الفصل 46: الهروب المستحيل

كان زئير في السماء يسقط بسرعة كبيرة ممسكا حقيبة المظلة بفمه، كان لا يزال مكبل بشدة من ذراعيه ولا يقدر على تخفيض سرعته باستخدام جسده ولهذا ان ترك المظلة قد يفقدها دون وسيلة للنجاة، بذل زئير جهد ليثني جسده حتى أوصل رجليه الى داخل شرائط الساق في حقيبة المظلة وبعد ان تأكد انه متشبث بشكل جيدا فتح فمه وترك الحقيبة ليمسك بمقبض المظلة بفاه وسحبه ليطلقها، لم يبقى لزئير الى بضع مئات من الأمتار قبل وصوله الى الأرض.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

حقيبة المظلة

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

سحبت المظلة جسد زئير بقوة لتبطئ سرعت سقوطه جعلته قوة الجر يكاد يفلت قدميه من الحقيبة ومع ان الامر مؤلم وبشدة الا انه لا بديل له سوى التشبث أكثر او الموت، اقترب زئير من الأرض أكثر ولكن ببطء وبعد بقاء أمتار قليلة فوق الغابة أفلت المظلة ليسقط على الأشجار حتى لا تعلق رجليه بالمظلة ويبقى معلق في الأشجار.

اصطدم زئير بالأشجار وكسر فروعها كما أصيب في عدة مناطق في جسده ولكن السلاسل التي كانت تكبله وفرت حماية إضافية له مما جنبه التعرض للموت او الإصابة بكسور عديدة، بسبب امتصاص السلاسل لصدمات فروع الأشجار جعلها ترتخي أكثر وتتعرض لضرر في بعض الحلقات.

وقف زئير بسرعة بعد ان سمع صوت الطائرة يقترب وابتعد قدر الإمكان من مكان السقوط، كان لا يزال مربوط بالسلاسل ويجب عليه ان يتحرر منها في أقرب وقت ليقدر على الدفاع عن نفسه، كانت السلاسل مرتخية أكثر ومتضررة وبعد بذل جهد استطاع زئير فتح أحد حلقاتها باستخدام القوة المفرطة صحبها صراخ جعل الطيور والحيوانات القريبة تفر من محيطه.

كان زئير مصاب بشدة فالكثير من الكدمات والرضوض انتشرت على سائر جسده ومع ذلك لم تمكن أي من إصاباته بليغة او خطيرة، أصبح صوت الطائرة أقرب أكثر رفع زئير راسه ليرى انها فوق المنطقة بقي يراقب حتى لمح العديد من المظلات، كانت عينا زئير تتوهج فما أصابه اليوم لن يجعله يمر مرور الكرام فهو لا يطبق القول ان صفعت على الخد الأيمن فقدم الخد الايسر.

انقسم المظليين الى ثلاثة فرق كبيرة كل منها توجه نحو منطقة وكان هذا الامر مفرح لزئير لأنه سيخفف عليه العمل أكثر، تحرك زئير بسرعة وهو يحافظ على طاقته فالمعركة القادمة قد تكون الأخير له، نزلت مجموعة من المظليين التي كان من ضمنها صارم ومهد ومُذَرب مع اتباعهم الذين كانوا أقوى من حراس شخصين لرئيس بلاد.

كان يوجد ظل فوق شجرة قريبة من مكان نزولهم كانت الابتسامة المغطاة بالدماء توحي وكان صاحبها مصاص دماء، لم يمتلك زئير أي سلاح عدى السلسلة التي كانت تكبله في السابق، بقي زئير يراقب الفريق البالغ عددهم 26 شخص، توسع الفريق لتغطية مكان أكبر فهم لا تراودهم فكرة ان زئير نجى من الموتو وحتى ان نجى فلن يقدر على الحراك ولذا هم يركزون على البحث عل جثته.

استغل زئير تشكيلة البحث التي اتخذوها وعدم انتباههم وهم يتقدمون نحو الشجرة التي كان فوقها وبمجرد مرورهم من تحتها قفز من فوقها لينزل فوق أحد الجنود محطما جسده على الأرض، انتبه سريعا الجميع لما يحدث ولكن بعد فوات الأوان لان زئير قد امسك بجندي آخر من عنقه باستخدام السلسلة وسحبه بقوة لتنكسر عنقه وتقع جثته تحت قدمي زئير.

كان الجنود يرتدون دروع حامية من الرصاص ولهذا كان من الصعب على زئير قتلهم بالمسدسات لذا يجب عليه قتلهم باستخدام القوة او السكاكين والسيوف، صوب الجميع نحو زئير وأطلقوا النار ولكن لم يصيبوا الى درعين بشرين قد حملهما زئير واندفع بسرعة نحو صارم.

كانت محاولة الفريق فاشلة فالشخص الذي امامهم وحش بمعنى الكلمة كانت الدماء في سائر جسده وهي تقطر من على وجهه وفي نفس الوقت يحمل الجثتين كدرع ويركض بسرعة كبيرة، سحب صارم سيفه واستعد لالتحام معه وأعطى أوامر بتكثيف إطلاق النار فلو أخطأ زئير وكشف نفسه ولو قليلا سيتم اصابته.

فصلت مسافة أربع أمتار بين زئير وصارم وفي لحظة رفع الجثتين الى اعلى ومن ثم تركهم لتبدآ في السقوط حتى تحمياه من وابل الرصاص وفي هذه الأجزاء امسك بالسلسلة ولوح بها ناحية صارم، مع ان هجوم زئير كان سريع الى ان صارم استطاع مواكبته ودافع عن نفسه باستخدام السيف ليصد السلسلة.

