الاسم :تايغا

العشيرة:كينجي

العمر 17

_____________________________

اجلس!" قال المحقّق، لكن "زايكو" لم يستجب. كانت أنفاسه ثقيلة، وصدره يعلو ويهبط كأنّه يوشك أن ينفجر من الغضب المكبوت.

من الزاوية المقابلة، وضع "تايغا" يده على كتف صديقه محاولًا تهدئته:

"اهدأ، زايكو... لن يُجديك الصراخ شيئًا الآن."

لكن "زايكو" انتزع كتفه من تحت يد "تايغا" وقال بحدة:

"أنا هادئ! أكثر هدوءًا من هذا الظلم الذي يحدث!"

في الجهة الأخرى من الغرفة، كان "رايجو" يجلس وقد أراح قدميه على الطاولة الخشبية بينه وبين الشرطيَّين. ابتسم ابتسامة عريضة، وقال بنبرة ساخرة:

"بالمناسبة... هل هذه غرفة استجواب؟ ظننتها غرفة ألعاب من كثر ما أنتم مضحكون."

رمقه الشرطي بنظرة نارية، لكنه لم يرد. تابع "رايجو" بنبرة أثقل:

"ما هذا؟ أنتم ثلاثة رجال بالغين تسألوننا وكأنكم تبحثون عن عذر لفشلكم. إن أردتم الحقيقة، فابدأوا بأن تسألوا أنفسكم من أرسلنا إلى الجحيم، لا من أخرجنا منه."

شدّ أحد الحراس على قبضته، لكن الآخر أشار له بأن يبقى ساكنًا. كانت الغرفة تغلي، لا من الحرارة... بل من تناقض الغضب بين ثلاثة مراهقين خرجوا للتو من معركة لا يفهمها أحد، وبين رجال شرطة يظنون أنهم أمام مجموعة مراهقين يتلاعبون بالقانون.

"كايغو."

كان أكثرهم هدوءًا، بل وأكثرهم لا مبالاة. لم يظهر عليه القلق، لم يشارك في أي جدل، ولم يرمِ بنظرة واحدة تحمل الاستفهام أو الدفاع عن النفس. جلس على كرسيّه بصمت، يحدّق في الفراغ، كأنه ينتظر انتهاء فيلم مملّ لا يعنيه شيءٌ من تفاصيله.

كلّما وُجّه إليه سؤال، كان يلتزم الصمت. ليس عنادًا، بل وكأن الأسئلة لا تستحق حتى عناء التفكير في الردّ عليها. تجاهله المستمر دفع أحد الشرطيين إلى فقدان أعصابه أخيرًا، فاقترب منه وصرخ:

"هل تظن نفسك فوق القانون؟ أجب!"

رفع كايغو رأسه ببطء، دون أن تتغير ملامحه، ثم نهض بهدوء كمن يقوم بحركة محسوبة بدقة. حدّق في الشرطي بثبات، وبنبرة خالية من أي انفعال أو غضب، قال:

"أنت لا تعرف مكانك، ولا قيمتك... ولهذا تتحدث كثيرًا."

كانت الكلمات صفعة. ليست لأنها قيلت بصوت مرتفع، بل لأنها قيلت بلا أدنى اكتراث، وكأنها تقرير واقع بارد، لا رأي شخصي. صمت الشرطي للحظة، مصدومًا من الوقاحة المجرّدة من العاطفة، لكن قبل أن يتحول الصمت إلى ردّ فعل، كان "كايغو" قد تجاوز الباب خارجًا، دون أن ينظر خلفه.

في الداخل، انفجر الغضب بين رجال الشرطة، لكن المفاجأة لم تكن في ردّة فعلهم، بل في مواقف الثلاثة الآخرين.

"زايكو" حدّق في الباب بذهول، عاجز عن فهم كيف يملك "كايغو" هذه الجرأة أو هذه البرودة، ثم همس كأنه يحدّث نفسه:

"هل هو غبي... أم أنه لا يرى الخطر أصلاً؟"

أما "تايغا"، فرغم أنه عادة ما يدعو للهدوء، إلا أن ارتباكًا عابرًا مرّ في وجهه، فقد شعر بأن "كايغو" يخفي أمرًا أبعد بكثير من مجرد لا مبالاة.

