27 - الخروج للتنزه وعلاج ألم الراس

الفصل 27: الخروج للتنزه وعلاج ألم الراس

بعد ان مر يوم كامل على زئير وهو يتدرب ونجاحه في المهمة خرج من اللعبة اخيرا وهو متفائل بما حققه حتى الآن، توجه زئير الى شقة قمر وبعد دخوله استقبلته الفتاتين بشوق وسعادة، أراد زئير ان يقدم لقمر وتانيا يوم لا ينسى بما انه حقق انجاز كبير في اللعبة.

< قمر تانيا استعدا سوف نخرج لقضاء أمسية جميلة في المدينة >، 'ياااي' قفزت كل من الفتاتين من الفرح وبدأوا في الركض يمينا ويسارا للاستعداد للخروج، لقد مضى على تواجدهم في الشقة ما يقارب الأسبوعين بدون الخروج من السكن ولا مرة.

كان زئير يعلم بما يشعران به لذا سيقوم بهذه المخاطرة فلا يزال هناك أعداء مجهولين يبحثون عنه، خرج زئير مع الفتاتين وهم مخفين لهوياتهم وبدأوا في التجول في المدينة كما زاروا مدينة ملاهي وبعض مراكز الألعاب وقاموا بالتسوق، ولم يتجولوا في أي مكان منعزل او غير مراقب حتى لا يقعوا في أي مشكال كما حدث عندما وجد تانيا.

استمتعت كل من قمر وتانيا بالتجول كالطيور التي تم تحريرها من اقفاصها، ولكن على عكسهم زئير لم يهدا له بال منذ ان خرج من شقة قمر حتى هذه اللحظة، فهو يعلم ان اعداءه لا يزالوا يبحثوا عنه ولن يطول الامر حتى يجدوه.

لاحظة قمر ما يجري لزئير وانفطر قلبها فحتى في أوقات اللعب والاستمتاع والراحة يكون هو في عالم آخر مليء بالمخاطر فمنذ ان بداة تعي ما حولها كان دائما يعيش في عالم قاسي جدا وكلما مرت الأيام ازدادت قساوة العالم عليه وكأنه شجرة هيبريون فكلما كبرة زادة قوة الرياح عليها وخطر قطعها واستغلال اخشابها.

ولكن قمر علمت انها كلما بدت سعيدة كلما خففت على اخيها ولو بالقليل، في هذه الاثناء وفي أحد المباني الزجاجية العملاقة دخل موظف يبدوا ان له هيبة في هذ المكان الى مكتب مالك البناية < سيدي ارجوا المعذرة لدخولي بهذا الشكل ولكن الامر مهم > نظر الرئيس الى الموظف مشمئزا ولكنه لم يفعل له أي شيء.

< لنرى ان لم يثرني الموضوع فلا تلمني على ما سأفعله لك > ارتجف الموظف وهو يرى ما يحدث امامه ولكنه بلع ريقه وتشجع وبدا في الكلام < سيدي اعتقد اننا التقطنا صور للمجهول الذي سبب مشاكل في مدينة فلاديفوستوك >.

توقف الزعيم عما يفعله ووقف متجها الى الموظف الذي كره ما يراه ولكن لا خيار له فعليه ان يبقى ثابتا والى تدمرت حياته، <هل انت متأكد، أجاب الموظف نعم سيدي المواصفات والصور التي حصلنا عليها سابقا كلها تماثل الشخص الذي وجدناه هنا.

كانت المنظمات والعصابات تبحث عن امر زئير لأيام حتى استطاعوا العثور على صور ومجموعة من اللقطات لشخص مع طفلين يتحرك بطريقة غريبة فشكوا انه هو ما سبب الفوضى ودمر منظمة عريقة مثل الدب الأسود، لم تبحث العصابات على زئير للانتقام او التسبب له في مشاكل بل أرادوا ضمه لهم فقد كان مثل السلاح المدمر الذي بمقدوره مسح الأعداء عن الوجود.

