كنت أقرأ الصحيفة في صمت إلى أن احسست بشعور غريب رفعت عيني لأرى المحققين الثلاثة ينظرون ناحيتي ترى هل أنا جميل لهذه الدرجة؟ ليقطع تفكيري صوت صراخ عال ركض الشقي ذو النظارات لتلحق به شابة و النادل باتجاه الحمام أي مصدر الصوت ابتسمت بسخرية كيف نسيت أن هذا أنمي اثارة و حيث يتواجد مغناطيس المشاكل تتبعه الجرائم ما هي إلا ثوان حتى يعود ذاك الطفل و هو يطلب من فتاة اسمها ران أن تتصل بالشرطة ارتشفت قهوتي و عدت لتفحص المقال .
لم أكن مهتما بما يجري لقد عرفت من هو المجرم بل توقعت حدوث الجريمة فور دخولي فبما أنني مغتال استطيع استشعار نية القتل لقد انزعجت من حقيقة أن بعض الحمقى يشوهون اسم القتلة إنهم مجرد مبتدئين تتحكم بهم مشاعر الغضب .
احسست بكونان يقترب ناحيتي ليجلس في الكرسي المقابل و يقف خلفه اسمر البشرة و الفتاة رفعت رأسي لتتقابل نظراتنا شربت آخر ما تبقى في الكأس لابتسم و أقول مخاطبا النادل هل لي بفنجان آخر ؟
" لقد حدثت جريمة قتل هنا لقد سألنا الجميع و قد حان دورك " تكلم كونان بصوته الطفولي المزعج لأجيبه "حقا ؟ إذا ألا يجب انتظار الشرطة لماذا سأجيب على أسئلة طفل و نادل و طالبة " ابتسمت بشكل أوسع لتقابلني نظرات الثلاثة المرتبكة .
تحدثت الطالبة " نحن محققين كما أنها مجرد بضعة أسئلة "
" اوووه هكذا إذا حسنا " أغلقت الجريدة ثم أكملت الكلام " اذهبوا للعب في مكان آخر ليس لدي الوقت للعبة تقمس الأدوار هذه "
"انت " لقد بدت منزعجة لكن هذا لا يعنيني فتحت هاتفي و بدأت تفحص لائحة الأرقام غير مبال لنظرات النادل همم كما هو متوقع من فرد من الشرطة السرية .
لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلت الشرطة و بدأت في اجراء تحقيق .
اجلس الآن أمام شرطية تدعا ساتو الثلاثة يجلسون بقربها و هم يبتسمون بنصر في محاولة لاستفزازي لكن هذا مستحيل بالطبع طرحت علي بعض الأسئلة كاسمي و عمري , مكان اقامتي و عملي لقد قمت بتزييف كل شيء عدى موقع منزلي فأنا غير متأكد من التفاصيل لقد استيقظت لتوي في عالم خيالي .
لم يدم التحقيق كثيرا فأنا لا أعرف الضحية و لا تربطني أي علاقة بها لذلك لم أكن في لائحة المشتبهين بعد انتهائها من طرح الأسئلة نظرت للنادل و قلت " هل سأحصل على قهوتي الآن ؟"
لتبسيط ما حصل فكما العادة اكتشف كونان المجرم و بمساعدة المحققين الآخرين انتهت القضية و بينما أنا استعد للمغادرة رن هاتفي ,غريب من يكون , اخرجته من جيب سترتي لتتسع عيني هل يعقل شعرت بالتوتر هذا مستحيل لا أفهم عضضت على شفتي بانزعاج لاحظ الثلاثة هذا لتتجه أنظارهم ناحيتي , لا يمكنني أن اتأخر أكثر من هذا علي أن أرد رفعت السماعة ثم أجبت "مرحبا سيدي" .
لقد تغيرت الهالة من حاولي لتتحول تلك الابتسامة و الجو اللطيف الذي تصنّعته منذ دخولي المقهى إلى برود و هالة مرعبة أكاد أجزم بأن جميع الحاضرين أحسوا بالقشعريرة لتزداد حدة نظرات المتطفلين الثلاثة
"لقد تأخرت في الرد يا بلاك "
"اعذرني سيدي لم أتوقع اتصالك "
"همممم لقد كدت اقطع الخط "
"اكرر اعتذاري سأحرص على عدم تكرار الخطأ "
"حسنا سوف أسامحك بما أنها أول مرة " صمت قليلا لابتلع لعابي كنت مشوشا كيف يتصل بي الزعيم ألم أمت
"لديك مهمة "
سقطت الجريدة من يدي لقد أصبح دهني فارغا كل ما أحاط بي حينها كان السواد أغمضت عيني لبضع ثوان لأعيد فتحها استجمعت شتات نفسي حملت الجريدة من الأرض و اتجهت خارج المقهى لا يمكنني السماح للثلاثة بسماع المحادثة .
"ما هي المهمة سيدي أعطني أوامرك "
"هناك عملية تبادل ستجري في طوكيو قريبا أنت هناك أليس كذلك "
" أجل هو كذاك سيدي"
"عملاؤنا هذه المرة هم عصابة خطيرة يحمل أفرادها ألقاب مشروبات كحولية سيشترون قرصا يحمل معلومات فائقة الأهمية , تكفل أنت بالمبادلة و كن حدرا , ستصلك بقية التفاصيل في أقرب وقت "
"سأتأكد من إتمام المبادلة بشكل مثالي "
قطع الخط و انتهت المحادثة رميت جسدي على كرسي القيادة حملت الحاسوب و تفحصت صندوق الرسائل .
الليلة سأقابلهم , لا أعرف كيف يعقل هذا لكن الجواب الوحيد الشبه منطقي هو أن عالمنا و عالم المحق كونان قد صارا واحدا و أنا هو بلاك أحد أمهر القتلة و فرد من العصابة الروسية .
ماذا سيحصل يا ترى ؟
فليكن الله في عون اخواننا في فلسطين قلوبنا معكم