لكن "رايجو"... ضحك. ضحك كما لو أن ما فعله "كايغو" كان عرضًا كوميديًا منتظرًا، وقال وهو ينهض:

"أعجبني هذا الأحمق البارد."

ثم تبعوه، واحدًا تلو الآخر، غير مبالين بأي احتجاج أو تهديد من رجال الشرطة الذين بدأوا يصرخون، يهددون، ويطالبون بتوقيفهم... لكن لا أحد من الثلاثة التفت.

خرجوا من المركز كما لو أنهم لم يدخلوه قط، وكأن الشرطة كانت مجرد محطة هامشية في طريق طويل لا يعترفون فيه بسلطة أحد.

خرج الأربعة إلى الشارع، وقد بدا أن الشمس بدأت تميل نحو الغروب، ملقية ظلالًا طويلة على الطريق الخالي إلا من بضعة مارة لم يبدِ أحدهم اهتمامًا يُذكر بمجموعتهم.

كان "كايغو" يتقدّمهم، يسير على الرصيف البعيد وكأن لا علاقة له بهم، ظهره مستقيم، خطواته هادئة، لا يلتفت، ولا ينتظر أحدًا. بدا وكأنه يعرف وجهته، أو على الأقل لا يهتم إن عرفها أم لا.

أما الثلاثة الآخرون، فمشوا جنبًا إلى جنب دون ترتيب واضح، كأنهم يُساقون سويًا رغم اختلافهم.

"زايكو" في المنتصف، وجهه مائل قليلًا للأسفل، جبينه معقود، لا تزال آثار التوتر تلاحقه من لحظة خروجهم.

"تايغا" على اليسار، يضع يديه في جيبيه، وعيناه تتنقلان بفضول بين المارة والسيارات المتوقفة.

"رايجو" على اليمين، يسير بخفة كما لو أن العالم ملعبه الخاص.

قال "زايكو"، بصوت مشحون بالغضب:

"شرطة؟ هؤلاء لا يميزون بين مذنب وبريء... يصرخون كأننا أعداء الدولة."

ثم أردف، ونبرة الغضب تتحول إلى شيء من القلق:

"وأكثر ما يزعجني… كيوجو. لقد اختفى فجأة… بعد كل ما حصل في الساحة. لم نره بعد ذلك، ولا نعرف حتى إن كان بخير."

رد عليه "تايغا" بنبرة متزنة، وقد حاول تهدئته:

"ربما كانت خدعة ما . أو ربما..."

تردد لحظة، ثم تابع:

"ربما هناك خونة بيننا ".

لكن "رايجو" قاطع الحديث بسخرية طفولية:

"أوه، كيوجو الشجاع العظيم اختفى؟ هل هذا يعني أنني صرت القائد الآن؟ هاها، رائع!"

توقف الاثنان، ونظرا إليه بنفس الاستغراب، كأن كلماته لا تنتمي للحوار أصلًا.

"تايغا" رفع حاجبه دون تعليق، بينما "زايكو" لم يتحمل الأمر، فصرخ وقد انفجر غضبًا:

"لماذا أتجول مع غبيَّين مثلكما؟!"

ثم استدار بسرعة وابتعد بضع خطوات عنهم، يلوّح بيده كأنه يتخلص من عبء لا يطاق.

ظلّ "تايغا" واقفًا في مكانه، يحدّق بـ"رايجو" باستغراب صامت. لم يكن يعرف هل يضحك من سخفه، أم يشعر بالقلق على حاله.

أما "رايجو"، فقد اكتفى بابتسامة عريضة، وقال بنبرة مرحة:

"أعترف أنني أُضفي نكهة فوضوية جميلة على يومكم الكئيب."

كان من الواضح أن الثلاثة لا يشبهون بعضهم، لا في طريقة التفكير، ولا في ردّات الفعل.

