الفصل 14: مهمة "بطل الحرب"
وقع زئير في مشكلة فهو الآن في مساحة واسعة يحيط بها جرف بشكل دائري ويوجد مخرج واحد كان لاعبوا منظمة التنين الأصفر يحرسونه حيث تقدم خمسة باتجاهه وخمسة بقوا عند المدخل.
كان زئير قادر على الهرب بنفسه ولكن مركبته لا يمكن ضمان سلامتها من إطلاق النار، لذا قرر التوجه نحو الجرف والبحث عن أي منفذ او كهف.
بسرعة ركب زئير على مركبته وتوجه نحو ابعد نقطة في الجرف وبدا في البحث عن أي مخرج، شاهد اللاعبون من التنين الأصفر ما يفعله زئير وعلموا انهم قد حاصروه كالفأر وهم يضحكون عليه.
لم يبقى الى مسافة 100 متر بين زئير واعدائه وإذ به يجد ما يبدو شق في الجرف كان قريبا من مجال اعدائه ولكنه كان امله الوحيد للنجاة بدون خسائر كبيرة.
بأسرع ما يمكن اتجه زئير نحو الجرف، أراد أحدهم إيقافه وإطلاق النار عليه ولكنه منع من قائدهم < لا تتعب نفسك سيموت في ذلك المكان لا سبيل له في النجاة > وارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه.
دخل زئير في الشق مع انه حقق ما يريد الى انه شعر بأمر خاطئ، كان بمقدور اعدائه إطلاق النار عليه او عرقلته او حتى مطاردته ولكنهم لم يفعلوا جعل هذا الامر زئير يفكر ان هنالك امر خطير يوجد في الشق.
كان الشق عبارة عن واد ضيق تخلل الجرف كان يسع لتحرك مركبته بأريحية ولكن بسرعة منخفضة، كما كان الوادي متعرج ويبدوا انه طويل، بقي زئير يسير أعمق وأعمق في الواد الضيق ولكن لم يصل لنهايته بعد، مرة أكثر من 10 دقائق من السير وإذ به يصل الى نهاية مسدودة.
نزل زئير من مركبته واقترب من النهاية كانت المساحة أكثر اتساعا من الممر كما يمكن رؤية السماء المرصعة بالنجوم ان نضرة الى اعلى، قرر زئير البقاء هنا لفترة حتى يتأكد من ان جميع لاعبي التنين الأصفر قد غادرو.
بقي زئير يتأمل في الجدار مع إبقاء حذره في اعلى درجات التأهب لأنه لا يزال يفكر بسبب ترك أعضاء التنين الأصفر له يدخل الى الشق.
بقي يتأمل ويبحث عن أي شيء قد يفيده وإذ به يشعر بالخطر فجأة رفع مستوى تركيزه ودفاعه الى اعلى درجة واتخذ وضعية القتال، < لم أرى في حياتي شخص يدخل الى هنا بهذا المستوى من الدفاع > صوة عميق وحاد تكرر أكثر من مرة بسبب الصدى.
لم يتشوش زئير وبقي مركز ومستعد لأي خطر قادم نحوه، تقدمة صورة شخص مجهول بسرعة من امام زئير وقفز في الهواء وسدد برجله نحو راس زئير كان مثل الرمح في السرعة والحدة، شعر زئير بتهديد حقيقي لحياته لم يشعر به من قبل حتى في أصعب المواجهات التي مرة بها في اللعبة.
كان ثبات زئير العقلي مذهل مهما تفاجئ او غضب مهما كان الموقف صعب او سهل كان دائما يزن الأفكار ويختار الأفضل لموقفه وينفذها في أجزاء قليلة من الوقت.
كان مهاجمه في السماء متجها نحو راسه لذا لا طريقة للعدو في تغير مساره كان كالمعلق في الهواء، بسرعة قام زئير بالانخفاض وشقلب نفسه على الارض الى الامام 'بووم ...!' صوة ضربة رجل الشخص المجهول على الأرض وتركة حفرة كبيرة مع التسبب باهتزاز الأرض تحت زئير كانت ركلة قاتلة.
لم يلتفت زئير الى الخلف وبسرعة رفع خنجره ودعمه بيده اليسرى وغطى به جهته اليسرى من وجهه، ركلة صاروخية قذفة زئير الى جدار الوادي.
'4,500 ' رقم هائل ارتفع فوق راس زئير، مع انه دافع واستخدم الخنجر الى انه تلقى ضرر كبير بسبب قوة الضربة، قبل ان تصل رجلي زئير كان المجهول قد وصل اليه ووجه لكمة نحو رأسه.
