.

غمرني شعور دافئ يغلف جسدي بالكامل.

كان الهواء الدافئ يتدفق إلى رئتي مع كل نفس أتنفسه.

كان جسدي خاليًا تمامًا من القوة، وعقلي مشوشًا.

شعرت وكأنني أسبح في حمام دافئ.

"هذا هو... الموت."

كانت آخر ذكرى لي هي رمي نفسي من سطح مبنى.

لقد سقطت من الطابق العشرين في مبنى سكني، لذا لا شك أنني ميت.

زفرت ببطء، ممددًا نفسي في هذا الإحساس الدافئ.

"إنه ناعم... ورقيق..."

أهذا ما يسمونه باحتضان الموت؟

أن أشعر بهذه الراحة، التي لم أشعر بها ولو لمرة واحدة خلال العشر سنوات الماضية منذ أن أمسكت السيف لأول مرة، بعد موتي...

كان طعمها مريرًا بعض الشيء.

"لقد كان الامر صعبًا جدًا حقًا..."

لم يعد الأمر مهمًا الآن.

فالموت الذي كنت أشتاق إليه بشدة قد حل بي.

الموت هو نوم لا نهاية له.

راحة أبدية تقودني إلى عالم الأحلام.

تلك الأيام الجحيمية التي كنت أتحملها كل يوم.

كلمات والدي الباردة ونظراته.

صورتي التي كانت تحاول بكل يأس أن تنال الحب.

كل ذلك لم يعد له وجود.

لأني ميت.

لم أعد مضطرًا لفعل أي شيء.

فقط أستمتع بالنوم الأبدي وأرتاح بهدوء...

"...هاه؟"

وأنا مستلقٍ هناك، مال رأسي فجأة بسبب شعور غريب.

لقد مت بوضوح، لكن...

كيف ما زلت "أفكر"؟

لا بد أن دماغي تحول إلى عجينة بعد السقوط من ذلك الارتفاع.

"كيف يمكن لهذا أن يحدث...؟"

وفي نفس الوقت الذي نشأ فيه هذا السؤال في ذهني.

بدأ وعيي المشوش يصبح أكثر وضوحا.

وسرعان ما أصاب عقلي ألم وشعرت كأن رأسي ينشق.

مع ذلك الإحساس الرهيب، جلست فجأة وأنا أئن.

"آهغ، أوغ...!؟"

كان الألم لا يُطاق.

شعرت وكأن جمجمتي تتشقق ومحتواها ينسكب.

وضعت يدي على جبهتي بسبب الألم، ثم عبست حين لاحظت شيئًا غريبًا.

رأسي، الذي كان من المفترض أن يتحطم... كان سليمًا تمامًا.

أصابعي شعرت بشعري الفوضوي.

مهما تحسست، لم يكن هناك أي إصابات.

"...؟"

ولم يكن هذا هو الشيء الغريب الوحيد.

فمنظر لا يمكن تفسيره ظهر أمامي.

أشجار تصل إلى السماء.

أوراق خضراء فاتحة تتحرك مع كل هبة ريح.

السماء الواسعة تُرى من خلال الأشجار، ورائحة العشب العطرة تلامس أنفي.

حدقت في كل هذا وغمغمت:

"غابة...؟"

نعم، كانت غابة.

ولدهشتي، كنت مستلقيًا في وسطها.

أسئلة، وارتباك، وشعور بالغرابة تدفقت في رأسي.

ما هذا؟

هل فقدت عقلي تمامًا؟

أم أنني وصلت إلى العالم الآخر بعد أن تحطّم رأسي من السقوط؟

وبينما أنا غارق في التفكير،

رنّ صوت ميكانيكي غير مألوف في أذني.

دينغ!

[لقد امتلكت جسد "رايدن ليشيت"، الابن الأكبر لعائلة دوق ليشيت!]

[مرحبًا بعودتك!]

وفي الوقت نفسه، ظهرت أمام عيني شاشة زرقاء فاتحة.

ما يُعرف بـ"نافذة الحالة" في عوالم الخيال ظهرت في الهواء.

وعندما رأيت ذلك، بدأت أستوعب الموقف.

"إذاً..."

اللعنة.

لقد جننت أخيرًا.

ربما هذا أيضًا نوع من الأمراض النفسية.

أُعاني من الاكتئاب والهوس، وها أنا أنهار أخيرًا.

كل هذا مجرد وهم صنعه عقلي.

جسدي في الواقع ربما جثة باردة الآن.

أليست هذه الإمكانية قائمة؟

مثل الفلاش باك التي تراه قبل الموت مباشرة.

ربما أنا في حلم غريب بسبب بعض الانشطة الغريبة في عقلي.

دينغ!

[أنت حي.]

[هذه هي الحقيقة، وأنت حاليًا في حالة امتلاك لـ"رايدن ليشيت".]

كيف يمكنني تصديق هذا؟

سيكون من الواقعي أن نقول أنني فشلت في محاولة لانتحار و أنني في غيبوبة

...بالطبع، بالنظر إلى الارتفاع الذي سقطت منه، حتى هذا يبدو مستحيلاً.

