9 - "الذين ظنّوا أنه انتهى"

في وسط الساحة الغارقة بالصمت المشحون،

نهض "رايجو" من بين الغبار، يربت على ملابسه وهو يبتسم ساخرًا رغم الألم الواضح على وجهه.

شعره الأحمر المربوط يتمايل مع الرياح، وعيناه الخضراوان الكبيرتان تتوهجان بإثارة لا تخفى.

إلى جانبه،

"زايكو" الضخم يطأ الأرض بعنف، نظراته الحمراء الصغيرة مشتعلة بالغضب.

أنفاسه الثقيلة تصنع ضبابًا من القوة حوله.

الجميع يحدقون — متأهبون لما سيأتي.

الخطر يملأ الجو.

"كايسن"، وهو يراقب المشهد، عبس بتوتر داخلي،

وتساءل مع نفسه:

> "لماذا لا يتدخل الملك كيوجو...؟ ولماذا... يبتسم بهذا الهدوء؟ ما الذي يخطط له؟!"

بجواره، كان "هانزو" كذلك يقف مرتبكًا، يشعر أن هناك شيئًا أكبر مما يراه يحدث خلف الكواليس.

وسط هذا الهدوء المشحون،

زمجر "زايكو" بغضب صاخب:

> "يوه ..أنت!!! لا تتجاهلني!!!"

صوته كاد يهز الساحة.

زايكو، بثورته العمياء، اندفع نحو "كي" بكل وحشيته.

ضرب بكلتا يديه الكبيرتين — لا بل بأربع أذرع كاملة —

هجمات متتالية مدمرة نحو جسد "كي".

لكن "كي"، بثقة باردة،

واجه الهجمات بلا خوف.

من حوله انفجرت صدمات هوائية حادة صدت ضربات زايكو.

صوت التصادمات هز المكان.

في داخل نفسه، كان "كي" يحلل، ببرود قاتل:

> "قوته الجسدية هائلة... ضرباته تعادل قوة قبضتي، بل ربما تفوقها بقليل..."

"لكنه... همجي. بدون تكتيك."

لاحظ كي، وسط سيل الهجمات،

ثغرة صغيرة — لحظة تفكك بين ضربتين.

استغلها بلا تردد.

بخطوة سريعة،

أمسك إحدى الأذرع الضخمة لزايكو بيده اليسرى،

وبقوة مذهلة...

أدار جسده ورمى زايكو بعيدًا كأنما يرمي كرة ضخمة.

زايكو تدحرج على الأرض بصخب.

في تلك اللحظة —

وقبل أن يستعيد الجميع أنفاسهم —

"رايجو" اختفى من مكانه!

بسرعة خيالية، تجاوز "رايجو" موقع "كي" في ومضة.

وفي حركة خاطفة دقيقة،

لوّح بسيفه القصير الحاد...

وقطع يد "كي" اليمنى!

قطرة دم واحدة طارت في الهواء.

يد "كي" سقطت أرضًا بثقل خفيف.

الوقت توقف لوهلة.

جميع من في الساحة شهقوا — عيونهم اتسعت.

"كايسن" تراجع خطوة،

"هانزو" شهق بفزع خفيف،

حتى المشرفون في الأعلى بدأوا يتحركون بقلق شديد نحو الملك "كيوجو".

ولكن كيوجو...

ظل جالسًا على عرشه الحجري، يبتسم بهدوء .

في لحظة مرعبة،

"كي" التف في الهواء، مستعدًا للحركة التالية.

ولكن، لم يكن هناك وقت للاستراحة، لأن "رايجو" كان يلتفت بسرعة شديدة نحوه، وعينيه اللامعتين مليئتين بالسخرية.

ومع حركة مفاجئة،

ركل "كي" "رايجو" بكل قوته،

دفعه بعيدًا إلى الوراء بشكل مروع.

الجميع شعروا بالهواء يهتز من شدة القوة.

ولكن، كأنها لم تكن كافية،

ظهر "زايكو" خلف "كي" بعنف،

مستنشقًا غضبه، وكل عضلة في جسده الضخم مشدودة استعدادًا للهجوم.

