سقط صمت ثقيل بينهما، كأن الزمن نفسه رفض أن يتحرك.
كي كان يحدّق في عيون كايسن...
تائهًا.
مصعوقًا.
ممزقًا بين ألف شعورٍ متناقض.
عينيه اتسعتا أولاً...
ثم بدأتا تنكمشان ببطء، كما لو أن النيران في داخله تحولت رمادًا بارداً.
كايسن، لاحظ اضطراب كي، وانخفضت نظرته... قليلًا من الحزن، قليلًا من الحذر.
كي، بدون أن يظهر أدنى اهتزاز في صوته، قال فجأة:
"لم اكن اقصد ....."
رفّ جفنه قليلًا، ثم أعاد نظراته باردة جامدة كالجليد.
كأن شيئًا لم يحدث.
أدار رأسه قليلاً إلى الجانب، تجنب النظر المباشر، وأضاف بنبرة سطحية ميتة:
"آسف... على ما فعلته."
كان اعتذاره... خالياً من أي دفء.
مجرد كلمات جوفاء، تُلقى بلا روح.
كايسن شعر بتلك البرودة، لكنها كانت أفضل من لا شيء.
كي أكمل، بنفس اللامبالاة المخيفة:
"لم أقصد... على الأرجح."
كان صوته ثابتًا بشكل مقلق، كأن قلبه انفصل عن لسانه.
كايسن فتح فمه ليرد، لكنه أغلقه دون أن ينبس بكلمة.
أما كي، فقد تقدم بضع خطوات بهدوء مريب، وعندما مر بجانب كايسن، قال دون أن ينظر إليه:
"لا داعي للقلق... لن أكرر الخطأ."
ثم خرج من الغرفة...
خطواته بطيئة، ثقيلة، وكل خطوة كانت كأنها تسحق شيئًا ما داخله.
خرج كي من الغرفة بهدوء ثقيل، خطواته تلامس الأرض كمن يحمل وزن العالم على كتفيه.
وجهه جامد... لا أثر للغضب، لا أثر للحزن.
مجرد خواء.
كايسن ظل واقفًا مكانه، ينظر إلى ظهر كي بابتلاع توتره بصعوبة.
ضغط على قبضته قليلًا... ثم، بتردد، نادى بصوت خافت فيه ارتجاف خفيف:
"انتظر...!"
كي توقف للحظة.
لم يستدر.
لم يحرك حتى رأسه.
مرت ثانية طويلة، قبل أن يرد كي ببرود لا يرحم:
" انا مشغول."
قالها وكأنه يتحدث عن أمر تافه..
وكأن صوته، الذي كان قبل سنوات كل ما تاق لسماعه... صار الآن مجرد ضوضاء مزعجة.
كايسن شهق بخفوت... لم يعرف كيف يرد.
في داخله، إحساس غريب بالتقصير... بالذنب... بالخسارة.
لكنه لا يفهم لماذا.
أما كي... فقد واصل سيره دون أن يلتفت، كأن النداء لم يصل إليه حقًا.
دخل كايسن الى غرفة وهو يبتسم بخفة....وقف بجانب النافذة، يراقب الشارع الخافت بأنواره البعيدة.
كانت يداه مشدودتين خلف ظهره، وأصابعه تنقبض وتنفرج بتوتر صامت...بدا يتحدث الى نفسه :
"عيناه، طريقته في حرق الكيس، ذلك البرود الخانق الذي التصق بصوته..."
كل شيء فيه... أيقظ شيئًا غريبًا بداخله. شيء لم يرد أن يفتحه.
هز رأسه قليلًا كمن يحاول طرد فكرة مزعجة.
(مستحيل...)
همس لنفسه بالكاد، لكن قلبه لم يطاوعه على التصديق.
لم ينسَ. لم ينسَ نظرة العيون تلك... لم ينسَ حرارة النار التي اشتعلت فجأة بين أصابع ذلك الفتى.
كان الأمر كله...
