ركع كي على أطرافه، نظراته خاوية، ويداه ترتجفان كأنهما تحملان ما لا يُحمل من الفقد. كان القمر مكتملًا، لكن نوره بدا كئيبًا، شاحبًا، وكأنه ينوح معهم.
جلس كايسن إلى جواره، يخبئ وجهه بين ركبتيه، وصوته مخنوق.
كايسن:
"أخبرني فقط... كيف؟ كيف انتهى كل شيء؟"
كي بصوت متهدّج، وعيناه ترفض الدمع:
"أبي... أقوى رجل في هذا العصر... رجلٌ كانت رؤيته تبثّ الطمأنينة في قلوب الجنود... كيف يُهزم؟"
ينظر نحو الأفق، كأنه يبحث عن تفسير بين الأمواج.
"وعشيرتنا... لم تكن مجرد قبيلة. كانوا يهابون اسمنا، كانت سيوفنا تُروى بها الأساطير..."
كايسن يتمتم:
"قالوا إن رايو لا يُهزم... وإنه وحده صدَّ حروبًا. من الذي قتله؟ من الذي جعل أمي تصمت للأبد؟"
صمت طويل. الريح فقط هي من تجيب.
كي بعد لحظة، بصوت خافت يحمل مزيجًا من الإنكار والألم:
"لم يكن هذا موتًا فقط، يا كايسن... لقد كان إعدامًا. لم يُقتلوا... ذُبِحوا كأنهم لم يكونوا شيئًا."
كايسن وهو ينهض فجأة، يصرخ في الريح:
"لماذا؟! لماذا نحن؟!"
كي يقف ببطء، ملامحه جامدة كمن كبر عشر سنين في لحظة.
"سنعرف... يومًا ما، سنعرف."
انكمش كايسن فجأة، قبض على رأسه بكلتا يديه، وتقلص وجهه كأن الألم يغلي تحت جلده. ثم رفع رأسه، وصوته يخترق السكون:
كايسن (بصوت مفجوع):
"رأيتهم... رأيت وجوههم الخمسة!"
نظر إليه كي ببطء، عينيه غارقتان في ضباب الذهول، وصوته بالكاد يُسمع:
"من...؟"
كايسن وهو يضرب الأرض بقبضته:
"خمسة أشخاص. لم يكونوا كغيرهم... كانوا هادئين جداً... عيونهم باردة، وابتسامتهم... ابتسامتهم كانت وكأنهم يستمتعون!"
اقترب من أخيه، نظر إليه بعينين تحترقان:
"كانوا يعرفوننا. لم يقتلونا لأننا أضعف، بل لأننا من عشيرة أكامي. كانوا يعرفون ما يفعلونه، واحد منهم حتى قال... قال: لقد انتهى عصركم."
ارتجف كي، لم يعرف إن كان من البرد أم من الخوف. همس:
"لم أرَ وجوههم... كنت مشغولًا بالنظر إلى الدم، إلى... أمي..."
صرخ كايسن فجأة، ورفع صوته إلى السماء، صوته خشن ممزوج بالبكاء والغضب:
"سأقتلهم! سأقتلهم واحدًا واحدًا! أقسم على ذلك! لن ينجوا!"
تراجع كي خطوة للخلف، صدمة وخوف في عينيه، لا من المذبحة فقط، بل من كايسن ذاته، من النيران التي اشتعلت في أخيه. همس:
"كايسن... لا... لا تفعل هذا..."
لكن كايسن لم يسمعه. كان قد دخل في دوامة من الغضب لا تنكسر بسهولة.
وقف كايسن على الميناء، يصرخ، والبحر لا يجيبه إلا بأمواجه الكسلى. انحنى قليلًا، قبضته تضرب الخشب كأنها تحاول تحطيم العالم:
كايسن:
"كلهم ماتوا! أبي... أمي... الجميع! أقوى سياف في هذا العصر يُقتل أمام أعيننا! كيف؟!"
ثم رفع رأسه إلى السماء، بصوت مخنوق:
"أبي كان لا يُهزم... من يستطيع هزيمته؟ من؟!"
بدأ يتنفس بسرعة، صدره يعلو ويهبط، عروق عنقه بارزة كحبال مشدودة. التفت إلى أخيه، ودموع الغضب في عينيه:
كايسن:
"كي! ذلك الرجل... الرجل الذي ظهر فجأة وأوقف أمي عن الكلام! أتذكر؟ كانت ستقول شيئًا! شيئًا مهمًا!"
كي (بصوت بارد، مشوش):
"أ... أجل، أتذكّر... نظرت إليه فجأة وسكتت. كأنها خافت... كأنها أدركت شيئًا."
كايسن (بحنق):
"ذلك الرجل هو نفسه من قتل والدي... رأيته... رأيته جيدًا. لم يكن يقاتل، بل... يراقب، حتى جاءت لحظة واحدة فقط... ضربة واحدة، ثم سقط أبي."