صراخه بدا وكأن الأرض ستنشق:

> "لن تهرب هذه المرة، أيها الصعلوك!"

لكن، قبل أن يُكمل هجومه،

"كي" لم يتحرك سوى ببساطة واحدة.

أرسل له صدمة هوائية مدمرة، ضربت وجه "زايكو" بعنف.

في ذات اللحظة،

"كي" اندفع بجسده للأمام، مغرسًا قبضته في وجه "زايكو" مع قوة تزلزل الجبال.

تراجع "زايكو" بسرعة،

ولكنه استجمع نفسه مرة أخرى، وهو يلهث بشدة، وقد شعر بأن قوتها كانت أكبر من المتوقع.

لكن "كي" الآن كان محاصرًا بين "رايجو" و"زايكو".

"رايجو" كان يقف هناك، يراقب بعينيه الخضراوين الواسعتين، مع ابتسامة ساخرة على شفتيه.

> "أنت مذهل، أيها الصعلوك، رغم أنك تمتلك مانا ضعيفة جدًا. لكن قوتك جسدية لا تصدق... كيف؟"

أما "زايكو"، فقد كان يزمجر من الغضب،

ينعت "كي" بالصعلوك في كل مرة يفتح فمه،

> "هذا غير منطقي! كيف يمكن لشخص مثلك أن يفعل هذا؟! شعرت أن مستوى مانا لديك منخفض جدًا، حتى... حتى رايجو قال ذلك!"

لكن "كي"، بنظرة باردة،

ابتسم ابتسامة ساخرة جعلت الأنفاس تتوقف للحظة.

> "هل تعتقد أن مانا هي كل شيء؟ يمكنني مواجهة كل منكما معًا... ودون عناء. سأهزمكما بسهولة."

"رايجو" لم يتمالك نفسه،

ابتسم بسخرية وغيض شديد، بينما "زايكو" انفجر بالغضب،

> "أنت لا تعرف ماذا تفعل! سأريك الآن."

في لحظة واحدة،

الاثنان، "رايجو" و"زايكو"، اندفعا نحو "كي" دفعة واحدة.

كان التوقيت مثاليًا، وكان هجومهم مشتركًا، لكن "كي" كان أسرع.

بلمحة عين،

"كي" قفز إلى الأعلى في الهواء،

وهو يدور في حركة دائرية كاملة.

ثم، في الهواء، أرسل ركلتين متتاليتين بقدرة لا توصف،

ركلة الأولى كانت نحو "رايجو"،

أما الثانية فكانت مباشرة نحو "زايكو".

"رايجو" حاول أن يصد الهجوم،

لكن الضربة كانت سريعة جدًا، تفاجأ حتى من سرعتها.

أما "زايكو"، فحاول أن يتجنب الهجوم،

لكنه لم يكن أسرع من ركلة "كي".

تراجع للخلف بشكل مفاجئ،

> "كيف يمكنه أن يفعل هذا؟!"

تمتم في نفسه بغضب شديد.

كانت الصدمة قوية لدرجة أنه شعر وكأن جسده كله يهتز،

حتى "زايكو" الذي كان يظن أن قوته الدفاعية لا تقهر، بدأ يشعر بالشك في نفسه.

وبينما كان "رايجو" و"زايكو" يعيدان التوازن لأنفسهم،

هبط "كي" على الأرض،

كما لو أن الأرض قد استوعبته،

ولم يكن هناك أي أثر على جسده من الصراع.

عندما هبط كي على الأرض، انبعث صدى خافت لخطى حذاء على البلاط، تبعه ظهور سياف بوجه بارد لا يحمل أي انفعال. لم يكن هناك اندفاع، لا زخم حركة... فقط خطوة واحدة، ثم وقف خلف كي تمامًا.

بهدوء قاتل، أدار السياف جسده جزئيًا، وبحركة بالكاد تُلحظ، سحب سيفه حتى لامس حدّه رقبة كي من الخلف — لا صوت، لا صرخة — فقط وميض فولاذي خافت امتد كالبرق، ثم... تشيـنغ... أُعيد السيف إلى غمده.

