كانت المعركة شرسة.

ونتيجة لذلك، كان جسدي في أقصى درجات الإنهاك.

لم تكن هناك بقعة واحدة من كتفيّ و أطرافي سليمة.

وخاصة الجانب الأيسر من وجهي، المليء بالجروح، فقد أصبح شديد السوء لدرجة أنني لم أعد أشعر بأي شيء.

شعرت أنني على وشك فقدان الوعي والانهيار في أي لحظة.

لكنني تمسكت بيقظتي بشدة.

لأنه لا يزال هناك شيء عليّ أن أراه حتى النهاية.

"هاه... حسنًا إذًا. فلنتحدث قليلًا، ما رأيك؟"

وقفت أمام "جينوم"، وسيفي لا يزال في يدي.

ذلك الوغد كان يتلوى على الأرض، ويداه مقطوعتان.

وضعت قدمي بقوة على بطنه لأثبّته، ووجهت سيفي إلى حنجرته.

ضحك جينوم من تصرفي كما لو أنه كان سخيفًا.

"هاها، هل تنوي تعذيبي؟"

"نعم."

"إذًا يؤسفني أن أُخيّب ظنك. جسدي لا يشعر بالألم."

"..."

الآن وأنا أفكر بالأمر...

كان هناك إعداد كهذا.

الـ"سيكرز" يضعون تعويذة على العملاء الذين يرسلونهم في المهام.

تعويذة تجعلهم غير قادرين على الشعور بالألم.

كان الهدف منها زيادة نسبة نجاح المهام ومنعهم من الانهيار تحت التعذيب إذا تم أسرهم.

"ألن يكون من الأفضل أن تقتلني وتريح نفسك من العناء؟"

ذلك الوغد كان يبتسم بسخرية، ظانًا أنه كسب الجولة.

عضضت شفتي وخفضت رأسي.

لكسر التعويذة الموضوعة على "جينوم"، كان لا بد من تلاوة تعويذة محددة.

بطبيعة الحال، كانت تلك التعويذة سرًا محميًا يعرفه فقط كبار قادة السيكرز، ولا يمكن لأي غريب أن يعرفها.

وكان ذلك الوغد يستغل هذه النقطة ليسخر مني.

"لماذا لا تجرب بنفسك إذا لم تصدقني؟ سأموت على أي حال، فلا يهمني."

"..."

هدوءه أثار اتساع عيني.

وجدت قبضتيّ مشدودتين دون أن أدري.

عاصفة من المشاعر الخام كانت تغلي بداخلي.

وأخيرًا، رفعت رأسي المنخفض و...

"بف، بف... بوههاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها!!"

...انفجرت ضاحكًا.

كما لو أنني سمعت شيئًا في غاية الطرافة.

لم تكن سخرية ممزوجة بالقرف، ولا ضحكة ولّدها اليأس.

بل كانت متعة خالصة، نقية.

"...؟"

قطّب جينوم حاجبيه متعجبًا من رد فعلي وهو يحدق بي.

كانت نظراته تقول: "هل فقد هذا الصبي صوابه أخيرًا؟"

سعلت دفعة من الدم من فمي قبل أن أتمكن من إيقاف الضحك.

"كح، ها... أعتذر. لست جيدًا في كبح مشاعري."

"يبدو أنك فعلاً فقدت عقلك."

"ربما فعلت."

ابتسمت بلطف لـ"جينوم".

ثم ضغطت أكثر بقدمي عليه وقلت:

"قلت إن جسدك لا يشعر بالألم، أليس كذلك؟"

"نعم، هذا ما قلته."

"وقلت أيضًا إنه يمكنني تقطيعك كما أشاء؟"

"صحيح."

"ستندم على هذه الكلمات."

تعويذة كسر التعويذة، المعروفة فقط لقادة السيكرز...

