1 - لقاء الأساطير (1) الجزء الاول
الفصل الأول | لقاء الأساطير (الجزء الاول) كان (دو تشي) يريح يده اليسري على الطاولة التي كانت مغطاة بقبعة من
القش.

لم يكن أحد يعلم، لماذا كان يخبأ يده تحت هذه القبعة .
بالطبع لم يكن لـدو تشي) يد واحدة. فقد كان ممسكا في يده اليمنى بقطعة خبر جاف. كان جسده يشبه قطعة الخبز تلك، جاف، وبارد، وصلب .
كان جالسا في مطعم يسمى "العطر السماوي ". وكانت المائدة أمامه عامرة بالطعام والخمر .
إلا أنه لم يمسس أيا منها، ولا حتى أرتشف بعض الشاي. فقط كان يأخذ بضع قضمات من قطعة الخبز الجاف التي أحضرها معه .
( دو تشي) كان شخصا حذرا جدا، لم يرغب أن ينتهي به الأمر مسموما في أحد المطاعم .
وفق حساباته، كان يعتقد أن هناك على الأقل 770 شخصا في جيانج هو * يريدون قتله، إلا أنه مازال حيا يرزق .
في المساء، وقبل الغروب بقليل .
سمع صهيل فرس يركض في الشوارع الصاخبة في الخارج. تسارع عدوه في الحواري الضيقة، يركل الناس بحوافره، وأكشاك البائعين، وعربات اليد، حتى توقف أخيرا أمام المطعم .
كان الرجل الذي يمطتي الفرس ذا جسد نحيف ورشيق، وكان يتدلى من وسطه سيفا طويلا. وبمجرد أن رأى لافتة "العطر السماوي"، حتى قفز بحركة سريعة من على سرج فرسه، ولف جسده ثم دلف إلى المطعم .
اضطرب جميع من في المطعم، ماعدا (دو تشي) الذي ظل مكانه دون أن يحرك ساكنا .
لم يلق التحية على (دو تشي)، لكنه انحنى إلى الأمام ورفع القبعة التي كانت على الطاولة. وأطرق ينظر إلى الأسفل للحظات، ثم أصبح وجهه المتوهج شاحبا. وتمتم قائلا "نعم"، "إنه أنت ".
لم حرك (دو تشي) ساكنا، ولم ينبس ببنت شفة .
أخرج الرجل سيفه بسرعة خاطفة فلمع نصله في الهواء، ثم هوى به على يده اليسرى .
فسقط على الطاولة أصبعيه المقطوعين تسيل منهما الدماء، كانا إصبعي الخنصر والبنصر .
بدأ العرق البارد ينهمر من وجه الرجل الشاحب مثل نهر جارٍ، وفي الخلفية صوت زمجرة الفرس يزيد الأجواء توترا. مال على (دو تشي) وقال له، "أيكفي هذا؟ "
لم يتحرك دو تشي، ولم يفتح فمه .
جزّ الرجل على أسنانه، ورفع سيفه مرة أخرى .
ولكن هذه المرة سقطت يده كاملة على الطاولة تسيل منها الدماء. ووجه سؤاله لـ(دو تشي)، "أيكفي هذا؟ "
كان الرجل يعتصره الألم، ولكنه تحامل على نفسه وزفر بشدة، ثم قال: "شكرا جزيلا ".
دون أن ينطق بكلمة أخرى، خرج مترنحا من المطعم .
كانت حركات هذا الرجل تبدو فيها القوة الشديدة، وكان واضحا أنه صاحب مهارات عالية في فنون القتال. فكيف يقطع يده بكل هذه البساطة بعدما نظر للحظات إلى ما تحت قبعة (دو تشي)، بل أنه شكره بعد ذلك؟
ما هو السر القابع تحت هذه القبعة؟
لا أحد يعلم .......
****
في وقت الغسق
هرع رجلان إلى المطعم، كانا يرتديان ملابس حريرية، وبديا مثل الأمراء على نحو ما .
بمجرد أن دخلا، وقف الجميع احتراما، وانحنى بعضهم إجلالا بوجوه يملأها الرهبة .
