بقايا وحش يمكن أن تكون صالحة للعديد من الغايات.

إذا ما كانت عظام وحش قوية وجلده صلبا, فيكن إعادة استعمالهم كمواد أساسية لصناعة أسلحة قادرة على مجابهة الوحوش الأخرى, وإذا ما أصبحت المانا المتراكمة في القلب عبارة عن حجر مانا,فهيكل الوحش عندئذ يمكن أن يستعمل كأساس لخلق السحر والمعجزات.

المعجزات لأنه علميا لا يمكن تفسير ما يقع,فالإنسان تعطى وللمواد التي يحمل تأثيرات سحرية غامضة بسبب ما يسمى بتأثير "السحر".

الحكومة هي المسؤولة عن بيع بقايا الوحوش. هذا التدبير ناتج عن رغبة المسؤولين لتقييم الوضع داخل منطقة الوحوش وتقديم الأجوبة الكافية عند الحاجة.وأيضا لمنع بعض الجهات الجشعة الخاصة من التحايل على الفرسان أو الصيادين.

ولكن "بيع بقايا الوحوش من خلال قانون الشركات العامة" لا يوجد في أي مكان أخر سوى في كوريا الجنوبية. لذلك يطلق على هذا المكان بالجنة من طرف الأشخاص الذين يعيشون على بيع بقايا الوحوش ونتيجة لذلك نسبة الفرسان والمرتزقة والصيادين مرتفعة في أوساط الشعب الكوري.

"ذئبين بنيين.800 $ كمقابل من طرف الحكومة وأيضا هاك رخصة الصياد الجديدة خاصتك ذات المستوى المنخفض. تهانينا يا سيدي على ارتفاع رتبتك."

يوجد ساي-جين حاليا داخل "مخزن الوحش" الذي تسيره الحكومة والذي يتم فيه بيع بقايا الوحوش. هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تباع فيه البقايا, و تشترى منه الأدوات أيضا كما تتم فيه جميع الإجراءات الإدارية الخاصة بالصياديين والفرسان.

وأيضا لتحديد مراتب الصيادين والتي تعتمد تماما على نتائجه الحالية. هذه النتائج تحسب اعتمادا على عدد الوحوش المصطادة والمقتولة.لذلك, قام اتحاد الصيادين ومنذ وقت طويل بإعطاء كامل المسؤولية لمخزن الوحوش بتحديد رتبة كل صياد.

" الأجرة الباقية ستودع في رقم حسابك المصرفي الذي أعطيتنا وذلك بعد الانتهاء من كل الإجراءات اللازمة.عل أي حال, أليست مهارتك في التفكيك وكل ما حققته حتى الآن جيد للغاية؟....إنه لمن الصعب تخيل أنك صياد لمدة شهر فقط"

قالت موظفة الحكومة مبتسمة.

"....هل هذا صحيح.لم أكن أعلم ذلك."

بوجهه الخالي من أية تعابير, أخد ساي-جين رخصة الصياد الجديدة خاصته واستدار ليغادر.

لقد مر 30 يوما مند حصول ساي-جين على لقب الصياد ذو المستوى المنخفض, كانت عملية التسجيل آنذاك سهلة وبسيطة, كل ما كان عليه فعله هو القبض على وحش وجلبه لهم وبهذا يصبح صيادا.

بعد أن أصبح صيادا مسجلا قرر ساي-جين أن يبيع كل 4 أيام من 2 إلى 3 أجزاء من بقايا الوحوش التي يصطاد. بل أكثر من ذلك, يجب أن لا تكون جيدة جدا أوقد ينظر إليه كشخص مشبوه, وبسبب وضعيته الحالية فإنه يحاول تفادي ذلك بكل ما أوتي من قوة.

من الواضح بأن ساي-جين ليس الوحيد الذي يمتلك صفة ولكن لا أحد في كامل قواه العقلية قادر على أن يتقبل هذا الكلام المجنون حول 'صفة تغير شخصا من إنسان إلى وحش'. سيكون الأمر أكثر واقعية لو أن أحدهم ادعى بأن وحشا يتظاهر بأنه إنسان.في الواقع,منذ وقت ليس ببعيد كان هناك حادث مثل هذا, ومنذ ذلك ظهرت كلمة وحش إنسان.

'....بقي 40 دقيقة.'