< خذ بعض الرجال واذهب اليه واحضره الى هنا ولكن احذر ان تسيء له لا نريد تنفيره منا فهمت حاول باي طرقة ولكن ان ابى ففعل ما يجب لا نريد ان يكون هنالك تنين طليق يتجول بيننا >، خرج الموظف بسرعة من المكتب وذهب الى مكان تواجد زئير.

بقي الزعيم داخل مكتبه وهو يضحك بشدة وهو يتكلم بصوت مرتفع < انا جين زعيم التنين الأخضر انتظر فقط أيها التنين الأصفر سوف ادمرك قريبا ها..ها..ها..!! >، أرعب صوته الموجودين في المكتب ولكنه لم يهتم بهم فهو يعتقد انه على راس هرم المجتمع.

كان زئير لايزال يتجول مع قمر وتانيا وهم يستمتعون بوقتهم وبعد ان قضوا ساعتين في التجول توجهوا لمطعم ثلاث نجوم وتناولوا عشاء فاخر، امتلك زئير الكثير من الدنانير الذهبية ولم يعد قلقا بهذا الشأن بعد الآن فان احتاج الى المال فكل ما عليه فعله بيع بعض القطع الثمينة في اللعبة وتحويلها الى دنانير ذهبية.

بعد ان استمتع الجميع بالرحلة قرروا العودة الى المنزل، حرص زئير على التنقل بسرية وعدم الكشف عن مظاهرهم او معلوماتهم، واثناء تنقلهم باتجاه منزلهم لاحظ امر غريب وراوده إحساس انه مراقب < مستحيل منذ متى وهم يراقبوني لم اشعر بهم ابدا >.

امر زئير قمر وتانيا بالبقاء بقربه وتظاهر بانه يتحرك بشكل طبيعي حتى لا يعطي معلومة للمراقبين انهم قد كشفوا، دخل زئير الى أحد السكنات في منطقة تبعد عن شقة قمر بـ 5 كلم كان قد استأجرها زئير للاحتياط فقط ان حدث امر طارئ مثل ما يحدث حاليا.

بعد ان أدخلهم الى السكن امرهم بالاختباء في قبو محصن ومخفي حتى يعود، كما فعل غاز سام لا لون او رائحة له وبمجرد ان يدخل أحد ما السكن سيموت بعد دقائق، كان زئير جهز الكثير من الأساليب الدفاعية والخدع فهو يمتلك المال فلما لا يحضر خطط احتياطية للضرورة.

غادر زئير بسرعة السكن وبسرية تامة لم يلاحظ أحد كيف تحرك ولم يعرفوا انهم في خطر محدق، كان عدد المتتبعين خمسة تفرقوا في أماكن مختلفة ولكنه لا يزالون بالقرب من بعضهم البعض، < اخضر 2 هل التقطت أي حركة غريبة، اخضر 1 لا وجود لياي تحرك >، تواصل المراقبين واستمروا في نقل المعلومات بينهم كل نصف دقيقة.

أعاد المراقب اخضر 1 التواصل مع زملائه < اخضر 2 هل من جديد عندك، .... اخضر 2 هل تتلقاني، ... تبا اخضر ثلاثة هل يمكنك سماعي، ... اخضر 4 ... >، لم يفهم المراقب ما يحدث هل هناك تشويش على اجهزتهم.

وقف ظل في هذه اللحظة خلف المراقب الذي لا يزال منغمس في تفكيره عن الوضع الذي هم فيه وإذ به يسمع صوت من خلف ظهره < لا اعتقد ان أيا منهم سيقدر على اجابتك الآن >، التفت المراقب بسرعة والعرق البارد ينزل كحبات البرد على جبهته.

< يبدو أنك قائدهم لما تتبعوني؟ > ارتجف المراقب وهو يرى رجل اشيع عنه الكثير من الأمور كالأساطير، فهو يعلم الآن ان من يقف امامه هو نفسه المجهول الذي دمر منظمة إجرامية عريقة مثل الدب الأحمر وفي نفس الوقت لم يترك الكثير من الادلة خلفه، < أ - أنا لا اريد ان اسبب أي مشاكل لك فقط احتاج للتكلم معك قليلا >.

