"......"
حدّقتُ في لوحة الإعلانات دون أن أنبس بكلمة.
ما الذي رأيته للتو؟
فركتُ عينيّ عدّة مرات، وفتحتهما مجددًا ظنًّا مني أنني أتوهم.
[ترتيب مجموعات الرحلة المدرسية لطلاب السنة الثانية – المجموعة 4]
1. رايدن ليشايت
2. مارغريت فايلر
3. الفتى الذهبي
4. فيوليت
للأسف...
لقد كان الأمر حقيقيًا.
"هاه..."
فركتُ حاجبيّ وأنا أتنهد بعمق.
هل هذا حقيقي فعلًا؟
كيف يمكن أن يضعوني في مجموعة واحدة مع خطيبتي السابقة؟!
حتى وإن تم الاختيار عشوائيًا، فهذا كثير جدًا.
ألم يكن على الأساتذة التدخل يدويًا إن ظهرت مجموعة "خطرة" كهذه؟
وبينما كنتُ أشعر بالدوار من تلك الأفكار، كانت لوسي وآرييل تقفان بجانبي تطالعان أسماء المجموعة بنظرات مذهولة أيضًا.
"آه، آه... ما هذا التشكيل الغريب للمجموعة...؟"
"هناك تقريبًا ألف طالب في السنة الثانية، كيف يمكن لمجموعة كهذه أن تتكوّن...؟"
تبادلت آرييل ولوسي كلماتهما بدهشة تعكس شعوري نفسه.
"هل، هل من المستحيل تغيير المجموعات؟"
"أه... على الأغلب، نعم. لقد طلبت أن أكون في نفس مجموعة رايدن، لكنهم رفضوا رفضًا قاطعًا."
"إذا حتى جلالتكِ رُفض طلبها، إذًا الأمر مستحيل تمامًا..."
وبعد هذا التبادل القصير، بدأ وجهيهما يعتم، وربتتا على ظهري بلطف.
"أخي، هل ستكون بخير...؟"
"ذلك... رايدن؟ سأزور مجموعتك كثيرًا..."
"......"
عبّرتا عن تعاطفهما معي بينما كنتُ واقفًا بجمود.
لكنني لم أكن أستوعب شيئًا مما قيل.
هل هذا منطقي أصلًا؟
يوجد حوالي ألف طالب!
ومع ذلك، وُضعتُ في نفس المجموعة مع مارغريت... من بين الجميع؟!
بل لن يكون غريبًا إن قال أحدهم إن هناك من عبث بالنتائج عمدًا.
وبينما كنتُ أفكر بهذا الذهن المشوش، مررتُ يدي على وجهي وتمتمت:
"...يا لها من مجموعة حقيرة."
"حقيرة، تقول؟"
"...نعم، إنها مجموعة حقيرة جدًا... ها؟"
لحظة، هذه ليست صوت لوسي.
أجبتُ بلا وعي على الصوت الذي سمعته من خلفي.
وحين أدركتُ أن صاحبة الصوت لم تكن لوسي، التفتُّ بسرعة مذهولة.
وهناك، بطريقة درامية تمامًا...
"حقيرة، تقول؟"
كانت مارغريت واقفة، وعيناها الحمراوان تتلألآن ببرود.
"......"
زيها المدرسي كان أنيقًا بلا أي شائبة.
وشعرها الفضي كان يتطاير بجمال مع الرياح.
وعيناها القرمزيتان، ذات اللون الساحر، كانتا تحدّقان بي بشراسة.
حدّقتُ في ظهور مارغريت المفاجئ بعيون متوسعة، ولم أتمالك نفسي من فرك حاجبي مجددًا.
"لا، هذا سخيف..."
يبدو أن العالم حقًا قد قرر أن يقف ضدي.
---
*****
"إذًا، سأذهب الآن."
"أتمنى لكِ يومًا سعيدًا، آنستي."
حيّت مارغريت خادمتها الخاصة تحية خفيفة وخرجت من السكن.
كانت الرياح تداعب شعرها الفضي.
فأرجعته إلى الخلف بلطف، ورفعت رأسها نحو السماء.
كان الطقس جميلًا بحق.
فصل يقف بين الصيف والشتاء، متقدّم على الأول بخطوتين ومتأخر عن الثاني بخطوة.
الهواء البارد، الممزوج بحرارة الشمس اللطيفة، لامس قلبها بنعومة جافة.
"هااا..."
تنفّست مارغريت بعمق، متذوقةً نضارة الجو من حولها.
رائحة الخريف في الهواء بدت وكأنها تضيف نكهة إضافية على البرودة الخفيفة.
تابعت السير نحو موقف العربة بخفة وعلى وجهها ابتسامة صغيرة.
لكن تلك الابتسامة لم تدم طويلًا.
لأنها رأت فتى في المسافة.
"......"
شعره كان يعكس عتمة صامتة حتى في وضح النهار.
