مع تكرار هذا بدون نهاية.

لقد كان يفضل الموت والتحرر من هذا الخوف.

"اقتليني، اقتليني ..."

لكن هذه كانت مجرد البداية.

لماذا أنت تبكي بالفعل؟

أريا التي ابتسمت لبرهة، أخذت نفسًا عميقًا.

{اسمعوني! يا آلهة الانتقام!}

رن صوتها مثل جرس ساعة عالي التردد مشيرًا الى وصول الوقت المحدد.

وعلى الدائرة السحرية المحفورة على الأرض، انتشرت الموجة البنفسجية ببطء مثل اللوحة.

لقد تم تضخيم موجات صوت الأغنية بشكل أكبر، وترددت في داخل الغرفة بقوة.

{اسمع قَسَم الأم!}

وأخيراً وصلت الأغنية إلى نهايتها.

أمسكت أريا بياقة الإمبراطور الذي سقط بلا حراك على الأرض.

على الرغم من أنها بدت مرهقة من غناء أغنية الدمار، إلا انها أزالت بشق الأنفس تعابير وجهها المضطربة تمامًا وبدأت عيناها تلمعان بشكل جميل.

نقشت أريا أغنية الموت بنبرة ناعمة في أذنه هو الذي كان يئن قليلاً.

وهمست:

"هناك قول مأثور أعجبني في الوقت الذي سمعته فيه من أبي عندما كنت أصغر من الآن بقليل."

لقد قال تريستان قبل أربع سنوات.

"أنا أتطلع حقًا إلى المدى الذي سيصل له بآماله العقيمة هذه. أفضّل أن يتوسل إلي بأن أقتله بينما يتدحرج في الوحل ويزحف تحت قدمي."

في اللحظة التي سمعت فيها أريا تلك الكلمات، فكرت في الإمبراطور وأغنية الدمار طوال الوقت.

وفكرت في اليوم الذي سيستمر فيه الإمبراطور بالشعور باليأس بينما يأوي بصيصًا من الأمل في قلبه، ويتوسل باستماتة لوفاته.

بدأ الإمبراطور يتوسل بسرعة كي يموت بمجرد أن جعلته يشعر بالقليل من الألم فقط، لكن الخراب الذي بدأ يسقط على رأسه لم يتوقف.

"أعتقد أنني أستطيع أن أفهم سبب رفض كارلين معرفة المستقبل."

لم يتساءل الشامان أبدًا عما سيحدث في المستقبل.

بدلا من ذلك، قطع كلمات آريا في المنتصف.

لا تخبريني المستقبل.

لأن المستقبل المحدد سلفًا أشد إيلامًا من الموت.

"سوف تموت عبر معاناتك بألم لا ينتهي. إذا استطعت أن تتنفس، فسوف تُلقى في نيران الجحيم، وإذا كنت تريد أن تموت هكذا فقط، فسترى أملًا لا طائل منه."

تنبأت أريا بمستقبل الإمبراطور.

سوف يفشل لبقية حياته، ولن يكون سعيدًا في المستقبل.

في هاوية أسوأ من اليأس، والتي مهما حاول جاهدًا، لن يستطيع الخروج منها.

***

خلع لويد الأقراط ووضعهما مرة أخرى ونظر بقلق إلى الباب.

لم يكن يستطيع سماع شيء سوى صوت الغناء الذي كان يتردد في أذنه بوضوح، ربما لأن تأثير الأغنية التي غنتها كان بعيد المنال.

صوت مليء بالكراهية.

صوت عالق في شغف عنيف.

هذه لم تكن ضغينة تراكمت ليوم أو يومين.

'هل كانت لديها أي علاقة بالإمبراطور؟ ولكن من المستحيل أن يكونا قد التقيا من قبل ….'

بالتفكير في الأمر، لقد تعرّفت آريا على الفور على الغرفة المنقوشة بسحر التضخيم.

كان قد نسي الأمر لفترة لأن الإمبراطور جعله في مزاج سيء بسبب العمل الذي أثقله به.

اتخذ لويد قرارًا دون أن ينبس ببنت شفة، وخلع القرط ووضعه في جيبه.

وفي اللحظة التي فتح فيها الباب...

"… آريا!"

آريا، الذي كانت قد غادرت الغرفة للتو، سقطت بين ذراعيه.

"حسنا. لقد فقدتُ قوتي فقط ..."

لقد كانت تشعر بقليل من الدوار.

الآن بعد أن أصبحت بارعة في التلاعب بالقوة السحرية، لم تعد تنهار من الغناء بالقدر الذي اعتادت عليه سابقًا.