سقط على ركبتيه، ثم همس بصوت حاد:
كايسن:
"إن عدت يومًا إلى هذه الأرض بقوة، سأجدهم، سأُريهم ماذا يعني أن تُذبح عشيرتي أمام عيني."
كانت عيناه تتلألآن بدموع لا تسقط، كأنها تمطر داخل قلبه فقط. ثم... سكن.
الصراخ انتهى.
الوجع تجمّد في العروق.
الهواء صار ثقيلاً.
وبينما كايسن يحدق في اللاشيء، كان كي واقفًا كتمثال من الزجاج، يحاول استيعاب ما حدث. لم يكن يبكي، لم يكن يتنفس بقوة، بل كان كأنه انسلخ عن الواقع، غارقًا في دوامة من الأسئلة:
"لماذا... يقتل البشر بعضهم؟"
"ما الهدف من كل هذا؟"
"ما الفائدة من بناء العشائر والقصور والقوة إن كانت تنهار بلحظة؟"
"لماذا كان أولئك القتلة... يضحكون؟"
"كانوا يلعبون، وكأن هذه المجزرة... مسرحية."
خفض عينيه إلى يديه الصغيرتين، ثم إلى البحر.
"هل سنكبر نحن لنصبح مثلهم؟ هل... سأتحول يومًا إلى قاتل؟"
لم يجب أحد على تساؤلاته. لا البحر، ولا القمر، ولا أخوه الجاثي على الأرض.
كانوا وحيدين تمامًا.
لكن شيئًا ما... كان يتغير داخلهما.
سكنت الريح. هدأ الميناء كأن الزمن توقف ليراقب ما سيحدث.
وقف كي بهدوء، ووجهه خالٍ من التعبير، كأن لا شيء مما حدث قد لامس قلبه.
رفع عينيه نحو أخيه، نظرة باردة... حادة... نظرة لا يشوبها حزن، ولا دموع، ولا حتى دهشة... فقط هدوءٌ مرعب...عميقة، كأنها صادرة من شخص لا يبلغ الخامسة، بل من رجل عاش ألف حربٍ في داخله.
كايسن: (يتراجع خطوة، مشوشًا)
"كي... ما هذه النظرات؟ ماذا بك؟"
لم يجب كي في البداية، ثم قال بصوت خافت كالسكون قبل العاصفة:
كي:
"اسمه... ميدشوشوجي."
كايسن: (بدهشة)
"ماذا؟ من أين تعرف اسمه؟!"
كي (ينظر إلى الأفق):
"كان يأتي إليّ أحيانًا. كان يريد... تدريبي."
كايسن (يرتجف):
"تدريبك؟"
كي (بهدوء مميت):
"لكن أبي... كان يطرده دائماً."
غليان في وجه كايسن. بدأت ملامحه تتشوّه من الصدمة والارتباك والغضب.
كايسن:
"أنت... أنت تعرفه؟ ذلك الذي قاد المجزرة؟"
لم يجب كي.
كايسن: (يصرخ)
"أنت السبب؟! لقد جاؤوا لأجلك، أليس كذلك؟!"
كي ظلّ صامتًا... لا دفاع، لا احتجاج... فقط برود.
اقترب منه كايسن بعينين مشتعلتين، قبض على كتفيه وهزّه بعنف:
كايسن:
"تكلم!! لماذا لم تخبر أحدًا؟!! لماذا لم تمنعهم؟!! لماذا... أنت حتى بلا مانا!! لماذا نحن... لماذا مات الجميع بسببك؟!"
كايسن:
"هل أنت السبب في موتهم؟!!"
لم يحرّك كي ساكنًا. نظر إلى البحر، كأنه لا يعير الاتهام أي اهتمام.
صمت ثقيل... ثم همس:
كي:
"لا أدري... ربما."
ثم وجه إليه لكمة. كي لم يتحرك.
ضربة أخرى.
كي لم يرفع يده.
كايسن بدأ يضربه وهو يبكي، يضربه وهو ينهار:
كايسن:
"أنت السبب... أنت العار... لا تفهم شيئًا، لا أحد يفهمك لأنك أصلاً لا تنتمي لنا! لماذا كنت دائمًا غريبًا؟! بلا مانا، بلا فائدة... بلا شيء!"
كي بقي ساكنًا، رأسه إلى الأرض، والدم ينزف من زاويتي فمه. ثم همس بصوت لا عاطفة فيه:
كي:
"...ربما أنت محق."
ارتبك كايسن للحظة، فتوقفت يده في الهواء.
كي:
"ربما لا يجب أن أكون هنا من البداية."
رفع عينيه، ببطء... لكن نظراته لم تكن لطفل.
كايسن (بغضب):
"من... أنت؟!"