انفجرت الدماء من رقبة كي متأخرة، كأن الزمن نفسه تردد في التصديق. وهابط سيف السياف للأسفل كأن شيئًا لم يكن.

لكن كي، رغم النزف، لم يسقط. رفع رأسه بعينين مليئتين بالدهشة ، ثم وجه لكمة خاطفة نحو وجه السياف.

السياف، بلا تعبير، أدار جسده بخفة وأخرج سيفه، وبدل أن يصد بالحد، صد اللكمة بظهر النصل، وكأن الفولاذ وجهٌ جديدٌ له.

ابتسم كي بسخرية طفيفة. "سياف آخر... أنا أكرههم فعلاً."

السياف لم يرد على الفور. أنزل سيفه ببطء، ثم هم كي بمتابعة هجومه.

لكن فجأة، ومن خلفه... نفس السياف ظهر هناك، كما لو أنه عبر الظل نفسه.

أعاد السيف إلى غمده بخفة. خط رفيع بدأ بالامتداد من منتصف صدر كي صعودًا إلى وجهه، شقًا دقيقًا ومميتًا.

التفت السياف ونظر إليه بعينين جليديتين، وقال بصوت خافت:

"أنا كايغو... وريث زهرة البرقوق وسياف عشيرة كازينوشي."

انتشر الصمت، لكنّ العيون لم تكن صامتة.

الدهشة، الحيرة، والخوف... كانت تغلي في وجوه الحضور كما لو أن الساحة تحوّلت إلى مرجل من التناقضات. الأصوات تعالت بين من لم يفهم، ومن لم يصدق، ومن لم يجرؤ على التدخل. مشرفٌ من الصفوف العليا كان يغلي كبركان، يحدّق إلى الملك "كيوجو" بعينين مضطربتين، صوته المرتج داخل رأسه:

"ما الذي تفعله ايها الملك؟ لماذا تسمح بهذه الفوضى؟ ماذا تنوي بحق الخالق؟!"

لكنه لم يتلقَّ جوابًا.

"كيوجو" ظلّ يبتسم بهدوء، كأن العالم لا ينهار أمامه، وكأن الفوضى كانت لحنًا يعرف نهايته مسبقًا.

المشرف الأعلى، "سيلفا"، كانت قبضته ترتجف على مقبض سيفه وهو يراقب من بعيد. لم يتدخل "كيوجو"، الملك الذي يفترض به أن يفرض النظام، بل بقي واقفًا بهدوء، ملامحه محايدة، وعيناه تلمعان بابتسامة غامضة.

لماذا...؟

ما الذي ينوي فعله؟

لماذا يسمح بهذه المهزلة؟

أسئلة تفجرت في عقل سيلفا، تشتعل غضبًا مع كل ثانية تمر.

في قلب الساحة، "كي" مسح الدم المتدفق من عنقه، تنفّس ببطء، وكأن الجرح لم يكن سوى تذكير قديم.

"لم يجرحني أحد هكذا منذ وقت طويل..." همس لنفسه بابتسامة غريبة.

ثم نظر إلى يسراه المبتورة، الفراغ الذي خلفه القطع. انقبض حاجباه، وتساءل:

متى آخر مرة قُطعت فيها هذه اليد؟

لكنه لم يجد جوابًا.

"لا أذكر."، تمتم لنفسه، وكأن ذلك بحد ذاته أمر يستحق الابتسام.

كان السياف "كايغو" ما يزال واقفًا بذات الهدوء، سيفه في غمده، وعيناه لا تفارق "كي".

قال بصوت منخفض لكنه نافذ:

"لن أسمح لك بنثر الفوضى أكثر، أيها الغريب."

رفع "كي" حاجبيه، ثم انحنى بسخرية طفيفة.

"أعتذر، يا وريث زهرة البرقوق... نسيت أن أطلب إذن الفوضى أولاً."

ثم في تلك اللحظة، تحطّم كل هدوء.

"زايكو" اندفع من الأمام، قبضته تهبط كالمطرقة نحو رأس "كي". قفز "كي" للخلف، وفي اللحظة ذاتها ظهر "رايجو" من الجانب، حركته سريعة ومباغتة.