رد زئير بنبرة غاضبة < تكلم ما لذي تريده؟ انا في الاستماع > رد المراقب بكلام متلعثم وقد كان هذا المراقب هو نفسه الموظف الذي ارسله الزعيم للتواصل مع زئير < حسنا الزعيم يريد التكلم معك في امر مهم فقط لوقت قصير فأتمنى ان تخصص له دقائق من وقتك للقائه >.

فكر زئير للحظة وعلم انه يجب ان لا يسبب الكثير من المشاكل والا زاد الطين بلة، فان كان هؤلاء الأشخاص استطاعوا العثور عليه فلا يوجد ما يمنع من الوحوش الحقيقية من ايجاده لذا عليه ان يهدئ اللعب قليلا ولا يتهور كتدمير منظمة عريقة أخرى.

تكلم زئير بصوت أكثر هدوء من السابق < حسنا فل تخبره ان يأتي الى هنا، رد الموظف ماذا هنا لما لا نذهب الى المكتب ونتكلم بأريحية؟ >، نظر زئير بعينين اخترقت روح الموظف ليوصل له فكرة ان ما يقوله لا نقاش فيه، اتصل الموظف بزعيمه وأخبره بما حدث مع ان الزعيم تذمر الى انه لم يمتلك خيار فان اردت ترويض وحش يجب ان تطعمه وتلبي متطلباته.

بعد دقائق قليلة حظر الزعيم رفقت أربع حراس فقط فهو لم يرد جذب انتباه اعدائه واستغلال الامر لسرقة الوحش منه، < تشرفت بلقائك أيها المجهول انا جين زعيم منظمة التنين الأخضر >، تجاهل زئير المقدمات وتكلم بشكل مباشر < ما لذي تحتاجه مني لما تراقبيني؟ >.

< هاهاها يبدو ان الشائعات صحيح فانت عديم الصبر ولا تحب اللف والدوران، رد زئير لا اعتقد أنى تركت أحد حي ليعيش ويحكي الاشاعات عني > كان كلام زئير واضح وفي الصميم ما جعل الزعيم يريد قتله فورا ولكن تمالك نفسه وتكلم < حسنا فلتعمل تحت امرتي ولتطلب ما تشاء النساء المال الشهرة القوة أي ما تريد سيكون تحت امرتك ما رأيك؟ >.

كان وجه زئير مخفي ومغطى بالكامل ولا يمكن معرفة ما يفكر فيه < من قال أنى احتاج لمثل هذه التفاهات، فل تترك امر الفوائد والعقوبات التي تفكر فيها، ماذا عن هذا إن اختفيت من نظري وتتصرف وكأنك لم ترني حينها ربما سوف اتصرف بالمثل >.

اشتعل الزعيم ففي حياته أكملها لم يتصرف أحد بغرور امامه مثلما يفعل زئير الآن حتى زعيم منظمة التنين الأصفر لا يتجرأ على الكلام بتهور معه < هل تعتقد ان الدب الأحمر منظمة كبير لتقارنها بي، حتى انا لدي العديد من الناس باستطاعتهم تدمير منظمات أكبر منها في ساعات قليلة، لا تغتر بنفسك يا هذا كما لا تنسى انه بمقدور مسحك واللائك الأطفال من الحياة، ان ترجـ... >.

عض الزعيم لسانه مما يراه امامه فكل حراسه الأربع طاروا في الهواء واستقر الخنجر حول عنقه وهو يكاد ان يفصل راسه عن جسده فلولا رزانة زئير لكان ميتا الآن، لم يقدر جين بلع ريقه حتى خوفا من اختراق الخنجر لرقبته.

< اسمع يا حقير بمقدوري ذبحك وكل أعضاء منظمتك بل كل من في هذه المدينة وان لم يكفيك هذا سوف اقتل كل بشري على وجه الأرض ان تجرؤوا على اذيتي ومن هم بقربي هل فهمت؟ >، شعر جين بالرعب لأول مرة في حياته فهو لم يسبق له وان جرب مثل هذا التهديد من قبل.

قد يبدوا ان مثل هذا الكلام مجرد تهديد عاري من أي حقيقة ولا يمكن أي حال من الأحوال تنفيذه الى ان جين صدق كل كلمة لأنه رأى الحقيقة داخل عينين شيطانيتين لم يرى في حياته مثيلا لهما.