فلم يكن أحد حتى في أبعد الأماكن يجهل "السوط الذهبي والشفرة الفضية" دوان جيا و دوان ينغ. كان قليلون هم من يتجرأون على إغضابهم .
لم يلق الأخوان دوان التحية على أحد في المطعم، ولا حتى (دو تشي). فقط اقتربا على الفور من المنضدة ونظرا إلى ما تحت القبعة، فشحب وجهيهما .
نظرا بعيدا وقالا "نعم، إنه هو ".
انحنى دوان جيا ورفع يده قائلا "مرحبا يا سيدي، هل لديك أية أوامر؟ "
لم يتحرك (دو تشي)، ولم ينطق بكلمة .
وعندما لم يصدر منه أية حركة أو حتى إشارة، ارتعب (الأخوان دوان)، وتسمّرا مكانهما، وظلا واقفان هناك بارتباك .
بعد قليل دخل رجلان آخران، كانا (السيف البتار) فانغ كوان، و(القبضة الحديدة) تيا تشونغ دا. ومثل الأخوان دوان تماما، رفعا القبعة المصنوعة من القش، ثم نظرا لما تحتها، وانحنيا على الفور وقد كررا نفس الجملة... "هل لديك أية أوامر يا سيدي؟ "
لم يكن هناك أية أوامر هذه المرة أيضا، فوقفا بصمت، ولأن (دو تشي) لم يعط أوامره بعد، فلم يجرؤ أحدهم على مغادرة المكان .
هؤلاء المحاربين هم خيرة أبطال عالم فنون القتال، فلماذا بعد النظر إلى ما تحت قبعة القش للحظات، ظهر عليهم علامات الخوف والقلق والارتباك، والهيبة لصاحبها .
هل من الممكن أن يكون (دو تشي) قد أخفى تحت هذه القبعة بعض ألاعيب السحر الرهيب؟
****** أضاءت المصابيح أرجاء المطعم .
كانت أضواء المصابيح المعلقة في سقف المطعم "ترتعش" فوق وجه (فانغ كوان) والأخرين، وقد غمرت وجوههم جميعا قطرات العرق الباردة .
فحتى تلك اللحظة، لم يعط (دو تشي) أوامره، لذا كان من المفترض أن يكونوا مطمئنين. لكن بعد النظر إلى ملامح وجوههم، تستطيع على الفور أن تدرك شعورهم بأن شيئا رهيبا قد يحدث في أية لحظة .
خيم الظلام سريعا، وبدأت النجوم تلمع في الأفق. وفي الظلام الدامس خارج المطعم، انطلق فجأة صفير ناي مصنوع من الخيزران. بدا صفيره حادا ومرعبا، مثل نحيب أشباح .
تغير على الفور لون وجه (فانغ كوان) والأخرين، وبدأوا يتبادلون النظرات في رعب شديد. ولكن (دو تشي) لم يحرك ساكنا، لذلك لم يتحركوا هم أيضا .
فجأة، دوى صوت انفجار شديد من السقف، مخلفا أربع فتحات كبيرة. نزل من هذه الثقوب الأربعة رجال محلّقين كأنهم يسبحون في الهواء. كانوا رجالا أشداء، كاشفين عن جزوعهم، طول كل منهم لا يقل عن سبعة أقدام، يرتدون سراويل حمراء بلون الدم، ضيقة عند الكاحل، ومربوطة بإحكام على الوسط بحزام ذهبي لامع. وفي الحزام ثبتَ كل منهم ثلاثة خناجر ذات أشكال غريبة، مقابضها ذهبية، تلمع وتتلألأ مثل شمس ساطعة .
هبط الرجال مفتولي العضلات على أرضية المطعم بخفّة عالية، مثل ندف قطن متطايرة في الهواء حطت على الأرض، واتخذوا مواقعهم على الفور في أركان المطعم الأربعة بخفة وتمرٍّس يليقا بحرّاس محترفين .
كانت ملامحهم متحفزة مضطربة، ويمكنك أن تلحظ بسهولة رعبا لا يوصف في أعينهم .