"كي" انحرف، جسده يلتف بخفة، وتفادى الضربتين كراقص على خيط الموت.

في خضم المراوغة، لم يكن صامتًا.

"كل هؤلاء يراقبون... أنظارهم عليّ. هذه ليست ساحة قتال، إنها مسرح... وأنا لا أحب الأضواء."

هذا أسوأ شيء.

وعندها، بدأ بالكلام — لا تفاوض، بل مراوغة لفظية خبيثة.

قال موجّهًا حديثه لزايكو ورايجو:

"أتعرفون... أنتما جيدان حقًا في التهديدات. واحدٌ يصرخ كالمطرقة، والآخر يلوّح كالسيف... لكن، للأسف، لا أحد منكما يعرف كيف يُفكّر."

راح يبتسم بسخرية خفيفة، يراوغ يمينًا ويسارًا، يتجنب ضرباتهم، لكن عيناه تدرسان، تزن كل انفعال.

"، قل لي... هل تغضب لأنك لا تفهم كيف أتفوق عليك؟ أم لأنك تدرك أنني لست بحاجة لقوة مانا لأهزمك؟"

ثم التفت لرايجو:

"وأنت... لا تزال تظن أنك تتفوق لأنك قطعت يدي؟ لقد قطعت جسدي، لكن لم تلمس رأسي بعد."

كان واضحًا أن كي لا يقاتلهم فقط بجسده... بل بعقله ولسانه أيضًا.

في تلك اللحظة، دوى صوت ارتطام آخر.

هبط "سيلفا" على الأرض. نظراته مغمورة بالغضب المكبوت، شفتاه ترتجفان، وكل ما فيه يصرخ: كفى.

عيونه واجهت كيوجو — لا كلمات، فقط سؤال صامت يُطالب بإجابة:

"إلى متى ستظل صامتًا؟"

وجه "كيوجو"، الذي لطالما اشتهر بثباته، تسرّبت إليه لمحة من الصرامة... لمحة من الحيرة. والارتباك؟ لم يكن إلا ظلًا شاحبًا في عينيه الرماديتين. لم يكن يتوقع أن يُجبر على التدخل... لا بهذه السرعة.

همس لأحد المشرفين بجانبه بصوت منخفض:

«لماذا هبط سيلفا؟ ألم يكن من المفترض أن يبقى في مقعد الرقابة العليا؟»

المشرف ابتلع ريقه قبل أن يجيب، وصوته يحمل توترًا واضحًا رغم محاولته إخفاءه:

«ل... لقد كسر القواعد، جلالتك... قال إن الوضع تخطّى حدود التهاون.»

في الأسفل، كان "سيلفا" يمشي بين صفوف الطلاب، خطواته بطيئة لكنها واثقة، كأن الأرض لا تجرؤ على إصدار صوت تحته. صوته خرج هادئًا... لكنه يحمل خلفه عاصفة.

«همجية... انحدار سلوكي غير مقبول... فوضى بلا انضباط... هذا ليس قتالًا، بل عرض سيركٍ رخيص.»

التفت برأسه، وصوته يزداد برودة:

«أكاديمية؟ لا... هؤلاء لا يستحقون حتى بابها.»

الطلاب انكمشوا في أماكنهم، الأنفاس تحوّلت إلى سكاكين، والقلوب تتردد بين الذنب والخوف.

لكن "زايكو"... لم يكن كالبقية.

تقدم بخطوة شرسة، قبضته مشدودة، ونظراته تشتعل نيرانًا:

«انتبه لكلامك، سيلفا. نحن لسنا دُمى. من أنت لتحكم علينا؟»

"سيلفا" لم يتحرك.

لم يرمِ كلمة.

بل رمقه فقط...

نظراتٌ... تحرق.

عيون سيلفا، الصارمة، المقيدة كقيد حديدي في أعناق الجميع، سكنت وجه "زايكو" وحده.

رعب.

غضب.

حكم بالإعدام... بصمت.