أمال زئير رأسه بسرعة وإذ بأطراف اللكمة تصيب وجه زئير ما سبب له جرح سطحي، 'بووم ...!' صوت عالي وهزة ارتعش جسد زئير لها ولم يبقى له سوى 1,000 في صحته.
علم زئير الآن سبب عدم مطاردة أعضاء التنين الأصفر له كان موته حتميا في ظنهم ولكن زئير لم يفكر الى في سبيل للنجاة من هذا العدو المجهول، بمجرد وصول زئير الى الأرض فعل مهارة الاندفاع وانسحب لمسافة آمنة ولكن الشخص المجهول كان قد تبعه مباشرة، كانت سرعة زئير 50 متر في الثانية ولكن هذا المجهول قد جاراه في سرعته بل وتفوق عليه حتى.
كان الامر مذهل ولكن رزانة زئير ابقته مركز على القتال في اقل من ثانية تجنب ركلة ولكمتين وإذ به يرى ثغرة في دفاعات المجهول، وجه زئير ضربة امامية بخنجره واندفع بكامل سرعته وهو لا يزال تحت تأثير مهارة الاندفاع كانت سرعة الخنجر تقارب لسرعة الرصاصة لا مجال لتجنبها من هذه المسافة.
أصاب زئير الشخص المجهول في عنقه وفعل مهارة نجم الشمال القاتل كانت هذه اقوى مهارة لزئير ولكن الأضرار التي سببتها لم تصل حتى لـ 100 ضرر، كان الامر مربك فلا امل بقتل هذا الخصم ولا امل في الهرب منه ولا امل في تجنبه طوال اليوم كيف سيتصرف.
'ها ها ها ... !!!' ضحكات عالية مدوية مع الصدى ستجعل الأطرش يسمع بوضوح، بقي زئير هادئ وحاول تفحص هذا الشخص المجهول، كان يرتدي سروال قصير وعلى راسه رباط كانت عضلاته بارزة في كل انحاء جسده ولم يظهر الا اسمه 'خبيب khabib' دون أي معلومات اضافية.
توقف الضحك وضهر خبيب خلف زئير حاول زئير التحرك ولكن يدي خبيب التفت حول عنقه وقال مباشرة في اذن زئير < من الأفضل ان تستسلم لا يوجد امل لك > تحركت مشاعر غريب في قلب زئير كانت مشاعر الضعف لم يشعر بمثل هذه الاحاسيس منذ سنوات طويلة.
قام زئير بمحاولة للمقاومة ولكن الخنق زاد على عنقه وإذ بخبيب يطلق جسد زئير بسرعة حيث سقط ميتا، < ماذا؟ اعتقدة أنى عاملته برفق كيف حدث هذا؟ >.
بقي خبيب لثواني قليلة فوق جثة زئير ومن ثم التف وبدأ في المشي وإذ به يشعر بلكمة مثل النيزك تلامس جلده، كان خبيب مصدوم فهو لم يشعر باللكمة تتجه نحوه بل شعر بها فقط بعد ان لامسته لم يكن لديه أي وقت للتفكير ناهيك عن اتخاذ أي اجراء لرد الهجوم.
قذفة اللكمة خبيب في الهواء ورفعته لعدة أمتار وقبل ان يصل الى الأرض كان زئير اتجه الى المركبة وهم بالتحرك، ابتسامة كبيرة تظهر فيها اضراس العقل بوضوح ارتسمت على وجه خبيب.
سقط خبيب على قدميه وانفجرت الأرض تحت قدميه وكأن لغما قد تفعل فيها، انطلق زئير بأقصى سرعة لمركبته في البداية لم يفكر زئير بالهروب بمركبته لأنه يعتبر انتحار فلا توجد أي فرصة للتحرك بالمركبة بسرعة في ودي عميق ضيق ومتعرج، ولكن شعوره بالعجز جعله يفكر ان الانتحار أفضل من الموت على يد خصم يستحقره.
تحرك زئير بسرعة كبيرة في الواد ومر بالمنعطفات بصعوبة مع ان توقيته في الانعطاف كان ممتاز ولكن المركبة لم تكن مصممة لحركة في مكان ضيق مثل هذا، اصيبت المركبة بعدة صدمات وقلت سرعتها قليلا، كان خبيب خلف زئير مباشرة ولم يترك تتبعه ولو للحظة وبمجرد انخفاض سرعة مركبة زئير حتى لحق به وامسك بمركبته.