لكنه أكثر واقعية من هذا الوضع السخيف.

دينغ!

[لقد امتلكت جسد "رايدن ليشيت".]

[مبروك على عودتك.]

"اخرس."

في النهاية.

استغرق مني الأمر وقتًا طويلاً حتى أتقبل هذه الحقيقة.

ظلت نافذة الحالة تصر على أنني بخير.

أخبرتها أن تصمت وتجاهلتها مرارًا.

معركة عنيفة بلا تسوية.

وفي النهاية، كنت أنا من استسلم.

لو كان هذا وهمًا أو حلمًا، لما كان هناك شيء اسمه ألم.

جربت كسر إصبعي الصغير لاختبار ذلك.

مع صوت تكسير، اجتاحني ألم فظيع.

"آاهك...؟!"

في تلك اللحظة، لم أستطع سوى أن أصدق.

حواسي الخمس تعمل، وذهني صافٍ، والألم حقيقي.

عدم مواجهة الواقع الآن لم يكن إلا هروبًا.

– "دائمًا حافظ على صفاء عقلك."

– "من المهم أن تقرأ طريق السيف بهدوء، دون أن تعتقد أن معرفتك هي كل شيء في العالم."

عادت إلى ذهني تعاليم والدي، لكنني هززت رأسي.

حتى والدي لم يسمع عن وضع كهذا.

وبينما كنت أمسك يدي النابضة بالألم غارقًا في أفكاري، ظهرت النافذة الزرقاء مجددًا.

دينغ!

[إيذاء النفس ليس جيدًا.]

[الميول المفرطة للتدمير الذاتي قد تؤدي إلى اضطرابات عقلية ورغبات انتحارية.]

"عن ماذا تتحدث؟"

أنا في جسد انتحر بالفعل

لماذا يجب أن أحرص عليه؟

ثم إنني اختبرت ألم كسر العظام مرات كثيرة في حياتي السابقة.

إنه شعور لا تعتاد عليه مهما تكرر...

حسنًا، بفضل ذلك، تمكنت من إدراك أن هذا الواقع حقيقي بشكل أكتر وضوحا.

لا بأس.

"مجرد إصبع واحد."

دينغ!

[تم تأكيد الحالة النفسية للمستخدم كغير طبيعية.]

[جاري وضع تدابير مضادة وفقا للمبادئ التوجيهية الأساسية لأعراض الاكتئاب ، بما في ذلك المرض العقلي......]

نظرت إلى نافذة الحالة التي كانت تثرثر.

لم أعد أعتقد أن هذا حلم أو وهم.

لكن هذا لا يعني أنني لم أكن في حيرة من أمري من الوضع الحالي.

"نافذة الحالة... شيء لا تراه إلا في الروايات."

نقرت على الشاشة الشفافة.

الخط العريض كان يومض على الشاشة.

الاسم "رايدن ليشيت"، الذي تكرر عدة مرات.

كان اسمًا مألوفًا جدًا.

لأنه كان أحد الشخصيات في روايتي المفضلة.

"الحيازة..."

بدأت تتضح الصورة.

أليس هذا مثل قصص الروايات المعتادة؟

البطل الذي واجه الموت، يحصل على فرصة جديدة من خلال الحيازة – حبكة كلاسيكية.

بداية شائعة يحبها الجميع.

لكن الفرق بينهم وبيني...

"...لماذا أُقحمت في هذا من جديد؟"

لم تكن لدي أي رغبة في الحياة.

الحلم الذي كنت أتمناه طوال حياتي قد تحطم.

تُركت من قِبل من أردت حبه.

جميع من عامَلني بلطف سقط بسبب وجودي.

"لم أكن بحاجة إلى فرصة كهذه."

كنت فقط... مرهقًا جدًا.

أردت فقط أريد أن أختفي بهدوء.

والآن حتى الموت يُمنع عني.

كم يجب أن أتحطم بعد أكثر... لأجد السلام؟

بدأ الحزن المدفون في أعماقي يتسرب.

اللامبالاة، واليأس، والفراغ.

جميعها اقتربت مني وكأن لها كيانًا حقيقيًا.

ضربت مشاعري العنيفة وجهي وخنقتني، لكنني لم أقاوم.

نعم.

دعها تكسر عنقي مرة أخرى.

حتى لا يعود صوت أنفاسي المزعج وصخب العالم يرن في أذني.

دع الستار يسدل على مسرح حياتي.

"..."

مغمورًا في الحزن، أغلقت عيني بهدوء.

وأخرجت لساني.

الانتحار كان صعبًا في المرة الأولى، ولن يكون صعبًا في الثانية.

كنت أواسي نفسي بتكرار ذلك.

تمامًا عندما كانت أسناني على وشك قطع خيط الحياة مرة أخرى...

دينغ!

[يمكنني تحقيق أمنيتك.]

2025/05/23 · 180 مشاهدة · 997 كلمة
Ji Ning
نادي الروايات - 2025