رفع كي عينيه، وفيهما شيءٌ غريب... شيء لم يولد بعد، لكنه يقترب:
كي:
"أنا... لست متأكدًا بعد."
الضربات تتوالى.
الرياح الباردة تعبث بشعره، وركبتاه تلامسان الأرض... لكنه لا يشعر بشيء.
كان كايسن يصرخ، يضرب، يبكي، لكن صوت العالم صار بعيدًا، وكأنّه خلف جدار من الزجاج.
ثم همس كي في نفسه... بصوت داخلي لا يسمعه أحد:
كي (في داخله):
"هل أنا السبب...؟ هل كنت الباب الذي دخل منه الموت؟"
ضربة أخرى.
كي (مفكرًا، بصوت داخلي أعمق):
"لكن... لماذا لا أشعر بالحزن؟ لماذا لا أبكي مثل كايسن؟"
رفع رأسه قليلًا، نظر إلى السماء السوداء... كأنها تسأله:
كي (بداخله):
"أهذا هو شعوري الحقيقي؟ أنني... لا أشعر؟"
غامت عيناه، ليس بالدموع، بل بالحيرة:
كي (بهمس داخلي):
"كنت أبتسم... دائمًا. أقول كلامًا جميلاً، أركض، أضحك، أتظاهر بالحماس."
كي (بصوت داخلي، بمرارة):
"لكني كنت أراقب نفسي من الخارج. كأنني ممثل صغير. كنت أعرف أنني لست مثلهم."
تنفّس ببطء... ثم تابع التفكير:
كي:
"لم أكن أريد أن أكون طفلًا. كنت أتعمد أن أكون مؤدبًا، خفيفًا، حنونًا... حتى لا أكون عبئًا على أبي وأمي."
ضربة أخرى من كايسن... لكن كي لم يعد يشعر بها.
كي:
"كنت ممتنًا فقط... لأنهم لم يتركوني، لأنني عرفت معنى "الأسرة". لكنه لم يكن حبًا حقيقيًا... لم أستطع الشعور به....المشكلة أنه الحب كان يأتي من طرف أمي كل لحظة بل حتى من اخي لكن لم يظهر ذلك أبدا ...ربما كان ابي يكرهني لأنه يعرف انني اشبه باللعنة لانني لاامتلك مانا ".
صمت.
ثم تمتم داخل قلبه، بصوت صغير، كأنه سر دفين:
كي:
"حتى كايسن... لا أعرف كيف أشعر تجاهه. لم أره كأخ أكبر. كنت دائمًا أرى في عينيه شيئًا يُقلقني... شيئًا يجعلني أبقى بعيدًا."
كي (بهمس داخلي، صامت تحت أنفاسه):
"أمي... كانت تحبني، أعلم ذلك. كنت أشعر بدفء يديها، ونظراتها... قبل أن تبرد."
غمض عينيه لحظة، وصوت كايسن في الخلفية يختنق بالغضب.
كي (في نفسه، نبرة خافتة):
"وكايسن... نعم، هو أيضًا كان يحبني، بطريقته. لكن المشكلة... كانت فيّ."
لحظة صمت...
كي (بهمس داخلي يتخلله وجع مكتوم):
"لم أستطع أن أحبهم. لم أستطع أن أشعر... فقط كنت أتظاهر، أبتسم، أقول: أنا سعيد... لكنني لم أكن."
ثم تسرّب صوت داخلي آخر، أكثر ظلمة، أكثر صدقًا:
كي:
"ربما السبب هو ... لأنني لم أتقبّل فكرة أن أكون تابعًا. أو ضعيفًا. أو صغيرًا."
ثم شقّ عليه سؤال أخير:
كي (بهمس داخلي محطم):
"هل أنا شخص سيئ...؟"
سكن العالم فجأة.
حتى كايسن توقّف، ويده معلّقة في الهواء.
لكن كي، في داخله... كان قد بدأ للتو.
كايسن كان يقف شامخًا، وعيناه تقدحان شررًا من الغضب، بينما جسده يرتجف من شدّة الألم المكبوت.
قال بنبرة حادة:
"كنتُ أريد الانتقام. كنتُ أريد أن أذبح أولئك الخمسة بيدي... لكنني أدركت شيئًا سخيفًا، كي."
كي، وقد غمره الصمت، رفع بصره بتعبٍ نحو شقيقه، غير قادرٍ على فهم ما يقصده.
تابع كايسن، وقد تجلّت الكراهية في صوته:
"السبب الحقيقي لموت عشيرتنا... يقف أمامي الآن."
قبل أن ينطق كي بحرف، كانت يد كايسن تدفعه بقوة إلى الخلف —
وسقط كي في النهر.
الضوء يتكسر فوق السطح، والماء يبتلع جسده الصغير ببطء...
