23 - الفهم الكامل للمهارات

الفصل 23: الفهم الكامل للمهارات

كان جلمود مدرع قوي قد يحتاج زئير من 6 الى 8 ساعات باستخدام كامل قوته مع دعم رازي لقتله، كان فكر زئير يدور حول كيف يستغل هذا الوحش الخطير في تدريب نفسه وتطوير مهاراته.

بدا زئير الهجوم وفعل مهارة الاندفاع والبرق القاطع والهائج وتقدم بسرعة كبيرة جدا قطع 50 متر في اقل من ثانية ولكنه لم يتوجه نحو جلمود مباشرتا وانما تحرك بانكسار في محاولة لفهم مدى مهاراته وتطويرهم.

كان مسار حركة زئير يشبه الخط المتكسر حتى وصل الى جانب جلمود الذي استعد بعد ان شعر بحركة زئير، هاجم زئير جانب جلمود بخنجره بعد تفعيل الاختراق وظهر رقم '120' كان دفاع جلمود عالي جدا حتى مع مهارة الاختراق فالضرر قليل، وبعد الضربة قفز للخلف وفي لحظة ملامسة قدميه الأرض اندفع الى الجهة الأخرى للجلمود.

كان زئير يحاول قدر الإمكان إيصال مهاراته لأقصى حدودهم، بعد وصوله إلى الجانب الاخر وجهة ضربة الى عنقه مما شل جلمود، التف زئير ليصل الى امامه وفعل نجم الشمال القاتل وبعد انهائها قفز فوقه بشكل دائري لترتفع أرجله في السماء وراسه فوق جلمود وفعل مهارة قبضة القوة نحو راسه مما اجبره على النزول على ركبته.

حدث كل هذا قبل انتهاء مدة مهارة الاندفاع أي انه وجه 4 هجمات نحو جلمود في ثانيتين بالضبط سبب ضرر بقيمة 2,000 فقط، لم يقدر جلمود على رد أي هجوم او الدفاع عن نفسه فالأمر كان سريع مثل البرق.

بعد وصول زئير الى خلفه وجه مجموعة من الضربات ومن ثم انسحب سريعا قبل انتهاء الشلل، بمجرد تحرر جلمود صرخ مما جعل القاعة الموجودة تحت الأرض تعطي شعور انها ستنهار في أي لحظة.

< بشري دنيء ان لعبت بالنار فلا تتذمر عندما تحرقك > قفز جلمود في السماء سريع متجها الى زئير، هرب زئير بسرعة نحو الامام ليمر أسفل جلمود حيث سقط خلفه ضاربا الأرض بدرع مسببا حفرة وتشققات في الأرض.

رُميَ زئير الى الاميم من شدة الصدمة ما جعله يتعرض الى بضع مئات من الضرر، عالجه رازي الذي كان بعيدا عن المواجهة، حيث امره زئير بمعالجته من بعيد وحقنه بمصل الاحتمال فقط عند ما يتجه اليه بعد نقص نقاط تحمله كما منعه من المشاركة في الهجوم.

استمر القتال على هذا الحال لأكثر من ربع ساعة ولكن دون جدوى، فزئير لم يتلقى أي رسالة تخبره بتطوير أحد مهاراته < تبا لهذا لما لا أقدر على رفع المهارات هل غفلت عن امر ما قد يسبقني ذلك اللاعب ويطور مهاراته قبلي وانا الذي ارشدته >.

عند تذكر زئير اللاعب الذي أرشده لكيفية تطوير المهارات انتبه لأمر قد قاله له دون ان يشعر < اندمج مع مهاراتك كجزء منك، حقا انا قلت هذا ولكني لم اطبقه > ضحك زئير كثيرا على نفسه فقد أرشد غيره ونسي نفسه.

انسحب زئير من القاعة بسرعة وخرج منها حتى فقده الزعيم جلمود، قرر التراجع لينضم أفكاره قليلا ويستوعب الطريقة التي ينوي تنفيذها لتطوير المهارات.

استخدم زئير سابقا التخطيط المسبق لاستخدام المهارات وكأنها ادوات يستعملها فقط عندما يحتاجها ومن ثم ينتهي منها بعد استخدامه ولكن في الحقيقة يجب عليه ان يستخدمها وكأنها جزء من جسده كيديه ورجليه وليست كسكاكين طائرة ينتهي عملها بعد رميها.

فقد سبق له تطوير مهارة الاندفاع لأنه عاملها وكأنها جزء منه فتحرك وكأن الاندفاع لا وقت محدد له فاستغل الثانية الواحدة وتحرك ونفذ هجومه وكأنها عشرات الثواني وهذا ما سمح له بفهم المهارة أكثر مما جعله يطورها مباشرة.

كان زئير يعلم هذه المعلومة مسبقا يجب ان تحرك المهارة وكأنها مغروسة فيك ولهذا قالها للاعب عند ارشاده ولكن لأنه ركز على الصورة البعيدة لم يرى ما يوجد بالقرب منه.