لكن السؤال الذي بدأ يتسلل ببطء لعقل "تايغا" كان:

"كيف سننجو معًا… ونحن بالكاد نتحمل وجود بعضنا؟"

غير "كايغو" مساره فجأة. لم ينعطف فحسب، بل غيّر اتجاهه كليًّا، كما لو أن وجهته التي سار نحوها سابقًا لم تكن سوى تمويه... أو مجرد وقت ضائع.

لم يلاحظ أحد اختفاءه. لا "زايكو" الذي غرق في نوبات انفعاله، ولا "تايغا" الذي كان يراقب من حوله، ولا حتى "رايجو" الذي بالكاد كان يستوعب جدية الموقف.

توقّف "كايغو" وقال بصوت منخفض ولكنه حاد:

"إذًا، هل ترغب بالعثور على كي؟"

تردّد "كايسن" للحظة، كأن الكلمات تعلّقت بين شفتيه قبل أن تنفلت:

"ن... نعم، أريد."

صمت "كايغو"، كأنما يتأمل التردد نفسه أكثر من الكلمات، ثم قال بنبرة باردة كالسكاكين:

"لماذا تتحدث بتردّد؟"

توقف قليلًا، ثم أضاف بنفس البرود:

"أنا لا أعمل مع المتردّدين... هل فهمت ذلك؟"

لم تكن كلماته تهديدًا، بل حكمًا... من لا يمتلك يقينًا، لا مكان له.

شعر "كايسن" بضغط لا مرئي يتراكم فوق صدره. لم يكن مجرد توتر، بل شعور بالإحراج، بالعجز، وكأن "كايغو" يجرده من حقه في الشك.

قال أخيرًا، بصوت أكثر ثباتًا:

"نعم... أنا متأكد."

أومأ "كايغو" إيماءة بالكاد تُرى، ثم بدأ يمشي من جديد، بخطى هادئة لا تشي بأي استعجال، كعادته دائمًا... كأن العالم يسير على إيقاعه هو.

"كايسن" تبعه هذه المرة دون تردد، لكن في داخله بقيت أسئلة كثيرة، تُلحّ عليه. تطلّع إليه وقال:

"هل... هل كنت تعرف أخي؟"

لم يجبه "كايغو"، لم يلتفت حتى. ظلّ يسير وكأن الصوت لم يصل إليه، أو كأن الإجابة ليست من حق السائل.

عندها فقط فهم "كايسن".

"كايغو" لم يكن من أولئك الذين يُستدرجون للحوار... بل من أولئك الذين لا يتحدثون إلا حين يريدون، ولا يُجيبون إلا حين يرغبون.

وساد الصمت بينهما، ليس صمت ارتياح، بل صمت ثقيل... كأن الطريق نفسه يخشى أن يُقاطع حديثًا لم يُخلق بعد.

كان الممر ضيقًا، معتما نسبيًا، تطغى عليه رائحة الغبار والحديد الصدئ.

وقف "كي" هناك، متسائلًا في داخله:

أليس هذا هو المكان الذي حدده الشرطي؟ لماذا لا يوجد أحد؟ لماذا هذا الصمت؟

لكن قبل أن يكمل تساؤله، سمع خطوات. بطيئة… رتيبة… لكنها ثابتة.

رفع رأسه. في نهاية الممر، ظهرت هيئتان مألوفتان بشكل مريب. الأولى كانت طويلة، تمشي ببرود وكأن الأرض لا تُحرّك فيه شيئًا. الأخرى... كانت وجهًا يعرفه تمام المعرفة، وجهًا حمل ذكرى لم يرد أن يراها بعد اليوم.

كان كايغو وكايسن.

تجمّدت تعابير كي في لحظةٍ خاطفة. تقطّبت حاجباه، واتسعت عيناه في دهشةٍ حادة، ثم انكمش وجهه تدريجيًا إلى تعبيرٍ مشحون بالحيرة والشك.

ما الذي يجري؟ لماذا هما هنا؟ أين الشرطي؟

خطا خطوة واحدة إلى الأمام وصاح بصوت متشنج، يتقلب بين الغضب والاستفهام:

"ماذا تفعلان هنا؟! أين ذلك الشرطي؟!"