التفة السلسلة حول السيف وبكل قوة سحب زئير السيف بسرعة وقوة كبيرة جعلت صارم والسيف يطيران نحو زئير، كان صارم سياف قوي وربما الامهر في الكتيبة ومن المخزي ترك السيف يقع في يدي العدو لذا كان التشبث بالسيف اهم من التشبث بالحياة.

في هذا الزمن القصير كانت الجثتين لا تزالان لم تسقطا تماما على الأرض وبسرعة انخفض زئير ليمر السيف وصارم متشبث به من فوقه ووابل الرصاص لم يتوقف بعد، ضرب زئير بطن ضارم بقوة هائلة جعلته يتقيأ دما، امسك زئير رجل صارم بسرعة ولوح بجسده ليصطدم بالأرض بقوة شديدة جعلت العظام تتحطم.

بعد سقوط الجثتين على جانبي زئير شاهد الجميع ما حدث جعلتهم ينسون أنفسهم لوهلة، كان الامر شنيع لاتباعه وهم ينضرون لقائدهم الذي كان مثل جبل يصعب رؤية قمته.

ترك عاصم سيفه أخيرا بعد ان غاب عن الوعي ليأخذه زئير منه، والآن بعد ان امتلك سلاح وضعه بسرعة حول عنق عاصم وامر الجميع بإلقاء أسلحتهم < اسمعوا انا لا اريد قتلكم الا ان دعت الضرورة ارموا اسلحتكم والا سأجعلكم جثث مثل زملائكم الذين سحقتهم >.

في البداية كان زئير ينوي قتل الجميع بسبب غضبه ولكن بعد ان شاهد طريقة قتال صارم وإتباعه لشرف السياف قرر اعطاءهم فرصة، < هيا أسرعوا فصبري ينفذ > القت مهد سلاحها أولا وتبعها اتباعها كما بدا اتباع صارم واتباع مُذَرب هم الآخرون في القاء أسلحتهم.

صرخ مُذَرب <حمقى أنتم خونة سأتأكد من ان .... > غُرِس سيف في قلب مُذَرب قبل ان ينهي كلامه كان زئير سريع جدا وكأن السيف منحه قِوَى خارقة < اخبرتك ان صبري سينفذ سريعا > كانت عيني مُذَرب غير مصدقة لما يحدث له حاول الكلام ولكن فمه المليء بالدماء منعه.

همس زئير في اذن مُذَرب < ..... ..... ...... ..... > من ثم لكمه بقوة شديدة جعلته يطير وكأنه قذف وسادة من الريش، كانت القوة المرعبة التي اظهرها زئير لم يرها الجنود من قبل ابدا، كان قوي بشكل حتى الشائعات عن المسمى بآبد الدموي ستظهر وكأنها امر تافه امام ما يرونه.

فقد الكثير القدرة على الوقوف مع ان مهد استطاعت استجماع قوتها ولكنه في الاخير استسلمت للرعب، نظر زئير الى فريق مُذَرب وقال هل تريدون الانتقام لقائدكم سأعطيكم الفرصة ان اردتم ولكن لن اعفو عن حياتكم.

طأطأ الجميع رؤوسهم وكأن من قتل لا علاقة لهُ بهم في الحقيقة كرهوه فقد كان نرجسي حقير لا يهتم الا بنفسه، < اسمعوا جميعا انا لا اريد قتلكم ولكن ان علم قائدكم بانكم استسلمت قد يتم اعدام معظمكم لهذا يجب ان تقوموا بتمثيلية لتجعلكم تنجون من المصير المؤسف، سأقوم بإصابتكم بجروح وضربكم حتى تفقدوا الوعي وبهذه الطريقة قد لا تعاقبون كثير >.

بدا زئير بضرب الجميع بقوة حتى يفقدوا وعيهم ومن ثم يطعن بسيف في مناطق غير حيوية ليصيبهم بجرح بليغ ولكن غير قاتل، وفي دقيقة أنهي الجميع ولم تبقى الى مهد، < انت حالة خاصة يجب ان تكوني مصابة بقدر أكبر من اتباعك، تكلمت مهد بتلعثم لـ ـ لـما تـ ـ تـفعل هذا؟؟، رد زئير بثقة لأنكم .... > فقدت مهد الوعي قبل ان تسمع الإجابة كاملة كما أصابها بجراح عديدة، بدأت أصوات عديدة لاقتراب باقي الفرق من زئير فانسحب بسرعة وغادر المكان من دون أثر.

وصل إصليت وحازم الى المكان ليجدو الجميع على الأرض مصابين بجروح بليغة، أسرع الجميع للتأكد من حالتهم ولكن كانوا لا يزالون احياء ماعدا مُذَرب الذي كان جثة هامدة ومعه اثنين آخرين، لم تملك الفرق الوقت لمطاردة زئير فان فعلة قد يموت زملائهم وخاصتا مهد وصارم الذين كانوا في حالة حرجة وخطيرة، صرخ حازم < بسرعة قدموا الإسعافات الأولية مسؤول الاتصال فل تبلغ القيادة واطلب منهم ارسال طائرات نقل بسرعة >.

في هذه الاثناء بلغ التقرير الى القائد العام للكتيبة وبعد سماعه الاخبار ضرب المكتب بشدة ليتشقق الخشب من تحت قبضته < اللعنة عليكم ما لذي سأخبر به ذلك اللعين >.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مين توقع يلي جرى هل طريقة الهروب جميلة ام مبتذلة اخبروني في التعليقات

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

شكرا على المتابعة والتعليقات

2019/10/06 · 570 مشاهدة · 1397 كلمة
huoldz
نادي الروايات - 2024