الاسم : كيزوكي

العمر :16

الاسم :امير ظلال

العمر :17

الاسم :هيرومي

العمر 16

عشيرة كازينوشي

الاسم :يوكي

العمر :16

الاسم : ايكا

العمر :16

الاسم: هانزو

العمر :16

_____________________________

اتسعت عينا كي وهو يحدّق بالفتاة في الأعلى، ثم قال بنبرة حيرة صادقة، لا تشبه طباعه المعتادة:

"هل... أنتِ أحد أعضاء الفريق حقًا؟ فتاة؟ في هذا المكان؟"كانت نبرته مزيجًا من الدهشة والريبة.

ضحكت الفتاة بصوت خفيف، ثم سخرت منه قائلة:

"ما الخطب؟ هل خرجت من كهف للتو؟"

لم يترك كيزوكي الفرصة تمر دون تعليق، فتقاطع مع سخرية واضحة:

"أوه... ألم ترَ فتاة في حياتك من قبل؟ فعلاً، هذا يفسر الكثير."

لكن كي لم يرد عليهما، بل همس بصوت خافت، لم يسمعه أحد سوى كايسن الذي كان يقف قربه:

"كنت أعيش في الغابات... لا توجد فتيات في الغابات."

حين سمع كايسن ذلك، تجمّد لحظة.

كلمتان فقط، لكنهما حملتا كل ألم العزلة التي عاشها كي.

لم تكن جملة عادية، بل اعتراف صغير خرج دون أن يشعر كي بأنه قال شيئًا مؤلمًا.

فجأة، انفتح باب الغرفة مجددًا، ودخل شاب غريب لم يشعر به أحد حتى اقترب.

كان يسير بهدوء تام، صوته منخفض ونظراته لا تحمل عدائية.

لكن مظهره، بهالة السكون من حوله، كان يبعث على شعورٍ خفيٍّ بالحزن.

وقف أمام الجميع وقال بصوت متزن:

"أنا أمير الظلال... سررت بمعرفتكم."

لم يكن صوته مرتفعًا، لكن حضوره فرض نفسه.

شخصٌ يبدو أنه لا يطلب شيئًا... ولا يتوقع شيئًا.

مجرد ظل هادئ يمشي بين من يصنعون الضجيج.

وساد صمت خفيف في الغرفة، بينما تبادل الجميع نظرات سريعة.

جلس أمير الظلال بهدوء على أحد الأرائك، وأسند ظهره قائلاً بنبرة خفيفة بالكاد تُسمع:

"إذاً... هذا هو فريقنا... هل اكتمل؟"

رد كيزوكي وهو يتكئ على الجدار بذراعيه المتقاطعتين:

"ليس بعد، هناك شخص آخر لم يصل."

نظر إليه كايسن باستغراب واضح:

"من؟ لم يذكر لنا المشرف أحداً آخر."

هزّ كيزوكي كتفيه قائلاً:

"لا أعلم من هو، لكن عدد الفريق الكامل ثمانية. ونحن الآن سبعة."

في تلك اللحظة، قفزت الفتاة ذات الشعر الأسود والأخضر مبتسمة وقالت بنبرة مرحة:

"اسمي هيرومي! من عشيرة كازينوشي... آمل أن يكون عاماً دراسيًا ممتعًا، أيها الحمقى!"

ضحك رايجو بحماسة وهو يرد:

"أجل، ممتع بمعارك وأحداث، أكثر من أي دراسة!"

كان الجو يزداد حيوية... لكن كي كان في مكانٍ آخر.

كان يراقبهم جميعًا بعينيه الزرقاوين الجافتين من العاطفة، ويفكر في صمت:

"مهرّج يظن نفسه بطل رواية ..

ذلك الآخر؟ لا يبدو أن هناك أي فائدة منه...

الفتاة الخرقاء؟ قد أقتلها عن طريق الخطأ إن عثرت على سيفي تحت الوسادة.

وذلك صاحب الوجه الأسود؟ ملامحه مرعبة، لن أكذب، لكن الخوف ليس مشكلتي.

في النهاية... لا يهم، لا أحد يهم."

وفجأة، قالت هيرومي وهي تضع يدها على خدها بتفكير:

"أوه، صحيح! نسيت إخباركم! هناك عضوان آخران..."

حدّق بها الجميع، فقالت بابتسامة متلعثمة:

"فتاتان... إنهما هنا في الغرفة... لكن... خجلتا من الظهور. اسمهما يوكي وايكا ".

