[مذكّرات رايتشل]

مرحباً، أنا رايتشل!

لقد مرّ بالفعل أربعة أيام منذ أن غادر السيّد الشاب السكن في رحلته المدرسية.

الأمر غريب... أشعر وكأنها أربع سنوات.

الحياة من دون السيّد الشاب مملة جداً...

آمل أن يعود قريباً!

اليوم، ذهبت إلى حيّ التسوق داخل الأكاديمية.

أتعرفون السوق الذي يبعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من مبنى الأكاديمية!

كان منظراً مدهشاً للعينين، أشياء رائعة في كل زاوية.

تجوّلت قليلاً واشتريت ما أحتاجه.

أولاً، اشتريت أوراق الشاي التي يحبها السيّد الشاب.

وربطة عنق ومعطف له أيضاً.

طلبت بعض السمك ليُقدّم عند عودة السيّد الشاب.

وسيفين خشبيين كان قد طلبهما قبل الرحلة، و...

آه! نسيت عشاء الليلة!

لقد انشغلت كثيراً باختيار أشياء للسيّد الشاب لدرجة أنني نسيت تماماً.

أعتقد أنني سأتخطّى العشاء...

فالوجبات ليست ممتعة من دونه على أي حال.

همم... أكتب في مذكّراتي، لكن يبدو أن كل ما كتبته كان عنه مجدداً.

أنا فعلاً واقعة في حبّه بشدّة.

بالمناسبة، أتساءل كيف حال السيّد الشاب الآن.

آمل ألا يعاني من الأرق من دوني ومن دون الآنسة أرييل. هيهي...

......في الواقع، كلما فكرت بالأمر، أشعر بالقلق.

أليس وحيداً في مكان غريب؟

كيف ينام؟ ماذا لو حدث له شيء وأُصيب؟

ذهني ممتلئ بالقلق عليه لدرجة أنني لا أستطيع التفكير بأي شيء آخر...

وبالطبع، لا أكره هذا الشعور!

أنا فعلاً، فعلاً أحب السيّد الشاب!

همم، أنا واثقة أنه بخير.

هذا ما قررت أن أصدقه. أنا أثق به!

أينما كان، أعلم أنه سيكون قوياً ويقوم بعمل جيد.

......على الأرجح.

أرجوك، عُد إلينا سالماً.

---

ـ هُوووش...

نسيمٌ بارد حرّك الهواء.

الأشجار، المتزينة بأوراق الخريف، تمايلت برشاقة، وأسقطت أوراقها استجابةً لنداء الفصل.

تحت الأوراق المتساقطة بلطف، جلس شخصٌ متكئاً على شجرة.

"هاه... هاه..."

فتيٌ ذو شعر أسود يلهث، ووجهه مرسوم عليه التعب الشديد.

اسمه كان رايدن ليشايت.

أي أنا.

"...لقد انتهى أخيراً."

تمتمت، وأنا أمسح الدم الأسود اللزج عن يديّ.

وبذراعٍ شبه مشلولة، أعدت غمد سيف الحزن، الذي كان قد سقط على الأرض.

ـ كليك...

ما إن أُغلق سيف الحزن، حتى تلاشت الهالة الزرقاء المتوهجة التي كانت تحيط بي في الهواء.

راقبت بقايا الضوء وهي تختفي، تاركةً خلفها ظلالاً باهتة، ثم نظرت من حولي.

عند قدمي كانت جثث الفرسان السوداء ممزقة.

عندها فقط بدأت أستوعب حقيقة ما حدث.

المعركة انتهت.

استرخَت عضلاتي المشدودة، واتكأت على الشجرة.

"لقد كان وشيكا..."

أنهيت المعركة قبل ثوانٍ فقط من انتهاء مهارة الإدراك الحسيّ.

لو أن هؤلاء الأوغاد استمروا في القتال لثوانٍ إضافية فقط...

لكنت أنا من يرقد ميتاً على الأرض الآن.

ارتعشت لمجرد التفكير في الأمر.

زفرت بخفة وطرقت بجسدي على جذع الشجرة خلفي.

"نجوت مجدداً، هاه؟"

ليلتان بلا نوم.

ذهني وجسدي دُفعا إلى أقصى الحدود، وخضت للتو معركة شرسة ضد مجموعة من الموتى الأحياء.

كل عضلة في جسدي كانت تصرخ ألماً.

لا، لم تكن عضلاتي فقط.

بل جسدي كلّه كان في حالة مزرية.

"أوغ..."

تأوّهت وأنا أحاول الوقوف بصعوبة.

موجة من الألم اجتاحتني، وجعلتني أرغب في السقوط مجدداً.

لكن لا يمكنني التوقف الآن.

لم ينتهِ الأمر بعد.

كنت قد أحصيت عشرين فارساً من الموتى الأحياء سابقاً.

تخلّصت لتوي من ثلاثة عشر، مما يعني أن سبعة لا يزالون طلقاء.

"أولئك الأوغاد المتبقون على الأرجح..."

