اللقب :كيوجو

العمر :23

الطول :190سم

الاسم :كي

اللقب :اكامي

العمر :15

الطول :185سم

الاسم:كايسن

اللقب:اكامي

العمر :17

الطول 188سم

الاسم :سيلفا

العمر :21

_____________________________

كان الليل قد بلغ ذروته فوق القصر الجديد، كأن السماء عقدت أنفاسها، تنتظر نبأً عظيمًا.

في المكتب الملكي الواسع، حيث تلمع الألواح الخشبية المصقولة تحت وهج الشُعل، وقف كيوجو أمام خريطة ضخمة مُعلقة على الجدار، يراقبها بعينين ثابتتين، كأنما يقرأ مصيرًا مدفونًا بين خطوطها.

مرّت لحظات قبل أن يقول بصوت خافت، كأنه يتحدث إلى الغرفة ذاتها:

ـ «غدًا... يبدأ كل شيء.»

استدار بخطى بطيئة نحو مكتبه، جلس بإيقاع موزون، وأخذ يدوّن شيئًا على ورقة قصيرة.

تمتم وكأنه يفكر بصوت مرتفع:

ـ «اختبارات الأكاديمية... الفاصل بين العاديين وأصحاب المصائر.»

وضع القلم جانبًا، وأسند ذقنه إلى كفه متأملًا.

في عقله كان اسم واحد يتردد بثقل: كي.

ابتسم ابتسامة بالكاد تُرى، وقال:

ـ «هل ستثبت قدرك، أيها الغريب الذي لا يعلم حتى الآن وزنه الحقيقي؟»

ـ «أم أنك ستُسحق تحت وطأة هذا العالم القاسي كما سُحق من سبقوك؟»

صمت، ثم رفع بصره نحو السقف العالي، وهمس:

ـ «لكنني... لا أراهن عليك وحدك.»

ـ «هناك جيل كامل ينتظر أن يولد من رماد المأساة... جيل سيحمل عبء المستقبل، شاء أم أبى.»

وقف مجددًا، يسير ذهابًا وإيابًا ببطء داخل مكتبه المغمور بالضوء الذهبي.

قال بنبرة مشبعة باليقين:

ـ «ليس من المصادفة أن تجتمعوا جميعًا هنا، في هذا الوقت، وفي هذا المكان.»

ـ «الغد... سيكون امتحانًا للجميع، لا للطلاب فقط، بل حتى لأولئك الذين يراقبون من خلف الستار.»

توقف فجأة أمام إحدى النوافذ، نظر إلى السماء الغارقة في السواد، وتمتم وكأنما يتحدث إلى شخص بعيد:

ـ «كونوا مستعدين... لأن أولئك الذين يعبرون هذه الليلة، لن يعودوا كما كانوا أبدًا.»

تلاشى صوته في السكون، بينما كان قلب القصر كله يخفق بإيقاع واحد:

إيقاع الغد.

كانت خطواته بطيئة على الرصيف الرطب أمام الفندق، كأن الأرض نفسها تمسك به، تأبى أن تدعه يرحل.

نظر أمامه ببرود، ملامحه صخرٌ لا يبوح بشيء.

لكن في داخله، كان صوت آخر يهمس... يصرخ... ويقاوم.

(ــ لماذا لا أبتعد؟)

(ــ ما الذي يبقيني هنا؟)

(ــ كنت ألعنه قبل دقائق... وها أنا الآن أرغب في رؤيته؟!)

ضغط كي أصابعه في جيبه دون أن يظهر عليه شيء.

تابع السير... خطوة، ثم أخرى...

لكنه شعر كأن قدميه تسخران منه، كأنهما قد خانتاهما بمحض إرادتهما.

(ــ أكرهه... هذا ما يجب أن يكون.)

(ــ أكرهه لأنه يشبههم... لأنه يشبه أولئك الذين خانوا.)

(ــ فلماذا إذًا... قلبي لا يصدقني؟)

رمش ببطء، وعيناه تحدقان في الفراغ.

(ــ قال إنه لم ينس أخاه الحقيقي...)

(ــ قال إنه ظل يبحث عنه كل هذا الوقت...)

