سيوف النجوم.

إنها فرقة الفرسان التي تُعرف بأنها الأقوى بين البشر.

قد يبدو عددهم الضئيل - اثنا عشر عضوًا فقط - غير لافت، لكن قوتهم تضاهي قوة فرسان الإمبراطورية.

كل واحدٍ منهم عبقري لا يولد مثله سوى مرة في كل جيل.

خصوصًا قائدهم جيليوس، الذي امتلك قوة طاغية لدرجة أنه كان يُقارَن بـ كورن، باعتبارهما أقوى شخصيتين في هذا العالم.

في القصة الأصلية، كانوا يظهرون غالبًا قبل أن يستيقظ آلين بالكامل.

وكانوا يؤدّون دور الـ"ديوس إكس ماكينا"، يتدخلون لإنقاذ الأبطال عندما يواجهون خصمًا لا يمكن التغلب عليه.

أنقذوا آلين من هزيمة ساحقة على يد أحد ملوك السماء الأربعة، بيرين.

واقتحموا مقر "الباحثين" ومزّقوه كما يُمزّق التوفو، مما سمح للطلاب المختطفين بالفرار.

باستثناء ملك الشياطين وملوك السماء الأربعة، لم يكن هناك من يضاهيهم في القوة.

كلما ظهر "سيوف النجوم" في القصة، كنت أشعر بالارتياح والطمأنينة.

لكن المشكلة كانت...

"...من فضلك، ارفع رأسك، سيدي كرايدن."

قائد أولئك الرجال المذهلين كان ينحني أمامي.

عضضتُ شفتي، وشعرتُ بعبءٍ ثقيل يحطّ على كتفيّ.

لحسن الحظ، سرعان ما اعتدل جيليوس في وقفته، لكن نظرات من حولي بقيت مُثبّتة عليّ.

ازدردتُ ريقي، محاولًا تبديد الجفاف المفاجئ في حلقي.

"نجم السيف"... شخص يمكنه شطر الجبال والبحار بضربة واحدة.

الضغط الذي كان يشعّ منه كان لا يُطاق لدرجة أنه جعل الحديث صعبًا.

"..."

لا، ربما سبق أن شعرت بشيءٍ كهذا من قبل.

نفس الإحساس الساحق.

كان مشابهًا لما شعرت به في حياتي السابقة، حين واجهت خصمي في نهائي بطولة العالم.

ذلك الخصم الذي سحقني بنتيجة 10-0.

لا أذكر اسمه، لكن الإحساس كان مشابهًا بشكلٍ مرعب.

وبينما كنتُ أسترجع تلك الذكرى، تكلّم جيليوس أخيرًا بعد أن حدّق بي طويلاً:

"أنت شخص مثير للاهتمام."

"هـه... ع-عذرًا؟"

كِدت أن أعضّ لساني من المفاجأة، لكنني استعدت رباطة جأشي بسرعة.

ولم يبدو أن جيليوس أعار أي اهتمام لانفعالي الطفيف.

"أغلب الناس يتجمدون في مكاني، غير قادرين على الحركة من ضغط هالتي. مثل أولئك هناك."

وأشار بيده نحو مجموعة من الطلاب الذين بدوا مشدوهين في أماكنهم.

عيونهم اتسعت من الخوف وهم يحدقون نحونا.

"ذلك رد فعل طبيعي."

"أرى..."

"لكن يبدو أنك متماسك تمامًا. هناك شرارة في عينيك."

"هـه...؟"

عندها فقط أدركت أن هناك شيئًا غريبًا.

لماذا لم أتأثر بهالته؟

الأساتذة فقط من يُفترض بهم أن يتحملوا ضغطه، أما أنا فما زلت طالبًا...

وبينما كنتُ أتساءل، ظهر صوتٌ مألوف:

-دينغ!

> [المهارة "الإرادة الحديدية" تخفف تأثيرات الحالات السلبية (الخوف، الخضوع، الشلل… وثلاثة أخرى).]

