الفصل السادس عشر : حصار قطاع الطرق الجزء 1 من 4

"انها هي؟!"

تلك المرأة الغامضة الغريبة التي ظهرت داخل الغابات المطيرة .

كانت تجري أيضا في الماء . هل يمكن أن تكون واحدة من المتمردين؟ أو أنها مثلما قال هان شو ، عن كونها عشيقة قائد المتمردين؟ نظرت غو يون بحزم نحوها . بدا أن تلك المرأة قد شعرت بنظرات غو يون حيث نظرت بسرعة في اتجاه غو يون. وبمواجهه نظراتهم ، أطلقت أعيونهم وهج شرس.

أظهر الوجه الجميل تعبيرًا هادئًا وباردًا ، ولم تكشف عن أدنى ذعر وبدأت مليئه بنوايا القاتلة . تحرك جسدها في الأمواج بخفة و حركاتها كانت "أنيقًه ". بدا أن كل شيء من حولها كان في متناولها . كانت غو يون متأكده ، أن مثل هذه المرأة الفريدة لم تكن خصمًا سهلاً . ومع ذلك ، لم تستطع السماح لها بالهرب فقط هكذا .

بالنظر إلى أسفل التيار ، كانت المياه قد وصل عمقها إلى أقل من مترين . وبدأ التيار يتباطأ تدريجياً . ولأن مهارتها في السباحة لم تكن سيئة ؛ يجب أن تكون قادرة على السباحه من خلاله .

وبالنظر إلى سرعة المرأة في المياه ، ستكون غو يون قادره على مقابلتها في الوقت المناسب .

بعد إجراء التقديرات في عقلها ، توصلت غو يون إلى أن الإجراء كان ممكنًا . لذا علقت بينج ليان على خصرها ، وكانت تستعد للقفز في الماء . وعندما كانت كانت قدميها ستقفزان ضغط أحدهم على كتفها . وصرخ سو لينغ بجانبها ، "ماذا تفعلين؟"

"دعني أذهب ! لا أستطيع أن أدع المرأة تهرب " أرادت غو يون دفع يد سو لينغ ؛ ولكن منذ أن قوته كانت كبيرة ، لم تستطع الحركة . ومع ذلك ، لم يكن لديها الوقت لشرح الموقف بشكل صحيح . وإذا لم تذهب الآن ، فسيكون الوقت متأخراً لمنع المرأة !

إتبع سو لينغ اتجاه نظر عيني غو يون . ولاحظ بسهولة الظل الأخضر في الماء . لقد كانت امرأة نحيلة مبهرة وذات مزاج بارد. لابد أنها هي الشخص الغامض الذي واجهته تشينغ مو في الغابة . حدقت عيون النسر لسو لينغ بعناية . وتمامًا عندما بدأ صبر غو يون ينفذ ، شعرت أن كتفها تم تربيت عليه بشكل خفيف . حينها ، سمعت سو لينغ يقول ، "سأفعل ذلك".

لم ينتظر رد غو يون ، حيث قفز سو لينغ . ومر مظهره الأحمر الداكن وطويل أمام عيني غو يون ، مما جعلها تستعيد أفكارها : إن لديه جرح على كتفه ، ولا يجب أن يلامس الماء !

في البداية ، إرتفعت نبضات قلب غو يون لسماء . وفي اللحظة التالية ، سقطت على الأرض . وشعرت مثل الأحمق . فعلى عكسها ، عرف هذا الشخص كينغ كونغ . فإذا كانت هي التي قفزت فستغوص في الماء لاعتراض الظل الأخضر باستخدام شجرة كبيرة في الغابة كنقطة انطلاق ، ولكن ضمن عدة قفزات ، وصل سو لينغ إلى الجذع الكبير فوق المرأة باللون الأخضر.

وووقف بفخر على الفرع مرتدياً ملابسه الحمراء داكنة التي تشع عبر أشعه الشمس و تعبر من خلال أوراق الشجر . و أظهر وجهه التعابير القاسيه و البروده من عينيه الداكنة التي يمكن أن تخيف الناس العاديين . ولكن كان قلب تلك المرأة كان مشدوداً ، فلقد مرت خمس سنوات ، وأخيراً التقيا مجددًا.