وفي اللحظة التي كانت فيها كل الأعين معلقة بالرجال الأربعة الذين هبطوا من السقف، ظهر شخص آخر. يضع تاجا ذهبيا، ويرتدي معطفا مقصبا من الحرير اللامع، كما كان خصره ملفوفا بحزام ذهبي به خنجر من الذهب. وكان وجهه الذي يشبه لون العاج مستديرا مثل القمر .
لم يستطع أحد أن ينتبه من أين دخل هذا الرجل إلى المطعم، حتى الأخوان دوان والسيف البتار، الذين يمتلكون مهارات استثنائية في فنون القتال، لم يستطيعوا أن يلحظوا إن كان قد هبط من السقف، أم أنه دخل من أحد النوافذ .
لكن على أية حال، فقد استطاعوا أن يعرفوا من هو هذا الشخص. إنه الأمير (وو جي) ثري البحر الجنوبي وملك مملكة الجبل الذهبي .
حتى إن كنت لم تره من قبل، فستستطيع أن تدرك هويته من ملابسه الفخمة، وهالة الثراء والفخامة التي تحيط به .
رغم كل ذلك لم يحرك (دو تشي) ساكنا، ولم يعره أي اهتمام .
اقترب الأمير (وو جي) قليلا من طاولة (دو تشي)، ثم رفع القبعة ببطء، ونظر أسفلها. كتم أنفاسه وقال "رائع، نعم إنه أنت ".
كانت ملامحه مضطربة ومتحفزة في البداية، لكنه بعد ما شاهده، ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه. وبحركة خاطفة فضّ الحزام الملفوف حول خصره، وأخرج منه ثمانين قطعة برّاقة من اللؤلؤ. وضعها بهدوء على الطاولة، وأحاطها بحزامه الذهبي، وبابتسامة ودّية قال: "أيكفيك هذا؟ ".
لم يتحرك (دو تشي)، ولم ينطق بكلمة .
وسط هذا الظلام الحالك، أصبح صوت الناي أعلى وأقوى، وأخذ يقترب أكثر فأكثر من مسامع الجالسين في المطعم .
حينها، اختفت تلك الابتسامة الودية عن وجه الأمير، وحل مكانها ابتسامة ممتعضة هذه المرة. وبحركة سريعة، انتزع التاج الذهبي المرصع بثمانين قطعة من الأحجار الكريمة، ثم وضعه بحرص على الطاولة، وكرر: "أيكفيك هذا؟ "
لم يتحرك دو تشي، ولم يتفوه بكلمة .
انتزع الأمير خنجره الذهبي المثبت في خصره والقى به بنفاذة صبر على الطاولة، وقال محتدا بصوت خالجه بعض التردد: "هل يكفيك هذا؟ "
لكن (دو تشي) لم يتحرك، وظل في سكونه .
نظر الأمير (وو جي) بامتعاض، وبجبين ظهرت عليه خطوط الغضب، قال: "ما الذي تريده أكثر من ذلك؟ "
فجأة بدأ (دو تشي) الكلام، "أريد إبهامك الأيمن ".
كان صفير ناي الخيزران أكثر إلحاحا، وأكثر اقترابا. بدا الصوت مثل نحيب حزين صارخ، وأشواك تثقب الآذان .
جزّ الأمير (وو جي) على أسنانه، وبسط يده اليمنى، ومد أصبع الإبهام، وصاح بصوت عالٍ: "الخنجر !"
بمجرد أن دوت صيحته، أطلق أحد الرجال الأربعة الوقفين في زوايا المطعم، خنجره ناحية الأمير. دار الخنجر عدة مرات في الهواء محدثا وميضا ذهبيا لامعا. وبعد عدة لفات ضرب نصله يد الأمير اليمنى. وسقط الإبهام مضجرا بالدماء على الطاولة . أصبح وجه الأمير (وو جي) مائلا إلى الشحوب فاقدا لنضارته . قال بصوت خفيض ضعيف: "أيكفيك هذا؟ "
أومأ (دو تشي) برأسه ونظر إلى الأمير، ثم سأله: "ماذا تريد؟ "
- أريد قتل شخصا ما .
- مَنْ؟
- ملك الأشباح
- ين تاو؟
- نعم
عاد (دو تشي) إلى صمته مجددا، وسكنت حركته .