غريبًا أكثر مما يجب.
تنفس بعمق، وضغط على قبضته.
(مجرد تشابه... هذا كل شيء...)
أقنع نفسه مجددًا، لكن الشعور الثقيل في صدره ظل يكبر... يكبر كظلٍ لا يريد الابتعاد.
قال بصوت يأس :
"منذ متى أصبح النظر إلى شخص غريب يوجع بهذه الطريقة؟"
ظل واقفًا هناك، تائهًا في صراعه الصامت، فيما لم تكن النافذة أمامه تعكس سوى ظله المرتبك... وعيونًا كان يخشى أن يعترف أنه يعرفها منذ زمن بعيد.
خرج كي من باب الفندق بخطى ثابتة، عابرة للأصوات التي تموج من حوله.
أحاديث متناثرة، همسات متسائلة، عيون تلاحقه.
"ألم يكن ذاك صوت صراخ؟"
"هل حدث شيء؟"
"أنت... أنت من كان يصرخ، صحيح؟"
أسئلة أُلقيت نحوه كسهام طائشة، لكنه تجاهل أغلبها ببرودة قاسية.
لبعضهم رمق نظرات جامدة لا تحمل أي تفسير.
ولآخرين اكتفى بردود مقتضبة، قصيرة، كضربات سيف جاف.
ثم توقف.
أمام عينيه وقف طفلان صغيران...
ولد وبنت، عيونهم الواسعة تلمع بالخوف والتردد.
تعرف على ملامحهم على الفور...
كانا... "أخوة كايسن."
تعلق نظره بهما لحظة، بنظرة لا حياة فيها، نظرة جعلت الطفلين يرتجفان، وكأنهما شعرا أن هذا الشخص أمامهما لا ينتمي لعالمهما البريء.
تشنجت يدا كي للحظة.
بلا وعي، انسحب وميض بعيد من ذاكرته، ومشهد باهت عاد يتسلل كالدخان.
...صوت أقدام تركض خلف خطوات سريعة.
...صبي صغير، وجهه مغطى بالتراب، يلهث وهو يحاول اللحاق بأخ أكبر منه بقليل.
...ذلك الأخ، بعينين مشتعلة بالغضب، يصرخ فيه: "ابق خلفي، لا تتقدم أبداً دون إذني!"
...ثم، في لحظة أخرى، يمد ذلك الأخ يده بلا تردد ويجذب الصغير خلفه، يحميه بجسده دون أن يفكر....يدرك كي ان تلك ذكرى كانت له مع كايسن قبل مذبحة عشيرتهم.
ارتجف كي للحظة... لكنه سرعان ما سحق ذلك المشهد داخله.
ضاقت عيناه ببرود جديد، وعاد السكون الحديدي يحتل ملامحه.
رفع عينيه، وصادف نظرات الطفلة الصغيرة.
شعر بوخز خافت في صدره... إحساس غريب لم يعرف له اسماً.
رأى نفسه في مكان ممتلئ بالزهور ....يركض مع طفلة ذو شعر ازرق غامق طويل .
ظل يحدق بالطفلة الصغيرة، بعينين لا توحيان بشيء، لكن عقله كان يغلي تحت سطح هادئ.
لم يعرف ما الذي أثار فيه هذا الألم المبهم.
كان هناك اسمٌ... شيءٌ ما...
لكنه لم يرغب أن يبحث عنه.
أدار كي وجهه بصمت، وتجاوز الطفلين دون كلمة، تاركًا خلفه قشعريرة ثقيلة لا تزال تلتصق بالمكان الذي وقف فيه.
هبط كايسن الدرجات مسرعًا، وعيناه تجولان القاعة المشحونة بالهمس والخوف.
الحشد تجمّع قرب المدخل، أصواتهم تتقاطع في قلق:
"هل كان شجارًا؟"
"ماذا يحدث في هذا الفندق؟"
"سمعنا صراخًا رهيبًا!"