رفع كي حاجبه بدهشة خفيفة، لم يستطع إخفاءها هذه المرة، وقال في نفسه:

"مزيد من الفتيات؟ ما هذا المكان... أكاديمية أم ملجأ لغرائب الأطوار؟"

بينما كان صوته الداخلي ساخرًا كعادته، بدأ قلبه ينبض بنوعٍ جديد من التوتر...

كي، الذي عاش وحيدًا بين الأشجار والوحوش...

ها هو يُلقى فجأة وسط غرفة فيها أربعة شبان وثلاث فتيات... وربما أكثر.

فتح الباب فجأة للمرة الأخيرة ذلك اليوم، ودخل فتى بشعر أبيض ناصع وعيون زرقاء صافية كالجليد. خطواته كانت واثقة، وابتسامته لطيفة بشكل يبعث على الارتياح رغم وجود توتر خفيف في الغرفة.

توقف في منتصف المساحة ونظر إلى الجميع قائلاً بهدوء:

"مرحبًا... أظن أنني تأخرت قليلًا."

رفع كايسن يده بسرعة وقال باندهاش:

"أنت... أنا أعرفك! تحدثنا في اختبارات القبول، صحيح؟"

ابتسم الفتى بلطف وأومأ:

"نعم. أنا هانزو، إن كنت تتذكر اسمي."

رايجو فتح عينيه بدهشة وقال:

"هاه؟! أنت! لقد رأيتك أيضًا. كنت مذهلًا في القتال، رغم أنك لم تبرز كثيرًا!"

بينما بدأ الوجوه تتغير بين الفضول والارتياح، بقي كي جامدًا في مكانه. لم يظهر عليه أي اهتمام.

لكن هانزو التفت نحوه بفضول صافٍ وقال بهدوء:

"إذاً، أنت كي..."

لم يرفع كي رأسه حتى، فقط قال بصوت منخفض بارد:

"ومنذ متى تعرفني؟"

هانزو لم يبدُ متفاجئًا من الرد، بل اقترب خطوتين وقال:

"راقبتك خلال الامتحانات. كنت الشخص الوحيد الذي لم يهاجم بلا داعٍ. أعجبني ذلك."

كي رفع رأسه ببطء، ونظر إليه نظرة فاحصة، ثم قال:

"إذًا، تحكم على الناس من مشاهدتك العابرة؟ فكرة سطحية."

هانزو ابتسم بلطف وقال:

"أحيانًا... لا تحتاج إلى وقت طويل لتفهم من يستحق انتباهك."

كان الجو متوترًا للحظة، لكن التوتر لم يكن عدائيًا تمامًا، بل غريب... كما لو أن هانزو يبعث برسالة خفية، وكي بدأ يلاحظ أن هذا الفتى ليس ساذجًا كما يبدو.

صرخ رايجو بحماس وهو يلوح بذراعيه في الهواء:

"هاهها! اكتمل الفريق أخيرًا! هذا سيكون ممتعًا جدًا! مغامرات، معارك، تدريب، قتال—أوه أنا متحمس!"

بينما وقف كايسن بجواره، عبّر عن فرحته بشكل مختلف، ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه، وقال بهدوء:

"جميل... أخيرًا بدأ كل شيء."

وفجأة، تحرك أمير الظلال بهدوء واقترب من رايجو، ثم وضع يده على كتفه دون تعبير يُذكر، وقال بصوت منخفض حازم:

"لو سمحت، لا داعي للصراخ... الصوت يزعجني."

في لحظة، التفت رايجو بنظرة مشتعلة، وقال وهو يخرج نصلًا صغيرًا من خصره:

"تضع يدك علي؟ من تظن نفسك؟!"

ثم استدار بضربة سريعة موجهة نحو أمير الظلال دون تفكير.

لكن أمير الظلال، بثبات عجيب وبرود قاتل، انخفض بخطوة واحدة فقط، متفاديًا النصل دون أن يبدو عليه التوتر أو المفاجأة.

مر النصل فوق رأسه بمسافة بسيطة، ثم وقف ببطء، ورفع عينيه نحو رايجو، وقال:

"كان يمكن أن تُقطع يدك، فقط لو كنت شخصًا مختلفًا."

سادت لحظة صمت متوترة في الغرفة، حتى هيرومي قالت مازحة:

"واو، أول اشتباك في الفريق! أسرع مما توقعت."

كي كان يراقب بصمت، ثم همس بسخرية لنفسه:

"الأحمق أراد أن يلعب، لكنه كاد أن يُمحى من الوجود."