(ــ يظنه ميتًا... كما ظننت أنا نفسي أن الجميع ماتوا.)

ارتعشت زاوية واحدة بالكاد تُرى من شفتيه، لكنها سرعان ما اختفت، كأنها لم تكن.

(ــ أخٌ... حقيقي...)

(ــ كذب... ربما...)

(ــ أو ربما... أنا الذي لا أريد أن أصدق.)

توقف فجأة، والريح تعصف بمعطفه الخفيف.

(ــ إن كان يكذب... فوجوده خطر.)

(ــ وإن كان صادقًا... فوجوده خطر أكبر.)

ابتسم بسخرية باهتة داخله فقط، دون أن تظهر على وجهه أي علامة.

(ــ عظيم... رائع...)

(ــ لا أستطيع أن أكرهه كما يجب... ولا أستطيع أن أثق به كما أريد.)

رفع رأسه نحو السماء الرمادية، عيناه كمرآتين مطفأتين.

(ــ إذًا، لا فرق.)

(ــ سواء بقيت أو رحلت... في النهاية، الخيانة وحدها تعرف الطريق إليّ.)

عاد إلى السير، ببطء، ببرود، كأنما لا شيء يعنيه.

لكن داخله، كان الشرخ يكبر، يجرح صمته، ويترك فيه أثرًا لا يُشفى.

عاد كايسن إلى الفندق بخطوات ثابتة، رغم أن قلبه كان يتخبط خلف صدره كعصفور مذعور.

ما إن رأى الوجوه الصغيرة تحدق فيه بقلق حتى ابتسم لهم — تلك الابتسامة المصطنعة التي لم تبلغ عينيه — وربت رؤوسهم واحدًا تلو الآخر مطمئنًا:

"لا تقلقوا... كل شيء بخير."

كان يعرف أن خوفهم ليس مجرد خوف عابر... لكنه أراد، ولو بكلمة، أن يمنحهم طمأنينة قصيرة، حتى لو كانت كاذبة.

وبعد أن اطمأن إلى أنهم استسلموا للنوم أو لراحة زائفة، صعد وحده إلى غرفته، وأغلق الباب خلفه بصمت ثقيل.

وقف للحظة، ظهره مسندٌ إلى الخشب البارد، وعيناه مغمضتان بقوة كأنه يحاول منع أفكاره من الانفلات.

ثم مشى بتثاقل حتى جلس على حافة السرير، يطالع الأرض الخالية بنظرة لا تشبهه.

في داخله، كان الصراع قد بدأ يحترق.

(ــ هل كان ذاك هو كي...؟)

(ــ ذلك الصبي الذي كنت أحمله على كتفي يوما...)

(ــ هل أصبح مجرد شبح لا أعرفه؟)

شد قبضته فوق ركبته، يعتصر نفسه بلا رحمة.

(ــ أردت أن أجده... طول حياتي... بحثت عنه حتى في أحلامي.)

(ــ والآن، بعد أن ظهر... كل شيء داخلي يصرخ بالرفض.)

(ــ كيف أقبل أن يكون أخي... وحشاً؟!)

رفع رأسه ببطء، ونظره شارد نحو الظلام المتسلل من النافذة.

(ــ أريده... أريد أن أستعيده...)

(ــ لكنني... أخاف...)

(ــ أخاف أن يُعيد لي الألم ذاته الذي ظننت أنني دفنته.)

أسند مرفقيه إلى فخذيه وانحنى برأسه بين راحتيه.

(ــ إذا كان ذلك الكائن الذي رأيته حقًا هو كي...)

(ــ إذا كان هذا الوحش هو أخي...)

(ــ فهل سأدير له ظهري كما أدرت ظهري لماضي؟)

ارتجف صدره بأنفاس متقطعة، لم تصل إلى البكاء، لكنها كانت أشد مرارة منه.

(ــ حتى لو كان وحشًا... حتى لو كان مكسورًا... هل أتركه وحيدًا... كما تركوني من قبل؟)

لم يجب نفسه.

ظل هناك، غارقًا بين أملٍ خافتٍ لا يجرؤ على الإيمان به... وخوفٍ جارحٍ لا يستطيع الفرار منه.