بدت المرأة غائبة في التفكير ، وتنظر فقط إلى سو لينغ بتعبير معقد ... هل كان الفرح؟ اعتقدت غو يون أن الأمر غريب كون المرأه لم تسبح بعيداً لتجنب سو لينغ ، بل ذهبت إليه . هذا يعني أنهم فعلا يعرفون بعضهم البعض؟

هدأت قلبها ، ووضعت يداها معاً أمام صدرها ، وراقبتهما بصمت.

بعد فترة وجيزة ، اتبعت المرأة التيار المائي ووصلت إلى جانب سو لينغ . عندها قفز سو لينغ من الشجرة وأمسك أكتاف المرأة بإحكام . عبست المرأة بسبب الألم لكنها لم تحدث ضجة . أحس الثعبان الأخضر الصغير الذي على معصمها بمالكته . وتوهجت أعينه الحمراء في سو لينغ وهسهس مخرجاً لسانه الأسود . كانت كلا الانياب خارجه تماماً ، وعلى استعداد للهجوم . عند رؤيتها تريد لدغ سو لينغ ، هزت المرأة رأسها وألقت نظره نحوه .

شعرت الأفعى الخضراء الصغيرة بظلم لكنها أغلقت فمها ، ولم تجرأ على أن تكون طائشه وأنزلت رأسها بطاعة . ثم أنزلقت حول ذراع المرأة ولم تجرؤ على التحرك بشكل عشوائي. إذا رأها الناس من النظرة الأولى ، فقد بدت حقًا بمثابة قطعة من الشريط الأخضر الزمردي.

تبادلت المرأة والأفعى الصغيرة النظر . بعدها رفعها سو لينغ من الماء . وباستخدام ذراعه القوية أمسك خصر المرأة . حينها تشدد جسد المرأة على الفور . لم يشعر سو لينغ بضيق أثناء السير في الغابة معها في هذا الشكل . أدارت المرأة رأسها قليلاً . حيث كشف وجه سو لينغ الحازم أمامها . لقد كانت تفكر في الاقتراب من هذا الوجه لسنوات . ولكن وجهها أصبح أكثر برودة . وقامت بتجعيد جبينها دون وعي ، لأنه ... لم يتذكر من كانت ! لقد نسيها !

كانت أعين غو يون الباردة تراقب . الآن ، يمكنها أن تتأكد 1‪00٪ من أنهم يعرفون بعضهم البعض ... على الأقل ، كانت المرأة ذات اللون الأخضر تعرف سو لينغ . لم تنسى غو يون مدى قسوه سوط جلد الثعبان الخاص بها وكيف كانت هجماتها بلا رحمة . ومع ذلك ، عندما أصبح خصمها سو لينغ ، لم يكن لديها حتى نية لمهاجمته . وهذا أثبت أن صداقتهم لم تكن عاديه..

لم تدرك غو يون أن لهجتها تبدو أقل اكتراثًا من المعتاد . حيث تحركت يديها أمام صدرها بشكل متكرر .

بعد عده قفزات ، هبط الاثنان على أرض مرتفعة . ثم أطلق سو لينغ قبضته من خصر المرأة . وقبل أن تقف المرأة بحزم ، دفع سو لينغ بخصرها بلا رحمة وأمر حفنة من الجنود ، "اصطحبها إلى المخيم وضعها تحت المراقبة."

"أمركٌ"

انتهى حديث سو لينغ ، واستدار وسار باتجاه لينج شياو . مركزاً عيناه فقط على التيار المائي في المقدمة ، ولم يلقي نظرة على المرأة التي خلفه.

ومضت عيني المرأه ولم تنظر إلى سو لينغ بعد الآن . فبالنسبة له ، كانت مجرد رهينه ! وإذا كان الأمر كذلك ، فلن تتصرف وفقًا لمشاعرها بعد الآن . على أي حال ، يمكنها فقط أن تكون عدوه !

وقفت المرأة غير مباليه هناك . بينما تقدم الجنود وراءها ، راغبين في ربطها . حينها أظلمت عيناها .

" كن حذراً !" غو يون التي كانت تراقبها أخرجت على الفور بينغ ليان وقفت أمام الجنديين . حيث انبعثت الهالة الجليدية من بينج ليان وجعلت الجنود يأخذون دون وعي خطوة كبيرة إلى الخلف . في الوقت نفسه ، تحرك فجأة الشريط الأخضر على يد المرأة . ثم فتحت الافعى الخضراء فمها الأسود على نطاق واسع وهاجمت حيث وقف الجنود من قبل . جعل صوت الهسهسة الجنود ينكمشون . ووقفوا متجمدين في أماكنهم مع أعين مفتوحه على وسعها .