كايسن نظر نحو رايجو بقلق:

"هيه... رايجو، كل شيء بخير؟"

لكن رايجو، بعد لحظة صمت، انفجر بالضحك وقال:

"أوهههه هذا رائع! لم أتوقع أنك رشيق هكذا! أنت مذهل يا رجل!"

قالها وهو يعيد نصلَه إلى مكانه، وكأن شيئًا لم يحدث.

أمير الظلال لم يرد، فقط عاد للجلوس بهدوء، كما لو أن المواجهة

لم تكن سوى لحظة غبار عابرة في سكون الليل.

قال هانزو بلطف وهو يبتسم ابتسامة هادئة خففت من توتر الجو:

"لا داعي للعنف... ما زلنا في اليوم الأول. لنحاول أن نبقى أحياء على الأقل حتى نهاية الأسبوع."

كيزوكي عبس بنفور وهو ينظر إلى رايجو وأمير الظلال، ثم همس بسخرية:

"يا لهم من أطفال... هذا فريق أم سيرك متنقل؟"

أما رايجو، فاستعاد حماسه وبدأ يتحدث بعفويته المعتادة، يتنقل بنظراته بين الأعضاء ويتحدث عن خططه وأفكاره المستقبلية كأنه يعرفهم منذ سنين، دون أن يلاحظ أنه يتكلم كثيرًا.

كان كي يقف بصمت... لكن في داخله، كان الغضب يتصاعد ببطء. بروده الظاهري لم يكن إلا قناعًا هشًا. لم يحب الصخب، ولم يتحمل المزاح العشوائي، ولا الأشخاص الذين يتصرفون بلا حدود. شعر أن الجو من حوله بدأ يضيق، وأن هذا الفريق... ليس ما أراده.

وفجأة...

انفتح الباب من جديد.

لكن هذه المرة، كان الوضع مختلفًا تمامًا.

هدأ الجميع تلقائيًا. لم يكن ذلك بسبب ضجيج خارجي أو نداء رسمي... بل بسبب الشخص الذي دخل.

كايغو.

وقف على الباب، كما لو أنه لا ينتمي لهذا المكان، هادئًا، بنظراته الخالية من المشاعر.

في اللحظة التي رأته فيها هيرومي، اتسعت عيناها، وصرخت بدهشة ممزوجة بفرح:

"هاه؟! أخي الكبير؟!"

سكت الجميع، حتى رايجو نفسه جمد في مكانه، وكي رفع حاجبه بحذر.

أما كايغو، فبقي صامتًا، ينظر إلى داخل الغرفة دون أن يغير ملامحه، وكأن ظهوره هنا لم يكن مفاجئًا على الإطلاق.

كايسن همس لنفسه وقد بدأ قلبه ينبض بسرعة:

"لم أكن أعلم... أنه أخوها..."

تغير الجو تمامًا، وأصبح دخول كايغو بمثابة بداية فصل جديد لا يتوقع أحد نهايته.

في اللحظات الأولى بعد دخول كايغو، خيّم الصمت على الغرفة. لم يكن صمتَ احترام، بل صمتَ اندهاشٍ، حيرة، وارتباك.

هيرومي أسرعت نحوه بحيوية طفولية لا تليق بجو التوتر، ووقفت بجانبه وهي تبتسم:

"وأخيرًا قررتَ زيارتنا! ظننتك ستتجاهلني كالعادة!"

ضحكت بخفة وهي تضربه على ذراعه، لكنه لم يبادلها أي تعبير. فقط... وقف.

رايجو رفع حاجبيه وقال بصوت مسموع بحماسة لا تخفى:

"آه، البارد غير المبالي أتى! هذا يوم مميز فعلًا!لحظة واحدة هل قالت تلك فتاة اخي ".

كايغو مرر نظراته على وجوههم جميعًا. نظرة واحدة فقط، لكنها كانت كافية لتجمد حتى الأصوات المتناثرة.

نظرة باردة... غير مبالية... لكنها مرعبة بشكل غريب.

ثم قال بصوته الرتيب الهادئ، دون أي انفعال:

"هذه الفتاة... أختي الصغرى."

صمت بسيط.

ثم أضاف، بنبرة خالية من العاطفة لكن تحمل تهديدًا واضحًا:"ومن يزعجها او يفعل شي مشينا لها ساقتله"

ارتجف الجو، وكأن الغرفة انخفضت حرارتها فجأة.

كيزوكي أدار وجهه فورًا، وهانزو ابتسم توترًا، أما أمير ظلال فاكتفى بتثبيت عينيه على كايغو، يراقبه بصمت.