في صمته، كان كل شيء ينكسر بصمت.

كان الصباح قاتمًا كأن الشمس نفسها مترددة في الظهور.

فتح كايسن عينيه ببطء، عقله مثقل بأحلام متقطعة لا يذكرها بوضوح، لكنه شعر بالراحة النسبية... على الأقل نام.

نهض وهو يحاول ترتيب نفسه ذهنيًا ليوم غامض قادم.

أما كي، فقد كان مستيقظًا منذ زمن طويل.

لم يذق طعم النوم، وعيناه المنهكتان تحملان ظلال تعبٍ خفيّ رغم جموده الظاهري.

كان جالسًا بجانب النافذة، ينظر إلى الفراغ، بلا حراك، وكأن الليل اختار أن يسكب بقاياه فيه.

طرقٌ خفيف على الباب قطع الصمت.

دلف مشرف قصير القامة، ملامحه جامدة كأنما نُحت من الخشب.

اقترب من كي بانضباط عسكري وهمس:

"السيد كيوجو أمر بتجهيز عربة لك. ستتحرك خلال دقائق."

لم يبدُ على كي أي رد فعل.

نهض ببساطة، يرتدي معطفه الخفيف بحركة آلية، ثم غادر الغرفة دون أن ينطق بكلمة.

---

عند باب الفندق، كانت العربة الملكية بانتظاره.

ثقيلة ومصقولة بخشب داكن مزين بشعارات لا يعرف معناها.

حين اقترب، رأى أن كايسن كان يقف هناك بالفعل، ينظر إلى العربة بتوتر واضح.

لحظة، حين التقت نظراتهما...

كان هناك شيء مكبوت في عيني كايسن — دهشة، قلق، وربما... رفض خافت.

أما كي، فكان مجرد ظل يمشي.

لا دهشة، لا كلمة، لا حتى طرفة عين.

توقف أمام العربة، ألقى نظرة سريعة على المقاعد داخلها، ثم صعد دون أن ينظر إلى كايسن.

كايسن، للحظة، بدا كأنه يريد الاعتراض، أو على الأقل السؤال.

لكنه التفت عن كي، شد قبضته بصمت، ثم صعد هو الآخر.

أُغلقت أبواب العربة خلفهما بصوت خافت، كأن العالم قرر أن يحشر تناقضهما في مساحة صغيرة... ليختبرهما.

انطلقت العربة ببطء، تتمايل فوق الطرقات المبللة بندى الصباح.

في الداخل، جلس الاثنان متقابلين...

الصمت بينهما كان ثقيلاً حتى كاد يُسمع.

كي أسند رأسه إلى الإطار الخشبي، أغمض عينيه بتعب واضح، بينما كايسن جلس مستقيمًا، يحاول أن لا يلتقط نظرة واحدة إضافية إلى أخيه الضائع.

وكأن كل منهما كان يحاول أن يتظاهر بأن الآخر... غير موجود.

اهتزت العربة فوق طريق ترابي قديم، تصطك أخشابها بصوت خافت.

داخلها، ظل الصمت هو الملك.

كايسن، الذي لم يستطع تجاهل شحوب كي وتعبه الظاهر، لمح الظلال الثقيلة تحت عينيه.

تردد، ثم قال بصوت خافت:

"أنت... لم تنم، أليس كذلك؟"

رفع كي نظره ببطء.

نظرة باردة، متعبة، خالية من أي اهتمام.

أجاب بجفاف، وكأن الكلام عبء إضافي:

"ليس من شأنك."

بلع كايسن ريقه. شعر أن الهواء أصبح أثقل.

لكنه مع ذلك، قاوم التوتر الذي يتصاعد في صدره، وجاهد ليبتسم ابتسامة شاحبة.

قال، محاولاً جعل صوته خفيفًا:

"الأكاديمية هنا جيدة جدًا... سمعت عن مستواها العالي.

في الحقيقة..."

تردد، ثم أكمل وهو ينظر إلى النافذة الجانبية:

"كان لدي أخ صغير... كنا نحلم بدخول الأكاديمية معًا.

كنا نعد بعضنا بأن نصبح الأفضل..."