لقد كان قريب جداً ! إذا لم توقفه السيدة ، فمن المؤكد أنهم سيعضون من قبل الافعى . كما كان جلده مشرقًا وفمه غامقًا تمامًا . لذا لابد أن يكون ثعبان شديد السمية ! لم يعتقدوا أن هذه المرأة الضعيفة العادية ستجلب مثل هذا الحيوان السام معها !

ارتعش قلب الجنود بالخوف . ومع ذلك ، لم يتمكنوا من ترك السجين يهرب . لذا شجعوا أنفسهم . ثم أستعد سبعة أو ثمانية جنود للهجوم معاً . ولكن أوقفتهم يد غو يون التي كانت تحمل بينغ ليان . وذلك لأن المرأة أظهرت سوط جلد الثعبان . وإذا لم تكن مخطئة ، فهذا هو السوط الذي يمكن أن يقاوم قوة بينج ليان .

شددت غو يون قبضتها على بينغ ليان ، ومشت ببطء نحو المرأة ووقفت أمامها . حينها فقط لاحظت غو يون أن عندما نظرت المرأة إلى العربة المليئة بالوقود والكبريت ، كان هناك وميض من الذعر على وجهها.

"هل كنتي مع وو جي ويان جي ." لم تطرح غو يون السؤال ولكنها فحسب ذكرت الحقيقة . حينها استعاد وجه المرأة طبيعته . ثم أطلقت السوط ذا الوهج البارد نحو غو يون . وضرب سوط الذي بيدها بالفعل باتجاه وجه غو يون.

كانت غو يون تتوقع أنها ستهاجم ، وبالتالي ، عندما أخرجت السوط ، قفزت غو يون بسرعة إلى الأمام . و لم يضرب السوط الطويل غو يون ، لكنه كان متأصلاً بعمق في الوحل . وكان العمق بقدر قدم !

عندما هاجمت المرأة فجأة ، فوجئ الجميع باستثناء غو يون. ثم استفادت المرأه من حالة تفاجئ الجميع للهرب و ركضت بسرعة . حينها سمع سو لينغ صوتًا غير طبيعي خلفه ، وما ان إستدار ، وجد أن الشخصيه الخضراء والنحيله من قبل قفزت مرة أخرى في الماء . ولحقت بها شخصية سوداء أخرى بسرعة تشبه الفهد .

إختنق قلب سو لينغ . فلقد كان التيار المائي ضعيفًا ، وقريباً سيقومون بالهجوم الثاني . لذلك ، لا يستطيع المغادره في هذا الوقت . ولكن المرأة ذات اللون الأخضر كانت جيدة جدآ في فنون الدفاع عن النفس . بالإضافة إلى ذلك ، كانت أيضاً ماكرة. فهل ستكون (غو يون) قادرة على التعامل معها ؟ أمسكت يده تشي شيوي على خصره . وبدفء السيف استقر قلبه قليلاً . فلحسن الحظ ، كان معها بينغ ليان ليرافقها . لذا يجب أن تكون على ما يرام .

في التيار الضعيف ، كانت كل من الإناث يكافحن من أجل السباحة . حيث لم ترغب غو يون في السماح لها بالرحيل بينما أرادت المرأة الآخرى بشدة أن تتخلص منها . ومع ذلك ، على طول الطريق ، كانت غو يون لا تزال تتبع المرأة عن كثب.

بعد أن هرعا بسرعة إلى 3-4 أميال ، استطاعت كلتاهما أخيرًا الوقوف في المياه العميقة التي تصل إلى الركبه . ويبدوا أن كلاهما كانتا محرجتان للغايه لأن ملابسهن المبللة ملتصقه بأجسادهن . ومع ذلك ، وقفت المرأه ذات الظل الاخضر بفخر مع سوطها الطويل كسلاح لها ، في حين أمسكت الآخرى سيفاً طويلاً ووقفت على الجانب الآخر . كانت كلتا أعينهن مليئة بالهالة القاتلة . لذا لا أحد منهن يهتم حقًا بمظهره في هذه اللحظة .