أشار بيده إلى الأرض كأن الإجابة يجب أن تنبت منها.

صمتٌ ثقيل… ثم جاء صوت كايغو، باردًا كالعادة، خالٍ من أدنى ذرة عاطفة:

"أنا من أرسل ذلك الشرطي إليك."

توقفت أنفاس كي للحظة. لم يكن يتوقع هذا الجواب. بل لم يكن يتوقع أي شيء من هذا كله.

تشنج جسده، وغلت الدماء في عروقه دفعةً واحدة، حتى شعر بحرارة تصعد إلى رأسه كبركانٍ لا يجد منفذًا للانفجار.

"أيها الوغد الحقير!!"

"ما الذي تريده مني بحق الخالق؟! هل تجد متعة في السخرية مني هكذا؟!"

كان صوته يرتجف، لا من الضعف، بل من الحنق.

ثم التفت إلى كايسن، وقال بصوت أقل لكنه أشد مرارة:

"ولماذا جلبت معك... ذلك الحثالة؟!"

نظر كايغو نحوه دون أن يطرف له جفن، وكأنه لا يسمع الانفجار النفسي الذي يتفجر أمامه.

بينما ظل كايسن صامتًا، ملامحه تتقلّب بين الألم والتردد… لكنه لم يتكلم بعد.

تقدّم كايسن خطوةً خجولة نحو أخيه، كأن ثقلاً يشدّ قدميه إلى الأرض. همّ بالكلام، بنبرة خافتة، لكن كي لم يمنحه تلك الفرصة. قاطعه فورًا، بصوتٍ حادٍّ لاذعٍ كالسياط:

"هل جلبتني إلى هنا كي تسألني إن كنت سامحتك؟"

ثم أدار وجهه عنه بازدراء واضح، وقال:

"حسنًا… لقد سامحتك، هل هذا ما أردته؟ إذًا، ارحل. لا أريد رؤيتك مجددًا."

لكن الحقيقة كانت على النقيض تمامًا.

كي لم يسامحه. لم يكن قادرًا على ذلك… لا لأنه يحقد عليه، بل لأنه لم يعُد يشعر بشيء تجاهه إطلاقًا. لا حب، لا كراهية، لا شيء. فقط صوتٌ باهت في ذاكرته… ووجودٌ ثقيل حين يكون قريبًا.

تراجع كايسن قليلاً، خفض عينيه، ثم رفع صوته بهدوء يائس:

" لكنك لا تريد أن تبقى معي… فما فائدة هذه مسامحة ؟"

توقف قليلًا، وصوته يرتجف ما بين الأمل والانكسار:

"أنا لا أطلب مسامحتك فقط، كي... أنا أريد أن أفهمك… أن أقترب منك… أن أشاركك هذا الألم الذي تحمله."

تغيرت ملامح "كي" للحظة، نظرة استغراب عبرت عينيه، لم يفهم تمامًا إن كان كايسن يتكلم بصدقٍ أم يائسٍ، أو إن كان مجرد صوت آخر يحاول اقتحام جدارٍ بناه منذ سنوات.

لكن سرعان ما التفت كي إلى كايغو، عاد وجهه إلى قناعه المعتاد، الغضب المتوتر، وقال بحدة:

"وأنت أيها الوغد... اين ذلك الشرطي وكيف عرفت انني هنا".

أجابه كايغو، بصوته الهادئ البارد :

"عندما شكّلت تلك العاصفة النارية... كنتَ تظن أنك أخفيت نفسك عن الجميع."

قطب كي حاجبيه، واتسعت عيناه بذهول:

"مهلًا... هل كنت هناك؟!"

أكمل كايغو دون أن يلتفت إلى دهشته:

"ظنّ كايسن... بل حتى رجال الشرطة... أنك استخدمت اللهب للانتقال آنياً. لكنني كنت أعلم... لا يمكنك الانتقال آنياً، أليس كذلك؟"

تجمّدت ملامح كي، ثم انفجرت ملامحه بالغضب المكبوت. قال كي بغضب بارد :

"منذ متى وأنت تعرف؟!"