ابتسم ابتسامة حزينة وهو يهمس:

"كان يحب هذه الفكرة كثيرًا."

صوت العربة وهي تصطدم بحجر صغير تلاشى أمام الانفجار القادم.

بهدوء متوتر، التفت كي برأسه نحو كايسن.

عينيه، رغم التعب، اشتعلتا بنظرة قاتلة، حادة كالسكين.

قال بصوت منخفض، لكن يحمل قسوة العالم كله:

"تبا لك انت واخوك ..كان يجب أن تموتا معًا من البداية."

صمْت.

كايسن تجمد في مكانه، وعيناه اتسعتا.

لم يكن الصوت عالياً، لكنه كان كافيًا لكسر شيء في داخله.

اهتزت العربة مرة أخرى بخفة.

مدّ كي يده ببطء نحو وجهه، أصابعه متباعدة كأنها تحاول أن تحجب شيئًا عنه، دون أن تلامسه حقًا.

استند مرفقه على طرف النافذة، وأمال رأسه قليلاً نحو الخارج، كأن الهواء البارد قد يمنحه وضوحًا لا يجده داخله.

(هل... شعرتُ بالسعادة؟)

(بسبب كايسن؟)

(أم أن هناك شيئًا آخر يتحرك داخلي... شيء لا ينتمي لي بالكامل؟)

شدّ أصابعه قليلاً كأنه يحاول الإمساك بذلك الشعور، ثم ترك يده تسقط ببطء على حجره.

ملامحه ظلت باردة، عينيه نصف مغمضتين، لا يكشفان شيئًا مما يعتمل داخله.

صوت العربة كان كل ما يسمعه الآن...

صوت هادئ، لكنه أطلق داخله عاصفة صامتة لم يرد لها أن تهدأ.

توقفت العربة أخيرًا وسط ساحة واسعة مفروشة بالحجارة السوداء المصقولة.

وقف الحرس بصفين طويلين، يرتدون دروعًا رمادية عليها شعار الأكاديمية: تنين يحاصر شمعة مضيئة.

ترجّل كي أولًا، حاملاً لامبالاته المتجمدة، في حين نزل كايسن بتوتر واضح حاول أن يخفيه عبثًا.

كانت أمامهم بوابة شاهقة الارتفاع، من الحديد الأسود المزخرف، يعلوها نقش كبير كتب عليه:

"من يعبر هذه العتبة... يترك خلفه الضعف."

تجمّع القادمون الجدد في صفوف طويلة، ووسط صمت تام، انفتحت البوابة ببطء، كأنها تبتلع كل من يقف أمامها.

من داخل الباحة الكبرى، انطلق صوت عميق مدوٍّ كالرعد، ليس من مكبرات صوت، بل بدا كأن الجدران نفسها تتكلم.

كان ذلك صوت كيوجو.

> "مرحبًا بكم..."

"أنتم الآن أمام أعظم اختبار قد تواجهونه في حياتكم."

"من هذه اللحظة... أنتم لستم أطفالًا، ولستم ضيوفًا."

"أنتم منافسون.

أعداء.

ورفاق... بحسب قدرتكم على الصمود."

"الأكاديمية لا ترحم الضعفاء... ولا تلتفت للباكين خلف جدرانها."

"من أراد المجد... عليه أن يحفره بأظافره، لا أن ينتظره."

"من فشل... فلينسَ أنه كان يومًا جزءًا منا."

"ابتداءً من اليوم... تبدأ تصفية الأرواح، لا اختبار الأجساد."

"تقدموا... واثبتوا أنكم تستحقون عبور العتبة."

في الساحة الداخلية للأكاديمية، بدأ الحراس بتوجيه الممتحنين إلى مواقع محددة بعلامات محفورة على الأرض.

تحرك 120 شابًا فقط، بأعمار متقاربة، بعضهم يبتلع ريقه توترًا، وآخرون يتبادلون النظرات المترقبة.

صوت خطوات ثقيلة تقدم نحوهم...

رفع كثيرون رؤوسهم لرؤية القادم.

رجل بشعر أصفر لامع كأنه خيوط من ذهب، وعينين خضراوين حادتين كسهام خضراء.