لوّح كايسن بيده، محاولًا تهدئتهم:
"لا داعي للقلق... كل شيء تحت السيطرة."
اقترب أحد النبلاء منه، رجل ذو وجه حاد وملابس أنيقة، وهمس بصوت خفيض:
"سيدي كايسن... حدث أمر غريب لتوّه."
رمقه كايسن باهتمام، فأكمل النبيل، ملامحه يعلوها التوتر:
"قبل لحظات... نزل من الطابق الأعلى فتى غريب. شعر رمادي... عيون زرقاء باردة كالموت. وقف هناك... أمام أخويك الصغيرين."
تلعثم النبيل للحظة، كأن ذكرى المشهد أرعبته، ثم تابع:
"لم يقل كلمة واحدة. فقط... رمقهما بنظرة كأنها تقشّر الروح عن الجسد."
بلع ريقه وأردف:
"الصغيران ارتعدا كأنهما شاهدا وحشًا... حتى نحن الكبار، لم نشعر بالراحة. كانت هالته... شيئًا لا أستطيع تفسيره."
انفجرت همهمات خافتة بين النبلاء الآخرين، بعضهم بدأ يرمق الدرجات بنظرات قلق مكشوف.
(من ذاك الشاب؟)
(هل هو خطر علينا؟)
(يجب إبلاغ الحرس...)
قبل أن يرد كايسن، سمع بكاء خافتًا.
التفت ليرى أخويه الصغيرين يركضان نحوه، وجهيهما غارقين بالدموع.
ارتمى الصغيران في حضنه، يرتجفان.
شهقت الطفلة بكلمات متقطعة:
"كان... كان مخيفًا... عيونه... كانت... مظلمة..."
وشهق الصغير الآخر:
"لم يتكلم... فقط نظر... وكأننا... سنموت..."
تجمد كايسن للحظة، قبض ذراعيه حولهما بحنان وهو يشعر بالغضب يغلي في صدره.
(كيف تجرأ أحد أن يرعبهم...؟)
حاول أن يبقى هادئًا أمام الحشد، لكنه نظر للنبيل الذي أخبره بنظرات حادة:
"أين ذهب؟"
سأل بصوت منخفض لكنه مفعم بالحدة.
أجاب النبيل بسرعة:
"خرج منذ لحظة... عبر الباب الرئيسي."
شد كايسن قبضته دون أن يشعر.
نظره عبر الباب الفسيح... كأنه يح
اول اختراق المسافة بعينيه.
(لا بد أن أراه بنفسي.)
كان الليل قد بدأ يهبط، والريح تداعب أطراف اللافتات المهترئة. خرج كايسن من بوابة الفندق بخطوات متسارعة، عيناه تمسحان المكان بحثًا... حتى توقف فجأة.
هناك، على بعد عدة أمتار، وقف شخصٌ بجسده، ظهره مواجه لكايسن، ثابتا كجذع شجرة ميتة. شعره الرمادي الطويل تراقص مع نسيم المساء، والهالة القاتمة التي تحيط به بدت كأنها تبتلع الضوء من حوله.
صوت كايسن خرج مترددا بعض الشيء، مشحونًا بتوترٍ لم يعتد عليه:
> "كنت أظنك غادرت."
مرّت لحظة صمت، قبل أن يرد كي بصوت خافت... مبحوح بشيء يصعب فهمه:
> "أنا أيضاً كنت أظن ذلك ... لكن بعض الأشياء... لم تسمح لي."
كايسن عقد حاجبيه، يتقدم خطوة أخرى بحذر. رمق ظهر كي بتمعن، قبل أن يسأل بصوت هادئ، يحاول السيطرة على اضطرابه:
> "لماذا أخفت إخوتي الصغار؟ لم يؤذوك... لماذا رمقتهم بتلك النظرات... لماذا رمقتهم بتلك العيون المظلمة؟كأنك تحمل ظلام العالم كله؟"
كي ظلّ على حاله، ساكنًا لا يلتفت. ثم رد بصوت بارد، وكأنه يتحدث إلى الفراغ:
> "لأنهم... ذكروني بشيءٍ كان يجب أن يُنسى. شيءٍ... فقدته ذات يوم....لكنهم اخذوه مني ذلك الشئ ".