سحب زئير خنجره ومن ثم قال < سوف اساعدك على تحقيق اهدافك ولكن لدي شرطين الأول اياك ومراقبتي وابقي امر تواجدي هنا سريا فلا اريد الكثير من الناس يتجولون من حولي والثاني انا اهتم بالطفلين حتى أجد لهم مأوى مناسب لذا احتاج الى شهرين ونصف على الأقل حتى اتحرر من وظيفة الاهتمام بهما >.

حاول زئير قدر الإمكان تخفيف أهمية قمر وتانيا فلا يريد ان يظهر نقاط ضعفه للعدو.

كان هدف زئير هو المماطلة حتى تنفيذ هدفه وبعدها سيتصرف مع كل مشاكله دفعة واحدة، تفاجأ الزعيم من رد زئير فما طلبه لم يكن بالشيء الكبير بل على العكس فحتى هو لم يرد استخدام زئير في أي وقت قريب كما انه لن يسمح لاي شخص بمعرفة عثوره على هذا الوحش ووجوده في مدينته.

< هل لي ان اسال لما وافقت على العمل عندي؟ فانت لا تبدو من الناس الذين يحبون امتلاك رئيس، رد زئير من قال اني سأعمل عندك انا قلت سوف اساعدك في بعض العقبات وفي المقابل ستحمي سريتي وتوفر لي معيش رغيدة انه ربح لكلا الطرفين >.

اقتنع الزعيم جين بكلام زئير وطلب من الجميع الانسحاب كما فرح لمعرفة ان حراسه الأقوياء ومراقبيه المهرة لم يقتلهم زئير بل أغمي عليهم فقط، بعدما هم جين بالمغادرة ناداه زئير < لما انت واثق من كلامي الا تعتقد ان بمقدوري الاختفاء بدون أثر ام ماذا >.

تكلم جين بثقة < لو كنت تريد الاختفاء بدون أثر لم كنت أزال حيا الآن ولما توصلنا لهذا الاتفاق انا لا اثق بك ولكني اثق بقوتك >، ضحك زئير بشدة ومن ثم امسك الموظف من عنقه وقال < سيكون هذا وسيلة تواصلنا كما فعل اليوم لذا حافظ عليه فبدونه لن تجدني >.

اومأ الزعيم جين وغادر بعد اخذه لاتباعه المغمي عليهم وهو يشعر وكأنه نجى من الموت من بين مخالب تنين، شاهد الموظف زعيمه وهو يغادر ثم نظر الى زئير وقال < لما تريد ان تجعلني وسيلت تواصلك مع الزعيم، رد عليه زئير بثقة اشعر بألمك لذا قررت الثقة بك وان خنتها فلن ينقذك أحد مني >.

جف حلق الموظف كما انه شعر بالفشل في ركبتيه ولم تعودا قادرتين على حمله، فمثل هذه الثقة تعني حمل كالجبال ولكن علم انه ان نجح في كسبها سينجو من حياته الجهنمية، اعطى زئير أوامر لما يريده ان يتم للموظف < أولا اؤمر بمنع استخدام أي وسيلة مراقبة على هذه المنطقة السكنية وامنع أي عضو او أي شخص له ارتباط بمنظمتك الاقتراب من هذه المنطقة هل فهمت >.

نفذ الموظف كل أوامر زئير ومن ثم انصرف، عاد زئير الى السكن وقام بالتخلص من السم واخرج قمر وتانيا < لقد انتهت المشكلة لذا لا تقلقوا بعد الآن لن تتم مطاردتنا ويمكنكم العيش بسلام من الآن وصاعدا >.

----------------------

شكرا لكل من رد على الفصل السابق خاصة

الرواية لا تزال في البداية وبإذن الله سوف تتفاجؤون بالأحداث المتقدمة لذا أتمنى مواصلة دعمي

أي استفسار او نقد ارجو اطلاعي عليه في التعليقات

2019/09/20 · 633 مشاهدة · 1909 كلمة
huoldz
نادي الروايات - 2024