هل ظننتم حقًا أنني لن أعرفها؟

أنا، الذي قرأت قصة هذا العالم مئات المرات؟

(مم:🔥 دييم)

خصوصًا نقاط ضعفك، وهي جزء تم التطرق إليه بشكل موسّع في النسخة الأصلية؟

"بإرادة السيكرز، آمرك... يا نسيانًا يتحدى النظام، تلاشى."

"...؟!

"الدمار (破忘)."

عندما نطقت التعويذة — السر الذي لا يعرفه حتى بعض من في السيكرز — ارتسمت الصدمة على وجه "جينوم".

اهتزت حدقتاه بارتباك شديد، لم تعد هادئة كما كانت.

وسرعان ما تحولت تلك النظرات المذهولة إلى ملامح ألم مرير.

"آآآآاه... آآآااااغ!!"

صرخ الوغد، وذراعاه المقطوعتان ترتجفان.

يبدو أن التعويذة قد تم كسرها.

ضغطت بقدمي أكثر على ذلك الرداء المتلوّي، قمعًا لمقاومته.

"ما الذي أصابك فجأة؟ التعذيب لم يبدأ بعد."

"يديّ...! يداااي...!!"

"ابقَ ساكنًا... إنك تزعجني."

رفعت قدمي قليلاً لتهدئة حالة الهلع التي أصابته.

ثم، بلا رحمة، ركلته بكل قوتي.

– دووم! تحطم، طق، دوووم!!

في البداية، حاول المقاومة، وارتجف مع كل ضربة.

لكن بعد مدة، وكأنه اعتاد الألم، توقف عن الحركة تدريجيًا.

"آغ، آه، آااه..."

أصبح "جينوم" الآن مجرد مشلول، يتأوه بشكل بائس.

أمسكت بشعره ورفعت رأسه.

"لا تجرؤ على فقدان الوعي بعد."

قلت لك...

العذاب لم يبدأ بعد.

ومع هذه الكلمات، بدأت أغرز سيفي في جسده.

– شخ! دووم...! تشرّخ، دووم!!

الذراعان، الكتفين، الساقان، الركبتان، الكواحل...

تحرك النصل الحاد بلا رحمة، قاطعًا كل وتر في جسده، واحدًا تلو الآخر.

كل ما استطاع فعله، وهو ممدد مقيد وأوتاره تتمزق، هو أن يصرخ بشكل مزرٍ.

"آااااااااه!!!"

واصلت عملي، وصرخاته المنعشة كانت الموسيقى الخلفية.

اخترق سيفي جسده مرارًا، يعيث فسادًا في أحشائه.

تناثر الدم القرمزي.

وتناثرت قطع اللحم.

رائحة الدم الكثيفة لسعت أنفي.

مقزز.

لكن حتى هذا الشعور أصبح الآن تافهًا في نظري.

كنت مغمورًا بالكراهية.

— أنا آسفة... يا طفلي...

— كان عليك أنت أن تموت ذلك اليوم بدلًا من أمي...

— سيدي الشاب... أرجوك، توقف...

لقد تحطم الكثير.

الأشياء التي أردت حمايتها.

الأشياء التي كنت أعتز بها.

الأشياء التي أحببتها.

فقدتها كلها، واحدة تلو الأخرى.

"هاها...! نعم، عانِ أكثر. أكثر.أكثر....!!"

تشنج حلقي.

أنفاسي، التي ظلت ثابتة حتى حينما اخترقني السهم وتمزق جسدي بالسيوف،

أصبحت الآن متقطعة وغير مستقرة.

سخنت عيناي، وانهمرت دموع دافئة على خديّ.

كان شعورًا معقدًا.

هذا الإحساس الخانق الذي ملأ صدري...

لم أعد أميز إن كان نابعًا من النشوة... أم من الحزن.

شفتيّ اتسعتا كما لو كنت أبتسم، بينما انهمرت الدموع من عيني.

أيّهما هو شعوري الحقيقي؟

– طق!! دووم، شخ!!

أنهيت عملي دون أن أجد إجابة لهذا السؤال.

حسنًا، لا يهم.

