13 - الفراغ الأبدي : غارق في قعر الهاوية

الظلام يحيط بنا من كل جانب لا يولد الناس أشرارا و انما يتحتم عليهم سلك ذلك الطريق إنهم مجبرون من سيجد الطعام و المسكن الشريف و يتخلى عن كل هذا ليصبح مجرما لن أبرئهم أو أختلق اعذارا لمساندتهم لا يحق لأحد أن يقتل الآخر و لكن هل هم أشرار حقا هل هذه حقيقتهم ألا يوجد لديهم من يعول عليهم و يشتاق لهم .

في منزل كبير عهدتموه بالفعل يستلق جسد مثقل بالهموم معبأ بآثار التعذيب , الإصابات تغطي كل ركن منه الماضي لا يمكن نسيانه لربما نتجاهله و لكن ستظل بقاياه محفورة في اجسادنا ملتصقة بأرواحنا لأنه يمثلنا . يمثل ما كناه و ما سنضل عليه ما لم نبدأ التغيير .

بدأ المنبه في اصدار ضوضاء مزعجة كانت في البداية لحنا هادئ كخرير المياه بيد أنها ارتفعت الى أن صارت كالموج المرتطم بسفح الجبل .

استيقظ النائم كأنه في سبات كأنما هو ميت قد عاد للحياة

عاد للحياة ؟ أي كذبة هذه التي أوهم نفسي بها و آمل منكم تصديقها عيونه اكتنفها الظلام فارغة و عميقة .

تخيل شعور الغرق في أعماق المحيط بينما تشاهد ضوء الشمس و امتداد السماء يتلاشى أمام ناظريك ذلك تماما ما بدت عليه نظرة الفتى الواهن و هو يسند جسده على الطاولة في محاولة للوقوف لولا معرفتي بكونه شابا في أوائل الثلاثينيات لخلته شبحا غارق في الوحشة و الاستياء .

استمر في سحب جسده ببطء ناحية الحمام بضعة أمتار أصبحت له بمثابة ممر طويل .

رما نفسه تحت سيل المياه البارد دون حراك ظل على هذه الوثير لدقائق قبل أن يبدأ الروتين الصباحي .

يجلس الآن فوق مائدة الطعام و هو يشرب قهوته المركزة دون الحاجة لإضافة قطع السكر فهو يفضلها مرة .

المنزل أصبح هادئ بعد مرور بضعة أسابيع كانت كالجحيم بالنسبة له .

قرر قضاء يومه هذا دون التفكير في أي شيء يعكر صفو هدنته الزائفة فأي هدنة لرجل عصابات .

ركب سيارة عشوائية من سياراته التي لربما يقال عنها انها للزينة فقط فنادرا ما يستخدمها بعضها ضل عالقا في ذلك القبو الرطب منذ أن ساقها من المتجر باتجاه البيت .

لقد كان يحس بالصداع و الألم الشديد في صدره منذ بداية اليوم لذلك أخد بعض المسكنات قبل المغادرة .

دون ذكر تلك الأطياف و الذكريات الفاترة التي ما لبثت تؤرق نومه حول فتاة صغيرة تلاحقه في الحقول المزهرة و هي تبتسم بسعادة قبل أن تبدأ هي الأخرى بالتلاشي كسعادته و يلي ذلك ذبول الورد و تفحمه ثم غرقه في الفراغ حيث بالكاد يدرك وجوده و أحيانا يبدو له كأنما قد صار هو الفراغ نفسه .

"لا زلت اذكر ذلك الوعد لا تقلق " هذا كل ما نبس به بينما يسوق في المنعطفات ليعود الصمت المقلق و تتلاشى العواطف التي تسللت عبر ملامحه بعد تذكره وجهها و تدفن تلك اللمعة التي اخترقت ظلام عينيه و تتجمد الابتسامة الصغيرة التي ارتسمت على شفتيه .

ها هو قد عاد لشحوبه كدمية عاجية بلا عواطف .

و بينما يراقب الزحمة التي اعتاد عليها في شوارع طوكيو ضغط على زر في الجانب لتشغيل الأسطوانة و تبديد ذلك الصمت المزعج .

أوركسترا ضوء القمر موسيقاه المفضلة أغمض عينيه و أسند رأسه للخلف ثم نفث دخان سيجارته الأولى و التي لن تكون الأخيرة لهذا اليوم بالطبع .

يوم عادي كشخص عادي لربما يكون مجرما و لكنه لا يزال انسانا مثلي و مثلكم و لكنه شخص تعلم كيف يخف ابتسامته و دمعته .

كيف يجمد انسانيته ليضل حيا كجزء من هذا الفراغ في أحلك بقعة من الليل

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++===

لقد غيرت أسلوب الكتابة في هذا الفصل إنه فصل خفيف لتمضية الوقت أخبروني رأيكم في الصياغة

لقد كنت في ضغط كبير حتى أنني فكرت في حذف الرواية و التوقف عن الكتابة لكنني غيرت رأيي و قررت الاستمرار و لكن سيكون التنزيل عشوائي ستعانون معي و لكن الأشخاص المحضوضون الذين سيقرأون الرواية مسقبلا سيحالفهم الحض بأن الرواية مكتمل .

أقسمت ألا أبدأ عملا إلا و أنهيته و لن أخلف هذا القسم

أرغب بشكر صديق على الواتساب ساعدني في تنظيم أفكاري و حفزني للمتابعة AbdulRahman Ibrahim Jaber كما أنه قدم لي نصائح ثمينة للتحسين من السرد

لا أعرف كيف يبدو أو من أي دولة هو تعرفت عليه في موقع نادي الروايات و حظيت معه بمحادثات شيقة في مجموعة الواتساب

شكرا لجميع العظماء الذين يدعمون الرواية بتعاليق صاحب الحاسة السادسة و بقية الاخوة و الأخوات الذين نسيت اسماءهم أو بالأحرى ألقابهم سأترككم الآن و داعا

2023/12/12 · 309 مشاهدة · 690 كلمة
نادي الروايات - 2025