الاسم :زايكو

العمر :16

________________ _____________

ساحة الانتظار قبل بداية الاختبار الثالث...

وسط ضجيج الممتحنين الذين تجمعوا استعدادًا لسماع تفاصيل الاختبار الثالث، كان "كي" واقفًا بعيدًا، قرب حافة الساحة، وكأنه مفصول عن العالم بضباب لا يراه سواه. عيناه الرماديتان نصف مغمضتين، وملامحه باردة صلبة. لم يقترب من أحد، ولم يبدُ مهتمًا بمن حوله.

كي خفض رأسه قليلًا، وتسللت فكرة ثقيلة إلى عقله:

(غرفة الملك... الهدف الوحيد الذي أتيت من أجله.)

قبض يده بقوة خفيفة، تذكيرًا لنفسه بعدم الانحراف عن الطريق مهما حدث.

عادت عيناه تتجولان بين الحشود، قبل أن يهمس لنفسه:

(لماذا لم يتحدث أي مشرف عن غرفة الملك حتى الآن؟ لا إشارة واحدة... لا كلمة واحدة...)

شعور غريب بالريبة بدأ يتسلل إلى قلبه.

مرّ شريط ذاكرته بسرعة، وتذكر ذاك الحارس الغامض الذي التقاه قبل فترة، صوته الخافت يتردد في أذنه:

> "غرفة الملك لا يتم الإعلان عنها علنًا... فقط ألف طالب وأستاذ يدخلون لمواجهة الملك مرة كل سنوات ".

كي عضّ على شفته السفلى، وهو يهمس:

> "هذا التفسير لا يكفي... مهما كانت سرية، من المستحيل ألا يعرف بها أحد... طلاب لهم آباء أو إخوة في الأكاديمية... لابد أن تكون لديهم معلومات."

كي ترك مكانه لأول مرة وتحرك وسط التجمّع. اختار عددًا من الممتحنين بشكل عشوائي وسألهم بنبرة هادئة:

"هل سمعتم عن غرفة الملك؟"

الإجابات كانت صادمة له:

"لا، لم نسمع بشيء كهذا."

"ما هي غرفة الملك؟ اختبار إضافي؟"

"أنت تمزح، صحيح؟"

لم يكن هناك أي أثر لمعلومة صحيحة

واحدة.

وبعزم حذر، كي يتحرك بين بعض الممتحنين المتفرقين....لم يفقد الامل حتى مع تلك الاجابات مخيبة سابقة.

اقترب أولًا من فتى ضئيل البنية، سأله بهدوء:

> "هل تعرف شيئًا عن غرفة الملك؟"

أجابه الفتى باستغراب:

> "غرفة الملك؟ لا... لم أسمع بها."

تابع كي سؤاله:

> "هل تملك أخًا أو أبًا درس هنا؟"

ردّ الفتى:

> "أجل، أخي تخرج العام الماضي... لكنه لم يخبرني بشيء كهذا."

لم يعجبه الجواب... فانتقل إلى شخص آخر.

سأل شابًا قوي البنية يرتدي عباءة زرقاء:

> "ماذا عنك؟ غرفة الملك؟"

هزّ الشاب رأسه مبتسمًا بسذاجة:

> "سمعت بالشائعات، لكنها قصص للأطفال فقط... أخي يعمل في الأكاديمية، ولم يذكر شيئًا حقيقيًا عنها."

كل إجابة كانت تضيف وزناً جديدًا إلى الشك الذي يتراكم في صدر كي.

> "مستحيل... إن كانت موجودة، كيف لم يسمع بها أحد؟"

"هل الأكاديمية تخفي الأمر عمدًا...؟ أم أن وجود غرفة الملك بحد ذاته كذبة..."

وقف كي مكانه متجمداً في تفكير عميق... بدا وكأنه ابتلع شوكة حادة.

وفجأة، ظهر إلى جانبه ذلك الفتى ذو الشعر الأبيض، بعينين زرقاوين كبيرتين مليئتين باللطف — هانزو.

ابتسم هانزو ابتسامة مشرقة وألقى التحية ببساطة:

> "مرحبًا! أنت تبدو كئيبًا وحدك."