فأياً كانت، لن تغيّر ما أنا على وشك فعله.

"آآغ... أوه..."

نظرت إلى مصدر تلك التأوهات.

كان "جينوم" ممددًا هناك، لا يختلف عن جثة حية.

فمع تمزق كل أوتار جسده، لم يعد قادرًا حتى على المقاومة، لا يمكنه سوى الصراخ والأنين.

"لحسن الحظ، لا زلتٓ حيًا."

تمتمت بهذه الكلمات ببرود بينما أمسح وجهي الملطخ بالدموع والدم.

ثم التقطت زجاجة خمر كانت قد سقطت على الأرض قريبًا.

كانت الزجاجة مخدوشة ومليئة بالندوب، لكن محتواها ظل سليمًا.

رفعتها أمام "جينوم".

"هل تعلم ما هذا؟"

"كه... أأغ...!!"

لا يزال يعاني من الألم، فلم يستطع سوى إطلاق أنين خافت.

ابتسمت بلطف لحاله وشرحت له الغرض من هذا الخمر.

"هذا... خمر بنسبة كحول 89 درجة."

خمر يحتوي على كحول بنسبة 89 درجة.

بطبيعة الحال، لم يكن معدًا للشرب.

بل كان قطعة زينة، تُعرض فقط على بعض الطاولات.

"الخمور العادية لا تشتعل بسهولة. لكن الخمر عالي الكحول... هذا أمر مختلف تمامًا."

تبدأ الخمور بالاشتعال عند حوالي 40 درجة كحول.

أما تلك التي يستخدمها السقاة في عروض النار فتكون حوالي 75 درجة.

وبمجرد أن تتجاوز نسبة الكحول 80 درجة، فإنها تشتعل بسهولة، ولا تنطفئ بسهولة كذلك.

بعبارة أخرى، خمر بنسبة 89 درجة...

"هذا خمر يشتعل بسهولة كبيرة."

لا يختلف كثيرًا عن البنزين الممتاز.

وربما بسبب تركيزي على كلمة "الاشتعال"، بدا أنه فهم مقصدي فورًا.

"أنت... مجنون...!"

"بم تفكر؟ أنا فقط قلت إنه خمر يشتعل بسهولة..."

"هاه، لا...!! اقتلني، أرجوك!"

"بم تفكر وأنت تطلب مني ألا أفعل شيئًا؟"

منحته نفس الابتسامة الحقيرة التي منحني إياها سابقًا.

كل ما فكرت فيه هو أن يموت هذا الوغد بأكثر الطرق إيلامًا، مستهلكًا بالخوف.

"سأريك شيئًا يتجاوز كل تخيلاتك."

وبهذه الكلمات، كسرت عنق الزجاجة.

ثم بدأت أُميل الزجاجة ببطء على جسد "جينوم" المرتعب.

- غلغلغل...

تدفقت مادة لزجة بصوت ناعم، وغمرت ذراعه اليمنى.

وبمجرد أن لامس الخمر ذراعه، أطلق صرخة ممزقة للأذان.

"هييييييييييك!!!"

ضغطت بقدمي على "جينوم" الذي حاول التحرك، مثبتًا إياه على الأرض.

ثم أخرجت علبة كبريت من جيبي.

اشتعل عود الثقاب، وظهر لهب صغير.

"يقولون إن ألم الاحتراق هو الأشد في العالم، أليس كذلك؟"

- تششش!

ذلك اللهب الصغير بدا جميلًا... وقاسيًا في آن واحد.

"حاول أن تتحمل، قدر ما تستطيع."

سقط عود الثقاب من يدي.

ومع ملامسته لذراع "جينوم" المبللة بالخمر...

- فششش!!

تصاعد لهب شرس، واخترق صراخ مروع أذنيّ.

"آآآآآآآآآآآآآغ!!!"

كانت ذراعه اليمنى تشتعل.

تشتعل بسطوع.

ورائحة اللحم المشوي انتشرت في الأرجاء.