كي ابتسم بسخرية داخلية وقال في نفسه:

"تهديد مباشر؟... يبدو أننا نملك مهرجًا من نوع آخر."

في جوٍ محمومٍ بين نظرات حذرة وتعليقات متفرقة، كسر كايسن الصمت بصوتٍ بدا أقرب إلى محاولة تهدئة، لا نُبلٍ حقيقي. لم يكن يسعى إلى حماية هيرومي بقدر ما كان يحاول تخفيف التوتر الذي بدأ يتراكم تدريجيًا كغبارٍ ثقيل. قال بنبرةٍ متوترة، ذات صدقٍ جزئي:

"لا تقلق، يا رجل. بما أن أختك ضمن الفريق، فهي أخت لنا جميعًا."

لم يكن يدرك تمامًا أثر ما قاله، ولا كان يُدرك حدود الخط الأحمر في عقل كايغو.

كيزوكي، بحساسية مفرطة تجاه العلاقات القسرية، انفجر مباشرة دون تفكير. لم تكن كراهيته لهيرومي شخصية، بل كان ينفر من كل علاقة تُفرض عليه باسم الأخوّة أو الفريق. قال بجفاءٍ صارخ:

"هي ليست أختي. نحن زملاء فقط، ولا يهمّني حتى إن ماتت."

كانت كلماته دقيقة، قاطعة، خالية من العاطفة. لم يكن غاضبًا حين قالها، بل صادقًا إلى حد الوحشية. وهو ما جعلها أخطر مما بدت.

رايجو، الذي لم يفهم عمق الموقف، تدخّل بغباء صبياني:

"اخترْ كلامك..."

قالها كمن يحاول المساعدة، لكنه لم يفعل سوى صب الزيت على النار.

في اللحظة التالية، بدأ الغضب يتسلّل إلى كايغو. ليس على هيئة صراخ، ولا عبر ملامح مشوهة، بل عبر تركيزٍ مرعبٍ في النظرات، وحركة جسدية دقيقة: تقدم خطوة واحدة فقط نحو كيزوكي.

كل من في الغرفة لاحظ التغير، لكنهم لم يعرفوا كيف يتصرفون.

هيرومي، التي نادرًا ما ترى شقيقها في هذا الوضع، اتسعت عيناها قليلاً. لم تكن خائفة، بل متفاجئة؛ تعرف بروده، لكنها لا تعرف ما وراء هذا البرود.

كايغو وقف أمام كيزوكي مباشرة، والمسافة بينهما تقلصت حتى أصبحت تهديدًا صامتًا.

نظر في عينيه، ثم قال بنبرة متماسكة، لا تُقاوم ولا ترتجف، وإنما تحمل يقينًا قاتلًا:

"أعد ما قلته."

لم تكن جملة. كانت أمرًا نهائيًا.

أصبحت الغرفة ثقيلة بالصمت، كأن الزمن توقف على الحافة الحادة لكلمةٍ قيلت في غير موضعها. التوتر لم يكن مجرد شعور، بل حقيقة محسوسة تتسلل في الهواء بين الأنفاس المتحفزة.

كايسن، المتوتر بطبعه، التفت يمنة ويسرة، يبحث في الوجوه عن منفذ يمكن من خلاله إخماد هذا الاحتكاك قبل أن يتحول إلى شرارة.

رايجو كان على النقيض تمامًا، يراقب الموقف بعيون يملؤها الترقب، وكأنه يستمتع بمشاهدة مواجهة مرتقبة بين اثنين من أشرس الوحوش، بينما كي بدا ساكنًا بجسده، لكنه كان يراقب بعينيه بتركيز خطير. لم يكن صمته حيادًا، بل استعدادًا.

هانزو كان يتحرك بحذر، وفي داخله دافع أخلاقي للتهدئة، لكنه لم يخطُ خطوة، ربما احترامًا لحضور كايغو الطاغي، وربما لأنه شعر أن الوقت لم يكن لصالح أي تدخل.

وحده أمير الظلال ظل جالسًا كأن شيئًا لم يقع.

كيزوكي، بعينين جامدتين يشوبهما الغضب، واجه نظرات كايغو دون تردد. كلاهما لم يزح نظره عن الآخر. لم تكن بينهما مجاملة، بل نوع نادر من الاعتراف الضمني بقوة الآخر.

هيرومي، التي كانت قبل لحظات مرحة وساذجة، وقفت في المنتصف تتأرجح مشاعرها بين القلق والحيرة. لم تتوقع أن اسمها سيكون الشرارة.