كي تجاهل هانزو .... لكن هانزو لم يتراجع، بل سأل بود:

> "بالمناسبة... سمعتك تسأل عن غرفة الملك. لماذا تهتم بها؟

كي بالكاد التفت إليه، لكنه استغل الفرصة ليسأله بنفس بروده القاتل:

"هل لديك علاقة بأحد داخل الأكاديمية؟"

ابتسم هانزو وأجاب بهدوء:

"أجل. والدي أحد الداعمين الكبار للأكاديمية. يمولها سنويًا."

لمعت عينا كي لوهلة صغيرة وسأل بلهجة شبه متهكمة:

"وهل تعرف شيئًا عن غرفة الملك؟"

أجاب هانزو ببساطة:

"غرفة الملك؟ لم أسمع بها قط. الأكاديمية كلها معروفة بقواعدها الصارمة وتصنيفاتها... لا يوجد شيء اسمه غرفة الملك."

ثم أكمل ضاحكًا بخفة:

"لو كانت موجودة، لعرفها والدي بالتأكيد."

كي تجمد للحظة.

شعر كأن ضربة خفيفة أصابت صدره.

> "إن كان هذا صحيحًا... فمن الذي كذب عليّ؟ ولماذا؟"

اشتد ضغط قبضته، لكن ملامحه لم تتغير.

بينما بقي هانزو يبتسم ببلاهة دون أن يدرك العاصفة التي هبت داخل عقل كي.

في أعلى المدرجات، حيث كان "كيوجو" يجلس على ..كرسيه الضخم، وقف كي، في أسفل الساحة، رافعًا رأسه للأعلى، يحدق بعيون مشتعلة كالجمر في ذلك الرجل الهادئ المتعجرف.

صوت كي خرج خافتًا، لكنه كان يغلي بالغضب:

> "تم خداعي..."

حرك يده ببطء وكأنها شفرة تقطع الهواء، عينيه لا تفارقان كيوجو.

همس كي بأنياب غاضبة:

"ذلك الحارس الغبي... سأقتله... لا... ليس الحارس..."

شد كي على قبضته بقوة حتى أبيضت مفاصله.

"الحارس مجرد أداة... الأوامر جاءت من الملك نفسه... ذلك الملك اللعين!"

كيوجو، من مكانه العالي، لم يحرك سوى شفتيه بابتسامة خفيفة شبه ساخرة.

ثم حرك إصبعه بإشارة خفيفة جدًا نحو مشرف سيلفا وأرسل أمرًا بسيطًا عبر اجهزة اتصال بينهم :

> "مهما حدث... لا تتدخل."

المشرف تلقى الرسالة، لكنه ارتبك. لم يفهم سبب هذا الطلب الغريب.

في تلك اللحظة...

تنفّس كي بهدوء عميق... ثم فجأة انفجر كل شيء.

موجة هائلة من الضغط الجوي الكثيف اندفعت من جسده كعاصفة لا تُرى، لكنها تشعر بها كل ذرة في المكان.

هواء الساحة ارتجف، الأرض اهتزت تحته.

جميع من كانوا بقربه سقطوا على الأرض كدمى مقطوعة الخيوط، بعضهم فقد وعيه فورًا، آخرون جثوا وهم يلهثون كأن الهواء اختفى من حولهم.

حتى هانزو، الذي كان أكثر انتباهًا، اضطر إلى القفز للخلف بسرعة كبيرة، عيناه مفتوحتان بدهشة، لم يفهم من أين خرجت هذه الهالة الرهيبة.

كايسن، الذي وقف غير بعيد، فتح عينيه في ذهول، عاجز عن استيعاب ما يحدث أمامه:

> "ماذا... ما هذا الضغط...؟!"

أما فوق، على عرشه الحجري، كان كيوجو قد رفع إصبعه الأخرى بخفة...

أشار بها إشارة خفيفة جدًا في الهواء.

في لحظة خاطفة، وكأن يدًا خفية امتدت، قُطع ضغط كي فجأة عنوةً، كما تُطفأ شعلة شمعة بضغطة بسيطة.

عادت الأجواء إلى طبيعتها، لكن الصدمة التي تركها كي في القلوب لم تختفِ.