بقي جلمود يطارده ولكن سرعان ما فقده داخل الممرات ولم يعد قادرا على معرفة مكانه، ابتعد زئير مع رازي عن مكان تواجد جلمود حتى يرتب أفكاره ويجهز نفسه وعقله للهجوم الجديد بأسلوب مغاير حتى يقدر على تطوير مهاراته بسرعة أكبر.

جلس زئير في أحد الغرف وكان رازي معه يراقب فيما لذي سيفعله، تربع زئير على الأرض وأغمض عينيه وبدا في تهدئة عقله حتى أصبح فارغا لا يوجد به الا الظلام الدامس الذي لا نهاية له.

عم الهدوء جسد ومحيط زئير وكأنه تمثال منحوت من العصور القديمة، بدا جسد زئير في بث شعور غريب لرازي لم يسبق له وان اختبره من قبل، كان الامر غريب كشعور شخص عاش طوال حياته داخل الكهوف وفجأة خرج منها ليشاهد منظر خلاب يأسر القلب.

توسعت عينا وفم رازي أكثر وأكثر ولم يقدر على الرمش حتى لا يضيع لحظة مما يراه، كان زئير يبدو انه طافي في الهواء على بعد سنتيمترات من الأرض كان كما لو انه يملك قدرة خارقة على الطيران.

بقي زئير على هذه الحال لدقائق غير مدرك للذي يحدث حوله وفي داخل عقله كان قد ملأ الفراغ المظلم بعدة نسخ منه كل منها تستخدم مهارة معينة من مهاراته داخل اللعبة، كان زئير يستخدم المهارات داخل عقله وكأنها أساليب قتالية من العالم الحقيقي.

علم زئير انه ان تدرب بالطرق العادية فقد يستغرق منه الامر أيام لتطوير فهم اللازم لاستخدام مهارة واحدة فقط فما بالك بسبع مهارات، الوقت لم يكن في صالحه لذا حاول دمج المهارات مع عقله وجسده وكأنها أسلوب قتالي خاص به في ذهنه ومن ثم سيطبقها في اللعبة ضد جلمود ليطور مهاراته.

ففي داخل عقله أُتيح له استخدام مهاراته دون توقف بدون أي وقت للاستعادة مما يسمح له بالتدرب على توقيت وسرعة وامكانيات مهاراته بأسرع ما يمكنه، بعد نصف ساعة فتح زئير عينه وشعر بالدوخة وكأنه كان مغمي عليه ومن ثم استفاق.

فقد زئير مفاهيم التفرقة بين الواقع مع الخيال فهو الآن نائم تقنيا وفي داخل حلم ولكنه قام بالانغماس في عالم خياله حيث كان عقله يركز على التدرب، كان الامر وكأنه يحلم وهو بداخل حلم.

بعد لحظات استعاد زئير وعيه وشعوره بمحيطه أخيرا، ليجد رازي واقفا امامه وعلى وجه ملامح عدم التصديق والرعب ومشاعر أخرى وكأنه رأى جان.

< ما بك لما انت بهذا الشكل؟، رد رازي كيف فعلت هذا؟؟ > لم يفهم زئير ما قاله رازي فهو لم يعرف ما حدث له اثناء تأمله فقد انفصل عن العالم بشكل تام.

< ما لذي تقصده هل حدث أمر ما لي؟، أجاب رازي لا أدرى ان كنت احلم ام انها الحقيقية لقد اعطيت شعور بالسلام والطمأنينة لي وكما بدا لي وكأنك تطفو في الهواء >.

ضحك زئير على رازي وسخر منه وقال < يبدوا أنك بدأت تفقد عقلك من المعارك او شيء ما حدث لك كيف سأطفو وانا لم استخدم أي جهاز او أداة >.

اقنع زئير رازي انه أخطأ فيما رآه ومن ثم طلب منه التحرك، مع ان رازي كان متشكك ولكن لم يحاول الفهم أكثر فالجنود الشرفيون كانوا دائما لغز لم يقدروا عل حله، عاد زئير ورازي الى مكان الزعيم من جديد وطلب زئير من رازي القيام بنفس الشيء سابقا وعدم الهجوم على جلمود ابدا.

كان تركيزه على جلمود وكأنه خصم في العالم الحقيقي وفكر في المهارات وكأنها تقنيات قتالية، انطلق زئير بسرعته الطبيعية نحو جلمود فشعر الاخير باقترابه وجهز نفسه للدفاع عنها كان يعرف ان هجوم زئير على عنقه سيسبب له شلل لذا رفع درعه في السماء كما جهز فأساً لضرب زئير ان قفز نحوه.

اقترب زئير بسرعة لمدا هجوم جلمود ولكنه على عكس ما توقعه لم يقفز زئير نحو عنقه وفعل مهارة الاندفاع ورمى بنفسه بين قدمي جلمود وهو ينسحب وكأنه على الجليد من شدة اندفاعه، كانت سرعته كبيرة فامسك بساق جلمود ليكبح نفسه من سرعة الاندفاع.