ظهرت نافذة زرقاء أمامي تعرض هذا الإشعار.

قطبتُ حاجبيّ.

إذًا، بإمكان هذه المهارة كبح التأثيرات السلبية حتى ولو كانت سلبية بشكل غير مباشر؟

كنت قد شككت بهذا من قبل، حينما قامت المهارة بكبح "لعنة الوحدة" عن فيوليت.

يبدو أن "الإرادة الحديدية" أقوى بكثير مما كنت أظن.

"تمتلك إرادة قوية رغم مظهرك."

"...أشكرك."

"حسنًا… فأنت تلميذ لوكاس، في النهاية."

أومأ جيليوس وكأن هذا يفسر كل شيء.

وبعد لحظة من الصمت، تجرأتُ وسألته السؤال الذي شغلني طوال الوقت:

"سيدي كرايدن... إن لم يكن لديك مانع، هل أنت من أقارب أستاذي...؟"

"همم؟ لقد قاتلنا جنبًا إلى جنب في الماضي، لكننا لسنا من نفس الدم."

"إذًا، لماذا تحملان نفس اسم العائلة...؟"

"آه، أفترض أنك لا تعرف."

ضحك جيليوس بخفة، ثم أشار إلى الفرسان الواقفين خلفه.

"كل فرساني يحملون اسم كرايدن."

"كرايدن... هل هو لقب يُمنح لمن يخدمون تحت قيادتك؟"

"لأكون دقيقًا، هو اسم أمنحه بنفسي. معظم الذين خدموا إلى جانبي اتخذوا اسم كرايدن."

"إذًا، أستاذي كذلك...؟"

"نعم، لوكاس قضى بعض الوقت معي... لكنه اختار أن يصبح أستاذًا بعد انتهاء الحرب."

حكّ جيليوس مؤخرة رأسه، وتنهد بصوت خافت.

ثم نظر إلى شاهد القبر بنظرة حنين، قبل أن يستدير إليّ من جديد.

"حسنًا، أعتقد أن هذا وداعنا الآن... ينبغي علي المغادرة."

"ماذا؟ ستغادر بهذه السرعة؟"

"هدفي من المجيء اليوم هو رؤية ما تركه لوكاس خلفه."

جال بنظره في الحشود، وركّز على وجوه الطلاب والأساتذة وهم ينوحون على المعلم الراحل.

ثم استقرّ بصره على شاهد القبر الرمادي في وسط الساحة. وبدت على وجهه ابتسامة حزينة.

"إذًا، هذا ما تركه وراءه."

"..."

"ذلك الوقح. عاش حياة مُشبَعة، حتى ولو كان ذلك يعني أن يعصاني حتى النهاية."

نظر إليّ للمرة الأخيرة، وعيناه الزرقاوان تحملان مشاعر لم أستطع فك شفراتها.

ربت على كتفي برفق، ثم استدار ليغادر، وتبعه فرسانه بصمت.

"حتى نلتقي مجددًا، يا سيد ليشيت... إن سمحت لنا الأقدار."

راقبت بصمتٍ عباءته الحمراء وهي ترفرف خلفه كأنها عباءة بطل أسطوري.

---

✦✦✦

فرقة "سيوف النجوم"، التي عبرت الموقع كالعاصفة، غادرت الجنازة، ورايدن ظل واقفًا في ساحةٍ مشبعة بالمطر والذهول.

على مسافة قريبة، كان هناك فتى آخر يراقبه.

"...ثمة شيء غريب... بالتأكيد."

الفتى، الذي همس بهذه الكلمات ووجهه يعبّر عن توتر، لم يكن سوى آلين راينهارت.

بطل الجيل الحالي المختار.

وكانت تقف إلى جانبه لورين، القديسة القادمة من المملكة المقدسة.

"سيد آلين...؟ ماذا تعني بغريب؟"

مالت برأسها باستغراب، تحدّق في آلين الذي بدا شاحبًا ومُتعرق الجبين.