"سوف أتحسن مع قليل من الراحة."

كان على أريا تهدئة لويد، الذي كان ينفث طاقة قاتلة شرسة تجاه الإمبراطور المنهار بلا حراك على الأرض.

'لا، لقد أسأت فهم الوضع...'

أي شخص يرى هذا الموقف سوف يعتقد أن الإمبراطور حاول إيذاء آريا.

رفعها لويد بين ذراعيه قبل أن تتمكن حتى من تعديل مركز ثقلها والمشي بشكل صحيح.

ثم قام بفحص الجزء الداخلي من الغرفة وأعطى كارلين إيماءة بوجهه، ثم أصدر أمرًا موجزًا.

"ضعه بعيدًا."

"في هذه الحالة التي أتجنب فيها مطارد برج السحرة لي، دائمًا ما يعطيني الأمير الأول مهامًا متداخلة ومتداخلة ومتداخلة ..."

لكن كارلين، الذي تلقى نظرة باردة من لويد الذي كان يقف أمامه، وافق على الفور.

'نعم! هذا هو وضعي في هذا العالم، هذا صحيح!'

جلس كارلين على الأرض، ومسح دماء الإمبراطور الذي أغمي عليه، ووضعه على الأريكة، وجعله يبدو طبيعيًا.

حتى أنه قام بنفس الشيء مع الفرسان والموظفين أيضًا.

لقد كان إخفاءً معقولًا للأدلة.

***

نظرت أريا إلى فينسنت بوجه مليء بالأشياء التي تريد قولها.

"لماذا لا تتكلم؟"

"لابد أن زوجة أخي هي الشخص الذي لم يقل أي شيء هنا."

حسنا... لقد ارتدّت عليها الأمور مرة أخرى هكذا.

"أنا أفكر فيما إذا كان ينبغي علي أن أعبر عن حزني لزوجة أخي أولاً أو التعامل مع الأمور العاجلة أولاً."

"ربما عليك أن تختار الخيار الثاني."

"مرة أخرى، ها أنت تختارين الأمور التي تسري في صالحك! يجب أن يكون الخيار الأول!"

لا ... لقد قلت أنه أمر عاجل.

كانت آريا أيضًا مرتبكة للغاية.

لأنها لم تقصد أبدًا الكشف عن قدرتها على التحدث بهذه الطريقة.

في حالة مزاجية أكثر جدية، كانت ستكشف عن الأمر وتعتذر بشكل صادق لأنها أخفته عنه.

لكن لماذا حدث هذا؟

"بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، أعتقد أن أغنيتك خاطئة."

"عفوًا؟ بغض النظر عن أي شيء، إنه بالتأكيد سيكون خطأ فينسنت في تحليل الوثيقة."

شعرت آريا أنه أحس بالإهانة أكثر.

عندها خالج قلبها إحساس عميق بالندم، ثم خفضت طرف حاجبيها وأمسكت يد فينسنت بكلتا يديها.

وقالت بنظرة دافئة.

"أنا آسفة. لقد كنت مخطئة."

"……"

"وشكرا لك كالعادة."

اعتقدت أن فينسنت سيكون أكثر هياجًا لمدة أطول.

لكنه سرعان ما خفف من زخمه وقال:

"هل تعتقدين أنني سأتجاوز الأمر بكلمة واحدة فقط؟"

نعم بالطبع.

بمجرد أن أجابت أريا بذلك في أعماقها، بدأ فينسنت يشرح ما اكتشفه.

"في ذلك الوقت، خريطة أطلانتس، التي حصلتِ عليها من الشخص الذي ادعى أنه سليل العائلة المالكة ... لا، من ذلك الرجل المجنون."

"هل تقصد لؤلؤة المحار؟"

"نعم تمامًا."

أومأ فينسنت برأسه.

"هل سبق لك أن عدت إلى أطلانتس بتلك اللؤلؤة؟"

"لا، لقد كانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي رأيت فيها أطلانتس في أحلامي."

بغض النظر عن مقدار نومها مع خريطة لؤلؤة المحار بين ذراعيها، فلم يتكرر الأمر أبدًا.

"هل يمكنك إخباري بالمزيد عن ذلك الحلم؟"

لقد كان حلمًا حيًا للغاية لدرجة أنها تذكرته بوضوح.

بحثت أريا في ذكرياتها عن ذلك الوقت وشرحت المشهد بدقة تقريبًا.