يطاردون غولدن بوي وفايوليت.

اللعنة، آمل أن يكونا قد تمكّنا من الفرار بأمان.

تقدّمت وأنا أعرج، وساقي تنبض بالألم.

لم أكن واثقاً مما يمكنني فعله بهذا الحال...

لكن لا يمكنني الجلوس وانتظار الموت.

"هوو..."

تنفست بعمق وبدأت في السير.

عندها سمعته.

ـ هييييييينغ!!

صوت حوافر قوية تضرب الأرض جاء من خلفي.

"......؟"

أملت برأسي، وأدرت جسدي ناحية الصوت.

خيل؟ ما هذا...؟

الموتى الأحياء لا يركبون الخيول، وغولدن بوي وفايوليت يجب أن يكونا في طريقهما إلى المعسكر...

تعزيزات؟ لكن الوقت مبكر جداً...

حتى لو تمكّن أحد أعضاء الفريق من العودة للمعسكر وطلب المساعدة، كان من المفترض أن يستغرق الأمر ساعة أخرى للوصول.

فهذا المكان على الجانب المقابل تماماً من الغابة بعيداً عن القاعدة.

ما لم يكن الأساتذة قد شعروا بوجود خطب ما وقرروا التحقيق...

قطّبت حاجبيّ، وعيناي مثبتتان على الخيول القادمة.

في المقدمة، تقودان الركب، كانتا فتاتان.

شعرهما الأشقر البلاتيني والفضي يتطاير في الرياح بينما خيولهم تقترب بسرعة.

عرفتهما فوراً.

"لوسي ومارغريت؟ وهل ذاك آرون وفرسان الحراسة خلفهم...؟"

حدّقت بهم بذهول.

ما الذي يفعلونه هنا؟

هل وصلت التعزيزات فعلاً بهذه السرعة؟

تحوّل ارتباكي إلى راحة.

"الحمد لله..."

مع تلك القوة النارية، يمكنهم القضاء على الموتى الأحياء الباقين في ثوانٍ.

"رايدن!!"

صاحت لوسي، بصوتٍ مليء بالقلق، وهي تخترق الغابة بخيلها.

عيناها الزرقاوان متسعتان بالذعر، ويمكنني رؤية آثار الدموع على خديها.

مهلاً، من الذي جعل أميرتنا الصغيرة تبكي؟

أقسم، حين أمسك به...

تمتمت في داخلي بغضب، وأنا ألوّح لها بيدي تحيةً عند اقترابهم.

كنت على وشك اتخاذ خطوة أخرى عندما...

ـ شششششششاك!!

صوت صفير اخترق الهواء من خلفي.

"......!!!"

استدرت في اللحظة الأخيرة، ورأيت رمحاً يطير باتجاهي مباشرة.

مهارتي الحسية التي تعطّلت لم تلتقط الهجوم في الوقت المناسب.

"هل تمزح معي...؟!"

ـ طعنة!!

اخترق الرمح بطني قبل أن أتمكن من الرد.

ألمٌ حارق مزّقني، وشعرت بطعم الدم في حلقي وأنا أبصق فماً ممتلئاً باللون القرمزي.

"غاااه...!"

ما هذا...؟ من أين أتى ذلك الهجوم؟

بحثت بجنون عن مصدره.

ومن خلال نظري المشوش، رأيت فارساً ميتاً حياً يترنح، بالكاد واقفاً.

يبدو أن تلك الضربة الأخيرة كانت بكل ما لديه.

"لكنني هشّمت رأسه...!"

لحظة... لا يجب أن أُصاب الآن!

تأثير "الجسد الحديدي" سينتهي في أي لحظة الآن...

ـ دينغ!

صوت ميكانيكي مألوف دوّى في أذني.

الإشعار في التوقيت المثالي، ملأني برعب شديد.

ـ دينغ!

[انتهت مدة التأثير الخاص "الجسد الحديدي".]

[جارٍ حساب العقوبة الناتجة.]

[※ سيتم تطبيق العقوبة فوراً. ※]

ـ دينغ!

[ستتلقى 3 أضعاف الضرر المتراكم خلال فترة التفعيل.]

[تم تطبيق العقوبة.]

أوه.

تبا لحياتي.

ـ طعنة! تمزيق!! شق!!!

آخر ما سمعته كان صوت جراحٍ جديدة تُشق في بطني، وتمزيقٍ مروّعٍ للحم وأنا أُثخن بالجراح.

"رايدن!!!!"

وصراخ لوسي.

وانغمس كل شيء في الظلام قبل أن أتمكن حتى من الرد.

ضبابي.

كانتوعيي يخبو ويعود.

مثل عيون غير مركزة.

"أين أنا...؟"

من خلال رؤيتي المشوشة، رأيت قماش خيمة فوقي.

المعسكر الرئيسي...

كان الناس يهرولون من حولي، حركاتهم ضبابية.

كانت أيديهم تعمل على بطني المصاب.

"اسكبوا جرعة أخرى على الجرح!"