رغم توقف الضغط، بقي كي واقفًا، ملامحه مشوهة بالغضب، نظراته قاسية كحد السيف، وفمه منعوج بابتسامة غضب ساخرة.

في الأعلى، كان كيوجو ينظر إليه، بعينين مليئتين بالهدوء المطلق، وبابتسامة صغيرة جدًا، ابتسامة من يعرف أنه يتحكم بالموقف كاملًا.

تلاقت نظرات الاثنين —

كي بنظراته الثائرة المحترقة...

وكيوجو بنظرته الباردة كالجليد، وبابتسامة من يهمس في داخله:

> "ما زلت بعيدًا جدًا عن الوصول إلي."

الدهشة تسيطر على الجميع...

هانزو، الذي لطالما بدا واثقًا، كان مغمورًا بالحيرة. لم يفهم كيف انقلبت الأحوال بهذه السرعة، تقلبات الضغط في المكان تسحق قدرته على التحليل.

كايسن، الذي كان يراقب بصمت، بدا عليه التوتر... عينيه اللامعتين تتحركان في قلق، يحاول فهم السبب، قبل أن تغزوه شكوك خافتة تجاه كي.

حتى المشرف العجوز، الذي يحمل في ذاكرته قسمًا للملك، بدا شاردًا للحظات، يتذكر شيئًا غامضًا عن ملكه... لكنه لا يستطيع تحديد لماذا ينبض الضغط بهذا الشكل غير الطبيعي.

وسط هذه الفوضى النفسية،

دوّت أصوات خطوات ثابتة قادمة نحو كي.

لم يتحرك جسده، فقط عيونه المظلمة التفتت ببطء، كسكين بارد يتتبع فريسة.

هناك، أمامه مباشرة، ووقف زايكو أمام كي، جسده الضخم يلمع تحت وهج الطاقة المتدفقة باللون الاحمر من عضلاته المشدودة. اذرعه الاربعة تتدفق فيها طاقة كبيرة جدا ...عيناه الحمراوتان اشتعلتا بالغضب والجدية والكبرياء، وهالته الثقيلة تخترق الأجواء كعاصفة صامتة. .بصوت جهوري مزلزل، وجّه سؤاله الحاد نحو كي:

"هل أنت من تسبب بكل هذا الضغط؟

ابتسم كي بسخرية باردة بالكاد ترى في وجهه، وعيناه الغارقتان في الظلال تلمعان بتحدٍّ قاتم وغضب ساخر ... بصوت منخفض لكنه مشحون بالقوة، رد على زايكو دون أن يرمش:

"وماذا لو كنت أنا من سبّب هذا الضغط؟"

تقدم خطوة إلى الأمام، لتزداد الهالة القاتمة المحيطة به كثافة، قبل أن يكمل، بنبرة متهكمة كمن يحذر ويهدد في آنٍ واحد:

"هل تريد إجابة دقيقة؟ نعم... أنا من فعلها. بل وأفكر الآن... في إعادة الضغط... مضاعفًا هذه المرة."

في أعلى مدرجات الاختبار، جلس "كيوجو" كعادته، متكئًا بهدوء ملكي مطلق.

بجانبه كان المشرف "سيلفا"، الذي أحنى رأسه قليلًا بعدما تلقى أمرًا ..

كيوجو، بصوته العميق الخافت الذي لا يسمعه سوى سيلفا، قال:

> "لا تتدخل... مهما حدث."

سيلفا جفل قليلاً، نظرة حيرة واضحة على وجهه.

تساءل بصوت خافت، مليء بالقلق:

> "ماذا... تنوي أن تفعل، أيها الملك؟"

كيوجو لم يرد. فقط ابتسم بتلك الابتسامة الغامضة، عينيه الزرقاوين تلتمعان بميض يصعب تفسيره.

كان زايكو، بجسده الضخم وأذرعه الأربعة، قد كان امام كي مباشرة .

نظراته المتوحشة تركزت على كي، الذي وقف بثبات، وكأن زايكو لا يشكل شيئًا أمامه.

لحظة صامتة —

العدم، من الظلال بجانب كي، ظهر شخص رشيق يحمل سيفًا لامعًا.

كاد السيف أن يقطع رقبة كي بضربة خاطفة وسريعة جدًا!

لكن كي، دون أن يدير رأسه حتى، رفع يده اليسرى بكل هدوء...