كان يسير بهدوء كامل، وملامحه لا تحوي أي أثر لمشاعر، كأنه آلة حية.

وقف أمامهم بثبات، ألقى نظرة باردة على الجمع، ثم بصوت هادئ لكن مسموع:

> "أنا مشرف الاختبارات الأول... اسمي سيلفا."

"ابتداءً من هذه اللحظة... أنتم ملك للاختبار."

لم يحتج إلى رفع صوته أكثر؛ كلماته وحدها كانت تملأ المكان برهبة صامتة.

وسط الصفوف، كان كايسن يحاول أن يقترب من كي، كأنه يبحث عن أمان خفي قربه.

خطى بخجل متوتر حتى كاد أن يصل بجانبه...

لكن كي التفت نحوه فجأة، عينيه نصف مغمضتين بنظرة باردة، ثم قال بصوت خفيض وقاطع:

> "ابتعد عني."

"لا تجرّني معك نحو سقوطك."

توقف كايسن في مكانه مصدومًا، ثم تراجع بخطوات مترددة، ملامحه حزينة لكنه عضّ شفتيه بقوة وكتم مشاعره.

كي أعاد نظره للأمام، كأن شيئًا لم يحدث، جسده ساكن لكن عينيه كانتا كمن يرى شيئًا أبعد من الساحة نفسها.

وقف الممتحنون في صفوف منتظمة، مئة وعشرون جسدًا مشدودًا يتنفسون القلق والرهبة مع كل لحظة تمر.

الهواء كان مشبعًا بجوّ مشحون خفيّ، كأن الساحة نفسها تنتظر ما سيحدث.

كايسن كان واقفًا في مكانه، يلتفت أحيانًا بنظرات حائرة إلى كي.

الشكوك تنهش قلبه:

(هل هذا هو أخي...؟ أم أنه مجرد وهم؟ لماذا يبدو باردًا إلى هذا الحد...؟)

في المقابل، كان كي يحدق أمامه، ملامحه خالية من أي مشاعر.

لكن داخله كان مختلفًا...

(مازالت تلك المشاعر اللعينة تدور في رأسي... أخوة، عائلة... هراء...

لي هدف واحد الآن: دخول الأكاديمية، الوصول إلى غرفة الملك، بعدها... كل شيء سينتهي.)

رفع المشرف سيلفا يده إشارة للصمت، وقال بصوت رزين:

> "الاختبار الأول... اختبار القوة الفردية."

"كل واحد منكم سيواجه وحشًا اصطناعيًا خُلق خصيصًا بناءً على تقييم ماناه الأولي."

"النجاح بسيط: تدمير نواة الوحش... أو البقاء على قيد الحياة خمس دقائق."

أكمل بنظرة باردة:

> "اختبار قدرة، لا اختبار موت... لكن السقوط هنا يعني أنكم غير مؤهلين حتى للسير عبر بوابة الأكاديمية."

ابتسم ابتسامة بالكاد تُرى:

> "حظًا سيئًا."

ثم أشار بيده، فخرجت من أطراف الساحة منصات حجرية، وكل واحد من الممتحنين بدأ يتوجه إلى منصته الخاصة.

---

كي صعد بهدوء إلى منصته، عينيه مغمضتين نصف إغماضة، جسده مرتخٍ، كأنه لا يكترث.

أمامه، ظهر فجأة وحشٌ رمادي اللون، نصفه آلي ونصفه وحشي، يتأرجح بين الزئير والصمت.

المشكلة أن الوحش الذي أمامه كان... ضعيفًا جدًا.

همس أحد الممتحنين بالقرب منه، شاب ذو شعر أسود وعينين فضيتين:

> "انظر لهذا الغبي... ماناه ضعيف لدرجة أن وحشه بالكاد يقف."

"كيف وصل إلى هنا أصلًا؟"

رد عليه آخر شعره أحمر قصير:

> "ربما واسطة؟... أو ربما لا يستحق حتى أن يكون هنا."

كي سمعهم... ولم يحرك ساكنًا.

(أحسنتم. استمروا بتجاهلي...)

---

انطلق الوحش نحو كي، مخالبه تضرب الهواء بعنف.