وبحسب معرفتها، لم يكن هناك إلا شخص واحد في الأكاديمية يملك ذلك اللون المميز.
"...رايدن."
تمتمت باسمه لا إراديًا وأبطأت خطواتها.
تذكّرت ترتيب المجموعات الذي كانت قد اطلعت عليه أمس.
المجموعة التي كانت فيها مع رايدن.
تذكّرت ذلك، فعقدت حاجبيها بخفة.
كما لو أن صوتًا كابوسيًا بدأ يتردد في أذنها:
"هاه، يا له من وجه قبيح."
"ليس من شأنك من أعبث معه."
"هاه... حب؟ لا تضحكني. اغربي عن وجهي."
كانت هذه الكلمات تظهر في ذهنها كلما فكرت في رايدن.
وحتى بعد مرور عامين، لا تزال تلك الذكريات تؤلمها.
عضّت مارغريت شفتها محاولةً نسيان الألم الذي يخيم على صدرها.
وقفت للحظة، ثم أطلقت تنهيدة.
أزاحت تعبيرها المشوّه وتابعت سيرها.
"ما الذي أفعله... لقد قررت أن أنسى كل ذلك..."
تمتمت بسخرية من نفسها وواصلت المشي.
لم تكن هناك مواقف كثيرة بالقرب من السكن، لذا لم تستطع تجنبه.
"هاه، هاه؟ ترتيب المجموعة هذا..."
"كيف يمكن لمجموعة كهذه أن تتكوّن..."
وحين اقتربت من الموقف، بدأت تسمع حديث الفتى ورفيقتيه.
يبدو من حديثهم أنهم يطالعون نفس قائمة المجموعات التي نُشرت بالأمس.
تابعت مارغريت التقدم خلفهم، وخطواتها تلامس الأرض بهدوء.
كان رايدن يتأوّه ممسكًا بجبهته أمام لوحة الإعلانات.
وبجانبه كانت آرييل ولوسي، بتعابير مختلطة على وجهيهما.
قررت مارغريت أن تُسلّم على لوسي أولًا بدافع الأدب.
جمعت يديها أمامها وانحنت انحناءة خفيفة.
وفي تلك اللحظة، سمعته.
"آه، إنه لشرف لقاء نجمة الإمبراطورية..."
"يا لها من مجموعة حقيرة."
تمتمات رايدن اخترقت الأجواء بهدوء مدوٍّ.
شعرت مارغريت بأن عقلها قد أصبح فارغًا للحظة.
هل سمعت ذلك بشكل صحيح؟
"حقيرة، تقول؟"
سألت بصوت بارد كالجليد، حتى إنها نسيت تحية الأميرة.
حتى لأذنيها، بدا صوتها باردًا للغاية.
"نعم، الأمر حقًا حقيرة... ها؟"
رايدن، الذي كان يومئ برأسه موافقًا على كلام مارغريت، بدا وكأنه أدرك شيئًا خاطئًا واستدار.
وفي تلك اللحظة، التقت أعينهما.
"...."
"...."
تصلب وجه رايدن، وبدأت بشرته تفقد لونها شيئًا فشيئًا.
وكانت أرييل ولوسي بجانبه على نفس الحال.
"الآنسة فايلر...؟"
تمتم رايدن بدهشة.
قبضت مارغريت على قبضتيها.
"حقيرة، تقول؟"
"ل-لا... ليس الأمر كذلك..."
"اصمت."
"......"
أغلق رايدن فمه فورًا عند ردها الحاد.
نظرت إليه مارغريت بحدة، عاضّة على شفتها.
تمزّق...
شفتها التي كانت تعضها منذ قليل تمزقت أخيرًا، ولم تعد تتحمل الضغط.
ملأتها نكهة الدم المعدنية.
نظرت مارغريت إلى رايدن بعينين باردتين.
كان هناك شيء يفيض من داخلها.
"أنا آسفة لأنك تكرهني لهذه الدرجة، يا سيد ليشيت."
"ليس هذا ما أقصده..."
"إلى أي حد تكرهني حتى تستخدم تعبيرًا سوقيًا كهذا؟"
"لا، لقد تفلتت مني الكلمة فقط..."
"إلى درجة أن مشاعرك الحقيقية تظهر دون وعي؟"
"......"
عاجزًا عن الرد على هجوم مارغريت المستمر، خفض رايدن رأسه، مستسلمًا.
ساد جو ثقيل عند محطة العربة.
وكان الصوت الوحيد الذي كسر الصمت الخانق هو رنين الجرس الذي يُعلن عن وصول العربة.
رننن...
اقتربت العربة من المحطة، فاستدارت مارغريت وتقدمت نحوها.
وقبل أن تصعد، قالت دون أن تنظر خلفها:
"أنت الأسوأ."
ثم استقلت العربة واختفت بعيدًا، بينما وقف رايدن ورفيقتاه في صمت مذهول وهم يشاهدون العربة تبتعد.
---
"هاه..."