إلا أنها أخفت المقطع الذي انهارت فيه أنقاض المبنى وأصابت ذراعها.

'عندها سوف يصبح من الصعب شرح كيفية شفاء ذراعي.'

وكان سيكون عليها أيضًا أن تشرح موضوع قلادة فيرونيكا.

في الجزء الذي قالت فيه:

"لقد التقطت صندوق التخزين وانهار المبنى"

أصبح لدى فينسينت تعبير أكثر ثقة على وجهه.

"كما هو متوقع…."

ماذا؟ ماذا؟

لا تدرك الأمر لوحدك وأخبرني أيضًا.

أدارت أريا رأسها نحو فينسنت وركزت نظرها.

"يبدو أن أغنية الفجر في صندوق التخزين هذا قد تم إعدادها للسيرين التي تبحث عن مسقط رأسها."

ما الذي يتحدث عنه؟

"أرجو منك توضيح الأمر بطريقة أكثر قابلية للفهم."

"لا، إذا قلت إلى هذا الحد، ألا يجب أن تفهمي بالفعل؟"

هل سوف نبدأ مرة أخرى في هذه الحوارات؟

هل سمع "فينسنت" يومًا أنه يمكنك تعويض 100 مليون حرف بكلمة واحدة؟

دائمًا ما ساعدها فينسينت في العديد من النواحي، سواء جسديًا أو ذهنيًا، لكن معاملته بلطف كانت تعتبر أيضًا موهبة.

'…حتى لو كنت مدينة له، إلا أنه من الظلم أن يعاملني كشخص جاهل.'

عندما أصبحت تعابير آريا حزينة، تنهد فينسنت وواصل تفسيره.

"يبدو أن أطلانتس مبنية بحيث لا يمكن لأحد دخولها."

"لا أحد؟"

"نعم. ما عدى السيرين فقط."

أنتِ من عليه أن يغني هذه الأغنية.

قال ذلك وسلّم صندوق التخزين الذي كان يحمله لأريا.

"السيرين وحدها التي يمكنها فعل ذلك، لكن هذا لا يعني أنني لا أستطيع الغناء على الإطلاق."

بينما أضاف كلمات لا يمكن أن تتفق معها آريا أبدا.

"بعبارة أخرى، إذا سافرتِ بالخريطة في الحلم وجلبتِ صندوق التخزين هذا، فإن السيرين هي من عليها أن تغني المقطوعة الموسيقية، حتى تتمكن من التوجه إلى أطلانتس مرة أخرى."

"هل يمكنني حقًا الذهاب إلى هناك؟"

"لست متأكدًا تمامًا من ذلك ... لكن على الأقل لديك دليل الآن."

ذلك المكان هو مجرد مساحة خيالية تم إنشاؤها لتخزين هذه المقطوعة.

كان هذا هو تفسير فينسنت.

' أطلانتس الحقيقية.'

مسقط رأس السيرين.

"هذا هو السبب في أنني عندما سمعت أغنية زوجة أخي في ذلك الوقت ركضت إلى هنا على الفور. سيكون هناك الكثير من الإستعدادات التي علينا القيام بها للذهاب إلى أطلانتس الآن."

"هذا صحيح. سمعتُ أنها كانت موجودة في البحر ..."

لم تكن حتى تعرف ما إذا كانت بحاجة إلى السحر لتتمكن من التنفس تحت الماء.

وبما أنها لا تستطيع الغناء في البحر، فلن تكون قادرة على استخدام قوى السيرين…

فكرت آريا بعمق للحظة قبل أن تواصل أفكارها ثم رفعت رأسها وسألت:

"لكن كيف عرفت ذلك بدون أي دليل مادي؟"

"حسنًا، إنه أمر واضح فقط بالنظر إلى المقطوعة الموسيقية. لكن لماذا تسألين عن شيء واضح كهذا؟"

عندها قررت آريا أن عليها فقط منعه عن الإستمرار بالثرثرة بالهراء.

──────────────────────────

تم اقتباس الأغنية من:

"Der Hölle Rache"

من أوبرا الموسيقار موزارت التي تحمل عنوان:

Die Zauberflöte

(تحمل أيضًا اسم Queen of the night)

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

~(اتركوا أي ملاحظات بقسم التعليقات، سأقرؤهم كلهم 😊)~

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

أو بإمكانكم التواصل معي مباشرة على الانستغرام لأي استفسارات.

🌸الانستغرام: Asli_Khadija7@

2022/10/02 · 412 مشاهدة · 1716 كلمة
Khadija SK
نادي الروايات - 2025