ابتعد كي بخطوات خفيفة وكسولة، كأنه لا يقاتل بل يراقص عدوًا متعبًا.

انتظر حتى اقترب الوحش أكثر... ثم بحركة خفيفة بقدمه، ركل الأرض، فظهرت شرارة تحت قدمه، واختفى للحظة أمام الوحش، ثم ظهر خلفه.

بضربة بيد واحدة فقط، ضرب نواة الوحش، وتحطم جسد الوحش في لحظة.

صمت.

لم يكن عرضًا مذهلًا... بدا كأنه بالكاد اجتهد.

---

رفع المشرف سيلفا حاجبه قليلًا وهو يراقب من بعيد:

(تحركه أسرع مما يجب بالنسبة لكمية ماناه المفترضة... مثير للاهتمام.)

أعلن المشرف:

> "نجاح."

عاد كي إلى مكانه في هدوء، ملامحه لم تتغير، لكنه داخليًا كان يقول بسخرية:

(كما هو متوقع... لا شيء مهم بعد.)

---

كايسن، الذي كان يراقبه، شد قبضتيه بحيرة:

(كيف فعلها...؟ اخي الصغير كي كان ضعيفا جدا لايمكنه إستعمال اي تقنية ... )

لحظات قليلة ليتذكر كايسن كيف احرق كي كيس حلوى يلهب مرعب...اتسعت عيناه معبرة عن صدمة كبيرة .

في حين همس الشابان اللذان شاهدا كي:

> "مريب..."

"قوة بدنية فقط؟ أو يخفي شيئًا؟"

دقت ساعة ضخمة أعلى الساحة، معلنة اقتراب نهاية الزمن المخصص للاختبار الأول.

صوت ضربات الوحوش وصيحات المقاتلين بدأ يخفت تدريجيًا...

واحدًا تلو الآخر، بدأ المشرفون يعلنون:

> "فشل."

"فشل."

"نجاح."

في النهاية، ومع زوال الغبار من الساحة، بقي فقط حوالي ثمانين ممتحنًا واقفًا.

أربعون آخرون، بوجوه مهزومة، خرجوا بهدوء من البوابة الجانبية.

---

وقف كايسن يراقب، أنفاسه ثقيلة قليلاً، لكنه حافظ على رباطة جأشه.

عيناه، دون أن يشعر، كانت تبحث عن ذلك الفتى البارد... عن "كي".

وجده بسهولة، واقفًا هناك، في الزاوية... كأنه ظلّ.

لم يتحرك كثيرًا، لم يظهر فرحًا أو تعبًا... كان مجرد جسد صامت.

شيء ما في قلب كايسن بدأ يخفق.

(إذا كان هذا حقًا كي... يجب ان لايمتلك مانا ...في فندق اظهر لهبا فريدا...بالطبع لايمكن اظهار لهب من دون مانا )

أغلق كايسن عينيه للحظة، ثم حاول...

حاول استشعار مانا الشخص الذي يظنه أخاه.

مد حواسه بحذر، بحثًا عن أي أثر... أي نبضة مانا ضعيفة...

لكن...

كان الفراغ.

لا شيء.

صمتٌ كاملٌ.

فتح عينيه بصدمة خافتة.

ارتجف شيء داخله دون أن يسيطر عليه.

(لا يمكن... لا يوجد مانا؟ مستحيل... مستحيل!)

في ذاكرته، تومضت صورة كي الطفل...

ذلك الفتى الذي كان كلما حاول تحريك سحر صغير يفشل،

ذلك الذي كان أضعف من الجميع... بلا مانا.

كايسن، للحظة، شعر أن قدميه ستخوناه.

تراجع خطوة صغيرة دون أن يلاحظ، وعيناه معلقتان على كي.

(إن كان هذا هو كي... لماذا هو هنا؟ كيف يمكنك استعمال لهب؟)

مشاعره تمزقت بين أمل خافت، وخوف مرعب.

وفي تلك اللحظة...

استدار كي قليلًا، عينيه الباردتان التقت بعيني كايسن...

2025/04/26 · 15 مشاهدة · 2463 كلمة
Mouad Kei
نادي الروايات - 2025