إنخفض الماء تدريجياً إلى مستوى الكاحل . ثم أخرجت غو يون سيفها بلطف من غمده . عندما تم الكشف عن بينغ ليان ، كان هناك صوت مكتوم مصاحب للبروده . ابتسمت غو يون وقالت . "لم نقرر من الفائز في آخر مرة . ماذا عن نقرر النتيجة اليوم؟ "

غو يون يمكن أن تكون متأكده ، بأن هذه المرأة كانت مرتبطة بالمتمردين . ولن يكون الإمساك بها سهلاً ، لكنها تستطيع ، على الأقل ، تأخيرها ! علاوة على ذلك ، وبصرف النظر عن تشي شيوي(سيف سو لينغ) ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تجد فيها سلاحًا يقاوم قوة بنج ليان . لذا كيف يمكن ان لا تكون مهتمة بسوط جلد الثعبان الطويل؟

حدقت عيون المرأة في وجه غو يون لفترة طويلة. وكان تعبيرها معقدًا . في النهاية ، إرتفعت الشفاه التي بلون الخوخ قليلاً . وضربت بيدها الذي يحمل السوط الأرض بلطف ، و رشت المياه الموحلة .

تريد التنافس؟ بالطبع تريد وستقبل التحدي . كما تود أن ترى مدى اختلاف زوجة سو لينغ .

وجدت غو يون نفس الأهتمام في أعين تلك المرأة ، ولأن ليس هناك وقت للتوقف ، أمسكت غو يون بينغ ليان وهاجمت أولاً . ومع اقتراب غو يون ، شعرت المرأة بموجه من الهواء البارد يهب أمامها ، ولم تستطع مواجهته تقريباً . حينها أنزلق الثعبان من على معصمها نحو رقبتها ، واحتضنت برفق عنقها . متدفقاً الدفء خلال أطرافها الأربعة . وعلى الرغم من أن درجة حرارة جسدها لا تزال منخفضة ، شعرت المرأة بتحسن كبير.

أمسكت المرأة سوطها الطويل ثم أعادت الهجوم . ومرة أخرى ، تشابك السيف والسوط . ومع ذلك ، في هذا الوقت لم تتردد غو يون في تدوير شفرة سيفها . باعثاً الضوء بسبب الاحتكاك. حينها اضطر السوط للإرتخاء ، ثم ضربت غو يون باستخدام بينغ ليان نحو صدر المرأة .

كانت المسافة قريبة جدًا ؛ و فات الأوان على المرأة لتثبيت سوطها . لذا أرادت أن تنحرف جانباً لتتفادى الهجوم ، لكن غو يون كانت أسرع منها بخطوة . ومع السيف في بصره ، قفز الأفعى من رقبة المرأة إلى بينغ ليان ، والتف بإحكام حول بينغ ليان . فجأه شعرت غو يون بقوة كبيرة كانت تسحبها . ولذلك لم تتمكن من التمسك بـ بينغ ليان . وطار السيف نحو الجانب مباشرة في الأرض .

لم تعد غو يون تملك سيفها ولكن المرأة كانت لا تزال تملك السوط . وفي غضون ثانية ، تم عكس موقفهم ، مما جعل غو يون في وضع غير مؤات . حينها انتهزت المرأة هذه الفرصة لضرب بسوطها .

كانت غو يون في موقف صعب ومع العديد من المشاكل ، ولكنها تهربت من الهجوم . وظنت أن المرأة ستضاعف قوتها للفوز على غو يون . ولكن من كان ليعرف؟ فلقد كانت المرأة تحدق في صمت ثم ألقت بسوطها وتعلق على شجرة قريبة . وواجهت غو يون بيدين فارغتين .

تفاجئت غو يون . هل تريد المرأة التنافس معها بدون سلاح؟

بدا الأمر كما لو أنها كانت شخصًا مهذبًا ولا تريد الاستفادة من موقف غو يون . لذا تحسن انطباع غو يون عنها . في هذا الوقت ، طار بينج ليان الذي تمكن من فصل نفسه عن الافعى الصغير نحو يد غو يون مرة أخرى .

ابتسمت غو يون ثم وضعت بينغ ليان بشكل طبيعي على الأرض أيضًا.

وواجهت المرأة بشكل أعزل أيضاً . فلقد مضى وقت طويل منذ أن تقاتلت مع شخص ما بيديها العاريتين . اليوم ستكون قادرة على القتال حتى تكون راضية !

.

.

.

المترجم ¶ ησ_ηαмє ¶

2019/04/18 · 899 مشاهدة · 2136 كلمة
No_Name
نادي الروايات - 2024