كي أكمل، كأنما يهمس لنفسه أكثر مما يخاطب الآخر:
«...لم يكن ذنبهم. ولا ذنبي.»
كايسن شعر بشيء غريب يسري في صدره. لم يكن يعرف اذا كان حنينا قديم او خوفا او اشتياقا لكنه تماسك وقال بجفاف:
«من تكون أنت... حقاً؟»
التفت كي وظل يحدق إليه بثبات قاتل. لمعت شرارة عابرة في عينيه... ثم قال بجفاف متعمد:
«أنا... مجرد ظلٍ لشخصٍ لم يعد موجودًا.»
ابتسم ابتسامة بالكاد تُرى... ثم تمتم بصوت لايسمع :
> "أنا من كان يجب أن أنساك... لكنني فشلت."
لم يسمع كايسن آخر كلمات كي لكنه شعر بانقباض قلبه... هذا الصوت... هذه النظرة... هذا الألم.
خطا خطوة للأمام بغريزة لا يستطيع تفسيرها، لكن كي رفع يده بخفة... وقال له: "لا تقترب."
صوت كي، الذي انخفض حتى كاد يُسمع همسًا، قال:
«ابقَ بعيداً... قبل أن تندم.»
لكن قبل أن يتمكن من النطق بكلمة أخرى... قبل أن يتمكن من مد يده...
اختفى كي.
كأن الريح قد سحبته في لحظة، وترك كايسن واقفًا هناك، يحدق في الفراغ الذي خلفه.
عيناه الواسعتان لم تستوعبا الفراغ. قلبه، الذي تأرجح بين الإنكار والأمل، تلقى الضربة القاتلة.
كايسن وقف هناك، مذهولاً... كفه التي امتدت تلقائيًا نحو الظل المبتعد، تجمدت في منتصف الطريق. كأن الواقع حوله قد تفكك فجأة، تاركًا وراءه صمتًا كثيفًا لا يخترقه سوى ضربات قلبه المتسارعة.
همس، بصوت لا يكاد يُسمع:
> «...كي...»
لكن لا أحد أجابه.
أسقط ذراعه ببطء. حدق إلى الفراغ الذي تركه كي خلفه، وعيناه ترتجفان بلا وعي. شعر أن شيئًا عميقًا في داخله قد تمزق.
ثم، دون سابق إنذار، انفجر الألم.
غمره شعور خانق، شعور بالخسارة... بالخوف. شيء بداخله بدأ يهمس له همسًا شيطانيًا:
> "ماذا لو كان هذا حقاً كي؟..."
> "ماذا لو أن هذا الذي رأيته لم يعد أخاك... بل مسخًا يحمل وجهه؟"
كايسن شهق شهقة قصيرة، حادة، كأن الهواء قد خانه. قبض على صدره، وكأن الألم الجاثم على قلبه يريد تمزيقه.
وفي أعماقه... تمنّى.
تمنّى، بشيءٍ مكسور لا يكاد يعترف به، لو أن كي كان قد مات منذ زمن بعيد.
لأنه، لو مات كي... لظل في ذاكرته صافياً، بريئًا، ذلك الطفل الذي كان يضحك معه تحت الشمس. لكن أن يكون على قيد الحياة، بهذه الصورة المظلمة المعذبة... أن يكون مخلوقاً لا يعرف الرحمة ولا البراءة... كان ذلك أشد قسوة من الموت ذاته.
ثم، بلا وعي، جاءت الفكرة...
الفكرة المسمومة التي لم يتخيل يومًا أنه قد يفكرها:
> (كان سيكون أهون... لو أنه مات.)
كايسن عضّ على شفته حتى سال الدم، يكتم صرخة تختمر في صدره.