شحبت وجوه جميع الحاضرين من الخوف، بمن فيهم (السيف البتار) و(القبضة الحديدية) والأخوان (دوان). كان مجرد ذكر اسم (ملك الأشباح)، ين تاو، كافيا كي يزلزل قلوبهم .
فجأة، تحول صوت نحيب الناي إلى صوت صرخات امرأة مكلومة، أو صوت عزف شخص أعمى في الظلام .
بصوت خفيض أقرب للهمس، قال الأمير (وو جي) "أطفأوا المصابيح ".
كان المطعم مضاءً بأكثر من عشرين مصباحا على الأقل. طار الرجال الأربعة في الهواء مثل موجات بحر هائج، وانطلقت من نصول خناجرهم ومضات ذهبية سريعة وخاطفة، أطفأت جميع المصابيح في لحظات قليلة .
خيم الظلام على أرجاء المكان ولم يعد أحد يرى شيئا. لكن فجأة، أضاءت عشرات المصابيح في الخارج. كانت تصدر أضواء غريبة؛ أخضر برّاق، أشاعتها تسبح مع الريح بهدوء مثل لهيب نار خرافية .
قال الأمير (وو جي) لاهثا والرعب يكاد يقتله: "ملك الأشباح في الخارج ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هبت رياح الليل العاتية تقطع أشعة الضوء الأخضر البراقة المنعكسة على وجوه الناس. كان الجميع مرعوبين، تنهش الرهبة ملامحهم، كأنهم أرواح مذعورة خرجت لتوها من عمق الجحيم .
مع صوت ناي الخيزران الحزين المتقطع، تناهى من بعيد دوي صوت كئيب وبارد، صوت شيطاني: "نعم، لقد جئت ".
كان (ملك الأشباح) بردائه الحريري الأبيض الطويل، ووجهه القاسي مثل الشمع. طويل القامة ونحيف مثل عود خيزران يابس .
أخذ ملك الأشباح يطير في الغرفة ذهابا وإيابا بشكل أخاف الجميع. كانت عيناه بلون أخضر، تشتم فيها رائحة الموت، كانت تومض كلما حدّق في وجه الأمير (وو جي ).
نظر إلى الأمير، وبضحكة شريرة قال: "لقد أخبرتك من قبل، سأقتلك لا محالة ".
ابتسم الأمير (ووجي) مستهزئا: "في الحقيقة أنت من سيموت !"
- أنا؟
أجابه الأمير ومازالت تلك الابتسامة على وجهه: "كان من الأفضل ألا تحضر إلى هنا"، "أما الآن وقد أتيت، فأنك في عداد الأموات ".
- ومن عساه أن يقتلني بين هؤلاء، هاه؟
- بالطبع ليس أنا .
قال ساخرا: "إذن من؟ "
- هو... مشيرا بيده إلى (دو تشي ).
كان (دو تشي) ما يزال جالسا في مكانه في سكون، حتى تعبيرات وجهه لم يظهر عليها أي تأثر .
حدق (ملك الأشباح) بعينيه الخضراوين الشيطانية في وجه (دو تشي) مستهزأً، "أأنت من سيقتلني"؟
أجاب (دو تشي) بهدوء شديد.... "نعم !"
ضحك (ين تاو) بصوت عالٍ: "وبما ستقتلني أيها الأحمق؟"، "لا تقل إنك ستقتلني بهذه القبعة المهترئة؟ "
لم ينطق (دو تشي) بأية كلمة، فقط أخرج يده اليسرى من تحت قبعة القش، ومدها أمام وجه (ملك الأشباح ).
****
ما الذي كان تحت هذه القبعة؟
لم يكن هناك أي شيء سوى يد (دو تشي) اليسرى .
كانت كفة يده عريضة جدا، وبها سبعة أصابع . **************************** لم تكن يدا عادية ، كانت يد خشنة متصلبة، مثل صخور قذفتها أمواج بحر من عصور سحيقة .