أصوات فرقعة، كما لو أن أغصانًا ألقيت في نار المخيم، خرجت من ذراعه المحترقة.

- فرقعة! طقطقة، فرقعة!

راح يتلوى من الألم، عيناه انقلبتا.

قاوم، حاول أن يفلت...

لكن حقًا، ماذا يمكن لمشلول بأوتار ممزقة أن يفعل؟

كان مصيره أن يُحرق، أن يتحمل عذاب احتراق ذراعه.

"آآآآغ! آآآآغ!! توقف!!!"

استمتعت بصراخه الوحشي كما لو كان موسيقى في أذنيّ.

لقد كان واجبي.

حقي الشرعي.

"أوغ، أوغ، أووه..."

وحين احترقت ذراعه بشكل كافٍ،

وبدأت النيران تنتقل إلى جذعه...

- تشق!

قطعت ذراعه المحترقة.

وركلتها بعيدًا كي لا تلتصق به.

ومع استبدال ألم الاحتراق بألم الذراع المبتورة، استمر في الصراخ.

نظرت إليه وسألته:

"هل تعرف لماذا لم أشعل سوى ذراع واحدة؟"

"غاه... أوغ، أوه..."

"لأنه سيكون من المعيب أن تموت دفعة واحدة فقط."

كانت هذه فرصتي الأولى للانتقام منذ سنوات.

وبهذه الكلمات، سكبت المزيد من الخمر على جسده.

هذه المرة، على ذراعه اليسرى.

"الذراعان، الساقان، الجذع، وأخيرًا... وجهك."

"أوه، غوه، أوغ، أوغ..."

"ذراعك اليمنى انتهت بالفعل... بقي فقط خمسة أجزاء. فقط اصبر قليلًا بعد."

أشعل جزءًا من الجسد.

أتركه يحترق جيدًا، ثم أقطع العضو.

كنت أخطط لتكرار هذه العملية، وتعذيبه بلا توقف، دون السماح له بالموت.

كنت قلِقًا بعض الشيء من احتمال موته من الصدمة في منتصف الطريق...

لكن من المفترض أن مسؤولًا متوسط الرتبة في "الباحثين" لن يموت بمجرد بتر أطرافه.

"أنا أثق بك، لذا آمل ألا تخيب ظني."

"ل-لا...! لااااا!! أ-أرجوك توقف!!!"

صرخ "جينوم" بيأس، وكأنه فهم مقصدي.

وتحدث بصوت متقطع، بحنجرة مبحوحة:

"س-سأخبرك...!! بكل ما تريده...!!"

توسل إليّ أن أتوقف، و وجهه غارق في الدموع والمخاط.

ابتسمت له بلطف.

نعم، هذه هي الروح المناسبة لاجراء محادثة.

ينبغي أن تقول ما يريد شريكك سماعه، أليس كذلك؟

وبما أن

ه أظهر استجابة مشرقة كهذه، لم أستطع إلا أن أبادله بالمثل.

"هل أتوقف؟"

"آ-آآغ!!"

هز رأسه بعنف، تأكيدًا يائسًا.

ومض بصيص أمل في عينيه المليئتين بالألم.

كنت أعلم.

أن اليأس يكون أكثر إيلامًا عندما يسبقه أمل.

"حسنًا، أعتقد أني فعلت ما يكفي. ربما سأدعك تذهب..."

"آه، آه..."

"... ألن أفعل؟"

وبابتسامة لئيمة، أسقطت عود الثقاب من يدي.

"آآآآآآآآآآآآآغ!!!"

احترق جسده مجددًا،

وصدى صرخاته المشوهة تردد في قاعة الولائم.

نهاية الفصل

أخييرا انهيت هده الدفعة من الفصول كان لامر مرهقا ولكن يستحق، شعرت انه من العار ان أتوقف في منتصق هذه الفصول الحماسية

المترجم-Ji Ning

2025/05/30 · 64 مشاهدة · 1489 كلمة
Ji Ning
نادي الروايات - 2025