كان مظهره على النقيض تمامًا من هدوئه المعتاد.

قلقت عليه، لكن بدا أنه لا يسمعها.

"..."

آلين كان يعيش لحظة رعب حقيقية.

هو الذي بقي هادئًا حتى أثناء الهجوم على قاعة الولائم قبل بضعة أشهر...

كان الآن... ترتجف يداه.

والسبب... رايدن.

الضغط الكامن في هالة الفتى اسود الشعر كان خانقًا.

الآخرون لم يلحظوه، لكن عينا البطل مكنته من رؤيته بوضوح.

هالة زرقاء كانت تدور حول رايدن بعنف، كأنها ستبتلع كل من يقترب.

ورغم أنه شهد مثل هذا المشهد من قبل، إلا أن الحدة هذه المرة كانت مختلفة.

سابقًا، كانت مجرد توتر...

أما الآن، فقد بدا الأمر وكأن مجرد إرخاء الحذر سيؤدي إلى التهام روحه.

غرائزه كانت تصرخ: "خطر."

"سيد آلين، وجهك شاحب... هل أنت بخير حقًا؟"

"...أنا بخير."

ردّ آلين دون أن يزيح نظره عن رايدن.

جيليوس كرايدن يُعد الأقوى بين البشر.

ورغم وقوفه بجواره، لم تُفلح هالته في كبح قوى رايدن البرية.

كلما فكّر بالأمر، بدا له الأمر غير منطقي.

طالب كان في ذيل الترتيب حتى العام الماضي... كيف له أن يصدر عنه ضغط كهذا؟

كان هناك الكثير من الأمور المريبة بشأنه.

كونه يعرف أن آلين هو البطل، ومعرفته المسبقة بهجوم قاعة الولائم...

وكذلك وجوده في مركز كل حادثة تقع.

بدأ آلين يشك أن رايدن هو من يُدبّر كل تلك الأحداث.

"هل يُعقل أن يكون هجوم الرحلة المدرسية أيضًا..."

لم يكن متأكدًا، لكنه رأى أن فرضيته منطقية.

الهجوم في القاعة، والرحلة... وجود شخص واحد في كليهما لا يمكن أن يكون مصادفة.

"...أحتاج إلى تأكيد."

تمتم آلين، وقد عقد العزم في داخله.

قرر أن يواجه رايدن مباشرة.

إن كانت مجرد شكوك، فسيعتذر.

أما إن لم تكن...

فسيقاتله بكل ما يملك.

تقدم آلين إلى حيث يقف رايدن.

"يا سيد ليشيت."

"...سيد راينهارت؟"

"أرغب في الحديث معك، هل يمكنك منحي بعض الوقت؟"

"أنا متعب الآن... لا بأس، قليل من الوقت لا يضر."

"شكرًا. إذًا، من فضلك، تعال معي. أريد الحديث في مكان أكثر خصوصية."

"وما الأمر الذي تودّ مناقشته...؟"

قطب رايدن حاجبيه، لكنه وافق دون مقاومة.

غادرا ساحة الجنازة، وسارا إلى زقاق معزول.

وبعد أن تأكّد آلين من خلو المكان، استدار إلى رايدن.

"يا سيد ليشيت."

"نعم؟ لماذا جلبتني إلى هذا المكان المنعزل؟"

"لدي سؤال أريد طرحه."

"ليس لديك إذن باستجوابي."

كان وجه رايدن بلا أي تعبير.

لكن آلين قرر الدخول في صلب الموضوع مباشرةً.

"هل كان لك يد في موت البروفيسور لوكاس؟"

"...ماذا؟"

"سألتك إن كنتَ قد قتلته."

سأله آلين بنظرة حاسمة.

وفي اللحظة التالية...

تشوّهت الهالة التي كانت تلتف حول رايدن بشكل مرعب.

2025/06/22 · 36 مشاهدة · 1146 كلمة
Ji Ning
نادي الروايات - 2025