بمجرد أن رأى اليد، تراجع (ملك الأشباح) عدة خطوات إلى الخلف، "كأنه مسه الجن أو رأى شبحا"، ثم ردد بصوت مخنوق أقرب إلى الفحيح "القتلة السبعة !" مازال (دو تشي) جالسا في مكانه وبنفس هدوئه، ودون أن يتفوه بكلمة . حاول (ملك الأشباح) أن يبدو متماسكا: "لم أت إلى هنا من أجلك، من الأفضل لك أن تلتف إلى أمورك وتبقى بعيد ".
- هذا الأمر يخصني .
- ماذا عساك تريد؟ - أريدك أن ترحل على الفور . دبت الرعشة في جسد (ملك الأشباح): "حسنا، من أجلك أنت فقط سأرحل ".
- انتظر، أترك رأسك أولا ثم أرحل !
عقد حاجبي (ملك الأشباح) من شدة الغضب، وقال بصوت يشبه الرعد: "رأسي أنا هنا، لما لا تأتي لتأخذها بنفسك؟ "
أجابه (دو تشي) بثقة: "من الأفضل أن تحضرها بنفسك ". ضحك (ملك الأشباح) ضحكة هزّت أرجاء المكان .
وأثناء ضحكته تلك، طار في الهواء منقضا على (دو تشي) مثل شبح محلّق. وأنطلق من جسده 12 خنجرا مضيئا يسطع بلون أخضر يعمي الأعين . بحركة سحرية وسريعة من يدٍ مدرّبة، ألقى (دو تشي) بقبعته في الهواء، فطارت وأطفأت جميع المصابيح الخضراء التي كانت موجودة خارج الغرفة. وفي نفس اللحظة، أستل (ملك الأشباح) سيفه ذا اللون الأزرق البراق، موجها إياه ناحية عنق (دو تشي ). في تلك اللحظة، كانت يد (دو تشي) قد انطلقت . وسط الهالة الخضراء الساطعة التي خلفها وراءه (ملك الأشباح)، كانت هناك يد طويلة، رمادية، قبيحة، ذات سبعة أصابع، تتسلل وسط الظلام . دار سيف (ملك الأشباح) في الهواء، وتغيرت اتجاهات اليد بصورة مفاجئة . بادرت "اليد" في الهجوم بسبع حركات متتالية وخاطفة. وفجأة سمع دوي شديد "دينج دينج دينج"، لقد انطفأ وميض السيف على الفور . نظر (ملك الأشباح) فلم يجد إلا نصف السيف من ناحية المقبض في يديه، والنصف الأخر قد أختفى . ***************** أضاء السيف مجددا، ولكن هذه المرة كان نصف النصل المكسور في يد (دو تشي )
قبل أن يفيق (ملك الأشباح) من صدمته، كان نصف السيف المكسور قد انطلق من يد (دو تشي) وأنغرس عميقا في حنجرة (ملك الأشباح ).
كانت سرعة انطلاق النصل مثل البرق. كانت كذلك حركة اليد سريعة وخاطفة، لا يمكن لعين ملاحظتها .
لم يُسمع أو يُرى من الغرفة سوى حشرجة وغرغرة (ملك الأشباح) البائسة، وصوت ارتطام جسده هامد بالأرض .
كُتمت جميع الأصوات، وخيم ظلام حالك على الأرجاء .
خارج المطعم، كانت المصابيح جميعها قد انطفأت، والظلام يجثو بثقله على كامل المكان .
خيم صمت يشبه الموت، وظلام يشبه وحشة القبور . لا صوت حتى لدبيب النمل، ولا صوت أنفاس .
بعد لحظات طويلة، كسر صوت الأمير (وو جي) هذا الصمت المُطبق: "شكرا جزيلا ".
قال (دو تشي) بحسم، "أرحل! خذ معك جثة (ملك الأشباح )".
- حسنا
بعدها، سّمع صوت وقع أقدام تهبط سريعا الدرج، تسعى في طريقها للخروج من باب المطعم .
تحدث (دو تشي) مرة ثانية، بكلمات قليلة ونبرة حاسمة موجها حديثة للباقين: "أنتم الأربعة، أرحلوا أيضا، واتركوا أسلحتكم ".