توقف زئير عن الاندفاع ووقف وهو يحاول ان يقفز نحو عنق جلمود ولكن هذا الأخير كان تركيزه عالي لأنه قد سبق وقاتل زئير وعرف ان هذا الخصم صعب وسريع، وجه جلمود تلويحة خلفية بفأسه صوب جسد زئير، كانت سرعة الفأس كبير ولن يقدر زئير على تجنبها بسرعته الحالية.

فعل زئير لحظيا ودون تفكير مهارة البرق القاطع ورمى نفسه للخلف كالقذيفة مدفع، استخدم زئير مهاراته بشكل عفوي ولا ارادي وبدون تفكير كتقنيات قتالية في العالم الحقيقي.

لم يعرف جلمود ان كان قد أصاب زئير ام لا وقبل ان يلف جسده كان زئير قد وضع أرجله في الأرض واندفع بكامل سرعته الى جهة جلمود، كانت مهارة الاندفاع لم تنتهي بعد فالقتال لم تمر عليه أكثر من ثانية.

عند وصول زئير الى جسد جلمود كان الأخير قد رفع درعه ليحمي نفسه ولكن زئير لم يكن يريد راسه فتوجه نحو ساقه وفعل مهارة قبضة القوة موجها إياها الى ساقه مما دفعها الى السماء ففقد جلمود توزنه بسرعة وسقط على درعه استغل زئير سقوط وضرب عنقه مما شله.

أكمل زئير بعشر هجمات قوية نحو مناطق الحيوية في ضهره، لم يهدف زئير لقتل جلمود لهذا لم يستخدم مهارة نجم الشمال او الهائج لان قتله سيستغرق وقت طويل جدا لذا حاول التدرب على مهاراته القتالية وتقنياته واختار الوقت المناسب فقط لاستخدامها.

استعاد جلمود وعيه ودفع بدرعه الأرض ليرتفع في السماء ويقف على قدميه وهو مستشاط الغضب، استمر القتال لمدة طويلة ولكن حتى الآن لم ترتفع أي مهارة من مهاراته، واصل زئير استخدامه لمهاراته بشكل متقن وفريد من نوعه حتى مرت أكثر من نصف ساعة.

تكلم زئير في نفسه < لا بد أنى قريب من رفع أحد المهارات >، انخفضت صحة جلمود الى 5% مما زاد من غضبه وفعل مهارة تبدو قوية جدا.

امسك جلمود درعه بيده اليمنى ومن ثم مدها وامسك بفأسه بيده اليسرى ثم مددها حتى أصبح شكله وكأنه طائر بجناحين يفوق طولهم 9 متر ومن ثم اندفع بسرعة تفوق ما وصل اليه زئير.

عند اقترابه من 10 متر من زئير ضغط على قدميه وقذف نفسه الى الامام مخلفا حفرتين وتشققات على الأرض وهو يدور حول نفسه وكأنه مثقاب بقطر 9 متر بسرعة قذيفة، ارتعب زئير من المشهد امامه فقد بلغ جلمود مدى 5 أمتار منه في اقل من رمشة عين ولا يملك وقت كبير لتجنبه.

فعل زئير لا اراديا مهارة الاندفاع ومن ثم البرق القاطع اللتين احتفظ بهما لاستخدامهما في أي لحظة يجد فيها فرصة جيدة لاستغلال اقصا فائدة منهما، فهو لم يكن يستخدم المهارات بتكرار كالسابق وانما يوقف مهاراته وعندما يجد فرصة مناسبة ينفذهم حتى يحصل على أفضل نتيجة ممكنة.

اصبحت سرعة زئير 90 متر في الثانية ومع ذلك كانت اقل بقليل من سرعة جلمود الحالية ولكنه لم يرد تجنب جلمود الى أحد الجوانب او من فوقه فلا يملك الوقت الكافي وانما أراد كسب زمن إضافي له ولو كان قصير جدا ليحاول تفادي الضربة بقدر الإمكان.

دفع زئير نفسه للخلف بأقصى سرعته مع الحفاظ على اقتراب جسده من الارض مما جعل جسده يرجع للخلف بسرعة كبيرة وكأنه يتزلج ومن ثم حنى جسده للخلف ليشكل زاوية قائمة مع ساقيه مثل حركت ماتريكس وهو لا يزال يتحرك بسرعة للخلف.

علم زئير ان الفجوة الوحيدة له التي يمكنه استغلالها في هجوم جلمود للهرب من الضربة هو المسافة التي لا تتجاوز نصف متر بين الأرض وحدود جسد جلمود الدوار.

مر جلمود فوق زئير ولكن لم يملك زئير الوقت الكافي لحني جسده بشكل كامل مما أصيب في راسه من درع جلمود وقذفه الى الجانب بسرعة وكأنه كرة غولف بعد ضربها بالمضرب.

--------------------------------------

الفصل 24 راح يكون بعد ساعات باذن الله

شكرا على القراءة وعلى التعليق

2019/09/17 · 650 مشاهدة · 1712 كلمة
huoldz
نادي الروايات - 2024