أمسك نصل السيف بأطراف أصابعه، بثقة لا تصدق.

الصدمة ارتسمت على وجه المهاجم.

في حركة واحدة حادة ومدروسة، أدار كي جسده، ودفع بالسيف والمهاجم معًا بقوة مذهلة، راميًا الاثنين بعيدًا عن ساحة المعركة!

ارتطم المهاجم بالأرض وانقلب عدة مرات قبل أن يتوقف، بينما سيفه طار بعيدًا مغروسًا في التراب.

وقف سياف وسط الركام، إختفى غبار كليا ليظهر رايج واقفا .....جسده مثقل بالجراح لكنه مرفوع الرأس. كان يمسك سيفان بكلتا يديه،بوضعية x...طرفاه مشدودان أمامه وكأنهما يمتدان متحدّين العالم. شعره المنفوش يتطاير مع الريح، وابتسامة دامية تتسع على شفتيه، تحمل مزيجًا من الإعجاب والتحدي، فيما نظراته الحادة تثبت على كي بشراسة لا تنكسر.

قال رايجو وهو يقف بتلك الوضعية الممزقة، يمسح الدم عن فمه بسيفه:

"شخص يكاد لا يملك مانا... يطلق ضغطًا كهذا... ثم يرمي بي بهذه الطريقة؟"

ابتسم بسخرية، عاقدًا قبضته على السيف بقوة:

"هذا... مثير للإعجاب حقا."

في لحظة غامضة، ساد الصمت في الساحة...

الجميع يحدقون — لا أحد يفهم حقًا ما يجري.

ظلال الغبار تتراقص في الهواء، وعيون عشرات الطلاب والمشرفين مشدودة نحو نقطة التصادم.

ثم... بصوت غاضب وعميق، انفجر "زايكو" بالكلمات:

> "يوه، أنت!!!"

"لا تُشِح بنظرك عني!!"

زمجر بغضب لا يوصف، وتحرك بغضبه الوحشي.

رفع زايكو إحدى كفوفه الضخمة، كأنها صخرة متحركة، وضرب بها باتجاه كي، محاولة لسحقه بضربة واحدة ساحقة.

كي، بثبات لا يتزعزع،

قفز عاليًا بخفة مذهلة، متجنبًا الضربة الكبيرة بدقة تامة.

في نفس لحظة وجوده بالهواء، حرك ذراعه بلطف، وكأنه يرسم بيده الهواء.

فُجِّر ضغط هوائي قوي للغاية من يده —

موجة خفية لكنها قاتلة —

ضربت صدر زايكو مباشرة!

تراجع زايكو خطوات كبيرة إلى الخلف، غاضبًا، وقد ظهرت آثار موجة الضغط على صدره الهائل.

لكن كي... لم يتوقف.

في رمشة عين — اختفى كي من أمام أنظار الجميع!

في طرف الساحة...

"رايجو"، الذي كان يراقب بدهشة وابتسامة ساخرة خفيفة،

لم يكن يتوقع أن يصبح هدفًا هو الآخر.

فجأة، شعر براحة قبضة تضرب وجهه مباشرة.

قبضة كي غرست في خد رايجو بقوة، تسببت بدوي عالٍ، وتشوّه خفيف في الهواء من شدة الضربة.

رايجو طار كأنه دمية قماشية، قاذفًا عبر الساحة كلها، حتى اصطدم بالجدار الحجري في الجهة المعاكسة للساحة.

المشرفون في الأعلى، الذين شهدوا هذا الجنون، التفتوا نحو الملك كيوجو بوجوه مضطربة.

اقترب أحدهم قليلًا، متحدثًا بسرعة خائفة:

> " يجب علينا إيقافهم فورًا قبل أن تتحول الساحة إلى فوضى!"

لكن كيوجو، بابتسامة هادئة ونظرة باردة، أشار بيده باختصار:

> "لا."

ببساطة... رفض.

دهشة ضربت قلوب الجميع.

كيف يمكن للملك أن يسمح بانفجار قتال بهذه الخطورة داخل

اختبارات الدخول؟

2025/04/26 · 18 مشاهدة · 1647 كلمة
Mouad Kei
نادي الروايات - 2025