أجاب أربعتهم في وقت واحد: "سمعا وطاعة ".
وضعوا أسلحتهم على الطاولة أمام (دو تشي)؛ سوط وخناجر وسيف .
قال (دو تشي) محذرا: "تذكروا جيدا، في المرة القادمة إذا أحضرتم سلاحا في وجودي فستكون نهايتكم ".
لم ينطق أحد بكلمة. استدار الرجال الأربعة ورحلوا في صمت .
عم الصمت والظلام مجددا. وبعد لحظات، كسر شعاع ضوء مصباح هذا الظلام المطبق .
كان المصباح في يد رجل، يده الأخرى ممسكة بكأس نبيذ، يجلس وحيدا في أحد أركان المطعم .
هو الوحيد الذي لم يغادر المطعم، بعد أن فر جميع من فيه مذعورين .
كان في منتصف العمر، يبدو ودودا من ملامح وجهه البشوشة وابتسامته الصافية .
نظر إلى (دو تشي) طويلا، قبل أن يقول: "لم يكذبوا حين قالوا، يدا واحدة وسبعة قتلة ".
تجاهله (دو تشي) ولم يكلف نفسه حتى النظر إليه. فقد كان مشغولا بجمع المجوهرات والأسلحة من فوق الطاولة، ووضعها في حقيبة، قبل أن يهمّ بالمغادرة .
قال الرجل متعجلا: "من فضلك أبق قليلا ".
التفت (دو تشي) في عصبية: "من أنت؟ "
بتواضع شديد أجاب الرجل: "أنا (وو بو كه )"
ضحك (دو تشي) ببرود، وقال بنفاذ صبر: "أتريد أن تموت اليوم أيضا؟ "
- كُلفت أن أوصل إليك رسالة .
- أية رسالة؟
- هناك من يريد لقاءك .
رد (دو تشي) بصوت يفوق في برودته جليد الهيمالايا: "أيا ما كان من يرغب في لقائي، فيجب أن يأتيني بنفسه ".
- لكن هذا الشخص ........!
قاطعه (دو تشي) بحسم: "يمكن أن يحضر لرؤيتي، أذهب وأخبره بذلك. أخبره كذلك أنه من الأفضل أن يأتي زاحفا، لأنه إن لم يأتيني زاحفا سأجعله يغادر زحفا ".
قال ذلك وتوجه ناحية الدَرَج استعدادا لمغادرة المكان .
كان (وو بو كه) مازال يحافظ على ابتساماته. وبنفس الصوت الهادئ الذي يملأه التواضع، قال: "بالطبع سأنقل رسالتك إلى الأمير (لونغ وو )".
بمجرد أن سمع الاسم، تسمرت قدما (دو تشي) في مكانهما، وحدق في الرجل مستفسرا: (لونغ وو) المقيم في سان شيانغ؟
ابتسم (وو بو كه): "وهل يوجد (لونغ وو) آخر !"
- أين هو بحق السماء؟
- سيكون في جناح "العطر السماوي" بمدينة هانغتشو، يوم الخامس عشر من الشهر السابع .
صمت (دو تشي) للحظات، تغيرت خلالها ألوان وجهه وملامحه. ثم تحدث بسرعة لم تعهد عليه: "حسنا، سأكون هناك ". ************
مرحبا اصدقاء ممكن ان تسجلوا علي هذا الموقع https://goo.gl/Z1r7nX وهذا سيكون بالنسبة الي خدمة العمر لانني انا بربح من هذا الموقع وايضا بعض الاشخاص الذين سيقولون ان هذا الرابط هاك اسف ااخي انا لست من هذا النوع لو عاوز اجيبك مش بهذه الطريقة لانني لست طفلا اوك وايضا لو امكن ان تخلوا اصدقائكم ان يسجيلوا في هذا الموقع وايضا والافضل للاشخاص اللي مهتمين بالربح ان يشتغلوا علي هذا الموقع للان الموقع صادق وبيدفع وشكرا مقدما وايضا الجزء الثاني سيتم اضافة خلال ساعتين

2017/06/17 · 639 مشاهدة · 2703 كلمة
Ahmedsaeed
نادي الروايات - 2024