رد كايغو بنفس البرود القاتل:

"عندما صنعتَ تلك العاصفة... لم تكن سوى تمويه للهرب من كايسن. كنت تبتعد، لا تختفي. رأيتك جيدًا، رغم بعد المسافة… أرسلت أحد رجال الشرطة، أخبرته أن يُسرع بكل طاقته ليصل إليك قبل أن تبتعد أكثر...وانت كنت تمشي صحيح ".

ثم أضاف دون تردد:

"قلت له أن يبلغك أنك قُبلت في الأكاديمية رغم فوضاك، وأن تلتقينا هنا."

رفع كي رأسه، نظرة شك حادة تسكن وجهه:

"وهل خبر قبولي... كان كذبة من عندك؟ أم كان خبرًا حقيقيًا؟"

أجابه كايغو ببرودة أشد من الجليد:

"كانت كذبة… من عندي. بل كذبت على الشرطي نفسه… قلت له إنهم أخبروني بإبلاغك. ثم كذبت عليه مجددًا لاحقًا… وأخبرته أن كي ألغى الموعد."

صمت ثقيل تبع اعترافه.

لم يتفاجأ "كي" كثيرًا… لكن الغضب في عينيه صار ساكنًا، ثابتًا، أكثر رعبًا من الصراخ ذاته.

ضحك "كي" ضحكة قصيرة، ميتة النغمة، خالية من أي بهجة و قال بنبرة ساخرة مرّة:

"يالَكَ من متلاعبٍ حقير، كايغو... لكن، آسف... ضيعت وقتكم."

تقدّم خطوة، نظراته تحدق في الفراغ لا فيهم، وأضاف بصوتٍ انخفض لكنه شقّ أعماق المكان:

"فعلتَ كل هذا... وتلاعبتَ بي... كل ذلك لتجعلني أرجع إلى كايسن، كأنّ عشر سنوات من الإهمال، من التجاهل، من الهجر… يمكن نسيانها بلقاءٍ واحد؟ آسف، لا أؤمن بالمصالحات الرخيصة. آسف لأنني جئت... لكنك يا كايسن لست الشخص الذي أستطيع الوثوق به."

ثم أكمل وهو يمشي ببطء نحو مخرج الممر، كأن كل خطوة تحمل وزنه ووزن جراحه:

"أنا لا أثق بأحد يا كايسن... لهذا لا أريد التعامل معك أبداً."

خطواته المتوترة بدأت تسرع… كان هاربًا لا من كايسن فقط، بل من كل شيء حوله.

لكن قبل أن يخرج من الممر، توقّف فجأة.

كان هناك شخص يسد الطريق.

شخصٌ يقف بثقة، ذراعاه متشابكتان، وابتسامة غريبة ترتسم على وجهه… تلك الابتسامة التي لا تقول شيئًا لكنها توحي بكل شيء.

إنه "كيوجو".

تجمّدت قدما "كي"، عيناه تضيقان من الغضب:

"أنت؟!"

نطقها كي وكأن الاسم نفسه إهانة، ثم أردف بحدة:

"ماذا تفعل هنا أيضًا، أيها الوغد الحقير؟!"

ضحك كيوجو بخفة، ابتسامته لم تتغيّر، لكن عينيه لم تكنا ساكنتين؛ فيهما دهاء لاذع:

"أخبرني كايغو أن هناك 'تجمّعًا أخويًا'، فأحببت الحضور."

ثم مال برأسه قليلًا، ونبرة السخرية في صوته أكثر لذعًا من حد السكين:

"لكن يا للأسف… يبدو أن الاجتماع الأخوي انتهى قبل أن يبدأ."

وقف "كي" في مكانه، أنفاسه متسارعة، عيناه تنتقلان بين كايسن، كايغو، وكيوجو.

ثلاثتهم… وجهٌ واحدٌ من الذاكرة التي كان يهرب منها.

2025/05/14 · 6 مشاهدة · 2006 كلمة
Mouad Kei
نادي الروايات - 2025