كان أول من كسر الصمت في محطة العربة المتجمدة هو تنهيدتي.
أمسكت رأسي النابض وجلست على المقعد.
"هل هذا منطقي حقًا..."
هذا ليس مسلسلًا رخيصًا، فلماذا كانت مارغريت هناك؟
بسببها، فاتتني العربة، والمزاج قد تدمر بالكامل.
وبينما كنت أحك رأسي بتنهيدة، دفعتني لوسي برفق.
"رايدن..."
"نعم؟"
"كانت تلك الآنسة فايلر للتو... أليس كذلك؟"
كان على وجهها تعبير لا يُصدق.
ربما كانت هذه أول مرة ترى فيها هذا الجانب البارد من مارغريت.
فمارغريت كانت أيقونة طلاب السنة الثانية، فتاة ذكية، طيبة، جميلة، ودافئة مع الجميع.
"أنا... لم أرَ مارغريت تتحدث بهذه الطريقة من قبل..."
"وأنا أيضًا... التقيت بها عدة مرات معك من قبل، وكانت بالتأكيد..."
ابتسمت ابتسامة باهتة نحو لوسي وأرييل، اللتين كانتا في حالة ذهول.
تبًا، لم تبدأ الرحلة المدرسية بعد، وها نحن بالفعل على هذا الحال...
بماذا كنت أفكر، وأنا أصف المجموعة بـ"الحقيرة" أمامها؟
بدأت أؤنب نفسي، وأنا أضرب جبهتي بطرف إصبعي كراهب يضرب ناقوسًا خشبيًا.
وفي أثناء جلوسي هناك شاردًا، أشارت أرييل نحو أسفل قائمة المجموعات وسألت:
"بالمناسبة، أخي، هل تعرف من هما جولدن بوي وفايوليت؟" (سأترك اسمه هكذا عوض الفتى الذهبي)
أجبتها بلا اهتمام:
"هناك شخص يُدعى جولدن بوي، إنه... مميز قليلًا. أظن أنه تلقى ضربة على رأسه وهو صغير."
"جولدن بوي هو اسمه؟ يا له من اسم غريب."
"قولي ذلك مرة أخرى..."
لم أكن أعرف ذلك حتى قبل بضعة أسابيع.
كان اسم ذلك الشخص في الحقيقة هو جولدن بوي.
هل هذا طبيعي...؟
لماذا يوجد اسم مثل "جولدن بوي" في عالم خيالي؟
كان الأمر وكأن أحدًا في حياتي السابقة يُدعى "شعاع الشمس الساطع الساطع للغاية".
ربما الكاتب الأصلي للرواية كان كوريًا...
لا أعلم.
كان رأسي يدور.
تمتمت أرييل باهتمام بعد إجابتي:
"أوه... إنه اسم مثير للاهتمام. أود مقابلته يومًا ما..."
"مطلقًا لا."
قاطعتها بحزم.
أرييل تلتقي بـ جولدن بوي؟
ليس قبل أن يقطع رأسي... لا، ولا حتى بعد ذلك.
"إنه شخص سيء."
"حقًا؟"
"نعم، لذا لا يجب أن تحاولي مقابلته، مفهوم؟"
"هممم... طالما أنك تقول ذلك، أخي، فأنا أفهم!"
بعد لحظة من التأمل، أومأت أرييل.
ربّتُّ على رأسها عند طاعتها.
"فتاة جيدة."
"هيهي..."
ضحكت أرييل وانحنت تحت لمستي.
كانت تموء مثل قطة للحظة قبل أن تسأل سؤالًا آخر.
"أخي، إذًا هل تعرف من هي فايوليت؟"
"آه، فايوليت هي... انتظري، ماذا؟"
"هاه...؟"
نظرتُ إلى أرييل، متسائلًا إن كنت قد سمعت بشكل خاطئ.
رمشت في وجهي، وكأنها تتساءل ما الخطب.
"ما الأمر؟"
"هل قلتِ... فايوليت؟"
"نعم، إنها في مجموعتك، أليس كذلك؟"
تتبعتُ نظرة أرييل.
كان اسم "فايوليت" مكتوبًا بوضوح في القائمة.
كان تأثير وجود مارغريت وجولدن بوي في الأعلى قويًا لدرجة أنني لم ألحظه.
تجمدت للحظة وأنا أحدّق في الاسم.
"فايوليت... في نفس المجموعة...؟"
"همم؟ هل تعرفها أنت أيضًا؟"
"......"
بالطبع كنت أعرفها.
ربما أكثر من أي شخص في هذا العالم.
فـ الفتاة المسماة فايوليت...
كانت الزعيمة الفرعية التي ظهرت في المجلد الخامس من الرواية الأصلية، أبطال محو الحزن.
"فايوليت، الوحش الأرجواني..."
وفي نفس الوقت...
كانت الشخصية التي أحببتها أكثر من أي شخصية أخرى في الرواية الأصلية.