< اسمع يا فتى انا لا اريد قتلك ارجو ان توقف مركبتك حتى لا اخربها > بدا زئير في التفكر كان كلام خبيب غير متوقع ولكن بعد تذكر كيف تساهل خبيب معه ولم يقتله حين سنحت له الفرصة فهم انه كان يتعرض لاختبار منه فقط.
أوقف زئير المركبة بعد جر خبيب لمسافة طويلة ومن ثم قال < من انت؟ ولما تختبرني؟ >، كان رد زئير قد بث السرور في قلب خبيب أكثر وأكثر < جيد يبدو أنك سريع البديهة أيضا إذا لن احتاج للشرح كثيرا هل يمكنك ان تتبعني وسأشرح لك في الطريق >.
شرح خبيب الوضع وبانه يختبر أي شخص يقترب من هذا المكان وان نجح فسيسمح له بدخول معقله واستضافته وتقديمه لزعيم قبيلته، بعد ان فهم الموضوع بشكل عام عرف بان هنالك جائزة غير طبيعية تنتظره ان حقق شروط الزعيم.
اثناء دخول زئير في دوامة التفكير قاطعه خبيب < انت إنسان غير طبيعي لم اواجه شخص بمهارتك من قبل لو كنت تدربت جيدا ستصبح بمثل قوتي او اقل بقليلي هاهاها >.
كان من الواضح ان خبيب واثق بمهاراته بشكل اعمى ولكن زئير لم يتكلم لأنه في لعبة لو كان في الحقيقة لربما أضره الامر ولكن شخصية NPC اقوى منه فهذا لن يهمه كثيرا.
وصلا الى المساحة التي تقاتلا فيها من قبل وإذ بخبيب يرفع زئير ويقفز نحو أحد الكهوف التي كانت في مكان عالي من الجرف، نظر زئير نحو مركبته وقال < ماذا عن مركبتي؟، رد عليه خبيب الآليات ممنوعة في قبيلتنا لذا سنتركها خلفنا ولكن لا تقلق لن يمسها سوء >.
مر زئير وخبيب عبر الكهف حتى وصلوا الى منطقة واسعة كانت مليئة بالغابات والسهول انهار وشلالات كانت تحيط بها سلاسل جبلية عملاقة لا يمكنك رؤية قممها.
واصل زئير وخبيب السير حتى وصلوا ال جبل يتوسط المساحة الشاسعة كان الجبل وكأنه بناية ضخمة ملئ بالدرج في كل جوانبه وتخلله آلاف المنازل على واجهته كان الامر مبهر.
كان كلما يمرون على مجموعة من الناس يظهرون احترام وتقدير لخبيب، دخل خبيب مع زئير عبر بوابة أسفل الجبل حتى وصلوا الى وسطه، كانت توجد بوابة حجرية عملاقة دفعها خبيب وأصدرت صوت 'رحي (صوت احتكاك الحجارة ببعضها)' الحجارة ببعضها البعض.
بع دخولهم الى قاعة كبيرة وفسيحة مزودة بمشاعل كانت اول المظاهر البدائية التي يراها زئير في اللعبة، جلس مجموعة من المشايخ في وسط القاعة حول مائدة طويلة، تكلم شيخ على راس الطاولة < هل هذا هو الشاب الذي نجح بعد مرور عشرات السنين من الانتظار؟، رد خبيب باحترام نعم يا شيخ القبيلة >.
نظر الشيخ في وجه زئير كانت ملامحه غير قابلة للقراءة ولكن عينيه حكت عن عدد الأموات التي رآها هذا الشاب الصغير، قما الشيخ وتقدم نحو زئير < أيها الشاب الصغير باسم قبيلة داغستان أدعوك لتكون أحد أبطال الحرب لقبيلتنا، رد زئير اتشرف بان أكون جزء من قبيلتكم ولكن ما الذي علي فعله لأتحصل على هذا اللقب >.
كان زئير ثابت مع ان مكانة الشيخ تجعل أعتى المقاتلين يفقدوا القدرة على الكلام الى انه لم يتلعثم او يتردد في الكلام < لدينا مهمة خطيرة وصعبة ان نفذتها ستتدرب على يد خبيب ان انهيت التدريب ونجحت فيه سوف يتم اعطائك لقب بطل الحرب > كان لقب بطل الحرب يبدو قوي جدا ومن الواضح انه يعطي خصائص غير طبيعية لذا وافق زئير وسمع كلام الشيخ.