هذا المتجر كان الأقرب إلى منطقة الوحوش ولكن بالنسبة لشخص كساي-جين والذي تعتمد حياته على دقات الساعة فيجب عليه المغادرة بسرعة.

فالبارحة مساءا حوالي الساعة 7 مساءا, وقع حادث غريب في منطقة الوحوش في مقاطعة جانجون.

توقف ساي-جين بعد سماعه لصوت التلفاز. المكان الداخلي لمتجر الوحوش كان يشبه الأبناك العصرية, وبالنسبة لأولئك الذين ينتظرون بالصف فهناك شاشة تلفاز ثلاثية الأبعاد.

-في التلفاز يعرض حادث لذئب بني قام بإنقاذ صيادين من خطر الأكل أحياء من طرف ذئب بني أخر.سجل من طرف الصياد ذو المستوى المنخفض السيد تاي-جو باستعمال عدسات التسجيل. هذه الصور نشرت في الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي والكثير قاموا برؤيتهم. هل ألقي نظرة؟

توقف مذيع الأخبار وبدأ عرض التسجيل. بدون أية رصاصات مانا ولا قدرة على التحمل, وفي وضعية بين الحياة والموت قابل السيد تاي-جو ذئبا بنيا جائعا. برفضه السماح في رفيقه , أخد السيد تاي-جو سلاحه وقرر مواجهة الذئب.

الشكل القبيح للذئب الجائع كان أول شيء ظهر على الشاشة.

قام السيد تاي-جو بهز بندقيته ولكنه أغلق عينيه وكأنه قد استسلم, ثم انقطع العرض للحظة, وبعد مرور بعض الوقت وبدون حصول أي شيء, أعاد السيد تاي-جو المرتبك فتح عينيه بحذر.

الآن أمامه ذئب بني أخر, اكبر حجما من الذي من قبل.أنياب هذا المخلوق كانت مغروسة في عنق الذئب الجائع الذي هدد حياة الصيادين.

هذا الذئب البني الضخم ظهر فجأة وقام بقتل الذئب الأخر الذي يهاجم السيد تاي-جو.رغم ذلك أحس السيد تاي-جو بيأس شديد لأنه ظن أن هذا الذئب سيقتله بالتأكيد ولكن هذا الذئب كان مختلفا.

عوض الهجوم, قام الذئب البني بوضع الصياد الشبه ميت في فمه قبل الإسراع نحو مكان ما.

حمل الذئب الصياد المغمى عليه وأومأ برأسه لتاي-جو بأن يتبعه, ثم بدأ التوجه إلى مكان غير معلوم. إندهش السيد تاي-جو من الذئب للحظة قبل أن ينهض ويتبع المخلوق بحذر.

بعد المشي لمدة, أخيرا ظهرت صور لمركز الحدود على الشاشة. قام الذئب بوضع الصياد الذي في فمه على الأرض وعاد إلى الغابة.

بعد رؤية مركز الحدود الذي بإمكانه مساعدة الصياد المجروح, قام هذا الذئب بوضع الرجل, وغادر على نحو رائع.

أخر العرض كان لظهر الذئب وهو يغادر بتمهل.

-'.... ذلك كان رائعا ؟ ! '

حاليا, هذا الفيديو اكتسب شهرة كبيرة في البوابات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد ما تم رفعه على خدمة الشبكة الاجتماعية( (SNS للسيد تاي-جو. أظهر المواطنون ردود فعل حماسية بخصوص التسجيل, حيث يقولون "لماذا ذلك الذئب له وجه جميل؟ أود الاحتفاظ به,لا, أريد منه الاحتفاظ بي", "ربما سأقع في حبه رغم أنه وحش".

"هوهوهوم". لسبب ما أحس ساي-جين بنوع من الإفتخار.

'هل كان ذلك رائعا فعلا'.

بعد دراسة هذا الحادث الغريب, بدأ الخبراء ينظرون. يقولون بأن الذئب ربما 'نوع الوحش الذي ينمو' أو وحش روحي.

"نوع الوحش الذي ينمو....كان هناك عدد منهم في الماضي ولكنهم انقرضوا الآن, وكما يوحي الاسم فهو نوع الوحش الذي يكتسب الذكاء من خلال التطور. إذا كان ذئبا فإنه سينمو من البني إلى الرمادي ومنه إلى الأسود..."