لكن "زايكو" لم يتراجع، وتبادل النظرات بنفس الصلابة، كأن كليهما يرفض أن يطأطئ رأسه.

مرت لحظة طويلة كأنها زمن كامل.

ثم توقف "سيلفا" على بعد عدة أمتار فقط من "كي". لم يتكلم. لم يهدد.

رفع إصبعه فقط... وفي لحظة خاطفة، انطلق شعاع ضوئي أصفر كثيف من السماء، نازلًا كنصل من نور نحو جسد "كي".

الذهول عمّ المكان.

لم يتحرك أحد.

حتى الهواء... تجمّد.

وجه "كيوجو" انفتح على دهشة نادرة، وهبط من عرشه بنفسه، كأن الحدث أخرجه من مكانه رغمًا عنه.

صدم الجميع من هبوط الملك.

حتى "كايسن"، ذلك الذي لا يُكسر، ارتجف داخليًا. لم يكن ذلك الشعاع العادي... كان قرارًا بالإعدام. مباشرة.

بينما الجميع تجمّد، كيوجو حافظ على هدوء خارجي بشق الأنفس، اقترب من "سيلفا" وتحدث بنبرة خفيفة لكنها مشحونة:

«سيلفا... أتعامل مع ما يحدث بطريقتي... لا أحب أن يُفرض عليّ أسلوب في الحكم.»

"سيلفا" التفت إليه، عيونه ما زالت مغروسة في الشعاع:

«أسلوبك يؤدي إلى الفوضى، كيوجو. كنت سأُنهيها... الآن.»

وفجأة...

الشعاع الأصفر... اختفى.

لا صوت، لا أثر، سوى سحابة كثيفة من الغبار ارتفعت تغطي المكان الذي كان فيه "كي".

التوتر بلغ ذروته.

كلمات "سيلفا" خرجت مباشرة، صلبة كحكم قاضٍ:

«كنت سأقضي عليه... نعم، كنت سأفعل.»

في تلك اللحظة، انفجر الغضب في عيني كيوجو، لكنّه كبته في صدره كبركان مغلق. صوته خرج أكثر جفافًا، مليئًا بما لا يُقال:

«لقد تخطّيت دورك، سيلفا.»

ساد صمت ثقيل، كأن الهواء ذاته تلبّد بدهشة حارقة.

الطلاب، المراقبون، وحتى المشرفون... كلّهم تجمّدوا. عيونهم اتّسعت، وأفواههم فُتحت دون أن تنطق.

الضوء تلاشى... والغبار انقشع.

ومن وسط الدمار، خرج "كي".

خطواته كانت متثاقلة، جسده مضرج بالدم، وجهه نصفه مغطى بالتراب، ونصفه الآخر يقطر بالسخرية.

لكن ما جذب الأنظار لم يكن الجرح، ولا الذراع المقطوعة... بل **الابتسامة.**

ابتسامة متلاعبة... جريئة... كأن صاحبها لم يكن لتوّه هدفًا لضربة من أحد أقوى رجال المملكة.

مرّ بين الحشود كالظلّ. نظر إليهم جميعًا، نظراتٍ باردة، ثم قال بصوت منخفض، لكنه غطّى الساحة بأكملها:

«أوه... وجه الصدمة فيكم ممتع فعلاً...»

توقف، مسح الدم عن زاوية شفتيه، ثم أكمل بنبرة ساخرة كأنما يُلقي نكتة لا أحد يفهمها سواه:

«ظننتم أني سأسقط؟ أنتهي؟ تنهار المسرحية؟»

نظر مباشرة إلى سيلفا، وعيناه تلتمعان بشيء لا يُعرف إن كان جنونًا أم عبقرية ملتوية:

«على الأقل... أنهيتم المشهد بحركة مؤثرة.»

ثم التف ببطء نحو الجميع:

«أعتقد أن هذه المهزلة يجب أن تنتهي الآن... أليس كذلك؟»

**"المهزلة"...**

الكلمة دوّت كطعنة في كرامة الجميع.

2025/04/30 · 34 مشاهدة · 1949 كلمة
Mouad Kei
نادي الروايات - 2025