قال كيزوكي بهدوء لا يحمل سلامًا:

"قلتُ إنها لا تهمني... وإن ماتت، فهذا لا يعنيني. هل ستفرض عليَّ حمايتها؟ هذا لن يحدث."

كانت نبرته حادة، خالية من العاطفة. لم يكن يتحدث ليُستفَز، بل لأنه اعتقد بصواب رأيه. لم تكن عنده حرمة للعلاقات خارج ما يراه هو واجبًا عليه.

كايغو لم يرد على الفور. لم يرفع صوته. بل اكتفى بأن ثبت عينيه على كيزوكي، ثم نطق بصوت ثابت، وكأنه يصدر حكمًا:

"وما الذي جعلك تفترض أنها ستموت؟"

ثم تابع، دون أن يغيّر نبرة صوته:

"إن مات أحد في هذه الغرفة... فسيكون أنت."

العبارة لم تكن تهديدًا، بل إبلاغًا لحقيقة منطقية من وجهة نظره. كايغو لم يكن يهوى التصعيد، لكنه لم يكن يعرف التراجع حين تُهدد كرامته أو دائرته الضيقة.

ضحك كيزوكي بسخرية طفيفة، لا استخفافًا بل لاستفزاز واضح، ثم قال:

"أوه... جميل، جميل حقًا. يبدو أنك نسيت من أكون، يا كايغو."

في تلك اللحظة، انعقدت النظرات. كايسن ورايجو وكي وهيرومي، بل حتى أمير الظلال، دارت في رؤوسهم نفس التساؤلات.

كيف يعرف كيزوكي اسم كايغو؟

هل سبق أن التقيا؟

استدار كايغو بهدوء. لم تكن حركة سريعة، لكنها لم تكن متوقعة. كل من في الغرفة ظن أن لحظة الانفجار قد بدأت، لكن كايغو، كعادته، تصرف بما لا يمكن التنبؤ به.

كيزوكي لم يتحرك. لم يتغير شيء في تعابيره. ظل على هدوئه الظاهري، وكأن الصراع لم يكن يعنيه منذ البدء.

تقدم كايغو بضع خطوات نحو الباب، ثم التفت إلى هيرومي وقال بنبرة هادئة لكنها غير قابلة للرفض:

"علينا أن نتحدث. سنلتقي في ساحة الأكاديمية، بعد قليل."

صمت قصير تلاه صوت رايجو، وقد بدا عليه الانزعاج:

"كنت أتوقع شيئًا حماسيًا... تبا."

كان رايجو من النوع الذي يعشق المشاهد الحاسمة، وقد خاب أمله هذه المرة، لكن ذلك لم يكن يهم كايغو.

كايسن، وقد بدأ يتفاعل مع أطراف الحديث، التفت إلى هيرومي وسأل باستغراب:

"لم أكن أظن أن كايغو أخوك."

ردّت هيرومي، وفي نبرتها شيء من الغرور الخفيف:

"إنه أخي... الأخ الأفضل في هذا العالم."

أما كي، فقد غادر الغرفة بصمت. لم يقل كلمة واحدة. عبَر الممر بخطوات هادئة، لكن متوترة في عمقها.

وراءه، رفع هانزو صوته قليلًا:

"إلى أين تذهب؟"

لكن كي لم يرد. تجاهله تمامًا، وواصل طريقه وكأن الصوت لم يكن موجّهًا له.

وحين خرج من المبنى، لمح كايغو يمشي أمامه، بخطى متزنة. لم يتردد، أسرع ليلحق به، ثم أوقفه بنبرة متعمدة الإزعاج:

"أنت... أو هل تفضل أن أناديك بـ(كايغو)؟"

التفت كايغو ببطء، ونظراته مستقرة كعادتها. قال بهدوء:

"ماذا تريد؟"

ابتسم كي، لكنها لم تكن ابتسامة ودّ. كانت ساخرة، حادة، ومشحونة بالريبة:

"إياك أن تحاول خداعي، يا هذا. ربما خدعت حمقى آخرين... لكن أنا؟ هذا مستحيل."

كان حديث كي متزنًا، لكن خلف نبرته الهادئة كانت مشاعر لا يُستهان بها. لم يكن يهاجم، بل يعلن موقفًا.

كايغو لم يُبدِ أي رد فعل، فسأله بنبرة شبه مستفهمة:

"ماذا تقصد؟"

رد كي مباشرة:

"لم تأتِ لرؤية أختك كما تدّعي... ذلك ليس السبب الحقيقي."

2025/05/18 · 8 مشاهدة · 2261 كلمة
Mouad Kei
نادي الروايات - 2025