يبدو أن كلام الخبراء دائما ما يقطع في الوسط

نعم إنه لحادث غريب, إذا ما كان وحشا كذاك, فأنا أيضا أرغب لو يحميني ولو لمرة واحدة على الأقل.والان لننتقل للخبر التالي. هذا الصباح....

بسماع المذيعة الجميلة, أصبح وجه ساي-جين أحمرا حتى إنه كح من شدة الخجل.

"أوه, كم هذا غريب.البارحة كنت أصطاد الذئاب والآن أشعر بالأسف"

"ولكن ألم يكن ذاك ذئبا أسودا؟"

"رغم ذلك أليسوا كلهم ذئابا؟"

من مكان ما يمكن سماع محادثات الصيادين المنتظرين في الصف.

نظر ساي-جين باتجاه الأصوات, وأحس أن هالتهم لا يستهان بها, وفي ظهورهم يحملون....مدافع بازوكا؟ !

أحس ساي-جين بنوع من الخوف وغادر متجر الوحوش مسرعا.

عند خروجه من المتجر,رأى الطريق مليئة بحشود من الناس مشغولين بالمجيء والذهاب.لم يستطع منع نفسه من التساؤل هل الإنسان غير واعي بالخطر المحدق به أم ماذا .فعند أبوابهم توجد جبال مقاطعة جانجون, ما يسمى بمنطقة الوحوش. رغم ذلك فهو لا يحس بأي نوع من القلق ينبعث من الحشد.أو من ناطحات السحاب الطوال التي تبدو وكأنها ستخترق حدود اختراق السماء.

وبالطبع أطول بناية من بينهم تسمى بعدن وتعتبر الأرض المقدسة للفرسان فعدد وافر من هذا الحشد إما فرسان أو صيادين والذين بإمكانهم قتل وحش بشكل منفرد,لذا....

"فوو..."

تنهد ساي-جين للتخلص من إحباطه. أحس بأنه مظلوم, فكل هؤلاء الناس يعيشون حياة طبيعية إلا هو, لما يجب عليه المرور بكل هذا العذاب الظالم لوحده. لسوء الحظ لم يعد لديه الوقت الكافي لتحسر على مشاكله. فالوقت المتبقي له في هيئة الإنسان هو 30 دقيقة.

-لكن لا بأس بذلك.

عندما أراد ساي-جين الرجوع إلى حقل الوحوش,سمع صوت إشهار معروض في لافتة. فحاسة السمع لديه أصبحت قوية بعد الحصول على صفته,ثم أدار وجهه نحو ذلك الاتجاه.

حتى لو كان الجرح خطيرا,ولو كسرت كل عظامي, سأقاتل. أنا لا أقوم بهذا من أجل المال أو الشرف وإنما من أجل الناس.

الصور كانت لمقابلة مع فارس, كانت الدماء تغطي كل جسده مما جعل الأمر واضحا على أنه قد منع هجوم وحوش الآن.

عينان جادتين و فك رجولي وشعر مصبوغ بالأصفر- حتى ساي-جين تعرف على صاحب هذا الصوت. فهذا الفارس يعامل كسلعة حيث يظهر في كل مكان في الإعلام والعديد من المقابلات ويمتلك صفة تسمى "منقذ الضوء" الفارس كيم إن-سوو.

إسمي كيم إن-سوو, فارس من المستوى المتوسط من مجموعة فرسان جيبيوك (تعني الأصل).

انتهى الإشهار بصور كيم إن-سوو موضوعة فوق شعار المجموعة. ضاق صدر ساي-جين بينما يحدق في الإشهار كما أحس أيضا بنوع من المرارة والفراغ بداخله.

'إنها صفة أيضا ولكنها...... مختلفة للغاية'

كل ما استطاع ساي-جين فعله هو أن يخفف عن قلبه المجروح والحزن الذي بداخله بالتنهد قبل المغادرة.

وجهته كانت قمة الجبل الوحيدة والبعيدة, المختبئة تحت السحاب والضباب المكثف-ميدان الوحوش.

ربما كان الأمر خطيرا ولكنه أصبح الآن المكان الذي يحس فيه ساي-جين وكأنه منزله.

2018/07/05 · 3,072 مشاهدة · 1331 كلمة
abdelmajid
نادي الروايات - 2024