تحدث الشيخ عن المهمة وشرح كل شيء عنها كانت المهمة مما فهمه وزئير من كلام الشيخ الأصعب من أي امر جربه حتى الآن بل بدت الأخطر في كامل اللعبة، مع ان الامر اقلق زئير قليلا الى انه شعر بالسعادة بعد ان علم ان الوقت المحدد لتنفيذ المهمة سنتين.
بعد ان انتهى الشيخ من شرح كل التفاصيل شاهد عيني زئير تتحول للأحمر كان الامر صادم، بل ولأول مرة في حياته يرى الدموية والنية في القتل لا بل الإبادة في عين انسان، لقد أحس الشيخ بعد أكثر من مئة سنة بمعنى الخوف، ليس الخوف منه على نفسه او قبيلته وانما الخوف من الرعب الذي سيحل بأعداء هذا الشاب.
كان الشيخ مجرد برمجة ولكنه كل ما كسبه من معرفة وخبرات كان امر حقيقي فقد مرة شخصيته بتجارب لا تحصى من حروب وقتالات وهجوم ودفاع، شاهد ملاين من المشاعر والاعين الغاضبة والمنتقمة والسعيدة من مختلف الشخصيات على طول عمره لذا كان تحليله هو مبني على تجربته الشخصية.
تفاجأ الجموع من مدى علامات الغضب ونية القتل في عيني زئير ولكنهم لم يتجرؤوا على السؤال، هدأ زئير فجأة واعتذر من الشيخ < أيها الشيخ انا اعتذر لم اقصد اهانتك >، ابتسم الشيخ ووضع يده على كتف زئير وطلب من خبيب مرافقته الى الخارج.
خرج زئير مع خبيب الى خارج القاعة واخذه في جولة حول المكان وحكى له بعض القصص عن القبيلة، كان الوقت تأخر ووجب على زئير الخروج من اللعبة لذا طلب من خبيب مكان هادئ ليرتاح فيه، قاده خبيب الى غرفة للنوم وتركه ليرتاح.
سجل زئير خروجه من اللعبة وانتقل بواسطة مركبة الانفاق الى سكن التمويه وبعد الخروج ومراقبة محيط السكن لاي حركات غريبة او أي مراقبين، بعد عدم عثوره على أي امر مريب عاد الى السكن واتجه عبر الانفاق الى غرفته في شقة قمر، فتح باب غرفته بعد نزع القناع ليجد قمر وتانيا جالستان بهدوء يشاهدان التلفاز.
عند سماع باب الغرفة فتح استقبلتا الفتاتين زئير كانت السعادة تبدو واضحة على ملامح قمر فتانيا ازالت أي شعور بالملل منها، جلس الثلاثة اما التلفاز لمدة قصيرة ومن ثم قاموا بتحضير العشاء ومن بعدها قام زئير باللعب مع قمر وتانيا لفترة طويلة حتى تعبوا وذهبة كل من قمر وتانيا للنوم.
خرج زئير من السكن وبدا في التجول وهو يبحث عن أي علامات عن وجود متتبع او مراقب، تصرف زئير بشكل عادي وكأنه يتسوق دون إظهار أي علامة من علامات البحث عن مراقبين، عاد زئير الى شقة قمر بعد ساعات ونام.
----------------------------------------------
بالنسبة لخبيب اعتقد ان الكثير راح يعرف الاسم يلي لا يعرف يمكن يبحث في جوجل المهم هذا الفصل كان لازم يجي شوي متأخر ولكن بسبب نزال حبيب أمس قررت أني احطه اليوم ولكن لا تقلقوا لن يؤثر التغير في ترتيب السرد في القصة.
ربما غدا لن انزل اي فصل فعم الوالد توفى رحمه الله اتمنى ان تدعو له بالرحمة، لذا اعتذر عن اي ازعاج.
طلب:
أتمنى من الجميع عدم طلب إضافة أمور في القص كالرومانسية او الحريم او أي امر آخر، ان اعجبتك القصة فأهلا وسهلا بك ان لم تعجبك انتقد وناقش وسأرد على أي استفسار ولكن لن أقوم بتغير او إضافة أي جزء الى إذا كان غير لائق او مهين لدين ما وخاصة ديننا او شخص معين وشكرا.
إليكم أسئلة للنقاش:
ما سبب ظهور الدموية في عيني زئير في رأيكم؟ وما نوع المهمة؟