كي وهو يغرق، وعيناه نصف مفتوحتين، يرى أخاه واقفًا على الضفة، جامدًا، ينظر إليه بحقدٍ بارد.
وفي داخل كي، صوت يتهشم:
"أن تموت... وأنت ترى نظرات أخيك تمزقك... أن تموت بعد أن قال لك كل شيء... أن تموت... وأبوك لم يعاملك كابنٍ قط... أن تموت وأنت تتساءل منذ وُلدت، لماذا لا يفهمك أحد...هذه هي اسوء ميتة على اطلاق ".
ثم غاب الضوء تمامًا.
"وغرق كي، لا في الماء فقط... بل في صمتٍ طويل امتد لعشر سنين."
الغابة كانت صامتة بشكل مريب.
النسيم يمرّ عبر الأشجار العالية كأنّه يتسلّل، لا يهمس بل يراقب. كي كان يمشي بخطوات ثابتة فوق الأوراق اليابسة، ووجهه خالٍ من الانفعال. عيناه نصف مغمضتين، لا بسبب التعب، بل لأن كل شيء بدا له بلا طعم.
وفجأة، اخترق الصمت صوتٌ حادٌ أجش:
"أنت هناك! غادر فورًا، هذه الغابة منطقة خطر!"
توقّف كي دون أن يلتفت. فقط عينيه تحرّكتا نحو مصدر الصوت.
رجلٌ يرتدي درعًا فضيًا مزيّنًا بخاتم المملكة، سيفه يتدلّى من خاصرته، ونظرته صارمة، فيها خليط من القلق والواجب.
كي، ببرود:
"فرسان المملكة أيضًا؟ لم يكفِني الغباء المتنقّل، الآن جاءني الغباء المدرّع."
قطّب الفارس حاجبيه بخطر:
"ما الذي تفوّهت به أيها الشقي؟! من أنت؟ ماذا تفعل هنا؟ هل ضعت؟"
كي، بنبرة ساخرة، دون أن ينظر إليه حتى:
"هذه الغابة لي. أنت من ضلّ طريقه."
اقترب الفارس ببطء، لكن قبل أن ينطق، أصدر الهواء فجأة زمجرة غريبة...
ومن بين الأشجار، زحفت خمس أفاعٍ عملاقة، تتلوّى كأنها ظلّ واحد يتشظى. عيونها صفراء لامعة، وألسنتها تشقّ الهواء كالسكاكين.
الفارس، يصرخ بينما يسحب سيفه:
"تبًا! خمس منهم؟!"
لم تمهله الأفاعي. في لحظة، انقضّت إحداها ولفّت جسده بعنف، بينما الزواحف الأخرى تقترب بهدوء قاتل.
كي، واقف مكانه، يتمطّى بتثاقل:
"كنتم تقولون إن الفرسان لا يُقهرون. غريب، يبدو أنك لا تقهر إلا على الورق."
الفارس، بصوت مختنق:
"ألا ترى...! ساعدني... لا أستطيع تحريك ذراعي!"
لم يرد كي مباشرة....
ثم همس:
"خمسة؟ كم هذا ممل..."
في لحظة برق، اختفى من مكانه، وظهر أمام الأفعى التي تمسك بالفارس،
وسدّد لها لكمة واحدة في منتصف فكّها. تحطّم الهواء من حولها، وانفجرت رأسها كأنها زجاج هش.
الأربع الأخريات تهاجمنه فورًا.
لكن كي لم يتحرّك كثيرًا. راوغ اثنتين منهما بخفة، ثم قفز عاليًا ودار في الهواء دورة كاملة، ساقه تصفع واحدة، ويده تفجّر رأس الثانية.
بعد ثوانٍ، كانت الجثث الخمس تتلوّى على الأرض.
الفارس جلس على التراب، يلهث، وقد جحظت عيناه من الصدمة:
"ما... ما هذا بحق الآله؟ أنت لست بشريًا..."
اقترب كي ببطء، عيناه باردتان كالمعدن:
"هل انتهيت من الصراخ؟ أنا أكره الضوضاء."
الفارس ابتلع ريقه، ثم تمتم وهو ينهض:
"مَن أنت بالضبط؟ كم عمرك؟"
أجاب كي بلا تعبير:
"هل العمر مهم؟ أم أنك تحاول إيجاد عذر لضعفك؟"
الفارس وقف بصعوبة، ثم قال بحذر:
"اسمعني، أنت بحاجة لمكان يحتويك... أنا لا أمزح. يجب أن تنضم إلى أكاديمية المانا."
كي، يرفع حاجبه ببطء:
"أكاديمية؟ ألديكم أفاعي أقوى؟"
الفارس:
"لا، لكن لدينا من يستطيع قتلك إن لم تتوقف عن السخرية."
كي، بابتسامة خافتة:
"يبدو ممتعًا... دلّني."