وقف هناك، بين الريح الباردة، وركام الذكريات الممزقة...
وهمس لنفسه، بصوت مشروخ:
> «كي... لو أنك كنت قد متَّ... ربما كنتُ سأظل أحبك للأبد.»
رفع رأسه نحو السماء المظلمة...
وهمس بصوت لم يسمعه أحد:
> «أرجوك...
...إن كنت لا تزال هناك...
...إن كنت لا تزال كي...
...عد إلي.»
لكن الريح وحدها أجابت.
وكايسن مشى مبتعدًا...بدا يتجه نحو الفندق .
وظهره مثقل بعبء لم يعرف كيف يحمله.
كان الليل قد أسدل ستاره على القصر العظيم، حيث تتراقص ألسنة اللهب فوق المشاعل، وتنسج ظلالًا راقصة على الجدران الرخامية.
في أعلى البرج الغربي، جلس كيوجو خلف مكتبه الملكي العريض، وأمامه خرائط ومجلدات مصفوفة بدقة، كأنها قلوب ينتظر نبضها.
رفع بصره قليلًا نحو النافذة، حيث تتلاشى النجوم خلف سحب ثقيلة، وهمس لنفسه:
«الوقت يمضي أسرع مما ظننت...»
وقبل أن يغرق في أفكاره، انفتح باب المكتب بهدوء، ودخل مشرفه الشخصي — رجل قصير القامة، ذو شعر رمادي وعينين يقظتين.
انحنى باحترام وقال بصوت خافت:
ـ «سيدي... لقد حدث ما توقعت.»
لم يتحرك كيوجو، اكتفى بأن مالت زاوية فمه بابتسامة بالكاد تُرى.
تابع المشرف وهو يقترب خطوتين:
ـ «كي وكايسن... التقيا. حسب ترتيباتنا.»
رفع كيوجو نظره ببطء، عاين المشرف للحظة قبل أن يقول:
ـ «وماذا حدث بينهما؟»
تردد المشرف، ثم قال:
ـ «وقع حوار بينهما، ولكننا لم نستطع معرفة محتواه.»
ساد صمت ثقيل، حتى خُيّل للمشرف أن ألسنة النار قد سكنت هي الأخرى.
عندها قال كيوجو بهدوء، ونبرته تقطر ثقة:
ـ «لا يهمني ما قالوه... المهم أنهم التَقَوا.»
أسند ظهره إلى كرسيه الفخم، شبك أصابعه أمامه وهمس وكأنه يحدث شبحًا:
ـ «البذرة زُرعت...ونحن سوف ننتظر ماذا سيحدث لهما ؟...»
سكت لحظة، ثم أردف بصوت منخفض وكأنه يصدر حُكمًا:
ـ «ليس بوسعي التحكم فيهما وخاصة كي ، ولا اريد ان اتحكم بهما بل اريد ان يصنعى مسارهما خاص .»
اقترب المشرف أكثر، همس:
ـ «هل نمضي إلى الخطوة التالية، سيدي؟»
هز كيوجو رأسه نافيًا، نظر إلى النافذة مرة أخرى كأنما يرى عبر الظلام مستقبلًا لا يعرفه سواه، وقال:
ـ «لا... ليس بعد.»
ـ «دع الرياح تعبث بهما قليلًا... أريد أن أرى أي وجهين سيختاران.»
ثم التفت إلى المشرف، وبعينين لامعتين قال:
ـ «راقبهما من بعيد... ولا تتدخل، إلا إذا اقترب الخطر الذي لا يمكن الرجوع منه.»
خرج مشرف صامتًا، تاركًا خلفه ملك غارقًا في تأملاته.
بقي كيوجو وحده، يمرر أصابعه فوق خريطة قديمة مرسومة بخط اليد، وعيناه تلمعان بنور لا يشبه نور الشعلة...
نور من يعرف أن ألعابه بدأت، ولا أحد يستطيع إيقافها.