"الغرز تنفك! أمسكه جيدًا!"

شخصيات في ملابس الجراحة تندفع ذهابًا وإيابًا.

فتحت عيني بالقوة ونظرت لأسفل، فرأيت جسدي الممزق، الدم والأحشاء تتسرب خارجه.

"ابدأوا بالخياطة! سأهتم بالإصابات الداخلية بالسحر المقدس!"

"إنه يفقد الكثير من الدم...! أحضروا لي مزيدًا من جرعات التجدد! كلها!!"

"من هنا، أستاذة ريباينا! أسرعي، السحر المقدس...!"

الأصوات كثيرة جدًا...

عبست من شدة الضجيج.

ثم سحبني الإرهاق الساحق مجددًا إلى الظلام.

تلاشت رؤيتي، وغرقت في الهاوية.

أعمق...

وأعمق...

حتى لم يبقَ شيء سوى الصمت.

---

عندما استعدت وعيي مجددًا، كنت واقفًا في بحر من الظلام.

في قاع المحيط، فوق أرض صلبة لا ينبغي أن تكون موجودة.

'......'

شعرت برمال باردة ورطبة تحت قدميّ.

كان إحساسًا غريبًا.

كنت مغمورًا في أعماق البحر، ومع ذلك أستطيع التنفس بسهولة.

فقاعات صغيرة كانت تخرج من شفتي مع كل زفير.

أين... أنا؟

تساءلت بصمت.

أو ربما كنت أفكر فقط. من الصعب التمييز.

آخر ما أتذكره كان الهجوم المفاجئ من الموتى الأحياء.

ثم... نقلي إلى المعسكر؟ كل شيء كان مشوشًا.

وسط هذا المشهد غير المفهوم، توقفت باحثًا عن تفسير.

عن معنى لهذا الوضع الغريب.

عندها سمعته.

– ...لا تنسَ.

صوتٌ صدى في السكون.

ارتجفت من الدهشة.

كان هناك شيء مألوف في هذا الصوت الذي كسر الصمت.

– لا تنسَ.

كرر العبارة ذاتها، دون أي توضيح إضافي.

لا أنسى ماذا...؟

عبستُ حائرًا، حينها خرج شخصان من الظلام أمامي.

صبيّان.

كانا يبدوان مختلفين، لكن ثمة شبه غريب في سلوكهما.

– لا تنسَ.

كان شعرهما الأسود يتمايل برفق في التيار.

نظرت إلى أعينهما الداكنة، المثبتة عليّ، وهمست:

"رايدن...؟ وأنا...؟"

وأنا أحدق في هذا الثنائي الغريب، ووجوههم خالية من التعبير، تحدثا:

– لا تنسَ.

– أننا لسنا مختلفين كثيرًا.

ابتسم الصبيّان ابتسامة خفيفة.

ثم تلاشت أجسادهما في الظلام.

مددت يدي نحوهما، والأسئلة تدور في رأسي، لكن يدي مرت عبر فراغ.

لم يبقَ سوى كلماتهما، تردد في السكون.

– طق...

أظلمت رؤيتي مرة أخرى.

---

عندما فتحت عينيّ مجددًا، كنت مستلقيًا على سريرٍ كبير.

"......"

ذهني مشوش كما لو أنني استيقظت من نومٍ عميق.

رمشتُ ببطء، أتفحص محيطي.

كنت في مستوصف مؤقت في المعسكر الرئيسي.

"...أنا حي."

تمتمت، ويدي تتحسس بطني غريزيًا.

بدلًا من ثلاث فتحات دامية، وجدت ضمادات سميكة.

لقد نجحوا في إنقاذي في الوقت المناسب.

تنهدتُ براحة وعدت إلى الوسادة، حينها سمعت أصواتًا مألوفة بجانبي.

"را-رايدن...!؟"

"أنت...؟"

أدرت رأسي فرأيت لوسي ومارغريت، ووجهيهما شاحبين من القلق.

كانت أعينهما موجهة إليّ، وسرعان ما اغرورقت بالدموع.

ما بهما...؟

تفاج

أت من ردة فعلهما، لكني حييتهم بتحية مرتبكة:

"صباح... الخير؟"

لوسي، التي كانت تعض شفتها، انفجرت باكية وارتمت عليّ.

"رايدن...!!"

"آخ! س-سموكِ! جروحي...!"

"ظننت أنك ميت...!"

"أنت تقتلينني! حرفيًا!"

احتجاجي لم يثنِ عزيمتها، إذ واصلت لوسي عناقها القاتل.

مارغريت، التي كانت تقف خلفها، اكتفت بالمشاهدة دون أن تحاول إيقافها.

اضطررت لقضاء عدة دقائق في تهدئة لوسي قبل أن تعيد فتح جروحي.

"آرغ!!"

هذه الرحلة المدرسية تتحول إلى كارثة حقيقية...

2025/06/11 · 40 مشاهدة · 1401 كلمة
Ji Ning
نادي الروايات - 2025